فقه ( العداء ) المبدئي ..! بقلم هيثم الفضل

05:32 AM March, 22 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –



في إطار مبدأ (فَش الغبائن) إستغرق المؤتمر الصحفي الذي عقده حزب المؤتمر الشعبي قبل أيام ما يقارب ال90% من وقت إنعقاده في (إنتقاد) الإجراءات الحكومية التي تمت بخصوص مواجهة فايروس كورونا ، في إشارات واضحة لا تقبل الشك تستهدف وصم خطة وزير الصحة بالفشل المُبكِّر والمتوقع ، مما ذكَّرني بالمثل السوداني (جلداً ما جِلدك جُر فيهو الشوك) ، ففي هذا الوقت الحسَّاس والعصيب في ملحمة مواجهة الوباء ، وحينما يتعلَّق الأمر بصحة وحياة المواطن السوداني دون إستثناء ولا تمييز يُعبِّر عن إنتمائه السياسي أو الثقافي أو العرقي ، كنت أعتقد أن روح (الحكمة) والوقار و(التجرُّد) ستكون هي السائدة في ما تقوم به الأحزاب السودانية من مساهمات في أمر مجابهة فايروس كورونا ، لكن على ما يبدو أن الأمر سيستمر على ما كان عليه أياً كان حجم ونوعية وموضوع (السِجال) ، فأمر تدافُع الأحزاب السودانية نحو الإحتراب والتنافس فيما يحْتمِل وما لا يحْتمِل على ما يبدو لن توقفهُ لا قضايا وطنية ولا مصلحية ولا إستراتيجية ولا حتى أن يواجه فيها شعبٌ بأكملهِ خطر الموت الزؤام.

وآمالنا على ما يبدو كانت أكبر من رؤى وتطلُّعات حزب المؤتمر الشعبي حول الموضوع حين تجشَّم المشاق ليعقد مؤتمراً صحفياً حول هذه القضية الإنسانية والمحورية الهامة ، حيث إعتقدنا أنه كان سيستثمر الوقت في إعلان خطة تحدِّد كيفية مساهمته مع الحكومة الإنتقالية ومنظَّمات المجتمع المدني في مجابهة هذا الخطر الذي يُهدِّد مُقدَّرات البلاد وإنسانها ، أو أن يُنادي بوحدة صف حزبية تدعو للتفاكر السريع حول إستغلال الإمكانيات المركزية والقاعدية المُتاحة للأحزاب السودانية لدرء هذا الخطر ، ثم من بعد ذلك إستغلال ذات المنبر الإعلامي في توعية النخبة وعامة الناس فيما يفيد تفاديهم الوقوع فريسةً لهذا الداء ، لكن فوجئنا بتحوُّل المؤتمر الصحفي إلى ساحة للسجال السياسي و(المُعاداة) الأزلية والمبدئية لكل ما أنتجتهُ الحكومة الإنتقالية عبر وزارة الصحة والوزارات ذات الإختصاص في هذا المضمار حتى لو كان إيجابياً.

المطلوب في مثل هذه المبادرات أن يكون إنطلاقها من مبدأ (إكمال ما نقص) فالموضوع لا يحتمل إغراقه في مُستنقع الخلافات السياسية بين الأحزاب ، فليس من مبدأ يستحق لقب (وطني) و(قومي) أكثر من مبدأ (حماية الناس من خطر الأوبئة) والحفاظ على حياتهم وصحتهم ، فوباء كورونا لا تقف مخاطره عند حد الإصابة به أو الموت بسببه ، فهو في ذات الوقت مُهدِّد إقتصادي واسع المدى ، يبدأ بدمار إقتصاد الأسرة الصغيرة والممتدة والقرى والمدن والدول ، خصوصاً دولتنا السودانية التي تعاني إنهياراً في بنيتها الإقتصادية العامة وما يتبع ذلك من هشاشة في بنيتها الصحية والطبية والبيئية والإدارية ، في إعتقادي آن أوان التغاضي عن الصغائر والمكاسب الحزبية الضيقة لصالح المصلحة العامة وبقاء الإنسان السوداني مُعافى وآمن وقادر على الصمود والعطاء.

الفجور فى الخصومة والوضاعة هى ماركة مسجلة وستظل مسجلة بأسم الكيزان أيا كان مسمى الراية التى ينحشرون تحت إسمها . إلى قيام الساعة .