الحلو .. إستهبال سياسي أم إنتقام بقلم محمد عبدالله ابراهيم

الحلو .. إستهبال سياسي أم إنتقام بقلم محمد عبدالله ابراهيم


03-23-2020, 01:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584922962&rn=0


Post: #1
Title: الحلو .. إستهبال سياسي أم إنتقام بقلم محمد عبدالله ابراهيم
Author: محمد عبدالله ابراهيم
Date: 03-23-2020, 01:22 AM

01:22 AM March, 22 2020

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




[email protected]

لم أكن أود الكتابة مرة أخرى عن الحركة الشعبية التى يقودها الرفيق الحلو، وذلك نسبة لقناعتي بأن الذين يقودونها حالياً هم أدنى منها مستوى فكراً وتفكيراً لحركة قدمت الآلآف من الشهداء ولها إرث وتاريخ نضالي طويل يمتد من العام 1983م، وأقل طموحاً من مشروعها السودان الجديد الذي ينادي ببناء دولة سودانية تقوم على العدالة والحقوق المتساوية والمواطنة بلا تمييز لجميع السودانيات والسودانيين، وما دفعني الي الكتابة هو إحساسي العميق بأنني انتمى الى تلك الأرض والى اولئك المواطنيين الذين يقودونهم، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفال، في كاودا وجبال النوبة وعموم جنوب وغرب كردفان، وخاصة النازحين واللاجئين ومتضررى الحرب، وأؤمن بعدالة قضاياهم وهى تمثلني تماماً بل أعتبرها قضيتي، ولقد دفعوا ثمناً باهظاً للحروب الذي أفقدت الأسر الكثير من الأبناء والإعزاء والممتلكات ولا سيما الظروف الإنسانية البائسة التى يعيشونها وهى تنعدم لأبسط مقومات الحياة، كما ان هنالك استهبالا قد طفح على السطح في العديد من القضايا التى تهم انسان جبال النوبة / جنوب كردفان وان الحلو ومجموعة في قيادة الحركة اصبحوا يتعاملون معها بعدم الجدية وبشكل لا يمت الى السياسة بصلة، وحيث ان من الملاحظ بعد إنقسام الحركة الشعبية أبان مسرحية الإنقلاب السيئة الإخراج الذي قاده الحلو، والمؤتمر المزعوم الذي نصب من خلاله نفسه رئيساً على الحركة، لم يقوى الحلو على الإبصار بعينين في قيادة حركته الجديدة، وإنما إكتفى ان يبصر بعين واحدة فقط، وهى تبصر مركزةً على الإنتقام من رفاق الأمس الذين عمل معهم ما يقارب ال34 عاما من النضال في الحركة الشعبية، ويعتبر حرب النيل الازرق هو اول مهمة إنتقامية نفذها الحلو ضد رفاقه في الامس، وذلك من أجل ان يمكن نفسه في السيطرة المطلقة على الحركة الشعبية، حيث قام بإرسال جنودا وسلاح من كاودا للقتال في النيل الازرق وبادروا بالهجوم على معسكرات النازحين، وحدثت مجزرة حصدت ما يزيد ال3000 من الارواح البريئة بين المواطنيين العزل، وهذه الحصيلة تفوق حصيلة السبع سنوات من الحرب مع نظام البشير في المنطقتين "جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الأزرق”، ويعتبر هذا هو الحرب الوحيد الذي خاضه الحلو بعد إن نصب نفسه رئيساً، ومنذ ذلك الحين وجه الحلو كل إهتماماته وكرس كآفة إمكانيات حركته للقضاء على رفاق الأمس بقيادة القائد مالك عقار، غير آبه النظر لقضايا الجماهير الذين هم تحت قيادته في مناطق سيطرة حركته وغير مهتم في ان يفكر حول كيفية إيجاد خط سياسي ورؤية واضحة لحركته، ولاسيما خلق علاقات وتحالفات سياسية مع الاحزاب والتنظمات السودانية والعالم الخارجي غير تلك العلاقة التفاوضية السرية مع النظام البائد، والتى استمرت حتى قيام الثورة السودانية وقبيل إسقاط النظام، وهذا في حد ذاته يدل على ضيق الافق الفكري والسياسي وعدم القدرة على التمكن من قراءة المشهد السياسي السوداني بشكل صحيح، وحيث كان الحلو يعتقد ان ثورة ديسمبر 2019 هى مثلها ومثل ثورة سبتمبر 2013 ومحال ان تسقط النظام، وكما ان قيادات النظام نفسه كانوا على نفس قناعة الحلو بان هذه الثورة لم تستطيع ان تسقطهم، لذلك كانا يديران تفاوضاً سرياً معاً سعياً في ان يحقق كلا منهم الاهداف التالية:

اولاً النظام كان هدفه ان يوقع اتفاق سلام مع الحلو في اسرع وقت ممكن حتى يتثنى له تحقيق الاتي:

* لم يستطيع النظام هزيمة الحركة الشعبية طيلة تسع سنوات من الحرب.
* لم يستطيع النظام ان يفرض أجندتة على الحركة خلال 18 جولة تفاوضية، حيث كان النظام يريد تقديم الملف السياسي على الانساني، والحركة الشعبية ترى العكس تقديم الملف الانساني على السياسي، " اي الإغاثة قبل السياسة"، كما ان النظام يريد ان تأتي المساعدات الانسانية للمواطنيين في مناطق سيطرة الحركة عبر مسارات داخلية، والحركة الشعبية كانت تتمسك بمسار خارجي حتى لا تتكرر تجربة دارفور.
* النظام كان متمسكاً بان تتفاوض الحركة الشعبية حول قضايا المنطقتين فقط، والحركة الشعبية كانت متمسكة بالحل الشامل لقضايا السودان.
* النظام كان حريصاً على تفكيك العلاقات والتحالفات فيما بين قوى الكفاح المسلحة من جانب وفيما بين قوى الكفاح المسلحة والاحزاب والتنظيمات السودانية المعارضة في الداخل من جانب آخر، وكان يسعى على تحقيق سلام يوقع عليه حركات الكفاح المسلحة منفردة، وايضاً كان يصر على فصل منابر التفاوض وعمل جاهداً على إقناع حركات الكفاح المسلحة في دارفور بالذهاب الى منبر الدوحة، اما الحركة الشعبية كانت تعمل على النقيض حيث طلت تطالب بالحل الشامل للقضايا السودانية، وتحقيق سلام شامل يوقع عليه قوى الكفاح المسلحة مجتمعة في منبر واحد وان تشارك الاحزاب والتنظيمات السودانية والشخصيات الوطنية المهمة في عملية التفاوض طالما القضية هى الوطن والوطن للجميع.
* النظام يرى ان الحلو ذلل له العديد من الصعاب بعد انقلابه وابعاده ياسر عرمان وخاصة من ملف التفاوض، وانه يستطيع ان يبتلع وفد الحلو المفاوض، ولاسيما تصريحات الحلو التى دعمت خط النظام ورؤيته التفاوضية، وهو ان عرمان غير جاد في تحقيق السلام ويتحمل فشل 18 جولة تفاوضية، وان الحركة تفاوض في اطار قضايا المنطقتين فقط وغير مناط بها ان تتفاوض حول قصايا الاقاليم السودانية الأخرى او السودان كله، كما اتهم الحلو عرمان بحشد شخصيات من خارج الحركة الشعبية للمشاركة في التفاوض، وشن هجوماً على كل تحالفات الحركة الشعبية.
* النظام يعتقد ان الحركة الشعبية التى يقودها الحلو هى اكبر الحركات المسلحة التى تسيطر على مناطق واسعة في جبال النوبة جنوب كردفان، وان بقية الحركات لا أثرا يذكر لها، وليست لها وجود على ارض الواقع ولا مناطق تسيطر عليها داخل السودان.

وعليه ووفقاً لهذه المعطيات يريد النظام ان يوقع اتفاق سلام مع الحلو حتى يشغل الرأى العام السوداني ويستطيع استقطاب الدعم الخارجي بموجب الاتفاق حتى يتغلب على المشاكل الذي يمر به ويتمكن من إنتاج نفسه وتقويتها من جديد.

ثانياً: الحلو كان يريد تحقيق سلام مع النظام في اسرع وقت حتى يحقق الاتي:

* الانفراد بالسلطة المطلقة في المنطقتين واقصاء الحركة الشعبية التى يقودها مالك عقار بعد ان فشل في القضاء عليها ولا سيما ان وفد النظام المفاوض رفض الاعتراف بالحركة التى يقودها عقار في اخر جولة تفاوض دعت لها الوساطة في اديس ابابا.
* يريد الحلو ان يوقع على اتفاق سلام يسبق به قوى الكفاح المسلحة الاخرى حتى يستطيع ان ينال اكبر قدر من التمثيل والمشاركة في سلطة المركز.
* ليس لدى الحلو اي مواقف مشتركة او تنسيق مع قوى الكفاح المسلحة الاخرى حتى ينظرها، بل شن هجوماً على تحالف الحركة الشعبية معها، ولا سيما ان قوى الكفاح المسلحة الاخرى تطالب بالحل الشامل وهى نفس رؤية الحركة الشعبية في التفاوض قبل الانقلاب، والحلو يطالب ان يتفاوض في اطار قضايا المنطقتين فقط.

وعليه ان كل الاماني التى كان يحسبها الحلو ماءاً ضاعت كسراب بقيعة وبدأ متخبطاً ومتهوراً عازلاً حركته تحت حجر ضب عاجزاً عن صنع العلاقات والتحالفات او الانضمام اليها مع قوى الكفاح الاخرى المسلحة والمدنية.
ولم تقف الامور في الحركة التى يقودها الحلو عند هذا الحد، حيث شهدنا العديد من المواقف المتناقضة والمربكة التى تدل على العجز الفكري وعدم وجود قيادة سياسية فاعلة وقادرة على صنع الاحداث، غير تلك التى تنشر الاكاذيب والتضليل وتكتب ليلا و نهارا بغبن وحقد دفين ملئ بالاساءة والسباب وقلة الاحترام والادب في حق قيادات تاريخية في الحركة الشعبية، واذكر بعضاً من المواقف المتناقضة والمربكة والمخجلة في نفس الوقت والتى تستدعى الضحك والبكاء بعيدا عن تلك التى صاحبة حملة التخوين وما يسمى بمجلس التحرير الى قيام المؤتمر المزعوم، وهى:

* قبل ان ينصب الحلو نفسه رئيسا للحركة الشعبية خاطب جموع غفير من المواطنيين في كاودا ووعدهم بتحقيق دولة حرة مستقلة تحت الشمس، وقال لهم نحن قريبين من تحقيق هذا الهدف.
* شن الحلو هجوما ضد رفاق الأمس الذين كانوا معه في قيادة الحركة متهماً اياهم زوراً بالتخوين وبيع الجيش الشعبي والتنازل عن مشروع السودان الجديد دون تقديم اثبات اودليل، وخاصة وفد الحركة المفاوض بقيادة رفيقه ياسر عرمان المتهم بإفشال 18 جولة تفاوضية مع النظام، والحلو والذين معه يعلمون ان بيع الجيش الشعبي والتنازل عن مشروع الحركة الشعبية لا يحتاج الى 18 جولة تفاوض، كما ان فشل ال 18 جولة تفاوض هى في حد ذاتها إثبات على تمسك الحركة ووفدها المفاوض بالقضايا التى من أجلها حملت السلاح، وفي نفس الوقت وفي ظل التخوين لوفد الحركة المفاوض نجد ان الوفد الذي كونه الحلو للتفاوض قد قبل بأن يبدأ التفاوض مع النظام من اخر نقطة وقف فيها التفاوض وفد الحركة المفاوض المتهم بالخيانة، وذهب الى اكثر من ذلك وهو القبول بمسارات داخلية والتنازل عن المسار الخارجي في ايصال المساعدات الانسانية والذي ظل وفد الحركة المفاوض متمسكا به حتى اخر جولة.
* يتحدث وفد حركة الحلو المفاوض عن ان حركتهم قومية وتهتم بكآفة قضايا الشعب السوداني، في حين انهم رفضوا الحل الشامل معللين بانه يطيل عمد التفاوض وطالبوا بالتفاوض في اطار المنطقتين فقط، ومن التناقض ايضا نجد ان 90% من اعضاء المكتب القيادي لحركة الحلو من اقليم واحد مع وجود تمثيل طفيف وغالباً ديكوري للنيل الازرق، ومن العدالة كان ان لا يكتفوا بتمثيل النيل الازرق كنواب فقط، بل يجب تعول لهم رئاسة هيئة الاركان او الامانة العامة.
* عمل الحلو على تكوين تحالف سمية الكتلة التاريخية، وفي نفس الوقت يفشل في ان يحافظ على تحالف يضم اربعة تنظيمات وهى” حركته وحركة محمد جلال هاشم وزينب كباشي وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر” الذي خرج عنهم وانضم الى الجبهة الثورية وزينب كباشي التى لم تمثل اصلاً سوى مشاركتها بالحضور في مؤتمر الحلو.
* طرح الحلو تحالف الكتلة التاريخية في حين انه لم يستطيع ان ينضم الى تحالفات اكبر حجماً مثل ” قوى الحرية والتغيير، نداء السودان، قوى الاجماع الوطني والجبهة الثورية.
* كون الحلو وفد للتفاوض مع حكومة السودان الانتقالية باسم تحالف الكتلة التاريخية وتم تمثيل محمد جلال هاشم نائب لرئيس الوفد المفاوض دون ان يكون هنالك ادنى تمثل لحركة زينب كباشي، وفي حين ان الحلو وقع على اتفاقية حسن النوايا مع حكومة السودان الانتقالية في جوبا - سبتمبر 2019 بأسم حركته الحركة الشعبية دون ان يصتحب معه رفاقه في تحالف الكتلة التاريخية ولا سيما محمد جلال هاشم للتوقيع مثلما فعلت الجبهة الثورية، كما ان الناطق الرسمي باسم وفد حركة الحلو المفاوض يتحدث للاعلام ويكتب البيانات باسم الحركة الشعبية دون ادنى احترام لتحالف الكتلة التاريخية وفي ظل وجود نائب رئيس وفد التفاوض محمد جلال هاشم الذي يدخل معه صالة التفاوض ويناقش باسم تحالف الكتلة التاريخية، والمخجل المبكي ان محمد جلال هاشم نفسه اصبح يتحدث في احايين كثيرة في الندوات ولوسائل اللاعلام باسم وفد الحركة الشعبية المفاوض.
* تمسك الحلو في هذه المفاوضات بالعلمانية وانها يجب ان تضمن صراحة او سوف يتبنى تقرير المصير، وقدم وفده المفاوض الملف السياسي على الانساني وهذه اراء وافكار محمد جلال هاشم الذي لم يعرف كاودا مطلقاً ولا يمتلك سلاحا ولا نازحاً ولا لاجئاً فقط يريد ان يضمن له مواقعاً سياسياً رفيعاً في الدولة على اكتاف الحركة الشعبية، كما ان المؤسف في التبرير للتمسك بالعلمانية من دون اتاحة الفرص لمشاركة السودانيين في هكذا قضايا تهم الجميع، هو على حسب قناعتهم بان الشريعة الاسلامية عندما فرضت في البلاد لم يشارك في وضعها السودانيين وانما فرضها النظام على الدولة، وقس على ذلك ان تفرض العلمانية على نفس الطريقة، غير آبهين بأن هذه الطريقة في حد ذاتها تعتبر تجاهلاً للتغيير الذي حدث عن طريق الثورة التى اسقطت النظام، وهى احد اسباب قيام الثورة، والسؤال الذي اريد ان يجاوب عليه وفد الحلو المفاوض هو لماذا الاصرار على الدخول من نفس الابواب القديمة التى كان يدخل بها الانظمة السابقة ولا سيما النظام البائد؟ ولماذا لا نعمل على ترسيخ مبدأ المشاركة الجماهيرية بأسس وطرق ديمقراطية سليمة؟ ونحن في مرحلة نبحث فيها عن كيفية بناء دولة لجميع السودانيات والسودانيين؟.
* عمل الحلو على خلق تحالفات مع احزاب محسوبة على النظام البائد، وهى احزاب ظلت تعمل مع النظام طيلة السنوات السابقة ولم تتخذ موقفا ضد سياساته التى تضرر منها الوطن والمواطن، ولاسيما الحركة الشعبية نفسها، والحلو يعلم ان الطائرات الحربية التى كانت تقذف الاطفال والنساء بالصواريخ والقنابل السامة والمحرمة دوليا والبراميل المتفجرة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور كانت تقلع من الخرطوم وبأمر البشير الذي كان يجتمع معه نفس هذه الاحزاب، وهى التى ساندت النظام حتى في وقت قيام الثورة السودانية وظلت تدعمه حتى سقطت معه، وفي المقابل تجد ان الحلو يعجز تقديم مبادرة لتوحيد الحركة الشعبية ويرفض كل المبادرات التى قدمت في هذا الخصوص وآخرها مبادرة فخامة الرفيق القائد سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، والحلو يعجز من ان يقدم مصالح شعب المنطقتين جبال النوبة / جنوب كردفان والنيل الازرق على مصالحه الشخصية ولا يستطيع ان يدير حوار او حتى يعمل على تنسيق مواقف مشتركة مع الحركة الشعبية التى يقودها مالك عقار وهم رفاقه في الامس القريب من اجل مصلحة شعب المنطقتين.

فأصبح الحلو متهافتً الى سوقط النظام البائد، إنضماماً وتحالفاً، فكان من الاسمى والانفع له اذا كان صادق ان يعمل على إطلق سراح الجنرالات الذين يقبعون في سجونه بتهم التخابر مع النظام البائد، طالما يعمل الانعلى تمجيد محمد يونس العائد من صفوف النظام البائد، والذي كان يتقدم صفوف مليشيات النظام البائد ويقاتل الحركة الشعبية في النيل الازرق وجبال النوبة جنوب كردفان، ولقد تابعت في الاسافير بياناً صادراً بتاريخ 18 مارس الجاري عن المدعوا محمد يونس يحمل اسم الحركة الشعبية وموقعاً عليه باسم القوى المنشقة حيث حمل البيان في مطلعه الاتي:
" الحركة الشعبية لتحريرالسودان ـ شمال
إنضمام الرفيق / القائد محمد يونس بابكر للحركة الشعبية لتحريرالسودان ـ شمال.

لما الليل الظالم طول فجر النور من عينا إتحول قلنا نعيد الماضي الأول ماضي رفاقنا الحزموا الباغي الرصاص لم يفنينا "، وورد في اواخر اسطره "كما ننبهكم بعدم الإنجرار وراء دعوات عقار القبلي والمجلس العسكري المستبد".
وحقيقة لقد اقشعر بدني واصبتُ بالذهول من هذا البيان، ولقد تساءلت في نفسي “ ألا يخجل هذا المحمد يونس ام ان المخجل حقاً هى الحركة الشعبية التى يقودها الحلو؟
وهل هذا استهبال سياسي ام انتقام من الحركة الشعبية قيادة عقار؟
ومن اي قوى انشق هذا المحمد يونس؟ علما بان ترقيته الى رتبة اللواء كان من قبل النظام البائد.
ومن هم الذين يريد محمد يونس ان ينبههم من دعوات عقار القبلي؟
وهل الحركة الشعبية قيادة الحلو مصدقة ذلك؟
وماهو المجلس العسكري المستبد الذي يقصده؟.

وعليه اذا كان هذا استهبال سياسي فهذا وارد، اما اذا كان الهدف انتقامي يقوم على العمل ضد الحركة الشعبية التى يقودها عقار، فهذا غباء مركب وسقوط اخلاقي كبير، واذا كانت الحركة الشعبية قيادة الحلو تعتبر ان انضمام محمد يونس لها ضربة مؤثرا للحركة الشعبية قيادة عقار، فأقول لهم لقد خضعتم انفسكم وارتبتم وغرتكم الاحقاد ملئ قلبوكم، ولكم ان تنتظروا سوف يرتد أثره عليكم عاجلا ام آجل.
ونحن نعلم كما يعلم الحلو بان محمد يونس بابكر هو عميد هرب مع سبعة آخرين من الجيش الشعبي وانضم للنظام في حامية ديم منصور قرب الكرمك، وذلك في العام 2015 اي قبل انقسام الحركة الشعبية، ووقتئذ كتب عبدالله ابراهيم الامين العام للحركة الشعبية في اقليم النيل الازرق البيان ادناه بتاريخ 19/12/2015 موضحاً فيه العديد من النقاط،
البيان: " استسلام العميد محمد يونس للقوات الحكومية بحامية ديم منصور بالنيل الازرق.
الرفيق سابقاً، والعميد سابقاً بالجيش الشعبي محمد يونس بابكر بدأ إتصالاته بالقوات الحكومية خلال العامين السابقين وكانت معلومة ومرصودة لقيادة الحركة الشعبية، قد بدات إتصالاته بعد أن أجري له مجلس محاسبة عندما قام ببيع تعينات جنود الجيش الشعبي حينما كان يعمل في دائرة الإمداد، وتم إستبعاده من الجيش الشعبي وكلف بمهام مدنية بعد مناقشة أجرتها معه قيادة الحركة الشعبية وإتفقت القيادة على عدم فصله من الحركة الشعبية لأنه من قدامى الرفاق وبغرض إتاحة فرصة ثانية له لتحسين مسلكه، وبدلاً من ذلك قام بإجراء إتصالات مرصودة مع الدمازين والكرمك، ومع ذلك تم العمل المستمر لمساعدته للخروج من دائرة أفعاله التي تشكل خيانة عظمى لأهداف ومبادئ الحركة الشعبية ونظمها وقوانينها، وقد أرسلت له إشارات عديدة بإنه أما أن يستمر كمناضل أو إذا راى أن يهجر صفوف الحركة الشعبية فله ذلك.
كلف بمهمة مدنية قبل يومين وكان معه سبعة من أعضاء الحركة الشعبية والجيش الشعبي ومعظمهم من أقرباءه، فذهب بدعوى تفقد مؤسسات مدنية في منطقة (أورا) وإتصل من هناك بقيادة القوات الحكومية في حامية ديم منصور وقام بتسليم نفسه ومن معه وعددهم سبعة أشخاص الي حامية ديم منصور أحدى الحاميات الخارجية لمدينة الكرمك، وهو لا حولة ولا قوة له ليقوم بتغيير قيادة الجيش الشعبي كما ذكر في بيانه لوكالة سونا، وحديثه لوكالة سونا وحده كافئ ليحكم الراي العام عليه، ومحمد يونس راح وإستراحت منه الحركة الشعبية والجيش الشعبي فقد كان ينقل معلومات بإستمرار عن الحركة الشعبية والجيش الشعبي، والآن قد ذهب الي حيث ما ينبغي له أن ينتمي، ونتمنى له موفور الصحة ونذكره بإنه يعلم إننا نعلم خطط القوات الحكومية، وإن كان لايعلم مصير الذين ذهبوا الي الخرطوم فعليه الإتصال بالعمدة أوشوتال.
عبدالله إبراهيم عباس (أوجلان)
الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان بإقليم النيل الأزرق
19 /12/2015م

واذا نسيتم ذلك نحن لم ننسى وعليكم التأكد من البيان من خلال الرابط ادناه.
https://www.google.com/url؟sa=tandsource=webandrct=jandurl=http://www.sudanile.com/89335andved=2ahUKEwj0h6P7xKvoAhVCTBoKHZLyAoUQFjAFegQIARABandusg=AOv...pmd3IxJ0iq1WBe0t0Pdv

وعبدالله ابراهيم الذي كتب هذا البيان ينتظر ان يعمل سوياً مع نفس العميد محمد يونس الذي كتب فيه البيان سابقا بعد ان انضم مجدد اليهم في حركتهم.
والجميع يعلم بما فيهم الحلو ومحمد يونس نفسه، انه وبعد ان استسلم للنظام تم استخدامه ضد الحركة الشعبية حيث جند عدد كبيرا من اهله واقرباءه وتم ارسالهم الى جبهات القتال لمحاربة الجيش الشعبي في النيل الازرق وجبال النوبة، وبدأ محمد يونس في اجراءات لتسجيل حركته كحزب سياسي واعلن عن مشاركتهم في الانتخابات الذي يزعم النظام البائد اجراؤها في العام 2020 ، وصرح محمد يونس بانهم سوف يقومون بعقد مؤتمر عام لحزبهم، ولتأكد من صحة تصريحات محمد يونس عليكم متابعة الرابط ادناه.
https://www.google.com/url؟sa=tandsource=webandrct=jandurl=https://www.africa-press.com/sudan/parties/4757andved=2ahUKEwjWrdC7xqvoAhXoxoUKHaJBA3oQFj...nU4_v6GH91-bOeKlv1Ws
كما شارك المدعو محمد يونس في جلسات الحوار الوطني المزعوم الذي قام به النظام البائد، وقدم ورقة في جلسة لجنة السلام في قاعة الصداقة حول السلام والوحدة الوطنية، قدمتها ممثلة حركته آمنة المامون، وسوف تفاصليها من خلال الرابط ادناه. https://www.sudaress.com/sudansafari/44624https://www.sudaress.com/sudansafari/44624

ومن خلال تحليل هذه الاقوال والافعال والمواقف المتناقضة داخل اورقة الحركة التى يقودها الحلو نستنتج الاتي:
* ان الحركة فاقدة للخط السياسي والرؤية الواضحة بسبب عدم وجود قيادة سياسية قادرة على صنع الاحداث.
* ان الحركة تمر بأذمة صراع داخلى بين قيادات الصف الاول ولا احد يستطيع ايجاد الحل الذي يجعلهم متفقي الاراء حول العديد من القضايا والمواضيع محل الخلاف وهذا ناتج من خلال الاحساس بتساوي القوة بين القيادات ولا سيما ان التكتلات القبلية لعب دورا كبيرا في ذلك.
* الحلو لا يملك قراراً ولا يستطيع ان يفرض راياً وان العديد من بيانات الحركة يكتبها اشخاص ويتم نشرها قبل ان يطلع عليها الحلو، وغالبا ما يكتفى كاتبي البيانات بإعلام الحلو شفاهة بدلا عن الاطلاع عليها مكتوبا وقس على ذلك في التصريحات الصحفية والاعلامية من قبل قيادات الحركة الاخرى.
* الحركة ليست لديها خط سياسي واضح حتى يلتزم به اعضائها، وكل الذين يكتبون سوى ان كانوا قيادات او اعضاء يكتبون منطلقين من دوافعهم النفسية وعلى حسب اهوائهم الشخصية.
واخيراً على هاؤلاء ان يعلموا ان المواقف السياسية لاتبنى ولا تستقيم بالانتقام، وان بلادنا تمر بمرحلة لا تتحمل الاستهبال السياسي، وان الاستهبال السياسي نفسه مضراً بالقضايا التى نتبناها، ولاسيما قد يضيع احلام اولئك الذين حملوننا قضاياهم واقفين على الجمر منتظرين بأن نكونوا لهم الأمل.