لمـــا هجــــرت تلك الأقلام ســــاحات الكتابة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

لمـــا هجــــرت تلك الأقلام ســــاحات الكتابة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


03-22-2020, 08:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584861940&rn=0


Post: #1
Title: لمـــا هجــــرت تلك الأقلام ســــاحات الكتابة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-22-2020, 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لمـــا هجــــرت تلك الأقلام ســــاحات الكتابة ؟؟

كانوا في الماضي القريب يتراشقون بالكلام تارة وبالحجارة تارة أخرى .. وكانوا يجدون النشوة في ذلك التراشق حيث الند بالند والحجر بالحجر .. وحيث كان يتواجد من يرد بالشتيمة حين يتلقى الشتيمة !!.. كما كان يتواجد من يسب حين يتلقى السباب !!.. واليوم يجد الكثيرون أن ذلك الصمت الغير معهود هو الذي يسود ساحات السجال والمقال والكتابة .. وقد شاب حياة الناس ذلك الخمول والفتور المميت بعد ذلك ( الإسقاط ) .. وتلك الساحات السودانية قد خلت من التراشق المعهود بين الجهات .. وهو تراشق كان قد أصبح إدماناُ في حياة الناس لكثرة التداول والعادة .. جهات كانت تعارض بشدة وأخرى كانت تدافع بشدة .. صورة كر وفر لازمت حياة الناس لأكثر من ثلاثين عاماُ .. فإذا بتلك الصورة المعهودة تختفي فجأة بطريقة غير مشوقة بعد الإسقاط .. وقد تلاشت مظاهر التلاسن والتراشق بين الأطراف والجهات !! .. ومن الملاحظات أن البعض قد ظن أن الأحوال بعد الإسقاط سوف تدوم في البلاد بنفس الوتيرة والمنوال .. فبدأ يمارس نفس الطقوس بعد الإسقاط .. ولكنهم حين فعلوا ذلك لم يجدوا أي لون من ردود الأفعال .. حيث رموا الحجارة كالعادة .. ثم وقفوا مذهولين ومتعجبين حين لم ترتد إليهم تلك الحجارة بالمثل كسابق العهود !!.. كما أنهم جربوا سلاح الشتيمة والسباب بنفس القدر الذي كان معهوداُ في السابق .. فلم يتلقوا أيضاُ ذلك الكيل بالكيل .. وحينها قد أدركوا أن السجال قد انتهى أمره في البلاد .. كما أدركوا أن التراشق بالألسن والأقلام قد فقد المذاق والحلاوة بعد الإسقاط !.. وعلموا يقيناُ بأن البيت السوداني اليوم يخلو من ذلك ( الوجيع ) الذي يعطي ويأخذ مع الجهات والأطراف !.. لا سيد يتواجد في البيت ليستقبل تلك الشتائم والسباب ثم يرد بالمثل !!.. ولا متكبر يتواجد في البيت ليتلقى ذلك المدح والثناء ثم يبدأ في الرقص .. ولا مسئول يتواجد في البيت ليلقي على الناس تلك التحية والسلام!! .. وتلك الأحوال برمتها في السودان بعد الإسقاط قد أصبحت مملة وغير متشوقة للكثيرين من الناس .. حيث يرمي الرامون فلا يجدون من يرد على الرميات بالمثل !.. ويبكي الباكون ولا يجدون من يبالي ببكائهم !.. ويشتم الشاتمون ولا يجدون من يرد عليهم بالمثل !.. وحينها وضع الكثيرون أقلامهم على الأرض وهجروا ساحات الكتابة .. كما هجر الكثيرون من هؤلاء أصحاب القضايا منصات الشكاوي حين لم يجدوا من يجادلهم بالحق أو بالباطل !.. وبطريقة ملحوظة يجد الناس أن الكثير من تلك الأصوات قد سكتت في هذه الأيام .. وهي تلك الأصوات الكثيرة التي كانت تعج بها المواقع والصفحات .. تلك الأصوات التي كانت تجود بالشكاوي والعويل والنحيب كالنساء طوال السنوات .. حيث جماعات وجماعات كانت تدلي بدلوها .. البعض من تلك الجماعات كان يخوض في تلك المتاهات الفارغة بفرية العنصرية البغيضة .. والبعض الآخر من تلك الجماعات كان يصول ويجول في قضايا المناطق المهمشة .. والبعض الآخر من هؤلاء كان يعشق كثيراُ نغمات ( الجلابة والغرابة ) بطريقة مكثفة ومملة وممجوجة .. والبعض الأخر من تلك الجماعات كان يخوض في تلك السجالات التي تندد بسيطرة المركز على الأطراف .. والبعض الآخر من تلك الجماعات كان يجتهد كثيراُ لإثارة الفتن لتقول أن جنسيات بعينها هي التي تحكم السودان دون غيرها .. والخلاصة أن تلك الأقلام الكثيرة والألسن الجارحة قد خمدت رغم أنفها وسكتت وكأنها قد نالت مرامها المنشود !!.. أو كأنها قد حققت مقاصدها تلك المفقودة منذ سنوات وسنوات بمجرد الإسقاط !!.. واليقين كل اليقين أنها قد سكتت مرغمةُ حين لم تجد فوائد مرجوة من صيحاتها وبكائها ونحيبها تلك التي دامت لسنوات وسنوات .. والأفظع من كل ذلك أنها تفتقد اليوم ذلك ( المركز) الذي يساجل ويناوش معها بعد الإسقاط .. وذلك المركز اليوم بعد الإسقاط قد أصبح لا يجادل الآخرين بالخير أو بالشر !.. ولسان حال الجميع في السودان اليوم يقول : ( رب ضارة كانت نافعة ) .. حيث تواجد نظام البشير رغم مفاسده تلك الكثيرة والوخيمة كان يخلق نوعاُ من السجال والمقارعة بين الناس !!.. وكان يخلق ذلك الاضطراب بالقدر الذي يحرك الأقلام والألسن بدرجة الحنون والفقدان .. واليوم لا توجد في الساحات إلا تلك الأقلام القليلة التي تقول على استحياء .. وحتى أن تلك الأقلام حين تقول لا تجد ردود الأفعال من جهة تهتم بالشأن .. كما أنها لا تجد ذلك التراشق الحاد الصريح كما كان يجري في الماضي القريب .

Post: #2
Title: Re: لمـــا هجــــرت تلك الأقلام ســــاحات ال�
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-24-2020, 11:25 AM
Parent: #1

Quote: والخلاصة أن تلك الأقلام الكثيرة والألسن الجارحة قد خمدت رغم أنفها وسكتت وكأنها قد نالت مرامها المنشود !!.. أو كأنها قد حققت مقاصدها تلك المفقودة منذ سنوات وسنوات بمجرد الإسقاط !!.. واليقين كل اليقين أنها قد سكتت مرغمةُ حين لم تجد فوائد مرجوة من صيحاتها وبكائها ونحيبها تلك التي دامت لسنوات وسنوات ..


وإنها لحقيقة