سيادة السودان، ودموع التماسيح.. بقلم خليل محمد سليمان

سيادة السودان، ودموع التماسيح.. بقلم خليل محمد سليمان


03-20-2020, 06:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584725641&rn=0


Post: #1
Title: سيادة السودان، ودموع التماسيح.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-20-2020, 06:34 PM

06:34 PM March, 20 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





سأكون واضح، وصريح في هذا المقال، والرهيفة التنقد.

بدأ النواح، والعويل، ولطم الخدود، علي سيادة السودان، بعد طلب حمدوك، لولاية الامم المتحدة، تحت البند السادس، لتشمل كل الاراضي السودانية.

فشل الجميع بما فيهم قوى الثورة، متمثلة في قوى الحرية والتغيير، في مخاطبة جوهر المشكلة المتمثلة في مليشيات الدعم السريع، وهيكلة القوات المسلحة، بشكل مهني يخدم مصلحة السودان، وامنه القومي، وتعمل في إنسجام لحفظ الامن، والسلم الدوليين.

اللجوء لهذا الخيار، هو العجز الواضح لمخاطبة هذا الامر الشاذ الذي اصبح يمثل دولة داخل الدولة السودانية، بحكم القوة، لا غير.

لا يمكن للعالم ان يقف مكتوف الايدي امام هذا الوضع الذي سيُنذر بكارثة لا محال، وإن فرضت عليهم الظروف التعامل مع الامر الواقع، وتوظيف هذه المليشيات لصالحهم، في وقت ما لظرف يعلمه الجميع، وسيظل الباب موارباً للكل حسب رأيه، والزاوية التي ينظر من خلالها، والكل ينتظر ساعة الصفر.

سيادة السودان تم التجني عليها، عندما اسس النظام البائد مليشيات الدعم السريع، واضعف دور القوات المسلحة التي تلاشت عن المشهد تماماً، ولم نرى احد يبكي علي سيادة السودان ساعتها.

طلب حمدوك يقابله وجود الدعم السريع في المشهد، بهذا الشكل، وإن إختلف ملمس الناس في الطبطبة، والمساحيق، سيظل السُم بين طيات الافعى.

كان الطلب لابد منه لحالة الخوف من المجهول الذي لا تحمد عواقبه.

من منكم يثق في السيطرة علي مليشيات مسلحة باسلحة تفوق الجيش، ويقودها رجل، واحد.. وعشيرته، وتتمدد يوماً بعد يوم، واصبح لها تأثير إقليمي، بان تكون متسقة مع اهداف وطنية، او منضبطة في حال إنفرط عِقدها؟

القرار كان حاسماً، وتمت دراسته بعمق، ولم يأتي بسطحية كما يعتقد الكثيرون.

عندما تكون الدولة نفسها مهددة بالزوال، لا ينفع البكاء علي السيادة.

الامر مؤلم فقط للكهنة تجار الدين لأنهم يعلمون تماماً انه الإتجاه، والخيار الوحيد، المتبقي الذي لا مفر منه لتفكيك دولتهم، والمليشيات التي اصبحت عصية، علي التغيير.

والمحزن تم التكريس لها كامر واقع في الوثيقة الدستورية، المشوهة، كقوة موازية للجيش، الذي لا يزال مغيّب، وتحت وطأة إحتلال الكيزان.

إذا اردت ان تقرأ طلب حمدوك للأمم المتحدة، بشكل سليم، فعليك ان تنظر للجانب الآخر من المشهد، وتسأل عن مصير مليشيات الدعم السريع، وجيش الكيزان الذي لا يزال كما تركه مجرم الحرب الحرامي البشير، في مستقبل الدولة السودانية، بعد الثورة، كدولة مدنية.. مات لأجلها شباب طاهر؟

حل هذا الامر، والطريق له واحد وواضح، ظللنا نلهج به حتي بح صوتنا، هو هيكلة القوات المسلحة، ودمج، وتسريح الدعم السريع في صفوفها بعد إعادة تأهيل افراده، لتستوعب كل الحركات المسلحة، بعد عملية السلام، في خطة واضحة، لإعادة الدمج، والتسريح، ليصبح لدينا جيش قومي، ووطني واحد.

اعتقد الامر واضح لا يحتاج لمزيد من التوضيح، فعلي الذين يتباكون علي السيادة، اسألوا عن تقويم الوضع الشاذ الذي تعيشه الدولة السودانية، في الالفية الثانية، و لا نزال كالقطيع، في عصور الظلام، والتخلف، تقودنا قوة السلاح، و "التاتشرات" رغماً عن انوفنا.

اعتقد إذا فشلنا في تقويم هذا المشهد الشاذ في حدود الصف الوطني، بشكل واضح وصريح، فالتدخل الاممي بأي شكل له ما يبرره، ولا يحتاج إلي تأويل، وبعده لا ينفع البكاء، والنواح، علي السيادة.

ويظل طلب حمدوك خيار إستراتيجي لحماية الدولة السودانية، وُضِع بعناية فائقة، لقراءة المشهد بشكل سليم.

للحديث بقية..

خليل محمد سليمان