الفارس المغوار تتجلى علاماته وهو مازال في المهد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد

الفارس المغوار تتجلى علاماته وهو مازال في المهد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد


03-20-2020, 06:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584683203&rn=0


Post: #1
Title: الفارس المغوار تتجلى علاماته وهو مازال في المهد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-20-2020, 06:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الفارس المغوار تتجلى علاماته وهو مازال في المهد !!

هنالك مثل ( نوبي ) قديم يقول : ( الطفل النافع لوالديه في مستقبل الأيام تظهر علاماته وهو مازال في المهد ! ) .. وهو ذلك الطفل المشاغب ( الجكار ) بالدارجي السوداني .. مولود أو مولودة تزعج أهلها بالركل والرفس وبكثرة العناد !.. وتلك العلامات كانت مفقودة كلياُ في مولودة الانتفاضة الثالثة بقيادة الرئيس ( حمدوك ) !.. طفلة كانت لا تعجب الأهل منذ رقادها في المهد ..حيث كانت مجرد طفلة مشلولة عديمة الحركة والرفس والركل .. مما توحي بأنها خائبة الرجاء ولا توحي بالعنفوان !!. كما كانت واهية وعقيمة في عضاتها .. لا رجاء ولا آمال في مستقبل أيامها .. والشكوك كانت تدور حول أسنانها .. تلك الأسنان التي كانت تنمو للداخل في ضمور واضح يمثل العيب .. وهي أسنان لا تجرح الآخرين ولا تخيف عند التكشيرة !!.. وكل الدلائل والمواصفات كانت توحي بأنها ليست بتلك المولودة المرجوة !!.. فيا خسارة على ذلك الجهد من هؤلاء الشهداء الذين قاموا بواجب الحمل والبذل .. ويا خسارة على شهور الحمل التي مثلت أثقل الشهور في حياة البشر !!. وقد أبكت الناس حتى أكملت التسعة !!.. ويا خسارة على ذلك المخاض الذي مثل أوجع المخاض فوق وجه الأرض !!.. ويا خسارة على تلك المولودة التي خرجت من الرحم وهي تشتكي من العلل والأسقام .. مولودة لم تجلب السعادة والبسمة في ثغور أهلها بتلك الإنجازات التي ترقص الأفئدة !!.. ولم تبدل أحوال الشعب السوداني تلك المتردية .. وهي تلك الأحوال في خيام العزاء وبيوت البكاء منذ أيام الإنقاذ البائد الذي أهلك الحرث والنسل في البلاد .. وكان أمل الشعب السوداني أن تتجلى حكومة الرئيس عبد الله حمدوك بالقدر الذي يجلب الزغاريد والرقص في قلوب الشعب السوداني .

وقد ترادفت الأمثال في خيبة البوادر التي تلوح في الآفاق .. حيث قال صاحب الكيف والمزاج في القهوة ( الهدندوية ) عندما ارتشف الرشفة الأولى من القهوة تحسراُ وأسفاُ وندماُ على المذاق : ( هذه القهوة ليست مضبوطة ،، والعلامات لنقرة الدقاقة كانت توحي من البداية بأن الناقر لا يجيد العزف وليس بالفنان الذي يرقص بالنقرة والدقة !!!! ) .. وحكومة ( حمدوك ) حين جلست لأول مرة فوق البساط لتتلقى التهاني والزغاريد عند لحظات ( الجرتك ) لم تكن يتلك الهيبة التي تعجب الخلائق في الحفلة .. ولم تكن بتلك المشوقة التي ترقص الناس بالقدلة والهزة !!.. زينتها كانت باهتة وواهية ولا تجلب الدهشة .. ولسان حال العامة من الناس كان يقول : ( ياها ) مجرد عروسة لا تلتقي مع العرائس إلا في التسمية والكنية !.. لا مال ولا جمال ولا خصال ولا هيبة ولا طلعة تجلب السعادة بالفطرة والخلقة .. مجرد هيكل من صخرة صماء باهتة تكفي لإكمال مراسيم الحفلة !.. وتلك ثيابها التي جاءت بها للرقص كانت مرقعة وملتقة من أول وهلة !!.. ثياب ومظهر لا يفرح الناظرين وتمثل مجرد لفة من الخرقة ؟؟ .. واليوم الشعب السوداني في حيرة من أمره بعد فشل مولودة الانتفاضة والثورة .. هل يبدأ من جديد ليعاود تلك الخطوة ؟؟ .. أم يكتفي بذلك القدر من التضحيات ويدس رأسه في التراب من هول الصدمة ؟؟ .. ولكن نرجع ونقول : لا بد من الصبر والتحمل فذاك هو قدر الشعب السوداني بين الشعوب منذ أن نال الاستقلال ومنذ أن سار في ركب الزفة !