هل نكتفي بذلك القدر ونلازم الاستغفار أم ندعي ثم نواصل الاستهتار ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد

هل نكتفي بذلك القدر ونلازم الاستغفار أم ندعي ثم نواصل الاستهتار ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد


03-19-2020, 06:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584638378&rn=0


Post: #1
Title: هل نكتفي بذلك القدر ونلازم الاستغفار أم ندعي ثم نواصل الاستهتار ؟؟ بقلم / عمر عيسى محمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-19-2020, 06:19 PM

06:19 PM March, 19 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هل نكتفي بذلك القدر ونلازم الاستغفار أم ندعي ثم نواصل الاستهتار ؟؟

لقد هرب الضمير في الإنسان السوداني .. الكمامات توزع مجاناُ للشعوب في دول العالم .. وفي السودان تدخل تلك الكمامات مرحلة الألماس في الغلاء !!.. كانت أسعارها ذات يوم ( الباقة التي بها 50 كمامة ) بمبلغ واحد جنيه .. واليوم الكمامة الواحدة بمبلغ 600 جنيه إذا وجدت في الأساس !!.. وإذا تسامح البائع !! .. وذلك الفارط المستهتر الذي يتاجر في تلك الكمامات كصاحب ( الدولار ) ينفرد تيهاُ ويتمايل دلالاُ وقد لا يرد تحية الإسلام !!.. وهو يمثل قمة المثال لتاجر السودان !.. ذلك التاجر الذي أصبح ممقوتاُ بالفطرة في أعين الناس .. وقد ابتلاه ألله بكثرة الجشع والطمع وقلة الضمير .. وتلك ملاحظة عجيبة تتحدث عنها الناس في هذه الأيام .. حيث يقولون أن أية سلعة في السودان قد تضاعفت أسعارها ( ألف مرة ) بعد إسقاط النظام .. ولا يحدث مثل تلك الزيادات في أية بقعة فوق وجه الأرض !!.. لأن التجار في تلك البقاع لديهم تلك الضمائر الحية التي تليق بالإنسان .. وهؤلاء التجار بالسودان لا يملكون مثقال ذرة من ذلك الإحساس الذي يليق بالبشر !!.. ولو وقف الأنبياء أمامهم ليشتروا لتحايلوا على الأنبياء دون خوف من الله .. كلنا أبناء تجار ،، وكلنا آباء تجار ،، وكلنا إخوان تجار ،، وكلنا أعمام تجار ،، وكلنا أخوال تجار ،، وكلنا أصدقاء تجار ،، وكلنا جيران تجار ،، ولكن تلك الصلات الدموية والأخوية لا تمنعنا عن قول الحقيقة .. وبالصراحة التامة فإن التاجر السوداني اليوم قد أصبح في عرف الناس مذموماُ ومكروهاُ بدرجة لا تقبل المجاملات والسكوت .. وتلك التبريرات التي يقدمها هؤلاء التجار في زيادة الأسعار عند رأس كل ساعة هي تبريرات كاذبة وملفقة بذلك القدر البعيد عن المصداقية !.. ويمكن للمستهلك والمشتري السوداني أن يقسم بالله صادقاُ بأن ذلك التاجر كاذب في تبريراته ليزيد في الأسعار .. وأغلب التجار في السودان يكررون نفس المقولة منذ عشرين عاماُ .. حيث يقولون : ( كنا نشتري بكذا وكذا واليوم نشتري بكذا وكذا !! ) .. والتجار في كل أرجاء العالم قد يشترون بالزيادات عن السابق ولكنهم إطلاقاُ لا يزيدون الأسعار بتلك المتوالية الهندسية عند رأس كل ساعة !!.. حيث أن المستهلك في بلاد العالم قد لا يلاحظ تلك الزيادات الطفيفة في الأسعار إلا بعد سنوات عديدة .. ولا يحدث إطلاقاُ تلك الزيادات المتوالية الرهيبة التي تجعل سلعة الأمس التي كانت تباع بمبلغ ( 1 جنيه سوداني ) لتباع اليوم بمبلغ ( مليون جنيه سوداني !!!! ) .. أي عقل يقبل ذلك يا عالم ؟؟؟؟؟؟؟ .. ولا يحدث مثل تلك الزيادات الفلكية الغير معقولة إلا في دولة السودان .. والأسباب تكمن أولاُ وأخيراُ في تلك السلطة والحكومة الهزيلة بالبلاد .. تلك السلطة التي لا تجتهد حتى مجرد الاجتهاد لكبح جماح تلك الزيادات عند رأس كل ساعة .. ولا توجد في السودان تلك السلطة الرادعة المهيبة التي تؤدب هؤلاء تجار الجشع والطمع !!

الشعب السوداني يبكي أسفاُ وندماُ وحسرةُ حين يحمل فوق كتفه نعشاُ لتاجر من تجار السودان ويذهب به للمقابر .. ويقول في نفسه : ( ذلك التاجر الجشع قد نسي بأنه سوف يحمل فوق أكتاف الغلابة في يوم من الأيام !! ) ،، هؤلاء الغلابة الذين قد شرب من دمائهم كثيراُ طوال السنوات !!. وقد جاء الوقت ليعود التاجر السوداني إلى كنف القناعة والتزهد عن الجشع والطمع .. وأن يلازم التوبة والاستغفار .. وأن لا يواصل تلك العادة القبيحة من النهم والطمع والجشع وكثرة الاستهتار بالناس الغلابة .