ليس بالخبــز وحــــده يحيا الســـــودان !!!

ليس بالخبــز وحــــده يحيا الســـــودان !!!


03-16-2020, 07:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584339331&rn=0


Post: #1
Title: ليس بالخبــز وحــــده يحيا الســـــودان !!!
Author: طه داوود
Date: 03-16-2020, 07:15 AM

بقلم / طـه داوود
samoibal@yahoo. com

المقولة المشهورة "ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان"، تعنى أن الإنسان يحتاج لغذاء الروح والعقل حاجته لغذاء البدَن، ولكن المقصود في هذا المقال، وعلى ضوء الواقع الحالي البائس في السودان، هو إيجاد بدائل أخـرى لغذاء البدَن على وقع تفاقم أزمة الخبز والغاز والوقود، وكلها تأتينا من الخارج بعد دفع قيمتها باليورو والدولار!

نشرات الاخبار ومقاطع الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي، كلها مشغولة هذه الأيام بالحديث عن هذه الأزمات وعن الحلول الإسعافية المؤقتة التي تعلنها الجهات المختصة من وقت لآخر مع غياب تام لأي حلول استراتيجية تُنجي البلاد والعباد من هذا الإخفاق المزمن الذي أقعد البلاد، بل وكان سبباً رئيسياً في سقوط نظام حكم (البشير) وقبله نظام حكم (النميري) رغم عدم تورُّع تلك الأنظمة عن القمع والتعذيب والتشريد وسفك الدماء.

شاهدنا في الآونة الاخيرة مقطع فيديو لسيارات مصطفة أمام محطة بنزين في مدينة بحري وقد امتد صف السيارت الى جسر (المك نمر) عبوراً إلى نهاية الجسر من الناحية الغربية في الخرطوم! كأوضح دليل على إخفاق حكومة الفترة الانتقالية في معالجة الأزمة الاقتصادية كإحدى أولوياتها بجانب تحقيق السلام وتفكيك النظام البائد.

لا أحد ينكر سعي حكومة الدكتور حمدوك لحلحلة أزمات الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه الأزمات في مجملها موروثة من النظام البائد، إلا أن تلكم المساعي لم تكلّل بأي نجاح يُذكر حتى الآن!

وظل المواطن في حالة من الاندهاش والاستغراب من أنّ حكومته الثورية المدعومة باسناد شعبي غير مسبوق، بدت هزيلة، لا تملك إلا حلولاً وقتية (رزق اليوم باليوم) لأزمة السلع والخدمات الأساسية! ومن ذلك ما نشرته الصحف مؤخراً من أخبار عن وصول ٢٥ ألف طن من الدقيق الى ميناء بورتسودان على دفعات، قامت باستيرادها شركة نور الغفران التجارية بتمويل من بنك النيلين لسد حوجة البلاد الماسة للدقيق في ظل ازمة الخبز الطاحنة التى تمر بها البلاد...الخ.

هذه الحلول الجزئية لأزمة الخبز لن تجدي نفعاً ولا تعدو أن تكون مجرّد مسكِّنات تتعامل مع ظاهر المشكلة لا جوهرها.

لا حل لهذه الازمة، في تقديري، إلا بالوفرة، بحيث يصبح العرض أكبر من الطلب، وهذا لن يتحقق إلا إذا باشرت الحكومة الانتقالية العمل على جبهتين.

الجبهة الأولى:- أن تتولى الحكومة بنفسها، ممثلةً في وزارة التجارة، مهمة تأمين حاجة البلاد من الدقيق من خلال الاستيراد من الخارج ومن خلال شراء محصول القمح المنتج داخلياً، وأن تتولى كذلك توزيع الدقيق وإيصاله الى المستهلك النهائي بالسعر الذي تقرره هي لا بما يفرضه القطاع الخاص. ففي المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، وهي دولة غير منتجة للقمح، تتولى الدولة ممثلة في المؤسسة العامة لمطاحن الدقيق وصوامع الغلال استيراد وتسعير وبيع الدقيق للمخابز ومتاجر التجزئة بما يضمن عدم رفع السعر على المستهلك النهائي مع عدم غلق الباب أمام من يرغب من القطاع الخاص في استيراد الدقيق وبيعه بشرط الالتزام بمواصفات الجودة التي تحددها الدولة دون أدنى خوف من حدوث رفع للأسعار من طرف القطاع الخاص طالما التزمت الجهات الحكومية بتغذية الأسواق بالدقيق. وفي تصوري أن هذا الحل ينبغي أن يكون حلاً مرحلياً بالنسبة للسودان، حيث أن الحل الدائم يقتضي إيجاد بدائل للقمح، ويمكن تفصيل ذلك في الفقرة التالية.

الجبهة الثانية:- التركيز على البدائل، فمن حيث المنظور التاريخي نجد أن طعام أغلب سكان السودان كان مرتكِزاً على الذرة بانواعها المختلفة، حيث دأب المجتمع على التفنُّن في تجهيز مختلف الأكلات من دقيق الذرة دون الحاجة الى استبدال ذلك بدقيق القمح.

حدثت تحولات مجتمعية كبرى خلال سنوات الاستعمار الانجليزي للبلاد أدت إلى استبدال القمح بالذرة على مائدة الطعام، خصوصاً في العاصمة والمدن الكبرى.

من الواضح أن نمط المساكن في المدينة حدّ من القدرة على صناعة "الكِسرَة" بعد أن اختفت "الحيشان" في المدن وأصبحت المنازل عبارة عن شقق متجاورة وبمساحات محدودة لا تعطي الحرية التي كانت في المنازل ذات "الحيشان"، وقد حدّ هذا النمط من السكن من القدرة على
(عواسة الكِسرَة)، فكان الخبز الجاهز هو البديل.

المجتمع الريفى لم تواجهه هذه المشكلة ولكن واجهته مشكلة الهجرة الى المدن. ففي ظل انعدام الخدمات الأساسية في الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، اضطر الكثير من سكان القرى، وخصوصاً الشباب، للهجرة الى المدن، مضيفين المزيد من الضغط على البنى التحتية والخدمات والسلع في تلك المدن، وعلى رأس قائمة السلع رغيف الخبز.

سابقاً خبر الناس في السودان أزمات مماثلة في سلع أخرى مهمـة، وفي مقدمة تلكم السلع، السكر. كان اختفاء السكر ثم بيعه في السوق السوداء بأسعار خرافية ظاهرة متكررة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فيلجأ الناس إلى شرب الشاي بالتمر. وأصبح السكر في ذلك الوقت على رأس أولويات الحكومات بسبب قلة المعروض، فأٌنشأت التعاونيات في أحياء المدن وفي القرى لضمان حصول الأسر على حصتها من السكر، وصولاً إلى مرحلة الانفراج في سنوات لاحقة. فمع دخول المزيد من مصانع السكر مرحلة الانتاج الفعلي، كمصنع سكر كنانة ومصنع سكر النيل الأبيض ومصنع سكر عسلاية، وهي مصانع حكومية في مجملها، إنحسرت أزمة السكر ولم يعد الحصول عليه هاجساً للأسر ولغيرها بسبب الوفرة، وهذا ما ينبغي تطبيقه على السلع الاستراتيجية الأخرى كرغيف الخبز.

في اعتقادي، أنّ الخطط الحكومية في هذا الشأن، ينبغي أن تعمل على تشجيع المجتمع لاستبدال الذرة بالقمح، فالذرة منتج محلي، يتم انتاجه في معظم بقاع ومناخات السودان. وتستطيع الدولة النجاح في هذه المهمة بتبنيها لمجموعة من المبادرات، منها:-

(1) نشر الابحاث العلمية التى أكدت القيمة الغذائية للذرة، بل وتفوُّق الذرة على القمح في العديد من العناصر، ويتم تعميم تلك الابحاث وشرح مضامينها لمختلف شرائح المجتمع.
(2) إنشاء مصانع لانتاج "الكِسرَة" بكميات تجارية تفي بحاجة المدن، وبهذا الخصوص، أذكر أنه كان هناك مصنع معروف لانتاج "الكِسرَة" في المنطقة الصناعية الجديدة بالخرطوم في ثمانينيات القرن الماضي، فعلى الحكومة تبنّي مثل هذه المبادرات الصادرة من القطاع الخاص بجانب إنشائها هي لمصانع مماثلة في المدن الكبرى بما يضمن وفرة دائمة لهذا العنصر الغذائي أمام المستهلك وبأسعار تنافسية.
(3) أن تدعم الحكومة النساء العاملات في صناعة "الكِسرَة" وتسجيلهن تحت مظلة نقابية واحدة مع تأمين الدقيق وأدوات الانتاج وأكشاك البيع لهن بما يحقق لهن مصدر دخل ثابت يعينهن على مجابهة أعباء الحياة.
(4) تنفيذ حملات دعائية وتوعوية عبر الفضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي عن بدائل الخبز المتاحة للجمهور من انتاجنا المحلّي.

نسأل الله أن يفرج الكرب وييسر الأمر ويكتب الخير للجميـــع..

في: 15/3/2020م

Post: #2
Title: Re: ليس بالخبــز وحــــده يحيى الســـــودان !
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-16-2020, 11:16 AM
Parent: #1

الأخ الفاضل / طه داوود
التحيات لكم وللقراء الأفاضل

أثابكم الله خيراُ على ذلك الكلام المفيد .
صدقني يا أخي لسنوات وسنوات ونحن نكتب في ذلك الشأن والحكومات في السودان لا تهتم ولا تبالي إطلاقاُ :

• الكثير من دول العالم تفصل بين تلك السلع ( الضرورية ) لحياة الإنسان وبين تلك السلع العادية التي تمثل ( الكماليات ) .. في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي معظم دول الخليج فإن تلك الدول تدعم تلك السلع الضرورية من خزانة الدولة مهما كانت مقدرات أو مشكلات تلك البلاد الاقتصادية .

• في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي دول الخليج فإن تلك السلع الضرورية مثل ( الخبز واللحوم والأغذية والفواكه والألبان وخلافها ) تمثل الخط الأحمر الذي لا يقبل المساس إطلاقاُ .. وسعر الخبز في دولة مصر ودولة السعودية وفي دول الخليج لم يتبدل إطلاقاُ .. وهو نفس السعر منذ 70 عاماُ .. في الوقت الذي فيه أن سعر الخبز في السودان قد ارتفع عشرات المرات والمرات منذ استقلال البلاد .. والمؤسف الموجع الذي يقطع الأكباد أن دولة السودان تعتبر دولة زراعية تمتلك تلك المساحات الزراعية الشاسعة .. ويقال عنها ( سلة غذاء العالم ) !! .. فهي دولة تمتاز بتلك المواصفات وفي نفس الوقت هي دولة تملك أخبث الأبناء وأفشل الحكومات فوق وجه الأرض !!

• ذلك المسئول في دولة مصر أو في دولة السعودية أو في دول الخليج يملك النخوة والرجولة والغيرة على شعبه .. وتلك المواصفات مفقودة كلياُ في المسئولين السودانيين .. ولا يوجد رئيس أو قائد سوداني بكى لأحوال وظروف الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .

• الشعب السوداني يريد فقط إدخال تلك السلع الضرورية في التموين بالقدر الذي يؤكد أحقية الأسر في الحصول على نصيبها من السلع عند الضرورة .. وذلك عن طريق تخصيص تلك محلات خاصة بالأحياء .. ويمكن للجان المناطق أن تنظم وتراقب ذلك النوع من الحصص المحقة للأسر في الأحياء السودانية .. وذلك النظام معمول به في دولة المجاورة لأكثر من 70 عاماُ .. والشعب السوداني يجب أن يعامل مثله ومثل الشعوب في تلك الدول .

• وبالملخص المفيد فإن الشعب السوداني يريد إدخال ( سلعة الخبز واللحوم وزيوت الطعام وبعض أنواع الفواكه وبعض أنواع السلع كالأرز والعدس والسكر والشاي في نظام ( التموين الدائم ) وفي خانة ( الدعم الدائم ) من الدولة .. وهي تلك الحالة المماثلة في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي دولة مصر . ولا بد أن تمثل تلك المواد الخطوط الحمراء التي لا تقبل التلاعب مهما تجد المستجدات في ساحات السياسة .

• لسان حال الشعب السوداني يقول : ( تكفي تلك السنوات لأكثر من ستين عاماُ بعد الاستقلال وخيرات البلاد تذهب للخاصة والشعب السوداني يعاني .. فهو ذلك الشعب الذي يريد أن يتذوق طعم اللحوم بلاده ،، ولا يريد فقط أن يتفرج على اللحوم وهي تصدر للخارج .. وكذلك يريد أن يأكل من فواكه بلاده ولا يريد فقط أن يتفرج على تلك الفواكه وهي تصدر لبلاد العالم .. وهو ذلك الشعب الذي يريد أن يستخدم سكر بلاده ولا يريد أن يستولي الآخرون على مصانع السكر في بلاده في الوقت الذي فيه هو محروم من ذلك السكر !!

وفي الختام لكم خالص التحيات

Post: #3
Title: Re: ليس بالخبــز وحــــده يحيى الســـــودان !
Author: طه داوود
Date: 03-19-2020, 07:26 AM
Parent: #2

Quote: الأخ الفاضل / طه داوود
التحيات لكم وللقراء الأفاضل

أثابكم الله خيراُ على ذلك الكلام المفيد .
صدقني يا أخي لسنوات وسنوات ونحن نكتب في ذلك الشأن والحكومات في السودان لا تهتم ولا تبالي إطلاقاُ :

• الكثير من دول العالم تفصل بين تلك السلع ( الضرورية ) لحياة الإنسان وبين تلك السلع العادية التي تمثل ( الكماليات ) .. في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي معظم دول الخليج فإن تلك الدول تدعم تلك السلع الضرورية من خزانة الدولة مهما كانت مقدرات أو مشكلات تلك البلاد الاقتصادية .

• في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي دول الخليج فإن تلك السلع الضرورية مثل ( الخبز واللحوم والأغذية والفواكه والألبان وخلافها ) تمثل الخط الأحمر الذي لا يقبل المساس إطلاقاُ .. وسعر الخبز في دولة مصر ودولة السعودية وفي دول الخليج لم يتبدل إطلاقاُ .. وهو نفس السعر منذ 70 عاماُ .. في الوقت الذي فيه أن سعر الخبز في السودان قد ارتفع عشرات المرات والمرات منذ استقلال البلاد .. والمؤسف الموجع الذي يقطع الأكباد أن دولة السودان تعتبر دولة زراعية تمتلك تلك المساحات الزراعية الشاسعة .. ويقال عنها ( سلة غذاء العالم ) !! .. فهي دولة تمتاز بتلك المواصفات وفي نفس الوقت هي دولة تملك أخبث الأبناء وأفشل الحكومات فوق وجه الأرض !!

• ذلك المسئول في دولة مصر أو في دولة السعودية أو في دول الخليج يملك النخوة والرجولة والغيرة على شعبه .. وتلك المواصفات مفقودة كلياُ في المسئولين السودانيين .. ولا يوجد رئيس أو قائد سوداني بكى لأحوال وظروف الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .

• الشعب السوداني يريد فقط إدخال تلك السلع الضرورية في التموين بالقدر الذي يؤكد أحقية الأسر في الحصول على نصيبها من السلع عند الضرورة .. وذلك عن طريق تخصيص تلك محلات خاصة بالأحياء .. ويمكن للجان المناطق أن تنظم وتراقب ذلك النوع من الحصص المحقة للأسر في الأحياء السودانية .. وذلك النظام معمول به في دولة المجاورة لأكثر من 70 عاماُ .. والشعب السوداني يجب أن يعامل مثله ومثل الشعوب في تلك الدول .

• وبالملخص المفيد فإن الشعب السوداني يريد إدخال ( سلعة الخبز واللحوم وزيوت الطعام وبعض أنواع الفواكه وبعض أنواع السلع كالأرز والعدس والسكر والشاي في نظام ( التموين الدائم ) وفي خانة ( الدعم الدائم ) من الدولة .. وهي تلك الحالة المماثلة في دولة مصر وفي دولة السعودية وفي دولة مصر . ولا بد أن تمثل تلك المواد الخطوط الحمراء التي لا تقبل التلاعب مهما تجد المستجدات في ساحات السياسة .

• لسان حال الشعب السوداني يقول : ( تكفي تلك السنوات لأكثر من ستين عاماُ بعد الاستقلال وخيرات البلاد تذهب للخاصة والشعب السوداني يعاني .. فهو ذلك الشعب الذي يريد أن يتذوق طعم اللحوم بلاده ،، ولا يريد فقط أن يتفرج على اللحوم وهي تصدر للخارج .. وكذلك يريد أن يأكل من فواكه بلاده ولا يريد فقط أن يتفرج على تلك الفواكه وهي تصدر لبلاد العالم .. وهو ذلك الشعب الذي يريد أن يستخدم سكر بلاده ولا يريد أن يستولي الآخرون على مصانع السكر في بلاده في الوقت الذي فيه هو محروم من ذلك السكر !!

وفي الختام لكم خالص التحيات


الأخ العزيز عمر عيسى،، تحية طيبة

لك جزيل الشكر على هذا الكلام الجميل والمقترحات البناءة لمعالجة أزمتنا المزمنة في توفير السلع والخدمات الاستراتيجية للمواطن.

نعم، إنها مسئولية الحكومات أن توفر هذه الضروريات للمواطنين.

ما المبرر من استمرار حاكم في سدة الحكم لعدة عقود وهو فاشل في تأمين القوت والخدمات الأساسية للمواطن؟ وبالثمن؟

نسـال الل الفرج.

التحية لك على هذه الإضافة الكبيرة..