إعلام الغفلة ..! بقلم ⁨هيثم الفضل

إعلام الغفلة ..! بقلم ⁨هيثم الفضل


03-13-2020, 06:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584076029&rn=0


Post: #1
Title: إعلام الغفلة ..! بقلم ⁨هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-13-2020, 06:07 AM

06:07 AM March, 13 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –


ليس عيباً الإقرار بأن تأثيرات التمكين في (حيازة) منسوبي النظام البائد على الكثير من المناصب كان واسعاً بالدرجة التي جعلته يتغوَّل حتى على شكل ومضمون شركات ومؤسسات القطاع الخاص ، لكن ما يُحزن في الموضوع أن تداعيات وجود غير المختصين في كثيرِ من المواقع كان له التأثير البالغ في البِنية المهنية لكثيرِ من هذه القطاعات ، بإعتبار أن عدم الإختصاص من موجباته عدم القُدرة على إختيار الكوادر والبرامج والمُخطَّطات المناسبة لإدارة المؤسسة أو الشركة المعنية ، ومن القطاعات شبه الخاصة التي تأثَّرت بهذا المنهج المِعوَّج قطاع الإعلام بكل مكوَّناته على المستوى المقروء والمسموع والمرئي وفي ذلك شواهد كثيرة لم يكن مُجرَّد (التطبيل) للنظام البائد والتغاضي عن سوءاته مُجمل ما حُسِب عليه من أخطاء مهنية.

وللحقيقة فإن (المهنية) هي لُب القضية التي تُثير الرأي العام هذه الأيام فيما حدث من (مناوشة) بين إحدى مُذيعات النيل الأزرق الفضائية وأحد المُتداخلين ، في (تداعي) خطير وملموس لمبدأ (حيادية ولباقة) الكادر الإعلامي وقُدرتهُ على مستوى الإحترافية المهنية على (تدارُك) المواقف الحِرجة والمطبات المُفاجِئة بحِنكة وثبات وتجرُّد من الإحساس الذاتي إنحيازاً للإحساس الجماعي الذي يُعبِّر عن عامة المشاهدين بصفاتهم المُختلفة ومستويات وعيهم المتفاوتة ، ومُزيعو البرامج ومن يديرون الحوارات في فالمنابر الإعلامية وهم بعض أدوات الصناعة الإعلامية لا مجال لهم من منظور (مهني) التعبير عن آرائهم الخاصة ناهيك عن التشبُث والإصرار والتطرُّف في إيصالها ، أدوات الإنتاج الإعلامي التي يُصنَّف المُزيع واحداً منها هي في الأصل أدوات صُنعت لتُعبِّر عن ضمير الأمة وثقافتها ومبادئها الجماعية ، وقد تضمنت ردود فعل المزيعة الكثير من الإشارات التي لا تتوافق مع المعايير المُعتمدة في إدارة الحوار التلفزيوني ، منها عدم التعالي في طرح الفِكرة المُغايِرة والإستهزاء وعدم إحترام من يخالفها الرأي ، يُضاف إلى ذلك تحويلها الحوار من حوار عام يستهدف إتهام (المؤسسة) إلى قضية تستهدف شخصها ، هذا فضلاً عن ما ورد من عبارات غير مألوفة في مجتمعنا السوداني حتى في الشارع العام ناهيك عن برنامج مرئي على قناة فضائية .

الروح (التمكينية) في المؤسسات الإعلامية التي أنتجت الإختيارات الخاطئة للكثير من الإعلاميين الذي يقتحمون بيوتنا وعقولنا وعواطفنا ، يجب أن تُزال (كمنهج) قبل إزالة الشخوص واللوائح والقوانين ، وذلك إما بإبعاد غير المؤهلين لمجابهة مثل هذه المهام ، أو عبر إعادة تأهيلهم على المستوى المهني ليعودوا لحظيرة (حيادية) المنتج الإعلامي العام مع إقرارنا بأن مبدأ الإنتماء السياسي لا يمنع التمَّكُن من إعمال الحيادية و(المهنية) في صناعة المُنتج الإعلامي ، هذا في حال توفَّرَت (الإحترافية) والضمير الحيّْ.