صاحبة الجلالة ,,, المرأة بقلم جورج ديوب

صاحبة الجلالة ,,, المرأة بقلم جورج ديوب


03-10-2020, 02:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583846460&rn=0


Post: #1
Title: صاحبة الجلالة ,,, المرأة بقلم جورج ديوب
Author: جورج ديوب
Date: 03-10-2020, 02:21 PM

02:21 PM March, 10 2020

سودانيز اون لاين
جورج ديوب-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




هل بقي من كلام نضيفه لما قيل من قبل كثيرين عن المرأة الإنسانة , وهل هناك من صوت أعلى من صوتها في الثورات العربية , وهل من إنجاز اقتصر على الرجل دون المرأة على مر العصور . فمن المؤكد أن المرأة اقتحمت كافة التجارب , فبرعت وأبدعت وأكدت حضورها الفاعل والمميز إلى جانب الرجل . لكنها تفوقت بالإنجاب والتربية والحنان والعطف وما حباها الله من محبة وإهدائها العظماء والعظيمات للعالم الذين بنوا حضارة بلغت حدود المستحيل والإعجاز .
في اليوم العالمي للمرأة نستذكر كل هذا , ما بدى منه وما خفي , وتتزايد المطالبة بضرورة إنصافها ورفع الغبن والإجحاف الذي لحق بها ومن التنكر للحقوق التي نصت عليها القوانين والشرائع الوضعية واللاهوتية التي لم يتم تفعيلها بالشكل الصحيح بسبب التسلط الديكتاتوري الغبي من قبل الرجل وعدم تنازله عن زعمه بتفوقه ورجاحة عقله على المرأة , ولهذا بقيت الدول التي تعتنق هذه المقولة وتلتزم بتفعيلها تعاني التخلف والجهل وعدم مواكبة الدول المتقدمة ودخول العصر الحديث بتطوره وابتكاراته , لأن نصف المجتمع مغيب عن أداء دوره المؤهل للقيام به .
قد لا تمتلك المرأة القدرات الجسدية التي تؤهلها للقيام بالأعمال الشاقة التي يتمكن الرجل من أدائها , وهذا عائد للتكوين الجسدي التي منحها الله لكل منهما وذلك لتمييز الرجل عن المرأة , لكنها تمتلك عقلا راجحا أثبتت البحوث العلمية والتجارب العملية أنها متميزة جدا ومتفوقة في كثير من المجالات , دون مفاضلة بين الرجل والمرأة , فكلاهما يكملان بعضهما بعضا , كما أن العديد من هذا الجنس أو ذاك مصاب بالجهل والخمول وضعف الإنتاج , وهذا يؤكد أن المجتمعات بما فيها من رجال ونساء تتشارك بمواصفات إيجابية أو سلبية , ولا يقتصر ذلك على طرف بعينه دون الآخر .
رغم كل الإمتيازات التي حصلت عليها المرأة بنضالها وجهودها وبدعم شريحة واسعة من المجتمع الذكوري , إلا أنها لم تحصل على كامل الحقوق التي يحصل عليها الرجل , وهذا ليس مقتصرا على الدول المتخلفة , وإنما تجاريها في ذلك دول متقدمة جدا وذأت شأن كبير من حيث الديمقراطية والحريات العامة . وللخلاص من هذه الإشكاليات التي تعاني منها المرأة يقتضي مزيدا من نضالها والرجل إلى جانبها لتغيير هذا الواقع , ونتيجة لهذا الجهد المتواصل حصل تقدم كبيرفي هذا المجال , لكنها لم تصل بعد إلى نهاياتها السعيدة .
وبهذه المناسبة لا يمكننا إلا أن نثمن عاليا جهود المرأة العربية الذي بذلته بمشاركتها للثوار العرب المنتفضين لإسقاط النظم الإستبدادية الفاسدة الحاكمة وإقامة نظم ديمقراطية تؤمن بحرية الفرد ومعتقداته وللذين استطاعوا كنس تلك الرموزالفاسدة التي أوصلت شعوبها إلى حدود المجاعة والجهل والذل . كما لا يمكننا أن ننسى المرأة التي تقبع في مخيمات اللجوء نتيجة أزمات الحروب التي تعيشها بعض الدول العربية , تلك المرأة التي تنجب وترضع وتربي وتعلم وتمنح الدفء والسعادة لأطفالها وهي مثقلة عاجزة من شدة الهموم التي تعاني منها ومن مستقبل مجهول لا تعرف حدا لنهايته . فلكل امرأة أما كانت أم فتاة في مخيمات اللجوء كل التقدير والإحترام للعزيمة التي تتحلى بها وصبرها وإصرارها على التشبث بالحياة كي تنقذ عائلتها من الوضع المأساوي المريع .
لقد اعتاد المركز الثقافي الأسترالي العربي \ منتدى بطرس عنداري الإحتفال بهذه المناسبة منذ عدة سنين إكراما وإجلالا للمرأة واعترافا بجميلها ودعما لها , كما تم توزيع الجوائز التقديرية لعدد كبير من النسوة اللواتي برعن في مجال عملهن . وكعادته كان من المقرر أن يحيي المركز هذه المناسبة في الحادي عشر من هذا الشهر أذار وتكريم عدد من السيدات ومن أقطار عربية عدة , وتقديم الجوائز لهن , وقد استمر الإعداد لهذه السنة عدة أشهر , لكن وفي اللحظات الأخيرة تم تبليغ لجنة المركز من قبل وزارة الصحة رغبتها بإرجاء موعد الإحتفال إلى وقت لاحق بسبب تفشي وباء كورونا حفاظا على صحة المواطنين ومحاصرة الداء قدر الإمكان . وقد تم الإلتزام بتعليمات الوزارة . وإلى اللقاء في موعد لاحق .