الجريمة كاملة الأركان نادرة جداُ في تاريخ البشرية !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الجريمة كاملة الأركان نادرة جداُ في تاريخ البشرية !!

المقدرات الفائقة في التحري والمواكبة للتكنولوجيا الحديثة لا تتوفر إلا في دول متقدمة قليلة .. والكفاءات البشرية الماهرة تلعب دوراُ أساسياُ في عمليات التحري والتقصي .. ومعظم تلك الدول النامية والمتخلفة تفتقد تلك الأركان الأساسية الضرورية .. أو قد تفتقد بعض تلك الأركان .. ولذلك فإن تلك التحريات في الدول النامية والمتخلفة دائماُ وأبداُ تشوبها الكثير والكثير من الأخطاء الجسيمة .. وفي الكثير من الأحيان فإن تلك الجهات المتحرية تدين الأبرياء من الناس تعمداُ حتى لا تثبت فشلها !.. وحتى يقال أنها جديرة في مهامها .. وسجون العالم مليئة بأمثال هؤلاء الأبرياء الذين يدخلون في مسميات ( ضحايا التحري !! ) .. وهؤلاء الضحايا يجتهدون ويناضلون كثيراُ لإثبات براءتهم وفي النهاية يرضخون لشريعة الأمر الواقع .. ولذلك فإن الفاحصين للأحوال يعرفون جيداُ أن الحياة ليست منصفة بذلك القدر من الإنصاف .. وليست عادلة بذلك القدر من العدالة .. فكم من قاتل ومجرم طليق مازال حراُ يصول ويجول بين الناس !! .. وكم من أبرياء يتواجدون خلف القضبان !!.. ولذلك لا تفرحوا كثيراُ إذا حكم القاضي بالإدانة فهو قد يجتهد في حكمه من حيثيات التحري والتقصي .. ولكنه لا يملك العدة التي تكشف صدق أو كذب تلك التحريات !.. وكذلك لا تفرحوا كثيراُ إذا حكم القاضي بالبراءة فهو قد يكون مخطئاُ في القرار .. وقد يضحك عليه ذلك المجرم الطليق بالمكائد والتحايل .

الجريمة قد تفوقت في مرات كثيرة على هؤلاء رجال التحري .. وهنالك جرائم كبيرة حيرت أمهر المتحرين فوق وجه الأرض .. والجريمة حين تتكامل أركانها بقيادة العباقرة من المجرمين ورجال العقول الإجرامية الماهرة تعجز أقوى الدول في كشفها .. ومن تلك الجرائم التي تدخل في مسميات ( الجريمة كاملة الأركان ) جريمة اغتيال الرئيس الأمريكي 0( جون كندي ) .. تلك الجريمة الكبرى تعد من الجرائم ( كاملة الأركان ) في تاريخ البشرية .. حيث خططت ونفذت تلك الجريمة بطريقة ماهرة للغاية .. وهي تلك الجريمة التي شهدت حالة التصفيات الجسدية بالقدر الذي لم يترك أثراُ من الآثار .. ومنذ ذلك اليوم وحتى هذا التاريخ لا يعرف العالم تلك الجهة التي خططت ودبرت ذلك الاغتيال لرئيس أكبر دولة في العالم .. وهنالك الكثير والكثير من هؤلاء الباحثين والمحللين الذين يتهمون ويشيرون بأصابع الاتهام لجهات عديدة في العالم .. ولكن كل ذلك يتم من منطلق التكهنات والاجتهادات البحتة .. وقد عجزت تلك الدولة الكبرى عن كشف الحقيقة رغم إمكانياتها الكبيرة في كشف الجرائم والاغتيالات .