سألوا هـل وجدتم جنازة البحر ؟؟ فأجابوا وما فائدة الإيجاد ؟؟

سألوا هـل وجدتم جنازة البحر ؟؟ فأجابوا وما فائدة الإيجاد ؟؟


03-06-2020, 06:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583517338&rn=0


Post: #1
Title: سألوا هـل وجدتم جنازة البحر ؟؟ فأجابوا وما فائدة الإيجاد ؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-06-2020, 06:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

سألوا هـل وجدتم جنازة البحر ؟؟ فأجابوا وما فائدة الإيجاد ؟؟

أهازيج الفلاسفة والتحليلات غدت لا تجدي ولا تفيد في هذه الأيام !! .. وتلك النغمات الحزينة أصبحت لا تطرب الآذان .. ولا تجلب الاهتمام .. وهؤلاء المسئولين يرددون تلك الأغاني الجنائزية في بيوت العزاء والبكاء .. وبذلك هم يزيدون تدفق الدموع في الأحداق .. وقد بلغت الأحوال حداُ لا يطاق .. وغدت نفوس الناس بأولوياتها .. حيث أن معركة الشعب السوداني قد أصبحت معركة من أجل البقاء ضمن الأحياء .. ومعركة هؤلاء المتسلقين قد انحصرت وأصبحت معركة من أجل الكراسي والمناصب !!.. وهي تلك الهموم الخاصة التي تشغل الأطراف بعضها عن البعض .. لا هؤلاء يبكون مع هؤلاء .. ولا هؤلاء يرقصون مع هؤلاء !.. والكل يعزف منفردا في أوتار الأمنيات !.. هؤلاء يحلمون بالخبز والعيشة الهنيئة الرضية .. وهؤلاء يحلمون بالفوز في معارك الخصومة .. والكل لا يفضل ولا يرغب أن يتواجد في معية الآخر .. حيث أن تواجد أهل الأهازيج الرنانة في بيوت البكاء تحرق الأكباد وتشعل الأحقاد في النفوس .. وحيث أن تواجد أصحاب الثياب المرقعة والباكين الشاكين في رفقة الأثرياء يجلب الغثيان !.. ومن العجب أن البعض من الناس يرجو ذلك الانفراج بأيدي هؤلاء الطامعين في العروش والكراسي .. ولو استغنى هؤلاء الغلابة عن هؤلاء أهل الوعود الرنانة والأوهام لكان الأمر أفضل .. ويقال في الأمثال : ( ما حك جلدك مثل ظفرك !! ) .

تلك الحقائق عند أرض الواقع تؤكد أن السواد الأعظم من الشعب السوداني يدخل اليوم في زمرة هؤلاء الذين لا يبالون بتلك المناصب والترهات .. كما أنهم لا يبالون بتلك المعارك والسجال الذي يدور في الساحات .. وهؤلاء الخبثاء في المجتمع السوداني اليوم بدورهم لا يبالون بتلك الصيحات والأنين والأوجاع والغلاء .. ولديهم من الأموال والثراء الفاحش ما يكفي وما يغطي الحاجة مهما تغلو تلك الأسعار .. ولذلك فإنهم لا يتذمرون ولا يشتكون إطلاقاُ من ذلك الغلاء في البلاد .. وهو ذلك التجرؤ وعدم الضمائر في هؤلاء .. ذلك التجرؤ والإقدام الذي يطمع التجار في السودان أن يرفعوا الأسعار كيف يشاءوا !! .. فهنالك دائماُ من يتواجد من الأثرياء ليشتري مهما كان الغلاء .. وبالتالي فإن الحياة والعيشة الرضية اليوم قد أصبحت محصورة بين التجار والأغنياء .. أما هؤلاء الغلابة من الناس الذين يشكلون السواد الأعظم في المجتمع السوداني تجري عليهم تلك المقولة المشينة : ( موتوا وأريحونا يا هؤلاء !!! ) .. ولكن يعلم الجميع بأن ذلك الموت ليس متاحاُ ومرتاحاُ في الأيدي والكفوف !.. وأن تلك الآجال لها دورتها حسب الكتاب ولا أحد يتجرأ على الانتحار !!