لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم عبدالغني بريش فيوف

لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم عبدالغني بريش فيوف


03-05-2020, 07:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583431669&rn=0


Post: #1
Title: لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 03-05-2020, 07:07 PM

06:07 PM March, 05 2020

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





يقال إن الشعوب الكسولة المتخلفة والجاهلة، هى التى تصنع طغاتها وديكتاتورياتها ومستبديها، وتحوّل حكامها وملوكها وسلاطينها وأمراءها ورؤسائها الى آلهة، لا يخطئون أبداً، ولا يسيئون التصرف. ويقولون لا طاغية قوي، ولا ديكتاتور قاهر، ولا حاكم أعلى من محكوميه ولا وجود للطاغية إلآ فى مخيلة مرؤوسيه.
ثورة ديسمبر 2018م السودانية عزيزي القارئ، كان يفترض أنها ثورة وعي كما رُوج لها في البداية -أي يفترض أنها سترفض أساليب صناعة الديكتاتور مجددا في السودان.. ويفترض أنها ستبِعد الناس عن تقديس الأشخاص الذي يعتبر مصنعا لإنتاج وتوزيع الجهل والتخلف وتعطيل مسيرة الحياة الطبيعية.. ويفترض أنها ستنزع هالات القداسة عن من يعتبرون رموزاً وطنية، سواء كانوا من شخصيات دينية أو سياسية أو اجتماعية أو غيرها. لكن للأسف الشديد، تغييراً من هذا القبيل لم يحدث اطلاقا، بل ما شهدناه هو استمر اسلوب التمجيد والتهليل والتعظيم لبعض الشخصيات، والشكر والدعاء لهم بالعمر المديد والصحة الوافرة والتوفيق الدائم ومن بعدهم الطوفان والحرائق.
الشخص الذي اقصده في مقالي هذا، هو الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني الحالي الذي يريد بعض الحمقى الجبناء رغم الثورة العظيمة في تقديري، أن يصنعوا منه ديكتاتورا جديدا، يصلون لله شكرا لأنه هداهم إليه، فلا أحد من السودانيين خير منه، ولا أحد يفهم ويعرف ما يعرفه هذا الخبير الدولي الذي طاف كل قارات العالم وزار معظم مدن العلم والنور. ينظرون إليه على أنه هو الإله المنقذ، وأن أي نقد ما يقوله أو يفعله، يعتبر من موبقات الإثم التي تستوجب خوض حرب ضروس إن لم تكن بالأيدي وبالسلاح، فبالقلم واللسان، فهو أضعف القتال.
قبل أيام عزيزي القارئ وبينما كنت اتصفح على صفحات بعض المواقع الإلكترونية السودانية، وقعت عيني على خبر تحت عنوان: (شباب وفتيات يرقصون على أنغام أغنية جديدة تعظم وتمجد رئيس الوزراء حمدوك).. ويقول الخبر:
طرح المطرب السوداني الشاب سمؤال نمر أغنية جديدة يمدح من خلالها رئيس وزراء بلاده, الدكتور عبد الله حمدوك.
وبحسب متابعات محررة موقع النيلين فقد تم تصوير أغنية “حمدوك” على طريقة الفيديو كليب, حيث اصطحب نمر خلال الفيديو كليب الذي وجد رواجاً واسعاً عدد من الشباب وبعض الفتيات الذين قاموا بالرقص مع إيقاع الأغنية والتي لحنت على أيقاع السيرة المشهور في السودان.
ويقول مطلع الأغنية التي صاغها الشاعر “الدولي” وقام بتلحينها المطرب الشاب (يا حمدوك انت يا حمدوك.. انت ريسنا وكية للأبوك).
إذن وبالنظر للخبر أعلاه يا جماعة، فإن الحمقى والجبناء والجوقة والمصفقون والمهللون والمتقوسون، لا يتخوفون اطلاقا من أن يصنعوا من الشخص الذي أتت به الثورة الشعبية، ديكتاتورا وشخصا مقدسا لا يجوز نقده في أفعاله وأعماله، وهم بهذا إنما يجهلون أن أولى علامات النضوج السياسي هي التخلي عن تقديس الأشخاص مهما علا مقامهم، والسيد حمدوك بالطبع ليس استثناءا.
عزيزي القارئ..
إن سودان الثورة -إذا كانت هناك ثورة حقيقة، بحاجة ملحة إلى إشاعة مبدأ التخلي عن تقديس الأشخاص الذي يقدم الصنمية البشرية وإعطال الفكر وإبطال العقل الشيء الذي يحدث الخلل في المسيرة الطبيعية لحياة الناس. لقد آن الأوان، للتأكيد الجاد على أن الجميع يقع تحت مظلة النقد الذي هو عمل تصحيحي يمكن من خلاله تقويم الرأي والفكر والتوجه، لأن النقائص متلازمة انسانية ولا يجوز حصر الحقيقة في أشخاص معينين. وبلاش تصوير أغاني بإسم حمدوك.. وبلاش تسمية شارع أو مدرسة أو مستشفى أو غيرها بإسمه، لأنكم بقيامكم بتلك الخطوات والحركات، سيصبح لديكم نظام ديكتاتوري متكامل، مُرسخ القواعد، وثابت الأسس، وسيكون ممثل هذه السلطة المطلقة قادر على ممارسة سلطاته التعسفية، الاستبدادية بأريحية مطلقة.. وهل هذا ما تريدون؟

Post: #2
Title: Re: لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم �
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-05-2020, 10:48 PM
Parent: #1

الأخ الفاضل / عبد الغني بريش
التحيات لكم

أثابكم الله خيراُ فقد قدمت لأبناء الشعب السوداني نصيحة غالية للغاية .. ولكن من عادة البعض من هؤلاء الأبناء أن يمجدوا الشخصيات والقادة والرموز السياسية بطريقة سخيفة وأعمى .. وذلك لمجرد أن ذلك الشخص يطابق مزاجه .. ولا يفكر إطلاقاُ في عواقب ذلك النوع من التملق الفارغ .. والبعض بمنتهى الضحالة يعتقد أن ذلك الرئيس الجديد أو ذلك القائد الجديد هو الذي يمثل الفارس المنتظر !.. وذلك قبل أن يعرف مقدرات ذلك القائد أو الرئيس الجيد .. وهؤلاء الذين يتملقون كل جديد قادم بالغناء والتصفيق والهتاف يتصفون بنوع من الغباء والبدائية والتخلف .. ولا يملكون تلك الفراسة التي تنقب في حقيقة تلك الشخصيات .. وحتى ولو كان هؤلاء القادة والرؤساء والملوك بقمة النجاح فلا يجوز للإنسان أن يمجد ويتغنى بالإنسان .. وخاصة في هذا السودان .. حيث لم يتواجد ذلك القائد السوداني الذي يستحق المدح والتغني منذ استقلال البلاد .. ومع ذلك فإن التجارب الماضية كلها تؤكد أن الرؤساء الذين حكموا السودان منذ الاستقلال كان يقف من خلفهم هؤلاء أهل الضحالة في العقول والمتملقين من الفنانين والمداحين .. وأصحاب الطرق الصوفية .. وتلك صورة تؤكد التخلف والبدائية في عقول البعض من أفراد الأمة السودانية .. وتجارب الخزعبلات كثيرة في الماضي .. حيث كل رئيس أو قائد أو رمز سياسي يحكم البلاد كان دائماُ يتبعه هؤلاء الغاوين !! .. شلة من الفنانين .. وشلة من المداحين ،، وشلة من أصحاب الطرق الصوفية .. وشلة من الدراويش أصحاب الجلاليب المرقعة !! .. وحيث التغني : ( يا أبو عاج أخوي !! .،، وحيث يا فارسنا ويا حارسنا ،، وحيث يا بشيرنا الما بينقدر !! .. وحيث الكثير والكثير من تلك الأناشيد التي تقدس وتمجد الأشخاص ) .. والمضحك في الأمر الذي تملق وتعجل يوماُ وتغنى : ( يا فارسنا ويا حارسنا ) قد ندم على ذلك التملق الذي خاب فيما بعد ثم غنى مجبراُ : ( لا فارسنا ولا حارسنا !! .. ) .. وتلك الوقفة السخيفة المشينة لم تشرف ذلك الفنان حين غني وفي نفس الوقت لم تشرفه حين تراجع !! .. فذلك الفنان بمنتهى التخلف قد أثبت بأنه ( متسول ) مثل ذلك الشاعر المتنبي الذي كان يمدح كافور الأخشيدي أملاُ في العطاء .. ثم هجاه حين فشل في المنال !!.. وتلك خيبة ما بعدها خيبة في الشاعر أو في الفنان .

ومع الأسف الشديد مازالت تلك الصورة البدائية المتخلفة شائعة وسائدة في البعض من أبناء السودان .. حيث الآن نجدهم يمجدون ذلك الحمدوك لمجرد أنه ذلك الرئيس الجديد .. والمعضلة الكبرى أن هؤلاء الذين يعبدون ويمجدون ( الشخصيات ) لا يملكون تلك الفراسة والمهارات العقلية السليمة التي تقيم فوائد ذلك التملق السخيف !! .. ودون أن يفكروا في العواقب يخلقون تلك الأصنام التي تعبد من منطلق الغباء والبلاهة .. والعاقل الفطن اللبق لا يقدس ولا يتملق مخلوقاُ مثله !!! .. فهؤلاء القادة بشر كالآخرين من البشر ولا يستحقون ذلك التملق والتقديس .. إن أحسنوا وأجادوا تلك الإنجازات التي هي من صلب واجباتهم يقال لهم : ( لقد أحسنتم جزاكم الله خيراُ !! ) .. وإن فشلوا في واجباتهم تلك يقال لهم ( لقد فشلتم في المهام فالمرجو أن تغادرونا !! ) .. وذلك دون التملق ودون تلك المناسك السخيفة وتلك الأغاني الفارغة .. وهي سنة الشعوب المتقدمة في العالم .

وفي الختام لكم خالص التحيات

Post: #3
Title: Re: لا تصنعوا من حمدوك ديكتاتوراً آخرا.. بقلم �
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 03-07-2020, 07:46 PM
Parent: #2

Quote: لأخ الفاضل / عبد الغني بريش
التحيات لكم

أثابكم الله خيراُ فقد قدمت لأبناء الشعب السوداني نصيحة غالية للغاية .. ولكن من عادة البعض من هؤلاء الأبناء أن يمجدوا الشخصيات والقادة والرموز السياسية بطريقة سخيفة وأعمى .. وذلك لمجرد أن ذلك الشخص يطابق مزاجه .. ولا يفكر إطلاقاُ في عواقب ذلك النوع من التملق الفارغ .. والبعض بمنتهى الضحالة يعتقد أن ذلك الرئيس الجديد أو ذلك القائد الجديد هو الذي يمثل الفارس المنتظر !.. وذلك قبل أن يعرف مقدرات ذلك القائد أو الرئيس الجيد .. وهؤلاء الذين يتملقون كل جديد قادم بالغناء والتصفيق والهتاف يتصفون بنوع من الغباء والبدائية والتخلف .. ولا يملكون تلك الفراسة التي تنقب في حقيقة تلك الشخصيات .. وحتى ولو كان هؤلاء القادة والرؤساء والملوك بقمة النجاح فلا يجوز للإنسان أن يمجد ويتغنى بالإنسان .. وخاصة في هذا السودان .. حيث لم يتواجد ذلك القائد السوداني الذي يستحق المدح والتغني منذ استقلال البلاد .. ومع ذلك فإن التجارب الماضية كلها تؤكد أن الرؤساء الذين حكموا السودان منذ الاستقلال كان يقف من خلفهم هؤلاء أهل الضحالة في العقول والمتملقين من الفنانين والمداحين .. وأصحاب الطرق الصوفية .. وتلك صورة تؤكد التخلف والبدائية في عقول البعض من أفراد الأمة السودانية .. وتجارب الخزعبلات كثيرة في الماضي .. حيث كل رئيس أو قائد أو رمز سياسي يحكم البلاد كان دائماُ يتبعه هؤلاء الغاوين !! .. شلة من الفنانين .. وشلة من المداحين ،، وشلة من أصحاب الطرق الصوفية .. وشلة من الدراويش أصحاب الجلاليب المرقعة !! .. وحيث التغني : ( يا أبو عاج أخوي !! .،، وحيث يا فارسنا ويا حارسنا ،، وحيث يا بشيرنا الما بينقدر !! .. وحيث الكثير والكثير من تلك الأناشيد التي تقدس وتمجد الأشخاص ) .. والمضحك في الأمر الذي تملق وتعجل يوماُ وتغنى : ( يا فارسنا ويا حارسنا ) قد ندم على ذلك التملق الذي خاب فيما بعد ثم غنى مجبراُ : ( لا فارسنا ولا حارسنا !! .. ) .. وتلك الوقفة السخيفة المشينة لم تشرف ذلك الفنان حين غني وفي نفس الوقت لم تشرفه حين تراجع !! .. فذلك الفنان بمنتهى التخلف قد أثبت بأنه ( متسول ) مثل ذلك الشاعر المتنبي الذي كان يمدح كافور الأخشيدي أملاُ في العطاء .. ثم هجاه حين فشل في المنال !!.. وتلك خيبة ما بعدها خيبة في الشاعر أو في الفنان .

ومع الأسف الشديد مازالت تلك الصورة البدائية المتخلفة شائعة وسائدة في البعض من أبناء السودان .. حيث الآن نجدهم يمجدون ذلك الحمدوك لمجرد أنه ذلك الرئيس الجديد .. والمعضلة الكبرى أن هؤلاء الذين يعبدون ويمجدون ( الشخصيات ) لا يملكون تلك الفراسة والمهارات العقلية السليمة التي تقيم فوائد ذلك التملق السخيف !! .. ودون أن يفكروا في العواقب يخلقون تلك الأصنام التي تعبد من منطلق الغباء والبلاهة .. والعاقل الفطن اللبق لا يقدس ولا يتملق مخلوقاُ مثله !!! .. فهؤلاء القادة بشر كالآخرين من البشر ولا يستحقون ذلك التملق والتقديس .. إن أحسنوا وأجادوا تلك الإنجازات التي هي من صلب واجباتهم يقال لهم : ( لقد أحسنتم جزاكم الله خيراُ !! ) .. وإن فشلوا في واجباتهم تلك يقال لهم ( لقد فشلتم في المهام فالمرجو أن تغادرونا !! ) .. وذلك دون التملق ودون تلك المناسك السخيفة وتلك الأغاني الفارغة .. وهي سنة الشعوب المتقدمة في العالم .

وفي الختام لكم خالص التحيات


شكرا الأخ/عمر عيسى محمد أحمد
لا يمكن للسودان أن يتقدم خطوة واحدة للأمام لطالما هناك تقديس للأشخاص واتمنى أن تعي الناس هذه الحقيقة..
مع خالص التحايا..