الكورونا التركية تجتاح شمال سوريا ... بقلم جورج ديوب

الكورونا التركية تجتاح شمال سوريا ... بقلم جورج ديوب


03-03-2020, 05:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583209834&rn=0


Post: #1
Title: الكورونا التركية تجتاح شمال سوريا ... بقلم جورج ديوب
Author: جورج ديوب
Date: 03-03-2020, 05:30 AM

04:30 AM March, 02 2020

سودانيز اون لاين
جورج ديوب-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




الفيروسات حالات مرضية عديدة التنوع تهاجم الإنسان تسبب له الحرارة والصداع وآلام المفاصل والوهن وقد تقتله . فهي بالإضافة إلى كونها حالة مرضية , إلا أن لها أخوات مشابهة لها وتؤدي نفس الدور من هلع وقتل وتدمير للإقتصاد والبنى التحتية , ويمكننا أن نطلق عليها فيروسات بشرية .
العدوان التركي على التراب السوري يتجلى واضحا بهذه الفيروسات . فهو يستخدم كافة أدوات القتل وبث الرعب والهلع بين المواطنين السوريين في المناطق الشمالية , وبأحدث أنواع الأسلحة , سواء توافق ذلك مع الإتفاقيات المبرمة في أستانا وتشوسي أو اختلف معهما . والإتفاقيات التي توقع بين الدول لا تكون شرعية بل تصبح مرفوضة بعد توقيعها بين طرفين على طرفي نقيض في أوضاعما السياسية والأمنية والإقتصادية أولهما قوي وثانيهما ضعيف تعصف به رياح عاتية يصبح لا يقوى إلا على الخضوع للإملاءات , كسجين تنتزع منه الإعترافات تحت عوامل عدة .
لهذا لا يمكن لأي نظام في العالم أن يبقى مكتوف اليدين تجاه منظمات إرهابية متغلغلة في أراضيه , ومحمية من أطراف دولية وإقليمية تمده بكل أدوات القتل والدمار , وهو المسؤول مباشرة عن حماية حدوده وأمن وسلامة مواطنيه , أن يبقى مكبلا باتفاقيات فرضت عليه تحت ظروف قاهرة .
نقول ذلك لأن ليس هناك من مبررات إنسانية أو حقوقية أو أخلاقية لتركيا أو لغيرها استخدام العنف المفرط لفرض أجنداتها على سوريا , معللة ذلك عدم قدرتها على تقديم الدعم اللازم لتأمين حاجيات اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها , رغم الأعباء المالية الكبيرة التي تقدمها لنحو 4 ملايين لاجئ على أراضيها , لأن ذلك يتعارض مع كل الإتفاقيات الدولية التي تنص على حماية اللاجئين وتقديم الدعم اللازم لهم , علما أن هذه التكلفة الباهظة مسؤول عنها المجتمع الدولي كله وليس الحكومة التركية فقط . ولهذا وبإمكان تركيا أن تطالب المجتمع الدولي تسديد ما عليه من واجبات لتأمين احتياجات اللاجئين وليس عن طريق احتلال أراض سورية وادعاءها ضرورة إقامة مناطق آمنة لهم , علما أن تركيا ليست بريئة من استفحال هذه الأزمة بعد أن لعبت دورا كبيرا بتقديم الدعم العسكري والمالي والإعلامي إلى جانب فصائل المعارضة , واستقبال العديد من المعارضين على أراضيها .
لقد شهدت الأيام الأخيرة الماضية عدوانا عسكريا تركيا مباشرا على الأراضي السورية , نتج عنه خسائر كبيرة في صفوف القوات العسكرية السورية إلى جانب تدمير عدد من الطائرات وبعض القواعد العسكرية والمطارات , بعد دخول قواتها الأراضي السورية واحتلال ما يقرب من 27 ألف كيلو مترا مربعا , تحت ذريعة أن تلك المنطقة ستكون مخصصة لإيواء اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها , ووضع المجتمع الدولي تحت الأمر الواقع لدفعه إلى تقديم الخدمات اللازمة لهؤلاء وتخفيف العبء المالي عنها . وباعتقادي أن تركيا تقوم بذلك لتحقيق أمرين , الأول هو خشيتها من التغيير الديمغرافي لصالح طائفة معينة في مواجهة طائفة أخرى خاصة بعد التغلغل الإيراني داخل سوريا وإمكانية التوطين , والأمر الثاني هو إمكانية تشكيل حكومة مؤقتة في الشمال السوري موالية لها تقوم بإدارة تلك المنطقة
وتسيير خدماتها , يتحقق نتيجتها أحد أمرين , إما إنفصال دائم للشمال السوري عن الوطن , أو تهيئة بديل للنظام القائم في دمشق في حال حدوث تغيرات جوهرية في الداخل السوري .
أخيرا يبقى بحث الموقف الروسي وكيفية تعاطيه مع هذه المستجدات .فمن المعلوم أن الروس وقفوا بحزم إلى جانب النظام السوري , ,امدوه بكل مقومات الصمود وتحقيق هزيمة كافة الأطراف المعارضة وانحسارتواجدها عن معظم الأراضي السورية , فهل سيقوم الروس بنفس الدور الذي وقفوه سابقا ضد التدخل التركي ؟ هذا يتطلب بحثا خاصا ومعمقا لأهميته والتداخل الإقليمي والدولي والمصالح المتعارضة منها والمتداخلة . لكن وبشكل مختصر يمكننا أن نقول أن الإجتماع المرتقب الذي سيعقد بين الرئيس الروسي بوتين والتركي أردوغان سينتج عنه تفاهمات تفضي إلى إرضاء الطموحات التركية مع تقليل قواعد الإشتباك مع القوات العسكرية السورية وضمان استمرارية النظام القائم , حفاظا على المصالح الروسية , وليس حبا بالنظام .
يبقى أن نقول أن على كل سوري سواء كان مؤيدا وداعما للنظام أم معارضا له أن يعلن رفضه وشجبه للتدخل التركي في الشأن السوري وإدانة ذلك العدوان , لأن علاقة المواطن مع تراب وطنه وشعبه ترقى إلى مستوى القداسة , أيا كان موقعهوأيا كانت توجهاته , فالوطن هو وطن الجميع , بكافة مكوناته الدينية والعرقية . والسلام لسوريا .