حكومة ثورة ديسمبر2018 ومشاكسة حاضنها السياسى بقلم سعيد أبو كمبال

حكومة ثورة ديسمبر2018 ومشاكسة حاضنها السياسى بقلم سعيد أبو كمبال


03-02-2020, 04:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583162748&rn=0


Post: #1
Title: حكومة ثورة ديسمبر2018 ومشاكسة حاضنها السياسى بقلم سعيد أبو كمبال
Author: سعيد أبو كمبال
Date: 03-02-2020, 04:25 PM

03:25 PM March, 02 2020

سودانيز اون لاين
سعيد أبو كمبال-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




من معانى كلمة (شاكس) مال إلى الخلاف الحقيقى أو المفتعل مع شخص آخر ومعاكسته. وهذا هو المعنى الذى أقصده فى هذا المقال. وتعنى كلمة (حضن) ضمه إلى صدره. وللكلمة معنى يتعلق بالحميمية عند أهلى البقارة.وللكلمة معنى مجازى هو بذل الرعاية أو الحراسة أو العناية لشخص آخر.وأعتقد أن هذا هو المعنى الذى تقصده قوى إعلان الحرية والتغيير بقولها إنها تمثل الحاضن السياسى لحكومة ثورة ديسمبر 2018 التى على رأسها الدكتور عبدالله آدم حمدوك.ومن يتابع ما يجرى فى السودان يلاحظ بوضوح أن العلاقة بين الحكومة وحاضنها السياسى تقوم على المشاكسة وخاصة من خلال ما يقوله الثلاثى غير المرح وهم زميلى فى الدراسة وصديقى الدكتور صدقى عوض كبلو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى وعضو اللجنة الإقتصادية لقوى الحرية والتغيير والمهندس عادل خلف الله القيادى فى حزب البعث العربى الأشتراكى ونائب رئيس اللجنة الإقتصادية لقوى الحرية والتغيير وكمال كرار القيادى فى الحزب الشيوعى السودانى. وبوسع القارئ الكريم الرجوع إلى أحاديثهم المكتوبة مثلاً حديث كمال كرار فى صحيفة الجريدة عدد الإثنين 6 يناير 2020 وحديث الدكتور صدقى كبلو فى صحيفة الجريدة عدد الأحد 16 فبراير2020 وتصاريح عادل خلف الله شبه اليومية فى الصحف وقنوات التلفزيون.إنهم يشاكسون حكومة الفترة الإنتقالية ويعارضون السياسات والإجراءات الأساسية العادلة والواقعية والعملية (وأكرر العادلة والواقعية والعملية)التى تتطلبها مواجهة التحديات الإقتصادية الآنية الضاغطة ( وأكرر الآنية الضاغطة) وفى مقدمتها أولاً صفوف الرغيف والبنزين والجازولين والغاز وثانياً العجز الكبير فى موازنة العام 2020وثالثاً إرتفاع الأسعار المستمر بمعدلات عالية ورابعاً الإنهيار المتواصل لسعر تبادل الجنيه السودانى وخامساً تراجع الإنتاج وسادساً العجز الكبير فى الميزان التجارى وسابعاً البطالة وسط الشباب وخاصة فى المدن. ويشاكس الثلاثى كبلو وعادل وكمال بصوت عالى جداً بإسم كل قوى إعلان الحرية والتغيير التى تقول عن نفسها إنها الحاضن السياسى للحكومة ؛ وبقية المكونات صامتة صمت القبور وخاصة حزب الأمة الذى يقوده السيد الصادق الصديق عبدالرحمن المهدى وحزب المؤتمر السودانى والأحزاب المتفرعة من الحزب الإتحادى الديمقراطى ؛صامتون وكأن التحديات الإقتصادية الآنية الضاغطة لا تعنيهم.
إختلاف فى المنهج:
ويقول الثلاثى الذى يتحدث بإسم قوى إعلان الحرية والتغيير أو الحاضن السياسى أن إختلافهم مع الحكومة يتعلق بأمر جوهرى هو المنهج الذى يدار به الإقتصاد السودانى وخاصة منهج الدكتور إبراهيم أحمد البدوى عبدالستار وزير المالية والتخطيط الإقتصادى.يقولون إن منهج الحكومة منهج لبرالى يوافق وصفات البنك الدولى وصندوق النقد الدولى التى تقوم على إطلاق طاقات الناس الأنتاجية ليقرر الناس ماذا ينتجون وكيف وإلى من يبيعون ما ينتجون وتقليص دور الحكومة وتدخلها فى الحدود الدنيا الضرورية.ولكن الحاضن السياسى للحكومة يؤمن بمنهج مختلف. يؤمنون بمنهج تحكمى يقوم على هيمنة الحكومة والقطاع العام .وقال الحاضن السياسى وبكل وضوح إن هذا الإختلاف فى المنهج سوف يحسم فى المؤتمر الإقتصادى الذى يتوقع أن يعقد فى الأسبوع الأخير من شهر مارس 2020.والإختلاف فى المناهج أمر طبيعى فى هذه الدنيا ويجب أن لا يفسد الود بين الناس ولكن المؤتمر الإقتصادى القادم ليس المنبر المناسب لحسم خلافات معتقدية مكان الصراع حولها هو الفضاء السياسى المفتوح حيث تعلن الأحزاب عن معتقداتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وتروجها ليحكم عليها المواطن السودانى بالصوت الذى يدلى به فى صندوق الإقتراع.وعلى من يريد التحكم الحكومى أن يقول ذلك ويروج له ويطلب المساندة لموقفه فى الإنتخابات القادمة ولا يصرف الناس عن مواجهة المخاطر المحدقة.
حلول وتدابير عملية وعاجلة:
وأخشى أن تكون الحكومة وحاضنها السياسى غارقان فى نشوة الحميمية ولا يدركان حجم المخاطر التى تواجه ثورة ديسمبر2018 وتهدد بقاءها وإستمرارها.
كيف نستطيع تفريق( فرتقة) الصفوف وإيقاف إهدار الوقت والموارد. وكيف نزيل العجز فى الموازنة العامة ونحقق فائض نصرفه فى الإستثمار لإعادة تشييد البنيات التحتية المنهارة و لإزالة خوانق الإنتاج القاتلة وخاصة خوانق النقل والكهرباء والتمويل والأيدى الماهرة. وكيف نقهر الغلاء أو التضخم ونحمى القيمة الشرائية لدخول الناس من المزيد من التآكل ونحمى سعر تدابل الجنيه السودانى من المزيد من الإنهيار. وكيف نواجه تراجع الإنتاج وإنخفاض الناتج المحلى الإجمالى الذى إنخفض بنسبة (0.9)% فى 2019، للحيلولة دون المزيد من الإنخفاض. وكيف نقضى على العجز الكبير فى الميزان التجارى . وكيف نوفر فرص عمل منتج للشباب وخاصة فى المدن.وتلك هى الأسئلة التى تحتاج لردود عاجلة وعملية وسريعة العائد ولا مجال فيها للمزايدة الحزبية. وتعتمد أفضلية هذا المنهج أو ذاك، لبرالياً أو تحكمياً ، فى إدارة الإقتصاد السودانى فى هذا الوقت بالذات، تعتمد على قدرته على إعطاء إجابات عادلة وناجعة على الأسئلة المطروحة أعلاه.