كيف يحدث التهريب ولدينا هذا الكم الهائل من القوات النظامية ؟ بقلم كنان محمد الحسين

05:34 PM March, 01 2020

سودانيز اون لاين
كنان محمد الحسين-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

منذ الاستقلال وحتى الآن يحذرونا ويهددونا بأن القوات النظامية خط احمر ، نعم انها خط احمر اذا قامت بواجبها على اتم وجه ، واوقفت التهريب وحمت الارواح ، ولم تقتل الابرياء ولم تذل المواطنين ، واعادت الاراضي المحتلة. ومنذ قيام الانقاذ اصبح بالبلاد اكبر عدد من القوات النظامية والاجهزة الامنية التي لاتحصى ولا تعد ، ولا احد يعرف من هي واين هي ولمن تتبع لمن ، هناك القوات المسلحة والشرطة والسجون والحياة البرية والدعم السريع ، والدفاع الشعبي والامن الشعبي وامن المجتمع ، وكتائب نافع وكتائب علي عثمان الخ........... ، واسماء لم نسمع بها منذ قيام البشرية . كل هذه القوات والاجهزة تنخر في ميزانية الدولة حتى يقال أنها تصرف 90% من ميزانية الدولية والبقية تذهب لرئاسة الجمهورية البشير وعائلته ، اما الخدمات الضرورية مثل التعليم والصحة والكهرباء وغيرها تعتمد بصورة كاملة على المواطن.

لماذا يكون لدينا كل هذه الاجهزة والقوات النظامية والامية ، والجنوب انفصل وليس لدينا عدو مباشر سواء امريكا او اسرائيل او الاتحاد السوفيتي ، على الرغم من كل هذه القوات النظام ، نسمع بأن الخبز غير موجود بسبب التهريب ، والمواد البترولية المدعومة ابيضا يتم تهريبها وحتى سكر كنانة المنتج المحلي ، يتم تهريبه. واللحوم ايضا تصدر دون أن نحقق الاكتفاء الذاتي ، ومشروع الجزيرة قلب ورئة الاقتصاد تم تدميره. والصمغ العربي الذي ننتج 80% من الانتاج العالمي يهرب و يصدر باسم دول اخرى، وبعض منتجاتنا الاستراتيجي مثل الكركدي والفول السوداني والسمسم تذهب الى امريكا واوروبا باسم دول اخرى ، وحتى اللحوم السودانية تصدر عضوية باسم دول اخرى باسعار خرافية، حاجة تحير.

لانريد من القوات النظامية والاجهزة الامنية شيئا خلال هذه المرحلة سوى استباب الامن وهذا عمل الشرطة الغائبة تماما من المشهد ، والتي تشكو من عدم وجود مركبات ، اذا ذهبت تبلغ عن سرقة أو اعتداء يطلب منك احضار مركبة حتى يتحركوا ، وايام الثورة شاهدنا اعداد خرافية من المركبات العسكرية التابعة للجيش والدعم السريع وجهاز الامن والمخابرات اللاوطني من كل نوع أين ذهبت كل هذه.

اما ايقاف التهريب والتسلل من الدول المجاورة فهذا شغل قوات الحدود التي نريدها بدلا من ازدحام الخرطوم وغيرها من المدن بقوات واجهزة المنية ونظامية تستعرض عضلاتها في المواطن المسكين. هذا المواطن لم ينعم بثورته ، الجوع والعطش والمرض فعلوا فيه مافعلوا . لانريد قوات نظامية في المدن غير الشرطة بعد تنظيفها وتدريبها وجعلها اكثر احترافية.

هيا يا قوات اوقفوا التهريب هذا اول مهامكم لأن التهريب عمل فينا ما عمل. وكذلك يجب تحفيز هذه القوات بالحصول على نسبة 5% او حتى 10 % من قيمة المضبوطات حتى نشجعهم على ذلك. كما أن هذا العدد الهائل من القوات النظامية يجب أن يستغل في اعمال منتجة تفيد الاقتصاد الوطني بحماية المنشآت من السرقة والتلاعب.