الطلمبة والقرنيت! بقلم عوض فلسطيني

الطلمبة والقرنيت! بقلم عوض فلسطيني


02-27-2020, 02:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582808960&rn=0


Post: #1
Title: الطلمبة والقرنيت! بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 02-27-2020, 02:09 PM

01:09 PM February, 27 2020

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



أشواقُ واشواك

[email protected]

عانت بعض المدن والقرى في مناطق النزاعات
من تهديدات بعض الصبايا الذين تواجدت بحوزتهم أجزء من مخلفات الحروب، كالاسلحة الخفيفة (طبنجات) وبعض القنابل اليدوية المعروفة (بالقرنيت)،وكان التهديد ياتي دوماً من باب الفتوة وبعض الاحساس بالفرعنة، تحديداً في الحفلات الساهرة والمناسبات العامة ، ولعل الراجح في اظهار هذه البطولة هو الاختلاف حول العشيقة (فلانة) لعلاقتها السابقة مع (فلان) قبل ان يتم تجنيده في المؤسسة المعنية وذهابه للمشاركة في بعض المتحركات ، او قد يكون من المتطوعين في المليشيات التي تساند القوات النظامية في مهامها في تلك المناطق،في الذاكرة عدد من الاحداث والتي ادت الى وفاة البعض وسقط على إثرها جرحى؟
مع التحول الذي حدث في الثقافة المحلية وإرتفاع الوعي وتخفيف حدة الحروب في هذه المناطق إضافة الى جمع السلام وفرض الرقابة المحلية ومتابعة رجالات الادارة الاهلية خففت من هذه الظواهر وجعلت حمل السلاح مخالفة تطال صاحبها العدالة.
تناقلت الاخبار بالخرطوم في مساء امس الاول الثلاثاء ان احد الافراد يتبع للقوات المسلحة هدد بحرق طلمبة وقود في ضاحية العمارات بالعاصمة الخرطوم بقنبلة يدوية (قرنيت) كانت في حوزته وذكرت الشرطة أن المباحث تمكنت من إلقاء القبض على العسكري بعد أن تسبب في تعطيل العمل كلياً في طلمبة شارع 15 بالعمارات لتهديده بحرقها.
جاء في الخبر ان قوة من مباحث شرطة الدمازين كانت تطارد النظامي بتهمة تورط في جريمة نهب بالاشتراك مع آخر، بعد أن رصدت معلومات تفيد بوجودهما في العاصمة الخرطوم ، حيث ألقت المباحث القبض على الأول ونصبت كميناً للثاني صادف مكانه بالقرب من محطة الوقود بالعمارات شارع 15، والذي اخرج قنبلة يدوية من جيبه وهدد بحرق الطلمبة,قبل ان يجري (التفاوض مع العسكري استمر لأكثر من ساعتين، ليتم القبض عليه وتسليمه للإستخبارات العسكرية) وحسب افادات الشرطة أن العسكري لا يتبع لأي وحدة في الخرطوم، وإنما أتى قادماً من الولايات!
في كل الاحوال إذا كان المتهم في الخدمة العسكرية او خارجها،يتبادر الى الذهن سؤال؟ كيف تسرب حامل القرنيت من الولايات ودخل الى الخرطوم، لان القرنيت ليست من الاسلحة التي يمكن ان تصاحب حاملها من القوات النظامية في إطار الاذن الرسمي او التجوال، لانه مع الاذن الرسمي ،يوصف النظامي من حيث اللبس والتسليح والغرض من المأمورية الخ،،، لان القوات النظامية معروفة بإنضباطها، وتحركاتها.
هب ان حامل القرنيت كان يعاني من بعض الاطرابات النفسية ،وفي هروبه هذا لاذ بمؤسسة يرتادها عدد من اصحاب الاغراض،كالبنوك او المتاجر الكبيرة ، او إنتابه إحساس بالانتقام واقدم على التفجير في مكان عام ، كيف كان سيكون الحال!!
معروف ان مداخل المدن بها نقاط عبور للتفتيش الشخصي والامتعة، تراقب كل المخالفات والممنوعات من مخدرات وأسلحة وغيرها، فكيف دخل هذا القرنيت ليتجول في شوارع الخرطوم وفي احدى احيائها الراقية كالعمارات!
لطف الله وحده من انقذ الطلمبة ، واجل انفجار هذه القنبلة وسط خزانات الجازولين والبنزين وبجوارها بنايات شاهقة، لا يحول بينها وبين الطلمبة متسع مكان يؤمن سلامتها، والقاتنين بها، وهو حال الكثير من الطلمبات في العاصمة السودانية، تتوسط المساكن والاسواق والاماكن العامة من دون ترك مساحات بغرض السلامة تقي المنشأت المجاورة شر الحريق لا قدر الله.
اشواقنا ان تصبح بلادنا آمنة من كل شر وبلاء ،وان لا تهددها أشواك في حين غفلة من الزمان، ويومها لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب.