كورونا...كارينا...كرنتينا...وكوليرا سودانية ( 2/2) بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

كورونا...كارينا...كرنتينا...وكوليرا سودانية ( 2/2) بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


02-19-2020, 08:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582140486&rn=0


Post: #1
Title: كورونا...كارينا...كرنتينا...وكوليرا سودانية ( 2/2) بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 02-19-2020, 08:28 PM

07:28 PM February, 19 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




عشرات الرسائل قد وصلت بريدي الالكتروني، تعلق علي مقالي السابق بذات العنوان اعلاه باعتبار ان شيئا ما ينقصه وبجعله مبتورا...وقد صدقوا...
فقد ورثت عادة سيئة في كتابة المقالات وهي عدم المراجعة...حيث تعتريني حالة من النفور مع المقال لا استطيع معها قراءته مرتين....حالة اشبه بالداية البلدية فعندما يخرج الطفل واسمع صرخته تكون مهمتي قد انتهت وعلي القاريء ان يتولي رعايته بالقراءة لأن كل قراءة جديدة هي ابداع جديد وبرؤية وثقافة مختلفة...هذه واحدة.
اما الثانية....وكما يقول اهلنا في ااخليج ( كل تأخيرة فيها خيرة ) وهذا ما حدث بالضبط..فقد طالعت في هذه الصحيفة الإلكترونية مقالا مترجما للاستاذ / بدر الدين حامد الهاشمي عن ( تأريخ الخدمات الصحية بالسودان) سلط فيه الضؤ مدي اهتمام السلطات في ذلك الوقت الذي اعقب الفتح الانجليزي المصري للسودات بالخدمات الصحية واهتمام المسئولين بتوصيلها الي كل مناطق السودان ومجانا....
وقد سهل هذا المقال الطريق امام تكملة مقالي ( المبتور) فجعله موضوعيا وقابلا للفهم والتصديق.
: واذكر هنا مدي اهتمام وزارة الصحة السودانية بالخدمات الصحية في سبعينات القرن الماضي حيث كنت اعمل في قسم الوبائيات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية فكانت كل الامكانيات متوفر والاهم من كل ذلك روح المسئولية والغيرة المهنية .
في ذلك التأريخ انتشر مرض الجدري الحقيقي في اجزاء كثيرة من السودان وحتي داخل العاصمة الخرطوم...فتم انشاء ( حجر صحي) اي كرنتينة في مستشفي أم درمان...حيث تعافي معظم المرضي وغادرا ماعدا طفل مريض في عمر الخامسة وامه التي تمارضه كمخالط وقد تم تطعيمها بالمصل الواقي ولا خوف عليها.
[ولكن الام انتهزت ليلة الخميس وعطلة الجمعة فهربت بطفلها بعد ان استأجرت ناقة من احد اقاربها.وعند حضورنا صباح السبت كانت الام وطفلها خارج حدود مديرية الخرطوم.
تم ابلاغ السلطات وتكوين فريق عمل متكامل من الاطباء ومفتشي الصحة وفنيي التطعيم وبقية الكوادر المساعدة والشرطة مع توفير كل مستلزمات الرحلة الطويلة بحثا عن المرأة وطفلها حتي لا تنشر العدوي في المناطق التي تمر بها.
وبعد ثلاثة أيام حسوم حيث كان فصل الخريف ووجود السيول والخيران المنهارة.. تم العثور علي الام وطفلها في حمرة الوز في شمال كردفان حيث تم ابلاغ المسئولين بصحة الابيض بينما شرع الفريق في إنشاء الكرنتية للام وطفلها وتطعيم كل القرية بل كل القري التي مرت بها المرأة في طريقها وقد ساعدتنا سيارات الكارينا التي تم استئجارها من القطاع الخاص علي اللحاق بالمرأة في وقت ليس بالطويل فكانت الكارينا في مقابل الناقة مما ساعدنا بالوصول إلي تلك المرأة وطفلها المريض.
وليس العبرة هنا بالكارينا او الناقة بقدر ما ترمز إليه المهمة من دلالات ، فقد كانت وزارة الصحة السودانية في ذلك الوقت تتمتع بإمكانيات بشرية ومادية كبيرة جعلتها قادرة علي مجابهة تلك الامراض والسيطرة عليها ومعالجة المرضي وعزلهم وعزل المخالطين وحجزهم في بيوتهم ومنع الدخول والخروج من المنزل حيث يوجد حارس شرطي عند الباب وتق…
كورونا...كارينا..كرنتينا ...وكوليرا سودانية( 2/2).