العيد الأول لثورة ديسمبر المجيدة

العيد الأول لثورة ديسمبر المجيدة


12-19-2019, 06:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1576734443&rn=0


Post: #1
Title: العيد الأول لثورة ديسمبر المجيدة
Author: Hassan Farah
Date: 12-19-2019, 06:47 AM

05:47 AM December, 18 2019

سودانيز اون لاين
Hassan Farah-جمهورية استونيا
مكتبتى
رابط مختصر



العيد الأول لثورة ديسمبر المجيدة
في هذا اليوم الأغر التاسع عشر من ديسمبر 2019 يتعانق عيدان من أهم أعيادنا الوطنية العيد الأول لثورة 19 / ديسمبر المجيدة والعيد الرابع والستين لإعلان الإستقلال من داخل البرلمان حيث وافق البرلمان الأول بجناحيه الحكومة والمعارضة على إعلان البرلمان للإستقلال من داخله وإخطار دولتي الحكم الثنائي بذلك ورفع علم الإستقلال على سارية القصر الجمهوري ( مقر الحاكم العام سابقا ) في الأول من يناير 1956 .
ومايهمنا اليوم الحديث عن ثورة ديسمبر الرائدة التي لاتشبه كل الثورات السابقة لها في الداخل والخارج والتي أصبحت نموذجا يحتذى الآن في الجزاير وفي لبنان وفي العراق
ثورة أكتوبر 64 كانت قيادتها من قضاة المحكمة العليا ونقابات الأطباء والمهندسين وإتحاد العمال وإتحاد المزارعين .
وثورة أبريل 85 كانت قياداتها من النقابات والأحزاب السياسية .
أما ثورة ديسمبر المجيدة فقد إندلعت شرارتها من طلاب مدرسة عطبرة الصناعية بسبب مضاعفة سعر رغيفة الخبز إلى جنيهين ومن ثم حدث الإنفجار الهائل في شوارع العاصمة ومدن السودان الأخرى بما فيها مدينة عطبرة وسبب الإنفجار هو تراكمات الظلم والقهر والقمع والفساد الذي قضى على الأخضر واليابس وفقدت البلاد مقوماتها الإقتصادية الموروثة من عهد الإنجليز وعهد عبود وعهد نميري وهذه الثورة تختلف عن سابقاتها في أكتوبر وأبريل لأن من فجرها هم الشباب ووقودها من الشباب وحماتها حتى إنتصارها هم الشباب وستظل محمية من الشباب وسيظل الشباب ترياقا لمنع الإنقلابات العسكرية أيا كان لونها بعدما إكتوت البلاد بنارها طوال الثلاثين عاما الماضية .
يجب ألا تعمينا نشوة الإنتصار حكومة وشعبا فالثورة ليس حمايتها بالمهج والأرواح فقط بل بالعمل ثم العمل كل في مجاله وعلى الحكومة ألا تحيد عن جادة الطريق وأن تعلم الحكومة أن الثورة هي ثورة شعب بأكمله بأحزابه بطوائفه بكل مكوناته إلا من شذ من فلول المؤتمر الوطني فلا نريد أن تطبع تصرفات الحكومة وقراراتها وتعييناتها بأي طابع حزبي فالأحزاب دورها لم يحن بعد ودونها الإنتخابات التي تعقب الفترة الإنتقالية وعندها الحشاش يملأ شبكته وحتى الأحزاب عليها أن تتقبل نتائج الإنتخابات وإلا يكون شعارها أنا أو الطوفان ويجب علينا التخلي عن كل العادات السالبة وألا نستحل المال العام الذي تحت أيدينا بحجة أنه مال حكومة وفي الحقيقة هو مال الشعب وليس الحكومة وأن نحارب الرشوة والواسطة وكل أمراض التحايل على حقوق الآخرين وفي النهاية مالم نتعافى جميعا حكومة وشعبا من الأمراض التي أطاحت بنظام الحكم البائد ستكون ثورتنا معرضة للخطر وأيضا على الحكومة أن تضع في أولى مهامها الإلتفات لمعايش الناس التي وصلت حدا يصعب فيه توفير ضروريات الحياة حتى للأسرة متوسطة الحال ناهيك عن عامة الشعب فمعايش الناس مهمة كالأمن وقد قدمها الله سبحانه وتعالى على الأمن في سورة قريش الآية ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) صدق الله العظيم .
كل عام وأنتم بخير وعقبال العيد المئوي للثورة المجيدة لتنعم الأجيال التي تأتي بعدنا بنعمة الإستقرار والرخاء والمجد والخلود لشهداء الثورة الأبرار .
محمد عثمان خطيب- ابوحمد