فلتكن المليونية لحماية الدين من الكيزان

فلتكن المليونية لحماية الدين من الكيزان


12-19-2019, 04:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1576726017&rn=0


Post: #1
Title: فلتكن المليونية لحماية الدين من الكيزان
Author: حسن كجروس
Date: 12-19-2019, 04:26 AM

03:26 AM December, 18 2019 سودانيز اون لاين
حسن كجروس-USA
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});قمة الاستهبال أو قُل المكر السياسي هي ان الكيزان يضحكون علي البسطاء من الشعب السوداني في زحفهم الأخير بحجة حماية الدين وايهام العوام ان قوي الحرية والتغيير وحكومة حمدوك الانتقالية هدفها الأوحد ليس له ثانٍ وهو محاربة الاسلام في السودان ونشر الكفر والالحاد.والانكي ان حكومة حمدوك تتباطأ في إنتاج رسالة اعلامية بسيطة لمخاطبة هذه الشريحة العريضة من الشعب السوداني في القري والأرياف والأسواق. خرجت مسيرة الزحف الاخضر وكانت خير اختبار لمدي قوة الذراع الامنية والاعلامية للحركة الاسلامية وقدرتها علي تغبيش الرؤية والتاثير علي الراي العام السوداني بنفس أكذوبة ١٩٨٩ وهي ان الحركة الإسلامية السودانية هي الجهة الوحيدة التي لها حق تمثيل الله في الأرض وينبغي لها أن تفرض رؤيتها للاسلام التي حكمت بها لثلاثين عام مرة اخري علي كل الشعب السوداني. في سعيها لحشد البسطاء سعت الحركة الاسلامية لنشر اليأس والاحباط وزرع الشك وعدم الثقة بين الشارع السوداني وحكومة حمدوك اولا بتطويق (حمدوك ومجلس السيادة) عن طريق جهاز المخابرات الموالي للحركة الإسلامية ثم باطلاق الة الاعلام الكيزانية من صحف وتلفزيون ومحطات اذاعية تصل لشريحة الاغلبية الصامتة وتضرب طبول الفزع كلما صدر تصريح او قرار من الحكومة يهدف الي نقل السودان من خانة التطرف باتجاه دولة الاعتدال والقانون، فيخرج هتيفة الحركات الإسلامية وأئمة المساجد الموالية لتوكيل الاسلام السياسي يروجون للبسطاء ان وزراء التغيير يريدون فصل الدين عن الدولة لإضعاف الإسلام وتحويل الخرطوم الي مكة قبل الفتح. علي مستوي السودان نجد أن دعاة الدولة الدينية(الاخوان المسلمين- مؤتمر شعبي ، مؤتمر وطني وإصلاح الآن-،الوهابية،ونصرة الشريعة) يفترضون ان تصورهم للدين هو المنهج الوحيد لتحقيق الدولة الاسلامية في نظرهم.سيطرة كوادر حركات الإسلام السياسي علي الدولة وإبعاد كل من خالف فهمهم للاسلام(من المسلمين وغير المسلمين) كانت هي وسيلتهم لتحقيق اسلامية الدولة فانسحب القصور والمحدودية والضعف الإنساني علي منهجهم الرباني وفشلت التجربة وظل السودان مسلم كما وجدوه ليلة انقلابهم المشئوم.تجربة الانقاذ قامت علي فرض تصورها للدين علي علي كل السودانيين بحجة ان منهجهم المبني علي فهمهم البشري المحدود للدين هو التصور الوحيد القاصد لتحقيق دينية الدولة.معروف لنا الان ان السلطة الدينية المطلقة عندما تحكم وتسيطر علي الموارد ينتج عنها فساد وسؤ إدارة كما شاهدنا تجربة ثلاثة عقود.اذا اتفقنا مؤقتا علي ان منهج حركات الاسلام السياسي لحكم الدولة كان خاطئا فما هو البديل؟البديل هو الديمقراطية والاستماع لصوت الاخر فغالبية السودانيين علي دين الاسلام.لماذا لا تتبني حركات الإسلام السياسي رؤية بعيدة المدي وتتحول لمنظمات دينية اجتماعية وتتجه لبناء المجتمع جوهريا بالتركيز علي الافراد بدلا عن هدر قدراتها في المعترك السياسي الوقتي والمكاسب السطحية المظهرية.اذا افترضنا أن هم بعض الصادقين من قادة الاتجاه الإسلامي هو فعلا أمر الدين كما يزعمون فلماذا يريدون السلطة والموارد والبنوك و الوزارات ودواويين الدولة الرسمية. الحكومة وأجهزتها (ديمقراطية او ديكتاتوريية) تتأثر بميول واتجاهات واخلاق وتدين وراي غالبية المجتمع.لفهم ذلك يمكن تشبيه راس الدولة بالقمر وتشبيه المجتمع بالشمس فالقمر يعكس تاثير ضؤ الشمس وراس الدولة يعكس تاثير ميول واخلاق واتجاهات المجتمع.فإذا عملت حركات الإسلام السياسي علي تنوير المجتمع برسالتهم الأخلاقية بعيدا عن الحكم وبتغيير المجتمع من الداخل سينعكس التوجه تلقائيا علي راس الدولة ويصبح عسيرا عليه ان يخالف المجتمع.خلاصة ما سبق أن( تديُن الفرد هو حالة وجدانية داخلية وتدين المجتمع هو حالة أخلاقية ظاهرية وتدين المجتمع لا يحدث إلا بتدين الفرد.)ركزت حركات الإسلام السياسي علي فرض حالة تدين المجتمع الظاهري واهملت تدين وأخلاق الفرد فأصبح المجتمع عبارة عن حفل تنكري مظهري كبير لعلامات الصلاة واقنعة الصلاح واللحي والعمائم وترديد الايات والاحاديث الدينية ورفع السبابة بالتكبير والتهليل كادوات تمايز لاكابر الدولة الدينية التي ربطت رفاهية الأفراد بدرجة تقمصهم في مسرحية التدين المظهري.حسن كجروس ديسمبر ١٩