نسخ الثورات

07:04 PM December, 01 2019

سودانيز اون لاين
محمد أبوالعزائم أبوالريش-
مكتبتى
رابط مختصر

بدأت ثورات الشعوب في المنطقة بالثورة التونسية. ضاق الشعب التونسي من تسلط حكامه وضاقت عليه معيشته وأصبح الخرّيج لا يجد وظيفة يقتات منها. تعرض محمد البوعزيزي للإهانة والمحاربة في رزقه فما كان منه إلاّ أن أضرم في جسده النار إحتجاجاً على تلك الإهانة، فأشعل شرارة الثورة التونسية.

كان مواطني الجارة مصر يعانون أضعاف ما يعانيه التونسيون وتململوا كثيراً عبر حركة (كفاية) وغيرها من الحركات والإحتجاجات الفردية. بعد اشتعال الثورة التونسية بقليل، ظن أحد المواطنين أن المفتاح يكمن في النار، فأشعل في جسده النار، لكنه لم يجنِ شئ من وراء ذلك، فكانت حادثة معزولة. لطبيعة النظام الحاكم في مصر الذي كان أكثر بطشاً من النظام التونسي، لم يكن الأمر سهلاً، فواصل المصريون في التململ وبدأت ثورتهم تتشكل مصرية دون نقل للتجربة التونسية، فكان الشعار الأكبر (الشعب .. يريد.. إسقاط النظام). واصل المصريون التنادي كل يوم جمعة وأطلقوا على كل جمعة إسم ليحتشد فيها كل الشعب في كل المدن المهمة في القطر حتى وصلوا للإعتصام بميدان التحرير فتحرروا من نظام حكم حسني مبارك.

بعدها إنتقلت العدوى لعدد من الدول مثل سوريا واليمن وليبيا، حتى البحرين والسودان والسعودية.

أثناء نضال المصريون، قاوم النظام المصري ثورة الشارع فأطلق منسوبيه ليبطشوا بالثوار وأطلق الشارع المصري عليهم لقب (البلطجية) وهو اللقب المعروف عند المصريين لمن يفعل ما يريد عنوةً وبالقوة فيضرب ويسلب وربما يقتل. نقل عنهم السوريون نفس المفهوم فأطلق على هؤلاء لقب (الشبّيحة) وهو المقابل للبلطجية في الثقافة السورية. عندما ثار الشارع السوداني في سبتمبر 2013 أطلق على هؤلاء لقب (الربّاطة) لكنه لم يعكس المعنى بنفس القوة، فالثقافة مختلفة. أيضاً حاولوا أن ينقلوا التجربة المصرية من حيث تسمية الجمعات والخروج بعد صلاة الجمعة فلم يفلحوا، وهتفوا بالهتاف المصري (الشعب يريد ...) لكنه لم يعبّر عنهم كما أرادوا.

سلامات ابو الريش
ما عايز اقطع تسلسل افكارك لكن حبيت انبه لنقطتين في حديثك
اولا الثورة المصرية الحدث الرئيس فيها هو موكب يوم 25 يناير في ميدان التحرير, هذا الهدف معلن من قبل احداث ثورة تونس بكثيرو الدعوة كانت في صفحة "كلنا خالد سعيد" من شهور, و التاريخ كان مقصود باعتباره يوم عيد الشرطة المصرية التي قتلت خالد سعيد
احداث تونس بدأت في 17 ديسمبر و اعلن تنحي بن علي في 14 يناير
النقطة الثانية بعد نجاح المتظاهرين المصريين يوم 25 يناير في كسر الطوق الامني و العبور الملحمي لجسر قصر النيل و الوصول للميدان و الاحتفال جاءت فكرة الاعتصام - لا اجزم إن كان معد لها أم وليدة اللحظة.
المهم اعلن الاعتصام مساء 25 يناير و ترسخ بعد كسر هجمة البلطجية في 28 يناير ثم بعد ذلك جاءت مظاهرات الجمع العظيمة التي تتجه للميدان في القاهرة وتجوب المدن الرئيسة وكل جمعة كانت كما تفضلت تسمى باسم مختلف.

شكراً ود البشرى،

أكمّل وارجع ليك.

عندما حان أوان الثورة السودانية في ديسمبر 2018، أنجزها الشارع السوداني من واقعه، بثقافته، بأسلوبه وبشعاراته. لا شك أن (حرية، سلام وعدالة) عبّرت عن الشارع السوداني أكثر من الشعارات المستوردة، والمواكب التي خططها تجمع المهنيين ونفذها الثوار كانت سودانية أكثر من محاولات الخروج في كل جمعة من المساجد وأكثر من محاولات التجمهر في الساحات والميادين.

Quote: اولا الثورة المصرية الحدث الرئيس فيها هو موكب يوم 25 يناير في ميدان التحرير, هذا الهدف معلن من قبل احداث ثورة تونس بكثيرو الدعوة كانت في صفحة "كلنا خالد سعيد" من شهور, و التاريخ كان مقصود باعتباره يوم عيد الشرطة المصرية التي قتلت خالد سعيد احداث تونس بدأت في 17 ديسمبر و اعلن تنحي بن علي في 14 يناير النقطة الثانية بعد نجاح المتظاهرين المصريين يوم 25 يناير في كسر الطوق الامني و العبور الملحمي لجسر قصر النيل و الوصول للميدان و الاحتفال جاءت فكرة الاعتصام - لا اجزم إن كان معد لها أم وليدة اللحظة. المهم اعلن الاعتصام مساء 25 يناير و ترسخ بعد كسر هجمة البلطجية في 28 يناير ثم بعد ذلك جاءت مظاهرات الجمع العظيمة التي تتجه للميدان في القاهرة وتجوب المدن الرئيسة وكل جمعة كانت كما تفضلت تسمى باسم مختلف.

تصويبك صحيح يا ود البشرى،
هذا لا يغيّر فكرة البوست إنه الثورات لا تُنسخ ولا تُستورد.
رأينا البحرينيين أقاموا ساحة للإعتصام كما الثورة المصرية وهتفوا بنفس هتافاتها ... لكن دوافعهم لم تكن كافية لصناعة ثورة.
السعوديون قلّدوا شئ لا علاقة له بواقعهم وثقافتهم، فكان مسخ.
اليمنيين والسوريين والليبيين وضعهم إختلف لأنهم إنزلقوا في أعمال عنف فتحولت ثوراتهم لحروب أهلية رغم نجاح ليبيا واليمن في إنهاء نظام الحكم واستمرار النظام السوري.

ما أريد قوله أن لكل شعب ظروفه وأدواته ... مهما نجحت ثورة، ليس بالضرورة أن تنجح إذا نُقلت في بلد آخر.

حتى الثورة السودانية، لم تنجح عندما حاول البعض نقل تجارب الآخرين ... ولم تنجح عندما حاول البعض إجترار التجارب القديمة (أكتوبر وأبريل) ... فكان للشباب أدواتهم وأساليبهم المتفرّدة.