ادب المقاومة..فضيلي جماع نموذجا !

ادب المقاومة..فضيلي جماع نموذجا !


11-25-2019, 10:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1574719120&rn=0


Post: #1
Title: ادب المقاومة..فضيلي جماع نموذجا !
Author: jini
Date: 11-25-2019, 10:58 PM

09:58 PM November, 25 2019

سودانيز اون لاين
jini-أم طرقا عراض
مكتبتى
رابط مختصر



:
أدب المقاومة..
فضيلي جماع نموذجاً

بقلم : فاطمة لقاوة
قد أكون كاذبة إذا ادّعيت أنني سأفي الأديب والشاعر فضيلي جماع حقه من خلال هذه السطور التي ليس باستطاعة حرف منها أن يضاهي قامة كاتب ثوري جسد روح النضال عملياً عبر كتاباته المتعددة كما فعل. إنّ ما أكتبه اليوم هو شهادة للتاريخ تتواضع أمام حضرة حادي الثورة القادمة. إن كلماتي تسعى لتسليط الضوء على رجل بقامة وطن. فإن كان الوطن قد ضاق بنا جميعاً هذه الأيام ، فقد وجد الكثيرون منا الأمن والأمان في كلمات أدباء وشعراء مناضلين ، أخص منهم فضيلي جماع. ذاك الكاتب الذي جاء من بادية كردفان فجعلنا في هذا الزمن القاسي ننحني أمام أحرفه التي تفصح عن التفاؤل والأمل. الحروف التي صارت شعلة تضيء لنا طريق ثورتنا القادمة ضد الظلم.
لجأت لكتاباته شأني شأن كل الشباب الذين سُرِقت السعادة من أعمارهم في ظل نظام لا يحترم آدمية الإنسان. صارت كتابات فضيلي جمّاع ظلنا الظليل من هجير وزمهرير الإنقاذ: نجد في قلمه المأوى والطمأنينة التي نبحث عنها. قرأت له رواية(دموع القرية)،والتي علمت فيما بعد أنه قام بتأليفها وهو شاب حدث في سنته الأولى بجامعة الخرطوم. كما قرأت له مثل كثيرين غيري كثيرا من شعره وما خطه قلمه الحر من مقالات في الثقافة والسياسة والأدب. في قصائده تشع روح الثورة والنضال الذي تطمح له كل نفس حرة وأبية. وما زلت أذكر أبياتاً من قصيدته (معركة دون كيشوت الإخيرة):
يادون كيشوت ترجل!
هذا غير زمانك !
وإنظر سرجك هذا غير حصانك!!
أصل الأزمة لو تدري يا دون كيشوت
جلوسك فوق حصانك بالمقلوب!

ففي هذه القصيدة زرع في قلوبنا الأمل والعطاء المتجدد للوطن ،وأدخل الإحباط لنفوس الطغاة. فباتوا لا ينامون من كابوس كلماته.





2

عندما يتناول فضيلي جمّاع الرثاء تحس بوجعه وبالفقد الجلل في كلماته. فالقارئ لما كتبه عن رحيل الشاعر الكبير محمد الفيتوري يجد كلماته مشبعه بروح القومية والانتصار للإنسانية والاهتمام بالمهمشين من شتى بقاع السودان. الحس القومي هو ما يميز أدبه. وقف مع إنسان المناصير وشعب دار فور وجبال النوبة والأنقسنا ولقاوة . ناصرهم بنفس الروح والحماس. جاء وقوفه معهم من باب الولاء والمناصرة للصرخات الإنسانية في الأرض السودانية دون تمييز. كثيرون لا يعرفون إلى أيّ بقاع السودان ينتمي، فالرجل نذر نفسه للوطن كله. نعم..نعرف أنّ أهله الذين جاء من صرتهم في المجلد ولقاوة فخورون به ، لكنه لم يميز معاناتهم عن معاناة الوطن كله. إنه أدب المقاومة في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن.. شعر وأدب ينتميان إلى الوطن كله وإنسان الوطن بلا تمييز.
فهل هناك كاتب أو حاكم يقف بكل حياد مع قضايا أهل السودان وبنفس الولاء ؛كما وقف فضيلي جماع؟ كلا !
استمعت له بالأمس عبر إذاعة دبنقا في استضافة قصيرة مع الأستاذ فاروق أبوعيسى والأستاذ أحمد حسين آدم. فبالرغم من أن كلاهما قد أجمعا على أن أساس العلة بالسودان هو النظام الحاكم وتأطيره للعنصرية وسط المجتمعات، فصارت العنصرية ديدنه، إلا إن مداخلة فضيلي جماع كان لها مذاق خاص. فقد وجه من خلالها رسائل قوية للشعب السوداني بكافة قطاعاته مفادها أن الحروب التي يشعلها النظام الحالي هي حروب عنصرية للإبادة وزرع الفتنة. وأن أهل الإنقاذ باتوا كالسوس ينخر في جسد الأمة. وهنا يكون دور الكاتب الثائر وكذا يكون أدب المقاومة!