لحظة إنكشاف أسرار "حقيبة الفن" أو حينما بكيت دهشة وفرحاَ أمام شط بحر الشمال!

لحظة إنكشاف أسرار "حقيبة الفن" أو حينما بكيت دهشة وفرحاَ أمام شط بحر الشمال!


11-16-2019, 01:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1573864274&rn=17


Post: #1
Title: لحظة إنكشاف أسرار "حقيبة الفن" أو حينما بكيت دهشة وفرحاَ أمام شط بحر الشمال!
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-16-2019, 01:31 AM
Parent: #0

00:31 AM November, 15 2019

سودانيز اون لاين
محمد جمال الدين-
مكتبتى
رابط مختصر



متعة الإكتشاف أعظم متعة في الوجود.. لحظة إنكشاف أسرار حقيبة الفن أو حينما بكيت دهشة وفرحاَ أمام شط بحر الشمال

الآن حق لنا أن نفرح كلنا.. بعد أن كشفنا السر المخبأ لمدة مئة سنة كاملة، منذ العام 1921!

سأروي هذه المرة تجربتي الصغيرة مع البحث المضني في "حقيبة الفن " على أمل أن أسمع منكم بتسامح مع النتيجة وأسمع تجاربكم.

في مساء يوم 21 أبريل 2017 بينما كنت أحاول الإجابة على سؤال (كيف سادت اللغة العربية في الوسط النيلي وأصبحت اللغة الأم دون غيره من أرجاء السودان بما في ذلك الشمال الأقرب لمصر، وكيف ومتى حدث ذلك؟). سؤال صعب جداً.. إشتغلت عليه لمدة أربع سنوات وما أزال وهو جزء من بحث أشمل "سكان السودان عبر القرون"..

وفي لحظة ما حددت عشوائياً ثلاث آلاف كلمة وبعض الجمل الراتبة في العامية السودانية لأرى إن كان بالأمكان تحديد مرجعايتها فوجدتني أذهب وجهتين كل مرة وأخرى إما الغرب وتحديداً الأندلس (عهدها الأخير) أو العهد المملوكي في مصر 1250- 1500م.

وبينما كنت شبه يائس لوهلة أعبث ببعض الكلمات والجمل على جهاز الكمبيوتر فجأة وعلى حين غرة وبلا تخطيط حدث شيء غير كل المسار وكاد أن يذهب بعقلي!.

تعرفت على أسرار حقيبة الفن السودانية دفعة واحدة أو هو الزعم في الدراسة التي نشرت في سبتمبر 2017

1- مرجعيتها كنوع شعري (زجل)

2- زجل العهد المملوكي 1250-1500م ( المخططون وجدوا ان زجل العهد المملوكي مستساغ اكثر من غيره بالنسبة للمتلقي المستهدف)

3- الحقيبة كمشروع بديل لفنون السودان التراثية حين نشأتها

4- توصلت إلى الكيفية والعملية التي تم بها الإجراء

5- توصلت إلى 470 مثال من الزجل المملوكي والمغربي مطابق للحقيبة

6- توصلت إلى أن "برضى ليك المولى الموالي" للعبادي هي أول قصيدة كتبت كتدشين للعهد الفني الجديد (ومتوازية مع أو قل تلتها اغنية "انة المجروح" .. واصلهما الزجلي واحد) وتوصلت إلى أنها مجاراة لقصيدة "يا حلو الشمايل" لإبن مقاتل ولكن العبادي أعتمد مجاراة إبن حجة الحموي (1350م) للقصيدة الأصل أو كليهما.. ويا حلو الشمايل من أفضل ما قيل من زجل عند الدارسين وعلى مر العهود.

7- توصلت إلى الشخصيات الأساسية التي أسست الحقيبة وملكت أسرارها كلياً أو جزئياً (جميس كري، طوسون باشا، سلاطين باشا، ديمتري البازار، إبراهيم العبادي، سرور، خليل فرح) وربما أبوصلاح وسيد عبد العزيز في لحظة ما .. بقية الشعراء لا يعلمون السر فقط أبدعو في المجاراة بتدريب وإشراف مباشر من العبادي بما فيهم الشاعر الكبير المبدع في شتى ضروب الشعر ود الرضي.

العبادي وحده كان يعرف السر كله (داهية ونابغة وشديد الذكاء ويوالي العهد الإنجليزي بالكامل في الضد من تيار وحدة وادي النيل) وخليل فرح يعرف نصف السر "المصدر الإبداعي لا الخطة السياسية والإستراتيجية" وهو طبعاً ألمعي بدوره وذو موهبة ساطعة وكان وحدوياً إلى درجة التطرف.. غير أن الأسرار لحظة التنفيذ كانت تعطى بمقدار من مستر ويني مدير مديرية الخرطوم وكان أيضاً يعمل بمثابة السينسر الأمني للسياسي والثقافي ولكل المادة المقروءة والمسموعة والمصورة والمشاهدة التي تدخل أو تخرج من السودان.


8- توصلت عبر البحث إلى أن الحقيبة كإنتاج فني وأدبي جرت فقط في الفترة من 1921 إلى 1945 ما بعدها لم يشتغل بالحقيبة إلا من لا يعلمون السر من خلفها!

9- توصلت عبر البحث إلى أسباب نشِاة الحقيبة وأسباب نهايتها.

كانت متعة وكدت أجن حرفيا!.

والآآآآن ، تهيأ لنا الآن عبر الصدفة وحدها أن نمتلك جميع أسرارالحقيبة دفعة واحدة بعد مئة عام من إنطلاقتها وتهيأ لنا أن نكشف الأسرار كاملة بالرغم من التكتم الذي ضربه أصحاب السر على سرهم عمدا لأسبابهم.

تلك كانت لحظة مدهشة بالنسبة لي وصادمة أيضاً لي كما الآخرين من الصحاب وهم حتى الآن بين مصدق ومكذب.. أفهم الموقف!.

والآن أخوكم أصبح مدمن نوع هذه المتعة، تلك التي لا تضاهيها متعة، ليس أبدأ في الوجود.. هو زعمي قل تجربتي الصغيرة والمقلقة والمغلغلة.

ذلك اليوم ذهبت إلى بحر الشمال الذي تصادف أن يكون بالقرب من بيتي في المنفى.. وبكيت دهشة وفرحا.. بحر الشمال لا بد أنه مختلط بمياه النيل.. حدثته وحدثني، قال لي وقلت له.. أو كهذا كان إحساسي ولا أقول وسواسي!.

لقد آن لنا الآن أن نفرح كلنا ونمتع أنفسنا بفن الحقيبة الرفيع عن وعي ودراية.. ليس كما كان في الماضي.. الماضي أنتهى.. الآن نحن في عهد جديد من العلم والمدنية!.

محمد جمال الدين

Post: #2
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو حين
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 11-16-2019, 08:40 AM
Parent: #1

سلام أخ محمد جمال ..

الحقيقة تابعت بوستاتك وأبحاثك جميعها عن هذا الموضوع الهام .. لا أخفيك أنني وجدت فيها ما كنت أتساءل عنه منذ سنين طويلة
الا وهو لماذا توقفت اشعار الحقيبة والحانها الجزلة في مرحلة معينة بموت شعراءها ومغنيها ؟ مع ان المنطقي والواقع يقول بان تواصل الاجيال
يجعل هذا الفن خالدا لا يموت ومستمرا الى يومنا هذا .. لذلك وجدت نفسي منذ بداية قراءتي لتحليلاتك اميل لتصديق ما قرأت وما توصلت انت له وهو جهد
عظيم مقدر .. تشكر عليه وسيكون نبراسا لأجيال قادمات من حقها ان تعلم الحقيقة الكاملة عن اسرار الحقيبة ولماذا نشأت اشعار الحقيبة في فترة معينة وفجأة اصابها
الجمود ؟ ولم يتم تواصل بين الشعراء الذين صاغوا تلكم الأشعار وبين الشعراء اللاحقين الذين عاصروا الأقدمين وتأثروا بهم ؟

لو قلنا ان السودان اندثرت حضارته وعلومه في فترة ما أو تم التخلص من كل اشعار الحقيبة ومحوها من الوجود ولم يتم اكتشافها لكان ذلك مبررا لعدم التأثر الشعري
في طريقة الصياغة وتركيب المعاني لشعراء ما بعد الحقيبة .. ولكن ان تنقطع العلاقة فجأة بين جيلين عاصرو بعضهم البعض وتظهر مفردات شعرية جديدة
التراكيب والمعاني فذلك طبعا غير مفهوم ؟

ناقشت البعض في بحثك قبل فترة واستنكروا علي وعليك التشكيك في اغاني الحقيبة وبعضهم قال باسى ان اغنيات الحقيبة وشعرها هو اخر ما تبقى من السودان القديم
الجميل فدعوه وشأنه حتى ولو كان كذبة لنعيشها راضين . ولكن ...!!

اعتقد انه من الجميل ان يكون هنالك ندوات ومناظرات ومناقشات حول هذا الأمر مع الكثير من الباحثين سواء في اشعار الحقيبة او في التاريخ الثقافي السياسي السوداني في الفترة
التي ظهرت فيها اشعار الحقيبة .. من الجيد ان الكتابات في هذا المنبر تظل ارشيفا محفوظا لتداوله الأجيال ولكن الأمر يحتاج لرؤية اخرى ودراسات تؤيد أو تدحض ما اتيت به
من حقائق أؤمن أنا بها على الاقل ويستنكرها الكثيرون ..

لك الشكر مجددا على المجهود الجبار الذي بذلته في هذا الأمر .

Post: #3
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-16-2019, 06:29 PM
Parent: #2




سلامات نازر الخليفة.. سعادة بطلتك.. وانت رجل عندك احساس فنان تستطيع أن تتحدث عن الفن عن وعي وشعور
Quote: يجعل هذا الفن خالدا لا يموت ومستمرا الى يومنا هذا .. لذلك وجدت نفسي منذ بداية قراءتي لتحليلاتك اميل لتصديق ما قرأت وما توصلت انت له وهو جهد
عظيم مقدر .. تشكر عليه وسيكون نبراسا لأجيال قادمات من حقها ان تعلم الحقيقة الكاملة عن اسرار الحقيبة ولماذا نشأت اشعار الحقيبة في فترة معينة وفجأة اصابها
الجمود ؟ ولم يتم تواصل بين الشعراء الذين صاغوا تلكم الأشعار وبين الشعراء اللاحقين الذين عاصروا الأقدمين وتأثروا بهم ؟


ليس ذلك فحسب بل شعراء الحقيبة أنفسهم توقفوا كلية منذ ذلك الوقت عن نظم النمط في حدود العام ١٩٤٥ وعاش بعضهم حتى الثمانينيات من القرن الماضي ومنهم العبادي نفسه صاحب القدح المعلى في الاختراع.. السر قلنا به تفصيليا.. وباختصار فقد انتهت المهمة ولم يعد لها داعي ولا تمويل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية بوادر استقلال السودان وانفصاله عن مصر.. اواصل ادناه


Post: #4
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-16-2019, 06:37 PM
Parent: #3

توضيح ضد الفهم المتعجل والخطأ:
الحقيبة فن رفيع وليست مؤامرة .. مشروع الحقيبة محل فخرنا مثله ومشروع الجزيرة والسكة حديد والترماي سابقا وجامعة الخرطوم اصلها كلية غردون.. دي كلها مشاريع فيها إبداع كبير.. عملوها الانجليز لأسباب إقتصادية وسياسة وثقافية تخصهم في المقام الأول وورثناها نحن واحتفينا بها.. ومنها الحقيبة.. وما قدرنا نعمل احسن منها حتى الان.. أعني كل تلك المشاريع بما فيها الحقيبة نفسها.

البحث أنجز في سبتمبر ٢٠١٧.. واظننا تطرقنا تفصيليا لكل المواضيع المتعلقة والاسئلة المهمة وثبت ان ليس للحقيبة علاقة بالمديح ولا اشعار السودان القديمة ولا خيال أمدرمان ولا السودان بل هي مجاراة وفن من فنون الزجل المعروفة في عالمنا المشرقي والمغرب العربي.. أو كما اثبت البحث.







Post: #5
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-17-2019, 10:23 PM
Parent: #4

هنا توجد المزيد من المساجلات:

مساهماتي الكتابية والصوتية المتاحة على الانترنت (هنا في فايل واحد لمن سأل).. ما عندي مكتبة خاصة!

https://sudaneseonline.com/board/500/msg/%d9%85%d8%b3%d8%a7%d9%87%d9%85%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%...%21--1573685520.html

Post: #6
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-17-2019, 10:29 PM
Parent: #4

خلاصة مختصرة حول بحث الحقيبة
وتوضيح ضد الفهم المتعجل والخطأ ولكن ذلك لن يغني عن الاطلاع على نتيجة الدراسة كاملة لفهم اشمل:
بحث الحقيبة أنجز في سبتمبر ٢٠١٧.. واظننا تطرقنا خلاله وتفصيليا على كل المواضيع المتعلقة والاسئلة المهمة وثبت ان ليس للحقيبة علاقة بالمديح ولا اشعار السودان القديمة ولا خيال أمدرمان ولا السودان بل هي مجاراة وفن من فنون الزجل المعروفة في عالمنا المشرقي والمغرب العربي.. أو كما اثبت البحث.

ولم نجد غير مثال واحد وليس مطابق وهو قصيدة ("نوم عيني البقى لي سهر" التي قيل أنها لمحمد الفكي فنان كبوشية)ولكن مثال واحد ليس كافيا كما القصيدة تخالف الحقيبة في عدة نواحي ولا تتفق معها إلا في الوزن والسجع (إشارة إلى الثمانية معايير التى عملنا بها في المقارنة البحثية في الدارسة) .. ثم إن القصيدة المعنية مختلف عليها ومن المحتمل تم تعديلها مرات عديدة زمن الحقيبة وما بعدها.. نحن قارنا الحقيبة بعشرات الأمثلة من الشعر الشعبي بأشكاله والمديح والدوبيت والمسدار ولم نجد لها مثيل ولا جذور ووجدنا اخيرا مرجعيتها بجلاء في نمط الزجل والامثلة متاحة في بحث الحقيبة (470 مثال) وهذا لا يقلل بل يزيد من ابداعيتها القا.. ولو في كل الأحوال الحقيقة هي الحقيقة.
الحقيبة من نمط الزجل وتخلقت عبر خطة موعية ومرتبة ولم تكن عفوية أو تلاقح طبيعي للفنون الشعبية من حيث الكلمة ولو امتثل اللحن الكثير من الأصالة بما في ذلك السلم الخماسي. . وهي بعد عظيمة وابداع باهر لكن بعد الحقيقة هي الحقيقة.
بعد، الحقيبة فن رفيع وليست مؤامرة بل مشروع فني كبير تم تخطيطه بروية لأسباب عملية .. ويبقى مشروع الحقيبة محل فخرنا مثله ومشروع الجزيرة والسكة حديد والترماي سابقا وجامعة الخرطوم اصلها كلية غردون.. دي كلها مشاريع فيها إبداع كبير.. عملوها الانجليز لأسباب إقتصادية وسياسة وثقافية تخصهم في المقام الأول وورثناها نحن واحتفينا بها.. ومنها الحقيبة.. وما قدرنا نعمل احسن منها حتى الان.. أعني كل تلك المشاريع بما فيها الحقيبة نفسها.

وهنا كلام إضافي ومختصر

معلومة مهمة جدا لمن شاء.. البعض يقول ان بعض اغاني الحقيبة مكتوبة في اولاد.. هذا الكلام غير صحيح

https://m.facebook.com/groups/1622406421224065؟view=permalinkandid=1663058880492152https://m.facebook.com/groups/1622406421224065؟view=permalinkandid=1663058880492152

راجعي لطفا خلاصات البحث لفكرة أشمل. ادناه


بحث الحقيبة دفعة واحدة.. هااام لمن يهتم (هام دي عشان البوستات الفاتت تتفهم في السياق) : أدناه روابط لكل كتابات ومداخلات بحث الحقيبة دفعة واحدة هنا أدناه.. عشان ما نزحم الناس في القروب دا بسلسلة طويلة من البوستات كما كانت الخطة الأولى .. كل شي هنا مرة واحدة وبس.. شكرا لصبركم وتفهمكم وروحكم العالية في قروب "السميع" : 👇

بوستات متعلقة بحقيبة الفن السودانية (لمن سأل هنا وهناك.. ولاثراء الحوار الجاري عبر سماع أصوات متعددة):

1- بوست عن شعر وغناء الحقيبة (خلاصات البحث) في أصل لونية شعر الحقيبة
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508353908.html
٢) بوست عن النماذج للمقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبي
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html
٣) بوست عن الأيدلوجيات التي سادت في المرحلة الاستعمارية والوطنية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535822498.html
٤) بوست عن كتاب الطبقات والتفاعلات التاريخية الاجتماعية بوقتها
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509139245.html
٥) بوست عن الأوزان والتفعيلة وبنيات شعرنا وعن أصول العامية الوسطسودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509128576.html
٦) بوست عن مرثية بنونة (ما هو الفافنوس) وعن الشعرية السودانية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508433247.html
٧) بوست عن منصور خالد والحقيبة (من سلسلة أوهام سودانية خالدة):
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1534866226.html
٨) بوست عن سكان السودان عبر القرون.. متى وكيف سادت الللغة العربية
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1509644942.html
٩) بوست عن دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1528642618.html
١٠) عن النزعات العنصرية وأزمة اللون الأسود
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1508374653.html
١١) ديمتري البازار والحقيبة والاستعمار
http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535808861.html

١٢- الأوهام الخالدة "هذه المرة د. النور حمد والكمونولث والتوجه ناحية العمق الأفريقي سنة 1956.. مستحيل"!
https://sudaneseonline.com/board/499/msg/1533408183.html

Post: #7
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: يحي قباني
Date: 11-18-2019, 04:43 AM
Parent: #6

اخي الفاضل محمد جمال الدين ...

قبل عام تقريبا قرأت لك خلاصات البحث حول حقيبة الفن ...
خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!

و لم اشارك بالكتابة لان وجهة نظرك التي بنيت عليها افتراضك في ان شعراء الحقيبة قد اخذوا او استلفوا ذاكرة التاريخ و جارو الزجل و الاندلسيات الى حد الاقتباس لم تقنعني و آثرت السكوت على امل ان يتكشف لي اثبات واضح و لم يحدث ...

و هو لعمري اجحاف في حق حقبة تاريخية عظيمة في الفن السوداني ...

مدرسة كبرى كما سماها محمد وردي وضعت الاساس للشعر و الفن الذي اتى بعدها ...

الاحاسيس التي وضعت داخل اشعار الحقيبة احاسيس سودانية بحتة ناشئة من بيئتنا السودانية القحة ...

حتى لو افترضنا بعض الاشعار تشابهت ... من الاجحاف ان نستخدم فرشاه واحده لطلاء كل اشعار الحقيبة بانها مطابقة و منسوخة من الاندلسيات ...

يا عزيزي بحثك احترمه تماما ... و لكنك تمسكت بخيط واحد و افترضت ان كل كلمة او بيت شعر من الحقيبة يقع في ذلك الخيط ...

ياحلاة البرعن أراكن
في قفاهن تور قرنه ماكن
لا غشن لا شافن مساكن
في الخزام والشيخ والبراح


زاد أذاي يا صاحي واعتراني نحول
طرفي دامع وصاحي وبالسهاد مكحول
لي حال الحول
والموانع بينى وبين حبيبي تحول
قلبي قال مابحول
صبري ضاع ياجافي وخصبي صار ممحول
العلي ما بزول والأنين يابدري والحنين مابزول
الجسيم مهزول
منيتي وآمالي ونومي في عيون زول


اعطف على ياريم يا نافر الغزلان
خصرك رقيق وعلى قلبك حجر ما لان

احسب دقائق الليل انا والنجم زملان
تابع هواك ومجافى الاهل و الخلان
ياالعالى صدرك ومالبو ضميرك الهزلان
لو عينى تنظر خدك ومت ما زعلان

تحياتي لك ... و لكن الظلم بائن يا محمد ... و كما اسلفت وجهة نظر محل احترام و بحث به مجهود ... و به اجحاف ايضاً ...

Post: #8
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-18-2019, 07:43 PM
Parent: #7

سلام قباني وتحية وشكرا للمشاركة.. كلامك دا حدث حوله نقاش مكثف في الروابط أعلاه.. بس مافي مانع نرجع ليه لقدام

Post: #9
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-18-2019, 07:44 PM
Parent: #8

نكتة شيقة مع السر قدور حول حقيبة الفن!

أيام بحث الحقيبة اتصلت من ضمن ما أتصلت بهم من العارفين بالمجال الأستاذ السر قدور.

أول ما رفع الخط وقبل السلام والكلام وبحسه الفكاهي المعروف، قال لي: بتعرف الكورية والصينية.. طبعا بعرف دا سؤال دا يا استاذ.. قال لي لا، الكلمات جاية من وين.. غلبني، فأجاب: الكورية من كوريا والصينية من الصين.. ثم قهقه السر قدرو قهقته الشيقة تلك وقهقت معاه بصدق ومن القلب (أول مرة أعرف المعلومة دي، أن الكورية جاتنا من كوريا والصينية جاتنا من الصين).. شكرا للأستاذ.

لكن أنا ما مشيت ليه فاضي.. قلت ليه الدور جاك.. بتعرف: حقيبة الفن؟.. فقهقه على طول حتى خلته اغمى عليه "يعني دا هسا سؤال يتسال للسر قدور".. ثم أجاب الإجابة التقليدية أن إسم الحقيبة جاي من شنطة المذيع المعروف داك ومقدم برنامج حقيبة الفن الأول والقصة المعروفة ديك.. وقهقه مرة أخيرة على عجل.. قلت ليه لا ما كدا يا أستاذ، أصبر علي أحكي ليك: الحقيبة من نمط الزجل.. نوعها الشعري زجل ومفترض إذن تسمى "زجل سوداني" نوع شعري معروف في المشرق والمغرب العربي منذ مئات السنين.. مافي نوع شعري يا أستاذ بسموه بإسم ماعون بشيلوه فيه.. وكشفت ليه الأسرار كلها.. لو كان كشفتو السر دا من زمان كان الزجل السوداني انتشر عند كل الشعوب المتحدثة العربية لان كلهم عندهم نوع من الزجل والزجل السوداني من أروع انواع الزجل في العالم من وجهة نظري.. بس مافي زول عارف.. لان نحن عندنا شي ما عارفناه شنو فسميناه باسم الماعون الشايلنه فيه.. عيب والله مننا! .. اذا انت ما عارف اسم بضاعتك المسوقها ونوعها شنو ح تبيعها كيف؟. طبعا ما ممكن.

هسا اللبن داخل التمنة لبن والتمنة تمنة صاح؟ ، قال لي صاح.. وطيب!.
وفي الختام رصيت ليه الحقيقة عارية: أنتو يا أستاذ كنتو كل الوقت الفات دا بتونسونا كالأطفال الصغار بقصص سماعية معظمها أو كلها وهمية وخرافات لم تحدث.. فصمت ولم يقهقه مرة ثانية. ولم أعرف رأيه حتى الآن في الموضوع.. لكن شعرت أن في صمته تأمل!.

تحية للأستاذ السر قدور ومحبة وإحترام وأتمنى أن يكون في أتم الصحة والعافية.

----
بوست من الفيسبوك

Post: #10
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-18-2019, 08:10 PM
Parent: #9


السر قدور ذاكرة ناصعة وتاريخ مهم كلنا نشتغل معاه إذا عندنا معاه تواصل.. انا ما عندي هسا.. ممكن يتذكر حاجات مهمة ما كان قايلها مهمة وعلى ضوء الأسرار التي كشفها لنا البحث في الحقيبة.. هو تاريخ مهم جدا


كمان هو قال مرة في كتاب للعبادي اسمه استاذ الاغاني اصدره سنة 1925.. الكتاب دا إذا اتلقى بكشف أسرار إضافية مهمة.. العبادي يملك السر كله.. انا قبل دا رصدت تلات آلاف دولار لمن يحصل لينا نسخة حقيقية من هذا الكتاب.. والعرض ما زال قايم

Post: #11
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: يحي قباني
Date: 11-19-2019, 03:06 AM
Parent: #10

Quote: سلام قباني وتحية وشكرا للمشاركة.. كلامك دا حدث حوله نقاش مكثف في الروابط أعلاه.. بس مافي مانع نرجع ليه لقدام


البوست المعني توقفت انت في الكتابه فيها يا محمد بعد مداخلات ابوبكر عبتس و هاشم الحسن ...
لم تعد للبوست بعدها ...

اعتقد انك لا تقبل الراي الاخر ... و يا سيدي مجهود مقدر جدا ...

و لك اندلسياتك و لنا حقيبتنا هههه

تحياتي و احترامي ...

Post: #12
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: mohmmed said ahmed
Date: 11-19-2019, 10:37 AM
Parent: #11

سلام محمد

السر قدور دا ما تاخدو عن ثقة
مرات كتيرة بينجر ساى
يتكلم عن مناسبة اغنية ومرة تانية يقول حكاية تانية مختلفة
فى برامج اغانى
عاصم البنا كتير كان بيصحح ليهو المعلومات
عوض بابكر ليهو مصداقية ومعرفة افضل من السر قدور

طبعا انت دخلت وكر الافاعى
السودانيين ديل تتكلم فى الحقيبة سلبا
زى اهنتا الشرف القومى
اعمل ساتر
من الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا

Post: #13
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: يحي قباني
Date: 11-19-2019, 02:24 PM
Parent: #12

Quote: طبعا انت دخلت وكر الافاعى
السودانيين ديل تتكلم فى الحقيبة سلبا
زى اهنتا الشرف القومى
اعمل ساتر
من الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا

ههه
بالعكس يا محمد سيد احمد

الحقيبة لا تخلو من عيوب ... و قد يكون بعضها مستلب

لكن اخونا محمد ما بتكلم سلبا .. بل بتكلم إجحافًا في حق الحقيب ككل
دهن الحقيبة كلها بي فرشاه واحده انها ملطوشة و منقولة ...
و نظرية هو مؤمن بيها ... و لكن الحقيقة غير كده ..:
الإخوان العام المضى حاولو يناقشوه
لم يلتفت الا لمن وافقه ...
حتى هنا قال لي بعدين ههههه
فمعليش ما بندافع عمياني زي ما تفضلت ...

بس النقد البناء ليس كما النقد الهدام ...

بحث محمد جمال فيه مجهود كبير و لكنه مع الأسف يشبه نظرية المؤامرة لحد كبير ( في نظري على الأقل )
و الفكرة سيطرت على تفكيره و ما بقى يشوف شي صاح غيرها

Post: #14
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: يحي قباني
Date: 11-19-2019, 02:24 PM
Parent: #12

Quote: طبعا انت دخلت وكر الافاعى
السودانيين ديل تتكلم فى الحقيبة سلبا
زى اهنتا الشرف القومى
اعمل ساتر
من الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا

ههه
بالعكس يا محمد سيد احمد

الحقيبة لا تخلو من عيوب ... و قد يكون بعضها مستلب

لكن اخونا محمد ما بتكلم سلبا .. بل بتكلم إجحافًا في حق الحقيب ككل
دهن الحقيبة كلها بي فرشاه واحده انها ملطوشة و منقولة ...
و نظرية هو مؤمن بيها ... و لكن الحقيقة غير كده ..:
الإخوان العام المضى حاولو يناقشوه
لم يلتفت الا لمن وافقه ...
حتى هنا قال لي بعدين ههههه
فمعليش ما بندافع عمياني زي ما تفضلت ...

بس النقد البناء ليس كما النقد الهدام ...

بحث محمد جمال فيه مجهود كبير و لكنه مع الأسف يشبه نظرية المؤامرة لحد كبير ( في نظري على الأقل )
و الفكرة سيطرت على تفكيره و ما بقى يشوف شي صاح غيرها

Post: #15
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-19-2019, 03:57 PM
Parent: #14

سلامات سيد أحمد
كلامك صحيح أثناء البحث الذي كان تفاعلي ومباشر حدثت مشادات
كثيرة لان الناس دائما تركن للسائد وما وجدوا عليه آبائهم كمان
عقليتنا سحرية وغيبية ولا تقبل العلمي بسهولة






Post: #16
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-19-2019, 04:06 PM
Parent: #15

سلام مرة تانية قباني

Quote: هههبالعكس يا محمد سيد احمدالحقيبة لا تخلو من عيوب ... و قد يكون بعضها مستلبلكن اخونا محمد ما بتكلم سلبا .. بل بتكلم إجحافًا في حق الحقيب ككلدهن الحقيبة كلها بي فرشاه واحده انها ملطوشة و منقولة ...و نظرية هو مؤمن بيها ... و لكن الحقيقة غير كده ..:الإخوان العام المضى حاولو يناقشوهلم يلتفت الا لمن وافقه ... حتى هنا قال لي بعدين هههههفمعليش ما بندافع عمياني زي ما تفضلت ...بس النقد البناء ليس كما النقد الهدام ...بحث محمد جمال فيه مجهود كبير و لكنه مع الأسف يشبه نظرية المؤامرة لحد كبير ( في نظري على الأقل )و الفكرة سيطرت على تفكيره و ما بقى يشوف شي صاح غيرها



كلامك الفوق والهسا دا مافيه نقطة محددة يردو عليها لأنك أنت بتقيم وبتقول طلاء وكدا.. مافي نقطة محددة.

يعني بس ابديت عدم رضاك في كلمات ونحن نحترم ودا كلام جاوبنا عليه مرارا إذ كرره غيرك الالاف وانا اتفهم الموقف بس العلم علم والحقيقة حقيقة.

الحقيبة زجل وهو فن المجاراة ما اسمه نقل ولا استلاف... راجع لطفا الرابط التالي: بوست عن النماذج المقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبيhttp://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html

طاب يومك

Post: #17
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: muntasir
Date: 11-19-2019, 05:09 PM
Parent: #16

يا محمد إمكن ما كشف إمكن تلبيس من إبليس أراد أن يزيغك لانه بحر الشمال ده مشهور بالجن امش تاني ومعاك بخور تيمان وردد يا الفي الشمال انا شوقي طال طال طال طلاطشر مرة

Post: #18
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-19-2019, 06:30 PM

Quote: محمد إمكن ما كشف إمكن تلبيس من إبليس أراد أن يزيغك لانه بحر الشمال ده مشهور بالجن امش تاني ومعاك بخور تيمان وردد يا الفي الشمال انا شوقي طال طال طال طلاطشر مرة

هههههههها الإلهام دايما في ما يلزم الشعر والغنا من الشيطان وقصص وادي عبقر والجن مشهورة :)
بس وحاتك قصة الحقيبة هنا علم استخدمت فيه المناهج العلمية للوصول للنتيجة وليس مجرد وحي أو الهام.. عشان كدا لازم نتحصن من العين :). أمسيات خير







Post: #19
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: عمر نملة
Date: 11-19-2019, 06:57 PM
Parent: #18

سلام تحية
سلام جمال... مجهود كبير... واحساسك بالحقيبة واصل... في خيط بيكمل مجهودك اذا سنحت لك الفرصة.. هم رواة الحقيبة.. تصدق كنت بسافر عبر جبال اليمن عشان اجلس مع رواة الحديث وهم اقل من خمس أشخاص... ما عندهم اي مرجع سوا حدتنا فلان عن فلان... عن الرسول ص... والحاجة التانية بما انك وصلت لدرجة عالية من الإيمان في بحثك ممكن تشوف عيان.. دا إيماني باي حاجة عايز اصل بيها لحد ما توقف الاخر... موفق في كل بحوثك.. وشكرا لك لتوسيع مداركنا

Post: #20
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: mohmmed said ahmed
Date: 11-20-2019, 06:56 AM
Parent: #19

سلام يحيى
ما بحث فيه محمد فيه جهد كبير وفيه
استناجات ملفتة عن التشابه بين شعر الحقيبة وشعر الزجل
لا اتفق معه فى نسبة شعر الحقيبة الى تاثير ثقافات اخرى
شعر الحقيبة ناتج سودانى اصيل مكبرت بالدلكة والخمرة والدخان برائحة سودانية ما ليها مثيل
هناك فعلا خطوط حمراء لا تقبل عند نقد الحقيبة
فمثلا الاغراق فى التغزل الحسى
والاهتمام بالمراة كجسد فقط
والتعبير عن الحرمان المبالغ فيه
الحقيبة تعبر عن ثقافة وعادات وتقاليد وقيم واخلاق اهل وسط السودان
ولا تعبر عن كل ثقافات السودان
وتحدد مقاييس الجمال باوصاف عقلية الوسط
هسا عليك الله ديسو فوق درعو
كيف تكون مقياس جمال لنساء لا يمتلكن هذا الديس
مقياس جمال المراة فى شعر الحقيبة من منظور شاعر محروم من التعود ومشاهدة جسد المراة
طيب لانسان تعيش معه المراة وهى سافرة وبكل تفاصيل جسدها اكيد ذايقتو مختلفة
المشكلة هيمنة اجهزة الاعلام فرضت غناء الحقيبة واستبعدت غناء باقى السودان وعندما التفتت اجهزة الاعلام لاغنية غرب السودان فى فترة سابقة وجدت كثير من الاعجاب والتذوق فى الوسط
كذلك من البرامج النادرة التى اتاحت فرصة لثقافة وغناء الهامش برنامج ربوع السودان عرف بغناء الشرق والشايقة والنوبيين
وايضا برنامج صور شعبية للطيب محمد الطيب

Post: #21
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: mohmmed said ahmed
Date: 11-20-2019, 07:03 AM
Parent: #15

سلام محمد جما الدين
لابد من تحيتك على شجاعتك فى تناول شعر وغناء الحقيبة بطريقة بحث علمية وبجهد كبير
بحثثك بيفتح افاق لحوار علمى بعيدا عن التعصب والانحيازات


طبعا فى فرية كدا تقوليك
شعر الحقيبة استوعب الثقافات الاخرى
ويضرب المثل بخليل فرح الحلفاوى وشاعر كدا ما عرف ابوصلاح ولا سيد عبد العزيز المسيحى
والخدعة فى ان هولاء لم يتم قبلوهم واستيعابهم الا بعد ان اخرطوا فى مجرى ثقافة الوسط وعبروا عنها

Post: #22
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-22-2019, 03:04 AM
Parent: #21

سلامات سيد احمد.. كلامك هنا تم فيه كلام كتير في داخل الحوار السابق. بس تاني نحاول.. ونسعد بوجودك والنقاش معا.. ونحن هنا من أجل النقاش حول تراث شعوب السودان ليس لا الا. ما في اصرار على شي.. صباحك نور

Post: #23
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-23-2019, 11:15 PM
Parent: #22

سلامات عمر نملة
Quote: سلام تحية
سلام جمال... مجهود كبير... واحساسك بالحقيبة واصل... في خيط بيكمل مجهودك اذا سنحت لك الفرصة.. هم رواة الحقيبة.. تصدق كنت بسافر عبر جبال اليمن عشان اجلس مع رواة الحديث وهم اقل من خمس أشخاص... ما عندهم اي مرجع سوا حدتنا فلان عن فلان... عن الرسول ص... والحاجة التانية بما انك وصلت لدرجة عالية من الإيمان في بحثك ممكن تشوف عيان.. دا إيماني باي حاجة عايز اصل بيها لحد ما توقف الاخر... موفق في كل بحوثك.. وشكرا لك لتوسيع مداركنا

معاك لازم نجتهد.. المشوار قدامنا طويل عشان نتعرف على نفسنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا.. ليس بعد في تقديري.. نحن بعاد.. بس عندنا الأمل!


Post: #24
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:15 AM
Parent: #23

كل الشعوب الحولنا (المتحدثة العربية بالاصالة) عندها نوع من الزجل وعلى مر العصور منذ العام 1200م (العراق والشام ومصر والحجاز وطبعا المغرب العربي) وجميعهم وعلى وجه الإطلاق اقتفو أثر الزجل الأندلسي "الأندلس مكان الاختراع" .. واخر شعب مارس الزجل هو نحن بين الأعوام 1925-1945 في نسخة الحقيبة حسب ما اوصلنا البحث.. وإذ توقف الزجل في السودان لاسبابه وظروف نشاته فإن الأمم الأخرى ما تزال تمارس نسختها الخاصة من الزجل حتى تاريخ اليوم وبالذات في مصر والجزائر والمغرب ولبنان والحجاز

Post: #25
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:16 AM
Parent: #23

حلقة (٤).. ود الرضي.. في سبيل اكتشاف معايير لشعرنا الشعبي وغنانا (توجد روابط للحلقات السابقة في المداخلات)

الاسكلا وست البيت لود الرضي اغنيتان ليستا من نمط الحقيبة بالكامل (الزجل) بل اكثر محلية.. إذ الزجل عنده معايير ومميزات واضحة من اهمها: التفاعيل المنوعة والنظم والصنعة و السجع والجرس الموسيقي العالي وترداد كلمات مفتاحية محددة وفي بعض الأحيان الحنين إلى فردوس مفقود في صورة الحبيب أو الطبيعة الساحرة أو الديار.. والزجل دوما خليط بين الدارجة المحلية والفصحى التاريخية ولا يلتزم أوزان العرب الكلاسيكية المعروفة ولا بد أن يكون ملحون والا فهو ليس بزجل (الأخيرة دي قاعدة صارمة عند ابن قزمان وكل اهل الصنعة) .. وافضل مثال للزجل لود الرضي هي اغنية:يا غصين النقا يا لدن واغنية: احرموني ولا تحرموني.. إذ بنظرة بسيطة مقارنة سنتعرف على الفرق بين القصيدتين الأوائل والاخيرتين.. في غصن النقا وتحرموني تتضح الصنعة النظمية المتانقة في التفعيلة والسجع والجرس الموسيقي العالي وترديد كلمات مفتاحية محددة تاريخية غير مرتبطة بالمكان بشكل مباشر (ليست لغة اليومي) مما يجعلهما يصنفان كزجل عكس الأوائل.. كما ان الزجل وصفي اكثر منه سرد قصصي وهذا ما حدث في غصن النقا وتحرموني بينما ألاسكلا وست البيت فيهما سرد وقص لحكاية وليس وصف وبلغة إميل للغة البومي.. (اتمنى التعرف على فن الزجل الذي جاراهو معظم شعراء الحقيبة وهو اصلا فن الاعاجم المستعربين (زنق الأندلس ايام ازدهارها وانتشر لاحقا في الشرق والمغرب العربي واول من اخترع فن الزجل هو ابن قزمان الأندلسي) والزجل هو فن المجاراة اي الصنعة واحد اسمائه الان حرفيا في المغرب العربي الصنعة (قوقلو قبل التداخل عليكم الله :)) اتمنى . . و النسخة التي جاراها شعراء الحقيبة في الاصل هي نسخة الزجل المملوكي 1250-1500م.. راجع ان شئت خلاصات بحث الحقيبة (قبل ما تردم عن حب واخلاص لحقبة الحقيبة ساكت كلنا حب للحقيبة بس عايزين نعرف النمط الشعري/الغنائي وخلفيته وجذوره ومعاييره.. وما ننسى ان هذا البوست مثل غيره في سلسلة كاملة تجد خلاصاتها في بحث الحقيبة.. سأضع رابط له في اول مداخلة) دا للناس المتابعة.. وكلنا احترام للحق والحقيقة والعلم الحق بالشي ولبعض.. ونحن في زمن الثورة والمدنية والعلم.. الثورة لا يجب أن نتركها للسياسة والسياسيين. غلط.. اعلم انكم تعلمون!
... بوست للمتعة والونسة المفيدة.. ارفق اغنية احرموني نموذح حي لنمطية الزجل

أ
https://youtu.be/jDSh0_rhewIhttps://youtu.be/jDSh0_rhewI

Post: #26
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:17 AM
Parent: #25

حقيبة الفن ودهشة الصدف (تلاتة انواع من الصدف) ..هل الحقيبة فعلا مجرد فن بريء مثل كل الفنون الأصيلة وجاء حقاً وليد الصدفة المجردة!

ملاحظة إستباقية:
هذا البوست حصرياً خاص بالمتابعين للبحث لأنه مختصر بحكم الضرورة كونه يستند على مقالات وكتابات ومنشورات وجدليات سابقة لكن طبعاً مرحباً بالجميع.

الحقيبة محض صدف.. صدف كتيرة.. أو كلها صدف (هكذا تحدثنا الروايات الرسمية).. ما سر هذه الصدف الكثيرة؟!.

أشعر أحياناً أن هناك عقلية ما صنعت راويات ليست بالضرورة هي الحقيقة المجردة وإنما شيء أشبه بالرواية بمعناها الإصطلاحي.. وكأن تلك العقلية تود أن تنفي مسبقاً إن لا خطة وراء فن الحقيبة وإنما هو مجرد شيء عفوي وتلقائي وحدث كدا بس مثل الظواهر الطبيعية (راجع آخر خلاصات البحث، تجد رابطها أيضاً في أول مداخلة).

كل ذلك حدث لمصلحة ذلك الزمان ولحظته التاريخية المختلفة عن هذا الزمان .. ونحن نشأنا على ما وجدنا عليه روايات الحقيبة دون كثير تحقيق أو تدقيق.. ولكن الفرصة أظن ما تزال أمامنا لإعمال النظر من جديد فيما جرى وكونه أمر متعلق مباشرة بالحقيقة المجردة!.

وتلك الصدف أصنفها في ثلاثة مستويات بحسب أهميتها.. صدف صغيرة وصدف كبيرة وصدف عظيمة (التصنيف مختلق مني بغرض التبيان)

قلنا الصدف تلاتة مستويات من حيث الأهمية:

1- صدف صغيرة:

أن كثير من قصائد الحقيبة كتبت في الحال وعن محض صدفة... هناك قصص ومقالات وكتب ألفت في تلك الصدف التي جاءت كإلهام لكتابة قصيدة محددة من قصائد الحقيبة ودائماً من الشعراء المعترف بهم فقط (راجع اللستة في الرابط المعني).

مثال قصيدة يا مداعب الغصن الرطيب لسيد عبد العزيز والأسكلا لود الرضي (الرواية هنا تقول أن محبوبة سرور أو قل فاتنته ركبت الباخرة المسافرة إلى الجنوب فجا جاري إلى ود الرضي في الدكان وطلب منو كتابة القصيدة ففعل ود الرضي على أثر ذلك الأغنية الجميلة المعروفة "الاسكلا" التي تعدد مرافي السفينة التي تحمل محبوبة سرور وحتى مرساها الأخير في جوبا.

(هاهي الدموع تبلل ثياب ود الرضي بعد رحيل مليم إلى جنوب السودان وهى فاتنة شعراء الحقيبة في ذلك الوقت في أغنية من الاسكلا وحلا.... وقصة الأغنية أن سرور رأى مليم وهى تتجه مع أسرتها على الباخرة المتجهة إلى جنوب السودان من الاسكلا التي هي مرسى السفن الذي كان يقع جنوب منطقة فندق الهيلتون الحالي .....فتألم سرور كثيرا لفراق مليم فطلب من قبطان السفينة أسماء المدن التي تمر بها الباخرة ثم أخذها مسرعا إلى ود الرضي الذي كان يجلس مع الشاعر احمد حسين العمرابى في دكانه بالخرطوم وكان سرور حزينا وحكي لهم خبر سفر مليم وطلب من ودالرضى تأليف أغنية بهذه المناسبة بعد أن أعطاه أسماء المدن ....وعلى الفور جادت قريحة ود الرضي الشعرية بأغنية من الاسكلا وحلا وكان الوقت منتصف النهار فحفظها سرور وتغنى بها في المساء).. صدفة صغيرة جميلة!.

تلك الصدف الصغير لا حصر لها دا فقط مجرد مثال.

2- صدف كبيرة:

هنا دميتري البازار أبو الفن السوداني يروي في مقطع واحد صغير صدفتين كبيرتين –لقاءه أول مرة مع الفنان إبراهيم عبد الجليل ولقاء كوكب الشرق أم كلثوم مع إبراهيم عبد الجليل في مصر (الإتنين صدفة)!.. لاحظ أن كلمة "صدفىة" ترد في كلام البازار حرفيا:

(أنا بعد ما سنة 30 (1930) كده ده يوم كده عندنا فرع بتاع مكتبة في الخرطوم، في امدرمان ، بعدين انا راكب العجلة بتاعتي ماشي في الموردة هناك صدفة كده في الشارع لقيت ولد صغير ماشي كده راسو كاشف وحفيان ، بيغني وماشي .. "الشويدن روض الجنان .. بي هواك إزداد الجنان .." ، تابعته كده خطوة كتيرة لغاية ما خلص الغنوة ، نزلت من العجلة وقفته : "تعال يا شاطر انت اسمك منو ؟" قال لي : "اسمي ابراهيم عبدالجليل" ، قولت ليه انت سمعت اسطوانات عبدالله الماحي ، قال لي ايي والله سمعتها ، عجبتك ؟ ، عجبتني. قولت ليه ايه فكرك نحنا العملناو وعاوزين نعمل ليك زيها ، قال لي والله كويس .. امشي اشاور اهلي ، مشيت معاه في بيتهم هناك في الموردة لي اهله ، في الاول مانعوا لكن في الاخر وافقوا ، بعدين سوقناه وديناه في مصر برضو ، بعدين هناك اثناء التسجيل في الاستديو ، كان بقي ابراهيم سجلنا في شركة اوديون ، كان اثناء التسجيل نحن قاعدين جات ام كلثوم عشان تسجل ، بعدين شافت شافتنا هناك جماعة لابسين جلاليب وولد صغير كده لابس ليه بدلة ، قالت دول ايه دول ، قالوا ليها دول فنانيين سودانيين ، قالت وفين المطرب بتاعهم ؟ قالوا ليها الولد ده ، الولد الصغنوني ده ؟ قالت ، جابت كرسيها وقعدت جنبه قالت له غني لي كده يا شاطر ، قام غني ليها "الشويدن روض الجنان بي هواك إزداد الجنان .." ، حبت تقلده "الشويدن روض الجُنان" قال ليها لا ما "الجُنان" ، "الجِنان).. دميتري البازار في لقاء تلفزيوني عام 1974.

وهناك صدفة برضو كبيرة جداً(كبيرة بلاشك) إكتشاف العبادي لسرور عميد الغناء السوداني لاحقاً:

"كان العبادي يتنزه في شوارع أمدرمان... فجأة سمع راعي أغنام في المرعى يغني رمية لمحمد ود الفكي.. عجبته.. ساقو طوالي قال ليه انت دا ما مكانك انت مكانك مع الجمهور" ومن هنا بدأت رحلة سرور كفنان حتى أصبح في عدة سنوات عميد الفن السوداني. من عدة مراجع ومنها رواد شعر الغناء في السودان لمبارك المغربي.

والصدف الكبيرة كثيرة.. لكن هنا نختم بأعظم الصدف.. صدفة حولت وجه الفن الرسمي في السودان إلى شيء جديد إسمه الحقيبة (أهم الروايات الرسمية تخبرنا بذلك) راجع كتاب الطيب ود الرضي ومبارك المغربي مثلاً.

3- صدف عظيمة:

الصدفة الأعظم في تاريخ الحقيبة حدثت حسب الرواية الرسمية في زواج التاجر بشير الشيخ:
بدأت الحقيبة بعد إضراب الطنابرة الشهير عن الغناء فى حفلة التاجر بشير الشيخ وجاء العبادى واعتذر وتشجع الحاج محمد احمد سرور لمواصلة الحفل بدون الطنابرة ولأول مرة ومن هنا بدأ غناء الحقيبة.. وعلى اثر هذه المناسة كتب العبادي قصيدة يشيد فيها بسرور وورد فيها هذه الكلمة "سرور" التي إلتصقت بسرور حتى تاريخ اليوم إذ هي مجرد لقب حميد. وفي العام 1934 تم تسمية سرور رسمياً كعميد للغناء السوداني بواسطة طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير والملقب بأمير العلماء كما الأمير المستنير (1872-1944).

فقط تكريم سرور لم يحدث صدفة بل مخطط له وحضره كبار رجالات الدولة الإنجليزية/التركية آنها وكان العبادي في مقدمة الحضور.. وتم تكريمه ايضاً بلقب أمير شعراء السودان.

كما نلاحظ أن الصدف الكبيرة والعظيمة لا تحدث مع أي شخص بل مع دميتري البازار و العبادي فقط كما نستطيع أن نقرأ ونسمع الروايات المكتوبة والشفهية والرسمية.. هما المكتشفان للمواهب واللذان يقرران القرارات الكبيرة أي الحاسمة والجوهرية.. واما الصدف الصغيرة يفعلها الكل، كل الشعراء والفنانين الآخرين مع بعضهم البعض ومع الجمهور ومع المعشوقات الحقيقيات او المتخيلات وكلما حانت الصدف وهي كثيرة إذ كما يلاحظ البعض المهتم منا أن معظم القصائد إما مجاراة كصدفة أو صدفة محضة لولادة قصيدة جديدة تتحول إلى أغنية يلحنها ويغنيها في الغالب عميد الفن سرور.

تلك الصدف كلها ربما ليست "صدفة" ربما لا شيء من ذلك أبداً حدث بل الحقيقة في الواقع ربما كانت مختلفة عن القصص المعلنة للجمهور بالذات إضراب الطنابرة إنه إحالة ليست للصالح العام فقط بلغة هذا الزمان بل إزاحة عنيفة لفنون السودان الشعبية الأصيلة وإلا كيف نفسر أن بعد نفي عبد الغفار الطنباري لمدني وهو قائد الإضراب ورمز الغناء الشعبي في السودان الأوسط في زمانه تم منعه من الغناء وحتى هو في مدني "ما يغني إلا وفق طريقة الحقيبة" وهو رفض كل الوقت وإلى وقت رحيله في الستينيات من القرن الماضي !.

كما أن من حيث البدء وقبل الحقيبة الإتكاء على أدب منطقة كبوشية لسيت صدفة إي أنها منطقة جعليين ومعروف أن معظم الجعليين على خلاف جذري مع النظام القديم (المهدية) ولهذا دلالة سنشرحها بإستفاضة في المستقبل إذ هي بدورها ليست صدفة وطبعاً هي منطقة غنية بالفنون والإبداع وحتى تاريخ اليوم ولكن لا شيء تم صدفة.. ربما هناك إستغلال ما تم لإرث المنطقة بواسطة أيدي خفية دون علم أو موافقة أصحاب الشأن من المنطقة بل تم العكس في لحظة ما تم نفي وقهر إبن كبوشية العظيم ابو الفن السوداني الحقيقي ومجدده وحرمانه من الغناء طوال حياته وهو الرمز الكبير الذي دفنوه حياً "محمد ود الفكي" مثلما حدث مع قرينه وابن قريته عبد الغفار.

ملاحظة ختامية لمن يهتم أو يتابع من الأصدقاء:
البحث عن الحقيبة إكتمل ونحن الآن في مرحلة مراجعته وطباعته ونشره وفق الوسائل المعروفة والمتبعة.. ونواصل معاً أعمالنا وطموحاتنا الاخرى المشتركة.

وهذا البوست مجرد إضاءات إضافية على هامش النظر.

خارج النص: أمال الخرطوم وكل السودان زمن الإنجليز كان ماش على حد السيف ليه لأن كل شيء محسوب ومرتب ولا يحدث عبطاً كما العهود المدعوة بالوطنية التالية للإنجليز والتي أنتهت إلى ما نحن فيه من بوار عظيم.. وهسا الحقيبة بقت في نفسها إنجاز سلفي عظيم (زي زمان الأندلس عند العرب) يسعى القوم إلى فعل مثله بلا جدوى فيرددونه كصدى وهيام بلا وعي منهم.. وربما بوعي.. لا ندري!.

تستطيع ان شئت أن تطلع على المزيد من التفاصيل حول الأمر عبر الهاشتاقات التالية من فيسبوك:

محمد جمال الدين (9 سبتمبر 2017)

Post: #27
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:19 AM
Parent: #26

إضاءة عل بحث حقيبة الفن السودانية والشعر والغناء في السودان الحديث حلقة (١) في سبيل اكتشاف معايير لشعرنا الشعبي وغنانا

هذه الحلقة رقم واحد وهي عبارة عن مقدمة وخلفية للبحث المعني 👇🤫

متى كتب السودانيون أشعار عربية أول مرة ؟. أي كانت.. ما هي أول قصيدة أو أول شاعر/ة كتب/ت بالفصحى في تاريخ السودان؟!.. (توجد مقدمة تاريخية تحليلية ثم تعقبها محاولة الإجابة ونظرة في الأهمية العملية للسؤال)!

أشتغل هذه الأيام ضمن مقترح توثيق السودان الحديث (مشروع توثيق السودان في 200 سنة) أشتغل ضمن ما أشتغل به "الشعر والغناء في السودان الحديث" وبالسودان الحديث أعني سودان ما بعد العام 1821.

الملاحظة الأولية أن الشعر العربي على مدى تاريخ السودان يعتبر حديث النشأ بالمقارنة بالعالم المتحدث العربية (سنتحقق من هذا الزعم حالا)!.

إن وجدت أشعار عربية يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي (550م) ومن ضمنها ما عرف بالمعلقات مروراً بمرحلة بناء الدولة التي أعقبت الأسلام وحتى العام 1258 إنهيار بغداد. فإن بلاد السودان كل تلك المدة (عهود إزدهار الحضارة العربية/الإسلامية) كانت رسمياً مسيحية وكانت عندها لغاتها المحلية وليس من ضمنها العربية مثل النوبية والبجاوية والفونجية والفوراوية والأغريقية (لغة الكنيسة القبطية في علوة والمقرة ونوباطيا).

إذ السودان أنضم حضارياً لركب العالم الشرقي بعد إندثار النسخة المزدهرة من حضارته وذلك في العام 1503م بسقوط سوبا وصعود سنار (حلف الرعاة الوثنيين/الفونج مع الرعاة المسلمين الوافدين في الضد من المزارعين النوبة وديانتهم المسيحية).

بل السودان خلال كل عهود الحضارة العربية الإسلامية المزدهرة كان يناصبها العداء والخصومة بفعل إختلاف السمت الحضاري وتضارب المصالح وظل السودان مستقلاً عن أي قوة عسكرية مباشرة في الشرق كله وحتى العام 1821 دخول الأتراك إلى السودان.

الشيء الذي لم يستطعه المماليك من قبلهم برغم محاولاتهم العديدة لغزو السودان بين الأعوام 1300 وحتى سقوطهم عام 1520 على يد الأتراك العثمانيين وهروب مجموعات كبيرة منهم إلى السودان بعد مجزرة القلعة حيث ساهمت في تشكل التركيبة الديمغرافية ونشر اللغة العربية في الوسط النيلي بجانب جماعات بدورها جاءت هاربة من جهة الغرب بعد سقوط الأندلس مباشرة (لدي بحث أشتغل عليه بهذا الخصوص).

عندما أنهارت بغداد نشأت أو أزدهرت ممالك ودويلات جديدة في الأطراف أهمها دولة المماليك في مصر والشام (الشركس والألبان) تلى ذلك صعود نجم الأتراك والسلاجقة ونشوء دولة تمبكتو في غرب أفريقيا وممالك أخرى سابقة وموازية.

وأخيراً أيضاً في السودان "1503" نشأت دولة تبنت الإسلام والعروبة رسمياً وهي مثلها ومثل غيرها من دويلات المماليك والسلاجقة والأتراك والبربر والفولاني والهوسا كان يقودها الفونج وهم في الأصل ليسو بعرب ولا مسلمين ولا يتحدثون اللغة العربية بالأصالة.

كما أن سنار كما بقية الممالك والدويلات التي أعقبت سقوط الحضارة العربية الإسلامية كانت تعيش ذات حالة الركود الحضاري الذي عاشه الشرق برمته.

إذ لم تخلف لنا سنار لا فلسفة ولا أدب ولا معمار يضاهي ما قبلها وما بعدها من حضارات الأمم والسودان القديم نفسه كانت حضاراته أعظم أثراً من سنار نشاهد ذلك الآن في إهرمات البجراوية والبركل والمعابد والتماثيل ثم الكنائس وإلخ.. الحكيم الأعظم الذي خلفته سنار هو الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك (1635-1720) الحكيم الشعبي الشهير الذي حملت إرتثه المشافهات حتى دونها أخيراً ود ضيف الله في كتاب الطبقات وهو بدوره الوثيقة الوحيدة التي خلفتها لنا سنار خلال ثلاثة عقود من عمرها المديد!.

وهنا على سبيل المناسبة نذكر أن ود تكتوك عاصر جون لوك الفيلسوف الإنجليزي الذي أنتج نظرية العقد الإجتماعي التي تستند عليها الديمقراطيات الحديثة وحقوق الإنسان (1632-1702).
سنار وليدة اللحظة التاريخية المظلمة وهي بنت الشرق كله وليست نشازا. (هذا بإختصار وإن شئت لمزيد من الضوء حول هذه النقطة راجع "طبقات ود صيف الله وعلة التوثيق في تاريخ السودان الوسيط والحديث" مقالة لي سابقة أكثر إستفاضة حول ذات الموضوع).

تلك كانت مجرد خلفية لسؤالي الذي عنونت به هذا المقالة: متى كتب السودانيون أشعار عربية أول مرة ؟. أي كانت.. ما هي أول قصيدة أو أول شاعر/ة كتب/ت بالفصحى في تاريخ السودان؟!

سأحاول هنا الإجابة بنفسي وأحسبها واحدة فقط من الإجابات العديدة المحتملة (ما هي!).

ربما أول شاعر كتب بالفصحى (شعر عربي كلاسيكي) هو البنا الاكبر ثم حمزة الملك طمبل كما صالح جبريل والعباسي و يأتي لاحقاً التجاني يوسف بشير والمجذوب ومحمد أحمد المحجوب وإلخ.

لا توجد أشعار معروفة ومحققة كتبت بالفصحى قبل ذلك، ليس الكثير. أي أن السودان أنضم لركب الأدب العربي الكلاسيكي بعد ما عرف بعصر النهضة الذي عقب الفتح الفرنسي لمصر "القاهرة" عام 1800م.. إن كان هو نقطة تحدد النهضة العربية لا بد أن يكون إسمه فتح!.

قبلها كان ظلام (تلك تسمية رسمية لكل العهود التي أعقبت سقوط بغداد 1258م) دلالة على الإنحطاط في كل ضروب الحياة.. وسيادة الأعاجم على المشهد الثقافي في الشرق كله ومن أهمهم السلاجقة في آسيا الوسطى والأتراك العثمانيين والمماليك في مصر والشام والفونج في السودان والفولاني في غرب أفريقيا والفور في دارفور وقبل ذلك البربر في الأندلس والمغرب العربي تلى ذلك الغزو الأسباني لشواطي الخليج ثم الإنجليزي والفرنسي لبقية أرجاء الشرق كله.

كان قبل نشوء الشعر الكلاسيكي في السودان (حديث) توجد أشعار بالعاميات العربية السودانية ولكن ليس قبل العام 1700م وفق القراءات والحسابات التي حسبتها وربما كانت شغبة الميرغمابية أول شاعرة سودانية معلومة لنا بشكل واضح.

شغبة المرغمابية الكاهلية (آمنة) ثم:
حسان الحرك الشكري (العهد السناري)
وبعد ذلك بنوتة بت المك نمر
ومهيرة بت عبود (نهاية العهد السناري بداية العهد التركي)

وبت مسيميس شاعرة المسلمية (نهاية العهد التركي/المهدية)

وفي أزمان لاحقة رقية بت حبوبة والحردلو وود ضحوية (فترة المهدية/العهد الإنجليزي) وغيرهم الكثير من شعراء الدوبيت والحماسة والمناحة والبنات والحكامات في دارفور وشمال كردفان وتحديداً مضارب البقارة والأبالة.

وهنا أود أن أخلص إلى أن تاريخ صناعة الشعر العربي الفصيح حديثة في السودان ومعظمه إحتذاء ومجاراة للشعر العربي الكلاسيكي عكس الشعر العامي الذي قلنا برموزه للتو أعلاه وهو شعر وظيفي أقدم وأكثر أصالة ويعبر عن آنثوروبولوجيا المجتمع حيوياً وجوهرياً.
بعد، الشعر العامي/الوظيفي نفسه حديث بالمقارنة. إذ نشأت حركة الزجل في الأندلس في حدود العام 1100 (شعر عامي/ شعر الأعاجم المستعربين) يشبه نمطية الحقيبة السودانية فإن الشعر باللغة العربية وعلى وجه الإطلاق لا نجد له أثر واضح قبل العام 1700م في السودان.
ولهذا نحن في السودان لا نعرف شعرنا بعد بشكل علمي: تفاعيل القصيدة وتقنياتها وبنياتها الداخلية لأن إرثنا هنا مداه الزمني صغير كما أيضاً علة الإهمال والتقصير وسوء الإدارات والعقليات المتحكمة سياساً وإقتصاديا.

تلك وجه نظر للتأمل وإن صحت كلها أو بعضها أرى أنه وجب أن نجتهد في عمل الواجب، الفرصة دوماً أمامنا!.

محمد جمال الدين .. (مشروع توثيق السودان في 200 سنة/السودان الحديث/راجع مسودة المشروع في مكانها)

Post: #28
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:20 AM
Parent: #26

الغناء الجديد/الشيء الجديد (كلام عن بداية الحقيبة/ شهادة صانعيها في لقاءات اذاعية).. الحقيبة نتجت عن خطة مرتبة سلفا!

جيمس كري عمل لجنة لدراسة المخيال الشعبي السوداني سنة 1905 اوصت بترقية الفن السوداني بما يواكب المرحلة الجديدة.

سرور دخلني الغرفة قال لي تعال اوريك الغناء الجديد" ديمتري البازار..
حلقة إذاعية 1974 في حضور عبيد عبد الرحمن والعبادي واخرين

"كنا بنجتمع في البيوت انا وخليل فرح وأحمد حسين العمرابي ومصطفي بطران، عملنا جمعية وحدة وادي النيل جمعية سرية لما الإنجليز كشفوها رفدونا الاربعة من كلية غردون دا كان سنة 1918 ودي الجمعية اللي انبثقت منها اللواء الابيض لاحقا) ديمتري البازار

"أنا بلقبوني بأبو الفن (أي فن الحقيبة)... ابوي أمه أخت سلاطين باشا، سلاطين باشا جدي وهو الربى ابوي ، ونجت باشا حاكم عام السودان زار ابوي في البيت، هيكسون باشا قال لأبوي تجيب الولد دا الخرطوم يتعلم وشالوني ودخلوني كلية غردون" ديمتري البازار

" من اللحظة ديك ابتدا تغيير الغناء واول غنية كانت انة المجروح غناها سرور"
ديمتري البازار

"عملنا الاسطوانات في مصر وأتباعت كويس في الخرطوم برغم انو كنا خايفين الناس ما متعودة على الغناء الجديد" ديمتري البازار

"اول حفلة (تجارية) عملناها سنة 1930 الخواجة ابى يدينا تصريح قال لينا السودانيين ما وصلو المستوى دا، انا مشيت للزول الأكبر منو جبت التصريح وجاء مدير الخرطوم بنفسو حضر الحفلة كانت سمحة بس في النهاية حصلت شكلة كسرو الكراسي" ديمتري البازار

"احكي لينا يا دميتري عن الوفود الوديتها مصر" د. محمد عبد الله الريخ ... حلقة إذاعية 1974 في حضور عبيد عبد الرحمن والعبادي واخرين

"أنا وديتهم مصر عشان يتدربو على الغناء الجديد ويسجلو اسطوانات .. خليل وسرور وتانيين" ..
ديمتري البازار

"قبل كدا كان في غناء الدوبيت والطمبور وفي واحد تاني اسمه الحومبيي وهو خطوة قدام خطوة وراء وكرير زي الطمبور ومعاه رقصة من البنات وسرور اول زول فكر يغير الغناء دا" دميتري البازار

"العبادي كتب كتاب أستاذ الأغاني، عشان يعلم الناس الغناء" السر قدور في اغاني وأغاني ٢٠٠٩

"العبادي نادا الناس في البيت سنة 1923 لاجتماع هام قال ليهم تعالو نوريكم الغناء الجديد، الشيء الجديد العملناه"
السر قدور أغاني وأغاني حلقة عن العبادي سنة 2009

"لن تستطيع الدخول إلى عالم العمالقة العبادي وخليل فرح الا بعد امتحانات عسيرة.... ولن يغني لك سرور الا بعد اجتياز الامتحان". كتاب الحقيبة للطيب ود الرضي

" انا وقفت لونية الحقيبة وعملت للكاشف شي جديد مختلف" عبيد عبد الرحمن في حلقة اذاعية عام 1983

تعليق:
الغناء الجديد/الشيء الجديد واضح أنه اتعمل عن وعي وعمد ومقصود ولم يكن تطور طبيعي لشيء سابق عليه وكل صانعيه أو جلهم من خط وحدة وادي النيل وعندهم علاقة مباشرة بالسلطات المصرية. راجع الشهادات أعلاه بتروي.. راجع ايضا حلقة 2 من السلسلة المقارنة ان كنت تود أن تعرف الأسباب والدوافع والأهداف والمبررات التي أدت إلى تخلق نمط فني جديد في السودان. وأيضا راجع مقالة بعنوان (نظرة في المحيط السياسي والإجتماعي والثقافي والتقاسيم والمناشط الإقتصادية والطبقات المسيطرة/المتحكمة في الفترة التي عاشتها حقيبة الفن أيام العهد الإنجليزي/التركي).

ما نزال نبحث.. مايو 2017

محمد جمال الدين

Post: #29
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:21 AM
Parent: #28

قراءة في مرثية/مناحة رقية (بتريد اللطام) .. قصيدة سياسية ايديولوجية بجدارة!... (في سبيل استكشاف معايير لشعرنا الشعبي وغنانا حلقة "٣" )

مصدر ود حبوبة الفكري والروحي هو الثورة المهدية. وأظن دا واضح في قصيدة رقية (بتريد اللطام ).. وفي الحقيقة أنا هنا مركز على النواحي الأدبية والفنية ووظيفة القصيدة الاجتماعية أكثر من غيرها في حتة ود حبوبة دي لأنني اقول ان الآيديولوجيات المنتصرة تصنع ادبها وتقمع اداب الاخرين.. لاحظ أن السلطات شجعت الزجل (الحقيبة ) وانتخبت سرور عميدا للغناء السوداني رسميا سنة 1934 وبالغناء السوداني يعنون الحقيبة وحدها (كنمطية ) ولا يعترفون بغيرها.. هنا ملاحظة عابرة: قراءة التاريخ ليست للحمد أو الإدانة وإنما للعلم بالشي وكي نستفيد ونتعلم من التجارب .. ومن هناك عملت قراءة لبعض الأشعار السابقة للحقيبة وبحثت في سبب منعها أو إهمالها من قبل السلطات أيام العهد الإنجليزي.. ولماذا عادت بعد الإنجليز بقوة إلى الواجهة.. ومن ضمن ذلك أشعار المناحة (بنونة ورقية مثال ) وأشعار الحماسة (آب كريق في اللجج ) مثال.. وحاولت تحليل مخيال تلك الأشعار ووظيفتها الاجتماعية وبنياتها الداخلية بقدر ما امكنني.. وهذا مثلا تصوري النظري لقصيدة رقية:

قصيدة رقية بت حبوبة وثقت تفاصيل الثورة (إنتفاضة ود حبوبة) بدقة كبيرة وحددت إتجاهاتها واهدافها وحتى موقف الخصوم منها في تلك اللحظة التاريخية!.

لقد وثقت رقية كشاهد عيان على الحدث تفاصيل الحدث بدقة وأمام أعين الجميع في ذلك الزمان وفي كل الأزمنة.. إذن قد لا نحتاج لنعموم شقير أو سلاطين باشا ليحدثانا عن إنتفاضة ود حبوبة.. لقد حدث بالفعل.. فقط على غفلة منا!.

قصيدة/ملحمة رقية بت حبوبة آيديولوجية لا تشبه معظم أشعار الحماسة/المناحة التي صادفتها حتى الآن (ما نزال في مرحلة التجميع) وأظنها حملت أفضل توثيق لحركة (ثورة ود حبوبة) التي يتجادل حولها الناس حتى تاريخ اليوم لسببين في تقديري:
السبب الأول التعمية المعنية التي فعلها الإنجليز والتحقير والتبشيع للثورات الريفية وقياداتها وبالذات التي اندلعت في بداية العهد الإستعماري في عدة مناطق من السودان (ود حبوبة وجبال النوبة والبحر الأحمر والزاندي والفور/على دينار) وكانت مزعجة جداً للإنجليز لان روح الشعلة الثورية كانت ما تزال متقدة حتى هدأت وتصالح المجتمع إلى حد كبير مع الإنجليز وأصبحت المقاومة (لطيفة) في معظمها وتسنمها في الختام خريجي كلية غردون التذكارية أي أبناء الإنجليز في إيهاب حلف طائفي عشائري!. أي صفوة الطبقات الجديدة التي تولدت عن الظروف الجديدة مع بقايا النخب العشائرية والطائفية التي تعبر عن المجتمع في مستواه التاريخي.

السبب الثاني سياسي وآيديولوجيي (آني) أي موقف ضدي من المهدية ككل فينزع البعض إلى التقليل من الخصم الآيديولوجي الوطني الراهن عبر التشكيك في الجذور التي يستند عليها في المنافسة السياسية.

هذا طبعاُ مشروع في عالم السياسة (قوانينها العملية) لكن التاريخ وجب أن يكتب بحياد علمي كلما أمكن.. ثم أن التاريخ وجب أن ينظر له في كلياته لا تجزأته من أجل الكسب السياسي الآني لأن هذا فيه ضرر للجميع كونه يضر المصلحة العامة!.

هنا قصيدة رقية التي جاءت على إثر إعدام شقيقها عبد القادر ود حبوبة عام 1908.. وأرى أنها توثيق ممتاز للحدث كما أنني أنظر إليها كفلكلور مثل كل أشعار وأغاني الحماسة والمناحة والدوبيت ورقيص العروس وقطع الرحط إلخ.. اي وجب النظر لها في سياقها الوظيفي (التاريخي) لا دمجها في الراهن.

تلك اللحظة وحدها تستطيع أن تجد منها المعاني وإلا ستصادمها بمفاهيمك الراهنة من السياسة والمدنية الحديثة.
افصل نفسك عن التراث والفلكلور ستجد نفسك فيه متصالحا مع نفسك بلا تناقض مع قناعاتك الراهنة أي كانت (هذا الشرح أظنه ضروري للفهم المشترك عندما نتحدث أو نقف أمام التراث الشعبي لشعوب السودان أي كان، إنه فلكلور!).

قلت أن القصيدة آيديولوجية (سياسية عقدية) بجدارة وهذا نادر في شعر التراث (المناحة والحماسة) إذ هو شعر عشائري بصورة جلية.. لكن فيه فسيفسا تشكل خلفية الوطن الذي لم نصنعه بعد (كما ينبغي) لأننا فيما أظن غرباء عن تراث شعوبه الأصيلة والذي بعد يشكل مخيالنا ونفسياتنا ولو بلا وعي منا.. هذا ملاحظ في سلوك الفرد "العادي".. فنحن نعيش مدنية جريحة ومنفصمة في تقديري اي مدنية محشورة تعسفيا في السياق التاريخي وغير متصالحة مع الماضي الاصيل بفعل الاستعمار المادي والمعنوي والتبعية.. لذا سايكلوجية الإنسان السوداني المعاصر متناقضة مع ذاتها .. هذا الحديث تواصلاً لما مضي فقط الآن هذا مجرد تعليق مقتضب على قصيدة رقية ونواصل في المستقبل إلقاء الضوء على المزيد من أشعار التراث الشعبي ومن اركان السودان الاربعة).

قصيدة رقية بت حبوبة وثقت تفاصيل الثورة (إنتفاضة ود حبوبة) بدقة كبيرة وحددت إتجاهاتها واهدافها وحتى موقف الخصوم منها في تلك اللحظة التاريخية!.

بتريد اللِّطامْ أسد الكَدَاد الزَام
هزيت البلد من اليمن للشام
سيفك للفِقَرْ قَلاّم

ديّم في التقر انصارو منزربين
بالصفا واليقين حقيقة أنصار دين
بالحرب أم طبائق قابلوا المرتيين
في وش المكن رقدوا التقول نايمين
ديّم في التقر انصارو زاربنو
بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنو
اتلموا العمد ليهم نقر سنو
الهوج والشرق طار المنام منو
ديّم في التقر قال العمير للسوم
القوى والضعيف من عينو طار النوم
الكفرة النجوس مابختوا من اللوم
حجرت الدرب خليت جمالهم تحوم
الأسد النتر وقال الدين منصور
لمولوا الاورط جابوهم بالبابور
العمد الكبار كلامهم بقى مدحور
كم فقشت مدير وكرمت بالمأمور
الأسد النتر بى جيهة الأبقار
لمولو الاورط شايلين سلاح النار
ود حبوبة قام ورتب الأنصار
في كتفيه ديك كم شبعن صقار
الإعلان صدر واتلمت المخلوق
بى عيني بشوف أب رسوة طامح فوق
كان جات بالمراد واليمين مطلوق
ما كان بنشنق ود أب كريق في السوق
الإعلان صدر واتلمت الحلال
نصبولو السلاح واتكرنف الخيال
قدر الله الحصل و الزمان ميال
منسول من أبوك ماك ود حرام دجال
بتكلم بقول بوريك شن حسبو
نايبو السنين منّو الرجال حسبو
كل الخاصموك في الآخرة ما كسبو

لقد وثقت رقية كشهيد عيان على الحدث تفاصيل الحدث بدقة وأمام أعين الجميع في ذلك الزمان وفي كل الأزمنة.. إذن قد لا نحتاج لنعموم شقير أو سلاطين باشا ليحدثانا عن إنتفاضة ود حبوبة.. لقد حدث بالفعل.. لكن التاريخ يكتبه المنتصرون وسدنتهم لذا تم تشويه صورة ود حبوبة وامثاله كل الوقت .. أؤمن بهذه النظرية!.

* هذه النسخة من القصيدة غير محققة لكن على أي حال كل النسخ الموجودة متشابهة إلى حد كبير .

محمد جمال الدين

Post: #30
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 00:22 AM
Parent: #28

بنونة بت المك قالت ما لم يقله احد في العالمين! (في سبيل استكشاف معايير لشعرنا الشعبي وغنانا حلقة "٢" )

لماذا لا نؤطر أوزان وتفاعيل شعرنا الشعبي وغنانا؟! .. لا بد أن نخلق معايير علمية ولا نترك الأمر للذائقة الذاتية وحدها هذا مضلل وغير علمي .. هناك معايير فقط لم نكتشفها بعد.. اتمنى نفكر في المقترح دا.. لازم نتعرف على أوزان وتفاعيل شعرنا الشعبي وغنانا بما في ذلك الحقيبة.. قبل فترة حاولت هذه المحاولة وبديت بقصيدة بنونة "ما هو الفانوس" .. وهذه هي المحاولة:

قصيدة بنونة تأخد تفعيلة البحر البسيط وتتحلى بجوازاته..
ووزنُـ البسيط : مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مستفعلن فاعلن

ومن جوازات بحر البسيط أن تتحول مُسْتَفْعِلُنْ إلى: فاعلن و فَعْلُنْ
وهذا ما حدث في مرثية بنونة في كل الوقت تحولت مُسْتَفْعِلُنْ في بداية كل بيت إلى فعلن ما عدا بيتان ظلت كما هي .. وفي الضرب (القافية الأخيرة) عند إلتقاء الساكنين تكون فعلان!.

ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص
1. ماهل.. 2. فافنوس .. 3. ماهلغلي.. 4. دلبوص
1. فعلن .. 2. فاعلان.. 3. مستفعلن .. 4.فعلان
1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون)
----
ود المك عريس خيلا بجن عركوس
1. ودأل.. 2. مكعريس 3. .. خيلنبجن .. 4.عركوس
1. فعلن ... 2. فاعلان 3. مستفعلن 4. فعلان
1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون)
----
أحيّ علي سيفه البحد الروس
1. أححيعلى .. 2. سيفلبحد 3. درروس
1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان
1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه
---
د- أحيّ على سيفه البسوي التح
1. أححيعلى .. 2. سيفلبسو .. 3. ويتتاح
1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه
1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان
وهكذا يكون الوزن ما عدا الإستثناء الذي قلنا به في (أسد بيشة) و واو العطف في (وبرضع) ومن المؤكد عندي أن واو العطف ليست من اصل القصيدة وإنما دخيلة وذلك بالنظر ليس للتفعيلة فحسب بل أيضاً أن القصيدة كلها خالية من اي أداة عطف وعلى وجه الإطلاق.

قبل عدة اعوام عملت نظرة آنثربولوجية لمرثية بنونة وقلت أنها تمتاز بشيء محير إذ هي إستئناف طريقة موت (بنونة ترفض الطريقة التي مات بها أخيها) أي تستأنف طريقة موته بلغة المحاماة .. وإن كان يحدث أن يتمنى الناس الموت بطريقة مشرفة ومنها الموت دفاعاً عن مقدساتهم (في المعارك الحربية مثلا) فإن بنونة لم تتوقف هنا!. بل ذهبت أبعد بحيث يعجز الخيال.. أذ لم تتمنى لأخيها "عمارة" أن يموت في المعركة فحسب.. بل حددت الطريقة التي توده أن يموتها تفصيليا".. بنونة صورت في إيجاز ودقة متناهية "الموتة" التي تودها للفارس أخيها:

(ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح
دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح
الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح).

اراه تصوير بديع ورائع من جهة الأخيلة والصور الشعرية كما اللغة صاخبة وحية بلا كثير سجع أو تصنع.. هذا الخيال ربما لم يحدث كثيراً فوق أرض هذا الكوكب.. تلك المبالغة ليست مبالغة إلا إذا قلنا أننا مستحيل أن نبحث شعر الأرض كله.. وببعض الجهد مني حاولت أن أقلب في أشعار الأمم التي أعرف فلم أجد مثل تصوير بنونة!.

وليس بالضرورة أن نتفق مع بنونة أو نختلف معها في رؤيتها لطريقة الموت الصحيحة (تلك مسألة نسبية) ولكن نحن بصدد إستكشاف إبداعية شعر وغناء وفلكلور شعوب السودان الكبير.. شيء مهول ومجهول!.. واليوم مع بنونة وسنواصل في المستقبل النظر في إبداعات أخرى ومن كل الأرجاء الممكنة من السودان.. هذا من أرث شعوب السودان المغيب بفعل فاعل ثم لقصر النظر وسوء الرؤية والتدبير.. أو هو زعمي!.

قصيدة بنونة مثل كل اشعار الحماسة والمناحة وجب النظر إليها كفلكلور مثل كل أشعار وأغاني الحماسة والمناحة والدوبيت ورقيص العروس وقطع الرحط إلخ.. اي وجب النظر لها في سياقها الوظيفي (التاريخي) لا دمجها في الراهن.

تلك اللحظة وحدها تستطيع أن تجد منها المعاني وإلا ستصادمها بمفاهيمك الراهنة من السياسة والمدنية الحديثة.
افصل نفسك عن التراث والفلكلور ستجد نفسك فيه متصالحا مع نفسك بلا تناقض مع قناعاتك الراهنة أي كانت (هذا الشرح أظنه ضروري للفهم المشترك عندما نتحدث أو نقف أمام التراث الشعبي لشعوب السودان أي كان، إنه فلكلور!).

المناحة والحماسة شعر عشائري بصورة جلية وبديع وقوي وساطع (فن عظيم).. وفيه فسيفسا تشكل خلفية الوطن الذي لم نصنعه بعد (كما ينبغي) لأننا فيما أظن غرباء عن تراث شعوبه الأصيلة والذي بعد يشكل مخيالنا ونفسياتنا ولو بلا وعي منا.. هذا ملاحظ في سلوك الفرد "العادي".. فنحن نعيش مدنية جريحة ومنفصمة في تقديري اي مدنية محشورة تعسفيا في السياق التاريخي وغير متصالحة مع الماضي الاصيل بفعل الاستعمار المادي والمعنوي والتبعية.. لذا سايكلوجية الإنسان السوداني المعاصر متناقضة مع ذاتها.. وهذا مجرد تعليق مقتضب على قصيدة بنونة.. ونواصل في المستقبل إلقاء الضوء على المزيد من أشعار التراث الشعبي ومن اركان السودان الاربعة).

إذ "مثلاً" عندما استكشف وغنى عبد الكريم الكابلي هذه المرثية العظيمة وصفته جرايد الخرطوم آنها بالحكامة (المرأة الغناية) إستهانة وإستحقاراً ليس به فحسب بل بالمراة الشاعرة وبالشعر الأصيل نفسه ويا لهم من قوم يجهلون أو/و مغرضون (أخبرني الكابلي شخصياً بهذه القصة عندما بحثت عنه واستشرته وأفدت منه أيام البحث في حقيبة الفن وقد روى القصة بحسرة ما زالت تندس تحت ركام الإنجاز والنجاح). أظن أن هناك غربة أو قطيعة مضروبة عمداً على تراث وفنون السودان الأصيلة عضد ذلك سوء الفهم المزمن في جعل الهوية الواحدة أو الهويات المتشابهة شرطاً للعيش السلمي المشترك!.

Post: #31
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-28-2019, 10:59 PM
Parent: #30

أعمال تحتاجكم من كنتم وبلا شروط ولا كلام كتير:

في السودان200

نرجوك لطفاً أن تدي الفكرة شوية زمن وتقرأ للنهاية (لا شئ سهل).. لكن نحن ندعي أننا نستطيع أن نعمل مع بعض (فايدة ومتعة وإحترام) من كنا ومهما أختلفت توجهاتنا السياسية والمذهبية وتوقعاتنا الحياتية!

1- مشروع السودان200 (السودان المعاصر 1821-2021)
مشروع الوعي بالذات الجماعية لشعبنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا (نحن نجهلنا لذا نحن نقاتل بعضنا في العتمة وجوعى فوق اخصب اراضي العالم) ذلك هو الزعم والمبرر.. هدفنا: توثيق الماضي، فهم الحاضر وتخطيط المستقبل (بهذا الطموح) من أجل خلق صورة مشرقة للسودان في الواقع والأذهان:
هنا رابط لإحدى المواضيع المتعلقة بالمشروع (لمن فاتته الفكرة من المهتمين):
مشروع السودان200 (كتابة وتوثيق السودان في 200.. 1821م وإلى الآن) مشروع طموح

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/انجاز-هذا-المشروع-يعادل-انجاز-مفاعل-نووي-سوداني-%28السو�...0%29-1511205508.html

2- فكرة "دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات" ليس في الدولة العلمانية ولا الدينية ولا العرقية ولا التاريخية (الإنتماء للحضارات) ولا العسكرية ولا المدنية الحل، بل في دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات، دولة اللا هوية (ملاحظة: عبارة الحكومة المدنية شئ مختلف عن مصطلح "الدولة المدنية") راجع هذا الرابط إن أردت المشاركة معنا فهم الفكرة:
دولة بلا هوية ومجتمع متعدد الهويات ونقد لرؤى الهامش والمركز "الهوية ليست المشكلة ليست الحل"!

بهذا العنوان الطويل كان عندنا ورقة هنا منذ عدة سنوات.. كان فيها نقاش ثر من الرفاق.. أظن حان وقت تأمل ذلك الحوار من جديد.. صيغة للعيش السلمي المشترك.. الرابط التالي:

https://sudaneseonline.com/board/499/msg/1528642618.html

3- دراسة حقيبة الفن (مجرد مثال واحد لمراجعة الذات والتراث.. ظلت محاولة مرهقة للباحث والآخرين).. هنا خلاصة الفكرة:
خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/خلاصات-البحث-حول-حقيبة-الفن-السودانية--%28نشر-عام-لأول-م�...9%21-1508353908.html

4- سايكلوجية الزول السوداني (دارسة سوسيوأنثروبولوجية) مخيال الفرد السوداني ونفسياته في المتوسط مبنياً على أنثروبولوجيا المجتمع).. (أصبحت جزءً من مشروع السودان200 واحدى محاوره)

5- سكان السودان عبر القرون (دراسة مستمرة منذ عدة سنوات وما تزال لم تكتمل) التركيبة الديمغرافية والتحولات التاريخية والإجتماعية والآنثروبولوجية (أصبحت جزءً من مشروع السودان200 واحدى محاوره)

ملاحظة أخيرة مهمة: مشروع السودان200 يحتاج تضامن الجميع وفق أهدافه ومبرراته وطبيعته المفتوحة (أدناه وسائل الإتصال للإنضمام لركب مشروع السودان200 حتى الآن نحن 5000 عضواً ونطمع لنصل إلى 25 ألف قبل نهاية هذا العام.. جدول عمل المشروع وإطاره الزمني يتطلب ذلك )! .

في الختام: ما السودان200؟!

السودان200 .. مشروع توثيق السودان في 200 سنة، كتابة وتوثيق السودان المعاصر 1821-2021

في خلال تلات سنوات من الان اي في سنة 2021 سيصبح عمر السودان المعاصر 200 سنة.. نحن نعمل تضامنياً إلى إنجاز المشروع في هذا المدى الزمني لنقدمه هدية للسودان في عيد ميلاده ال200 وهدية لشعبنا وللأجيال المقبلة.

السودان200 هو مشروع الوعي العلمي بالذات الجماعية لشعبنا والبيئة المحيطة الخاصة بنا. نتعرف علينا ونعرف العالم بنا.. نسجل و ننقل مساهمة حضارية تضاف للتجربة البشرية.

كلنا نستطيع أن نعمل في المشروع.. جميع الأيادي الخيرة والعقول المخلصة عندها فرصة مؤكدة للتعاون والعمل.

السودان200 حركة أمل وعمل ومحفل
للتلاقي الموجب، خطة عمل مصممة لتناسب جميع المستويات الأكاديمية الممكنة ومرسومة ضد الخسارة وضد الفرز وضد الإقصاء وضد الإحتكار.

السودان200 سيمفونية للأمل في مستقبل وطني وإجتماعي أفضل سيمفونية نستطيع ان نعزفها معاً محتفلين بشعورنا المشترك وحلمنا المشترك وعملنا المشترك.

السودان200 مشروع سوداني وطني، مدني، طوعي غير رسمي/غير حكومي غير حزبي غير سياسي غير آيديولوجي يتأسس وينفذ تضامنياً عبر جهود ذاتية سودانية مخلصة.

وهذا نداء عام لتضافر الجهود المخلصة!.

ما المشروع؟:
توثيق الماضي وفهم الحاضر وتخطيط المستقبل.

من نحن؟
شباب من السودان من مختلف الجهات والتوجهات والأعراق والثقافات، ناس عاديين ولو اننا نعلم اننا نعمل في مشروع غير عادي من حيث الخطة والطموح.. مشروع مفتوح للجميع.. ونحن المبادرون نعمل ما نستطيع في سبيل انجاز المشروع وفي ذات الوقت نبحث عن أصحاب المشروع غير العاديين وعندنا ثقة أننا سنجدهم يوما ما!.

ماذا نريد "ما هو هدفنا الأسمى"؟:

خلق صورة جديدة مشرقة للسودان في الواقع والاذهان.

كيف نحقق هدفنا: عبر تضامن الجهود المدنية الشعبية المخلصة.

متى؟: سبتمبر 2021

مبادئنا في السودان200: الاحترام المشترك، لا تمييز على اي اساس كان، لا عنصرية او جهوية، لا إقصاء لا احتكار.. مشروعنا مدني شعبي لا سياسي لا أيديولوجي غير حزبي غير حكومي.. نعمل بجد وصبر ومثابرة في روح الفريق.. ولا تكليف فوق طاقة اي زول ولا مهمة من المفترض تتعارض مع عمل او حياة العاملين الخاصة .. أنت تعمل بقدر ما تستطيع افضل ما يكون وبقدر إيمانك كفرد حر وصاحب حلم مشترك.. والأهم المقدرة على المبادرة والصبر والمثابرة.. وعدم الانتظار تحديدا عدم انتظار الجماعة او الاخرين انت تعمل ولو جميع الناس تراجعت .. انت تعمل كفرد وظف نفسه في خدمة هدف نبيل.. هذا المشروع عاطفة ووجدان مثلما هو عقل وخطة مرسومة.. تلك هي المبادىء!.

لمزيد من المعلومات حول السودان200 راجع لطفاً بعض وثائق المشروع الأساسية.

ع: محمد جمال الدين

WhatsApp: 0031684688891
واتساب فقط ولا يصلح للإتصال مباشر
Email: [email protected]

Post: #32
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: Ahmed Yassin
Date: 11-29-2019, 04:44 AM
Parent: #31

محمد جمال وشركاه
وانت امام بحر الشمال
من اريج نسمات الشمال
اهدى اذكى بنات الخيال
غبت عنى حبيبى الوصال
Quote: زجل مملوكي ومغربي ...
توصلت إلى الشخصيات الأساسية التي أسست الحقيبة وملكت أسرارها كلياً أو جزئياً (جميس كري، طوسون باشا، سلاطين باشا،

اي اسرار يا استاذ واي مماليك وتتار واي انجليز
العبادي وابوصلاح حولوا بحر القصير الى اروع واجمل زخم شعري يجده البنى آدم في تاريخ الشعر قديمه وحديثه مبدأه ومنتهاه
العبادي وابوصلاح تجاوزوا حدود (لزموم ما لايلزم) وبعينوا لكل الامثلة التي وردت في كتاب (الاغاني) من فوق
مثال بسيط عبارة عن (قيدومة) خير .. لبحر القصير ابوصلاح في وصف الخنتيلة
شوفة عارضك نعمة جزيلة .... ترد الروح والغمة تزيلا
شوف ميف قفل القافية بكم حرف
في (يارشا ياكحيل) قفل القافية باربعة احرف متشابهة
يا رشا ياكحيل غيثنى .........الهــــــــــوى سباني
يا الامرضنى وما طبانى ......في خديدك يلوح نور رباني
نيران أشواقك لاهبانى .......وسهام ألحاظك ناشبانى
ومن ضمن الحاله التاعبانى .....مهضوم كشحك صدرك باني
يتهادى يميل خصرك فريع باني

وفي (قلبي هام مالو)
قلبى هام مالو....اه خديدك وجمالو
معذب فى هواك مالو
بدر حسنك لاح والقلوب مالو
لي هواك وشوق قلبي عمالو
يا فريع ياسمين متكي في رمالو
قول لي عاشقك وين ضاعت امالو

شوف التقفيل وبديع القوافي والنظم الشعري العبقري
تقول لي زجل مملوكي !!!؟ وسلاطين باشا وطوسون


Post: #33
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: يحي قباني
Date: 11-29-2019, 05:29 AM
Parent: #32

اخر ما تبقى لنا من طمث لهويتنا السودانية يا احمد ياسين يا صديقي
ان نشكك في اصل الحقيبة التي وثقت لحقبة تاريخية مهمة و مؤثرة في تاريخ السودان ...

شي محزن حقيقي

Post: #34
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: Ahmed Yassin
Date: 11-29-2019, 12:35 PM
Parent: #33

قباني
Quote: اخر ما تبقى لنا من طمث لهويتنا السودانية يا احمد ياسين يا صديقي
ان نشكك في اصل الحقيبة التي وثقت لحقبة تاريخية مهمة و مؤثرة في تاريخ السودان ...

شي محزن حقيقي

Post: #35
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: Ahmed Yassin
Date: 11-29-2019, 12:44 PM
Parent: #34

كلام قباني الفوق ...هو ايجاز على اكتشاف اسرار الحقيبة بواسطة محمدجمال الدين
واي متذوق او مستمع للحقيبة يكتشف انها ..سودانية خالصة بمعانيها ومفرداتها
وان شعراؤها مثل العبادي هو ربان هذا الفن الجميل لم يقتبس او يجاري زجل مملوكيه
او بيزنطي....
فعلا يا يحي ايها العاشق للفن والممتلىء عشقا وفنا واريحية. نعم هي هويتنا وعنواننا وتراثنا وحبنا
ومشاعرنا وعزنا وفخرنا....
يحي : من اوصاف عديدة ظهرت لي قوافي

Post: #36
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-29-2019, 07:00 PM
Parent: #35

الشابان الفنانات المغرمان احمد يس وقباني.. كلنا
مغرمين بالحقيبة وما نزال نسمعها ونرددها وكل الشعب يسمعها و يرددها لكن دون وعي علمي بخلفيتها النمطية. . يسعد مساكم

انا عملت بحث استمر لمدة سنوات وجرت خلاصته في 9 أشهر.. وتوصلنا إلى نتيجتين مهمتين، ان:

1 - اصل شعر الحقيبة من حيث اللونية الشعرية (زجل) طبعا ما في نوع شعري بسموه باسم الاناء الشايلنو فيه.. أليس كذلك؟.. أي نوع شعري عنده اصل وجذور ومعايير اي كان قديم أو حديث.. وجذور الحقيبة في فن الزجل وهو فن المجاراة.. شعراء الحقيبة لم يستلفو أو ينقلو بل جاروا من هم قبلهم وقلنا ان اصلا الزجل هو فن المجاراة وهو فن عمره 1400 سنة تقريبا ومعروف في الشرق وفي المغرب العربي واول ما نشأ نشأ في الأندلس.

2- ان الحقيبة مثلها ومشروع الجزيرة والسكة حديد والترماي وخزان سنار وخزان جبل أولياء مشروع انجليزي باشوي ومثلما الحقيبة مبدعة وساهم فيها نوابغ سودانيين كانت أيضا تلك المشاريع غاية الإبداع مثلا مشروع الجزيرة يقوم على الري الانسيابي دون اي دعم آلي.. إبداع عظيم في زمانه.. وكل الشعب السوداني ساهم في تلك المشاريع وتعاون مع الانجليز ما عدا الصراعات التي حدثت بعد العام 1924 (اللواء الابيض) وانقسام الصفوة السياسية والطائفية بين الانجليز والباشوات مما نتجت عنه بعض الاشعار المنحازة لوحدة وادي النيل غير ذلك كان الانجليز والباشوات يعملون في إنسجام شبه تام وكانت الحقيبة خطة مشتركة. تلك باختصار نتيجة البحث والتفاصيل كثيرة ولن تلم بنتيجة البحث كاملة ما لم تطلع على خلاصات المنشورة.

Post: #37
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-29-2019, 07:44 PM
Parent: #36

كمان ح اجيب مقالة خاصة بحقيقة صعبة وربما أكثر دهشة للبعض منا.. ان الانجليز لما بدو تغيير شكل فنون السودان الثورية المتمردة وفق مرحلتهم الجديدة لم يكن في خاطرهم الزجل اي الحقيبة لاحقا بل كان فن مدينة كبوشية ثم غيرو رأيهم وانقلبو على أهل كبوشية وساموهم سوء العذاب.. وح نقول الأسباب طبعا. . شوية واجيب المقالة المزعومة.. مساكم نور








Post: #38
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-29-2019, 07:55 PM
Parent: #37

لماذا خان الإنجليز أدب وفن كبوشية؟! .. وارتهنو إلى نمط جديد مختلف هو ما سمي لاحقا بالحقيبة (هنا نتحدث عن الخلفية والاسباب والأهداف والنتيجة الختامية) !

توصلت إلى إشارات غاية في الاهمية في تقديري ذلك أن الإنجليز في حل عن الباشوات الأتراك "حكام مصر" ركنو في البدء إلى تصعيد الفن الشعري والغنائي لمنطقة كبوشية قبل الحقيبة بقليل. وشجعو أيقونة الفن الكبوشي في زمانه محمد ود الفكي وبرز عدد من فناني وطنابرة كبوشية من اشهرهم عبد الغفار وغيره الكثير وهناك طبعا المطرب الشهير عبد الله الماحي ابن كبوشية.. (يبدو لي جلياً ان الإنجليز أيام الإحتلال كانوا على وعي كبير بمرجعيات المخيال الأنثروبولوجي لإنسان السودان، ربما أفضل مما نفعل نحن حتى هذه الحظة)!.

لكن ماذا حدث بعد لحظة لأعلام كبوشية؟:
محمد ود الفكي رجع إلى كبوشية وهو في قمة صيته وشهرته ووصل مستوى أكبر من محمد وردي في قمة مجده وبلا منافس آخر "مثال للبيان".. وبعد ورد في الحكايات المعلنة أن والده منعه الغناء "هذا يبدو غير منطقي لان الأولى أن يمنعه قبل أن يصبح فنان السودان الاول بلا منازع في زمانه وقبل أن يصبح أستاذ سرور ومحط إعجاب العبادي وجموع العارفين في زمانه. أليس منطقيا!.

وعبد الغفار رفض النمط الجديد "الحقيبة" علناً وقاوم ثم رحل إلى مدني. في الحقيقة تم نفيه وضربه هناك ومنعه من الغناء وهو في منفاه "توجد شهادات ووثائق على ذلك" وليس هو وحده بل كل من رفض من اهل كبوشية تم التضييق عليه ومطاردته.

وما حدث لعبد الله الماحي شيء مختلف إذ أختار النمط الجديد "الحقيبة" وتم الرضى عنه ولو موقتا لكن دون تصعيد مبالغ فيه كما تم لسرور برغم أن هو أول من سجل رسيمياً أغنية حقيبة في مصر عام 1926 كما تحدثنا الوثائق المتاحة.

لماذا إذن حدث ذلك؟.. لما لم يواصل الإنجليز دعم أدب كبوشية ذلك الزمان حتى النهاية؟!.

أعتقد أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن: النسخة الكبوشية من الفن شديدة الإعتداد بالذات وتذكر الناس بأمجاد وبطولات الماضي والعزة والكرامة والإستقلالية الذاتية.. وقد أختيرت في البدء كبوشية لسببين أساسيين أهمهما الثاني:

1- منطقة مليئة بالتنوع الفني والفلكلوري والكفاءات البشرية التي تسطيع أداء المهام الإبداعية
2- كبوشية تقع في حزام الجعليين العشائري والفكلوري والثقافي.. والمنطقة كانت في معظمها معادية للمهدية وآيدولوجيتها وهي كانت اي المهدية العدو الأقرب للإنجليز قبل أن يتصالحوا مع الزعامات القلبية والصوفية ويؤسسو نظام الإدارة الأهلية.

لذا كان أدب كبوشية مناسبا دون غيرة من الفنون مثال ما لدى الشكرية والبطاحين والمسلمية والكواهلة ولهم أدب شعري وغنائي كثيف في التاريخ وحتى الآن "مثال" لكن تم اختيار كبوشية دون غيرها.. ولكن!

لقد تم إيقاف أدب كبوشية الغنائي بطريقة مفاجئة وعنيفة بما يشبه لغة الصالح العام هذه الأيام ومن ضمنه معاكسة ومطاردة المتمسكين بفن كبوشية والرافضين لنمطية الزجل المملوكية التي كانت البديل وهي بالفعل نسخة لطيفة مجنحة "رومانسية" لا علاقة لها بالواقع العملي ولكنها مسلية وخيالية وبديعة النظم وذات وقع وايقاع جديدين "الحقيبة".. وظل أدب كبوشية الغنائي يلمع حتى الآن برغم التضييق الرسمي الذي تعرض له.
وذلك فيما يتعلق بأدب كبوشية واما فنون وأداب السودان الأخرى فلا ذكر لها أيام العهد الإنجليزي.. لا مجال لها في الإعلام الرسمي.

لا ننسى أن للأنجليز برنامج سياسي وإقتصادي واضح ومحدد ومن أجله تم إحتلال البلاد.. طبعاً دا أظنه واضح.. لكن ذلك البرنامج وحتماً لا بد أن يتبعه برنامج ثقافي ومدني بدأ مباشرة بتأسيس كلية غردون ومعهد ام درمان العلمي العلمي ثم بخت الرضاء وبين هذا وذاك تم إنتقاء عناصر الأدب والثقافة العامة عبر إدخال إصدارات محددة إلى السودان دون غيرها كما أن أي مادة إعلامية خارجة من السودان لا بد أن تتماشى مع الخط العام للدولة المحتلة.. توجد أدلة مادية على ذلك وشهادات شهود عيان وشهود نافذين ومنفذين.

وأزعم أن الصراع بين كبوشية "الطنابرة" وسرور والعبادي هو في الأصل صراع بين رؤيتين "حكومية" لما يجب أن يكون عليه الفن الغنائي في السودان وهو أمر ذا شأن عظيم في زمانه كون الغناء هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة الفاعلة شعبياً في غياب صحف "نادرة" وإذاعة وتلفاز وطبعاً أنترنت مافيش. وأنتصر الخط الثاني وفاز الزجل "الحقيبة" إبداع سوداني من نوع جديد لا سابقة له. وهنا لا تقييم ولا رفض أو قبول.. إنه ما حدث في التاريخ وليس في الإمكان أحسن مما كان.. فقط نحن نود أن نفهم كيف جرت الأمور.

تلك فرضية جديدة لا علاقة لها مباشرة بنتائج بحث الحقيبة الذي أنتهى بنهاية فحص فرضياته المعلنة.. لكن هذه فرضية قائمة بذاتها ونستطيع محاولة إثباتها أو نفيها وفيها إضاءات كثيرة لتاريخنا القريب وفيها فهم للحاضر ومن هنا نستطيع أن نخطط المستقبل (إنها مجرد مثال صغير لعدد كبيرة من الأشياء التي وجب أن ننظرها من جديد لنتحقق منها علمياً وعملياً)!.

هذا طبعاً للمطلعين على تفاصيل الحكاية.. وشكراً لتعاونكم وصبركم معي.. وطابت أيامكم

محمد جمال الدين.. نوفمبر 2017

Post: #39
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 11-29-2019, 07:56 PM
Parent: #37

الأسئلة التي لم تخطر على بالنا هي العامل القاتل (نحن نجهل حقيبة الفن ونجهل كل شئ يخص شعرنا الشعبي وغنانا.. نحن نعيش في العتمة)!

الأسئلة التي لم تخطر على بالنا، ربما كانت كثيرة وهنا مثال: هل خطر ببال أحدنا من قبل أو قرأ أو سمع أننا في السودان نجهل بالكامل البناء التقني لأشعارنا وأغانينا؟. برغم حبنا وتحمسنا لها!.

كل علوم العالم كانت أسئلة في البدء!. إن لم تسأل السؤال لن تجد الإجابة.. أمر بديهي أظن.

الآن أخبركم أهلي وصحابي وعبر البحث المتأني الذي فعلت أن بنيات شعرنا كله مجهولة لدينا حتى الآن. كل تلك الأشعار الكثيرة قديمها وحديثها من حماسة ومناحة وحوبي والدوباي "الدوبيت حوالي 17 نوع" والرجز والمسدار والنهيابي والجراري "جراري كردفان وأيضاً شمال وشرق دارفور" والمديح النبوي والشعر الفصيح المقلد للعربي الكلاسيكي وأول شعرائه محمد البنا الكبير العهد التركي/المهدية والشيخ أبو القاسم هاشم المهدية/العهد الإنجليزي وهمزة الملك طمبل العهد الإنجليزي.
وأخيراً شعر الحقيبة "الزجل السوداني حسب قراءة خاصتي" ومن أمثلة شعرائه العبادي وابو صلاح وخليل فرح وسيد عبد العزيز.. وصولاً إلى النمطية الحديثة في الشعر العامي الحر والفصيح الحر ومن أمثلة شعرائه إسماعيل حسن وبازعة والحلنقي وهاشم صديق وعاطف خيري والصادق الرضي . كله مجهول!. حتى السؤال ذاته أظن البعض سيستغربه جراء عتمة هذه الجزئية المطبقة.

والدوباي حسب أهم القراءات هو أول شعر سوداني بالعربية "العامية" وأول شاعر سوداني معروف كانت إمرأة هي شغبة المراغماتية عاصرت الشاعر الأول بدوره حسن الحرك في العهد السناري ومن أشعار شغبة:
(حسين أنا أمك وأنت ماك ولدي
بطنك كرشت غي البنات ناسي
ودقنك حمست جلدك خرش مافي
لا حسين كتل لا حسين مفلق
لا حسين ركب للفي شايتو غلق
قاعد للذكاة ولقيط المحلق)

ومن أشعار حسن الحرك (الليلة على القبلة المُبَادر كَر
واحدين شَدّو فُوق تيس الخَلا البِنصر
رَزمي الشُول بَعد سَدر العِشا ما زر
أحسن من دقاقة ورقها البِنْجَر).

خلاصة عاجلة من هذه السرد العاجل وهو مجرد تذكرة جديدة إذ لدينا مقالات سابقة في هذا الصدد.. أكرر ما قلته أعلاه أننا نحن نجهل البناء التقني لجميع أشعارنا حتى هذه اللحظة.. البنيات التقنية الداخلية لقصيدة كل نوع من هذه الأنواع الثرة الكثيرة مجهولة لدينا حتى الآن من حيث النمطية: التفعيلة والوزن و نسق البناء الداخلي.

ليس طبعاً الشعر فحسب نحن في الحقيقة ليس لدينا وعي علمي كافي بجميع عناصر حياتنا العامة في السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة والاخلاق.. إذن التخلف سمة طبيعية للجهل!.

علينا أن نفعل شيء عملي إزاء هذا!.. هناك مبادرة السودان200.. الكل مدعو للعمل.. هناك شروحات وكتابات وخطط وأعمال تم إنجازها ولجان تشكلت وشباب يعمل في مشروع السودان200.. واي مبادرة أخرى تسعى إلى سوقنا للعلم المنظم أنا شخصياً معها!. لكن الآن أجدد دعوتي لكل القانعين بالفكرة لفعل شيء عملي وجاد!.

مثال عملي: أنا الآن اشتغل على حوالي 300 قصيدة (عمل صعب جدا) بدأتها باستقصاء البناء التقني والوزن والتفعيلة لمرثية بنونة بت المك (ماهو الفافنوس) وهي منشورة في النت (مجرد مثال عملي وتطبيقي) وأعمل على البقية من شتى الأنواع من العهد السناري وحتى آخر اشعار وردت في برنامج "ريحة البن" هذه الايام وذلك على سبيل المثال. عايز ناس شوية بعرفو شوية يشتغلو معاي في الحتة دي عشان نقدر نحدد انماطنا الشعرية عن وعي ونعمل لها معايير علمية محددة زي كل الشعوب المتحضرة!. وفي ذلك ايضا متعة عظيمة او كما عشت بنفسي التجربة هذه الايام!.

امة لا تعرف شعرها لا تعرف نفسها .. لذا نحن نتحارب ونقتل بعضنا البعض ماديا ومعنويا ونكره ونبغض بعضنا البعض!. عندنا بعد فرصة عظيمة لصناعة الحضارة.. انا لست حالما بل على يقين!.
هذا على هامش خلاصات بحث الحقيبة.. طابت أيامكم.

محمد جمال الدين.. ديسمبر 2017

Post: #40
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: Ahmed Yassin
Date: 11-30-2019, 11:49 AM
Parent: #39

Quote: والدوباي حسب أهم القراءات هو أول شعر سوداني بالعربية "العامية"
ومن أشعار شغبة:
(حسين أنا أمك وأنت ماك ولدي بطنك كرشت غي البنات ناسي
ودقنك حمست جلدك خرش مافي

مع ان الشعر الشعبي اذا قرأناه في هذا العصر فهو يدعو الى الإثنية والقبلية وتفكيك النسيج الاجتماعي الموحد
لذا يجب ان يكون في اطار الزمن والعهد الذي قيل فيه .. لانه احكام ذلك الزمان بما فيه الفخر والتشجيع والحماسة
وقتل العدو والفراسة وشغل الحكامات.وهي اي شغبة المرغومابية تهجو ابنها وفي نفس الوقت تكيل المدح لزوجها:
راحوا النيرين تلو البماسحو الكيل
ود نواي كتل فارس التقيله أم حيل
السؤال يا استاذنا محمد جمال الدين علاقة الشعر الشعبي والدوبيت بغناء الحقيبة ؟؟؟

Post: #41
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: Ahmed Yassin
Date: 11-30-2019, 12:10 PM
Parent: #40

Quote: محمد ود الفكي رجع إلى كبوشية وهو في قمة صيته وشهرته ووصل مستوى أكبر من محمد وردي في قمة مجده وبلا منافس آخر
"مثال للبيان".. وبعد ورد في الحكايات المعلنة أن والده منعه الغناء "هذا يبدو غير منطقي لان الأولى أن يمنعه قبل أن يصبح فنان السودان الاول
بلا منازع في زمانه وقبل أن يصبح أستاذ سرور ومحط إعجاب العبادي وجموع العارفين في زمانه. أليس منطقيا!.

ليس صحيحا هذا القول او هذا التبرير لأن محمد بابكر (ودالفكي) كان والده (فكي) وعنده خلاوى لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه
وكان في كبوشية (مغنيين) كبار وطمبارة ووجدوا ان محمد يملك موهبة كبيرة وصوت جميل بالاضافة لوسامته وسرعة حفظه فدبروا له
السفر الى الخرطوم ليغني ويعمل فيها بعيدا عن اعين والده وحيرانه، ونزل ضيفا عند شيخ شيوخ الجعليين في الخرطوم وكان لقبه (شيخ اريزونا)
هذا الكلام كان في حدود عام (1900) علم والده بالأمر فارسل الى شيخ الجعليين الي قام بارجاع محمد ودالفكي الى كبوشية بناء على طلب والده
مكث محمد ردحا من الزمن في كبوشية ورجع الى العاصمة عام (1915) فاستاجر محل لبيع الخضار في حي العرضة وقصده العبادي ومن هناك انطلقت موهبته

Post: #42
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-01-2019, 02:16 AM
Parent: #41

هكذا تحدث الشاعر عبيد عبد الرحمن (الحقيبة على لسان صانعيها.. حلقة 1) "أنا عملت فاصل بين أغاني الحقيبة والأغاني الحبيت اديها للكاشف".. هذه العبارة المهمة (مهمة غاية الأهمية) من اقوال الشاعر عبيد عبد الرحمن 1905-1986 في لقاء تلفزيوني (الرابط مرفق) الكلام بين الدقيقة 2.44 و 2.51 خمسة ثواني فقط بس مهمة جدا.. لازم نحاول نتعرف على قصة الفاصل دي شنو!.. ما قال لينا الحقيبة عيبها شنو و ليه تخلى عن نظمها؟ ما هسا كلنا بنغني الحقيبة بكل انواع الموسيقى وشايفنها جميلة ومنتهى الروعة.!. هل كان عبيد عبد الرحمن يعرف أن الحقيبة نمط مختلف (عنده مواصفاته وصفاته المحددة ومرجعيته) وهو على وعي بها وراى أنها قد لا تناسب الكاشف (كيف وليه؟) ولذا عمل ليه غنا جديد مختلف عن الحقيبة أو غنا عادي المهم انه ما على نمطية الحقيبة والأهم ان عبيد عبد الرحمن كما كل شعراء الحقيبة توقف وتوقفو كلهم في وقت واحد عن ممارسة نمط الحقيبة.. أي أن النمط بدا فجأة وانتهى فجأة هذا لم يحدث لأي نمط شعري لا في السودان ولا العالم.. سنحيل هذه النقطة إلى تطوير سؤال "ما قبل الحقيبة وما بعدها" كيف إذن جاء شعر الحقيبة وكيف انتهى توقف؟ ولماذا ومن قرر ذلك!.. السؤال للتأمل.. توجد روابط في المداخلات لخلاصات بحث الحقيبة ومحاولة الإجابة على تلك الأسئلة وغيرها.. و هدفنا اكتشاف المعايير الفنية لشعرنا الشعبي وغنانا والوعي به علميا!


https://m.youtube.com/watch؟feature=youtu.beandv=Fxg6mUcztrghttps://m.youtube.com/watch؟feature=youtu.beandv=Fxg6mUcztrg

Post: #43
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-01-2019, 03:44 PM
Parent: #42

نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم بإنكشاف السر بعد 100 سنة من الغموض)!

هنا ادناه اتي بنماذج في صيغة مقاطع شعرية مقارنة بين الحقيبة والزجل (لتأكيد وحدة النمط وان نوع الحقيبة الشعري زجل "زجل سوداني" ) وذلك فق طلب بعض المتابعين لخلاصات بحث الحقيبة، منشورة في عدة مواقع على شبكة النت.

مقدمة ضرورية وقبلها سؤال:

سؤال إستباقي: ما الفائدة العملية من البحث في شيء مضى؟.

أولاً هو لم يمض.. إذ ما نزال نتغنى بشعر الحقيبة.

لكن هناك ما هو أهم.. أن حياتنا العامة من المفترض أن تقوم على العلم والعلمي، على جميع الأصعدة الممكنة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. لدينا زعم أن أزمة البلاد المزمنة ذات علاقة عضوية بجهلنا بأنفسنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا وإتكائنا على التفسيرات السحرية "غير العلمية" للواقع الذي نعيشه وهي علة قديمة تجد جذورها في مجتمعنا التاريخي العشائري/الصوفي/الغيبي/السلفي، هكذا معا.

الحضارة كما تحدثنا التجارب البشرية لا تكون بلا علم والعلم لا يكون بلا بحث والبحث لا يكون بلا جهد وتضحية وشرط صحته/فاعليته حرية الفكر والضمير المفضيان إلى الحياد العلمي.

كيف يقود الجهل بالذات إلى عدم الإستقرار والحرب والفوضى؟. لأن الناس في الحيز الجغرافي لا يعرفون عملياً وعلى وجه الدقة مصالحهم المشتركة ولا تحدياتهم المشتركة ولا مصيرهم المشترك وماذا يجمعهم وماذا يفرقهم عملياً.. وبالتالي لا يستطيعون تكوين تجربة جماعية تراكمية للعيش السلمي المشترك.. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في السودان.
وأرى علينا الآن بشكل عاجل أن نعمل في جانبين 1- تخفيف حدة الأزمة الشاملة في الوقت الراهن عبر تحسين الأجهزة السياسية والإدارية وتقليل حدة المظالم الإجتماعية 2- العمل في الجانب الإستراتيجي وهو العلم بالذات الجماعية لشعبنا والإلمام بتفاصيل البيئة الطبيعية المحيطة بنا من أرض وسماء ومناخ وغابة وصحراء إلخ.. (لدينا مبادرة بهذا الخصوص هي "السودان200").

هذه محاولة مختصرة للدفاع عن معنى مثل هذه البحوث العملية ولا أتحدث هنا عن جودتها من عدمها بل عن المبدأ.

وقد قام البحث في الاساس للنظر في الجانب الوظيفي للنوع الشعري/الغنائي والظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي نشأت في كفنها أشعار الحقيبة.. ولم يكن من شأن بحثنا النظر في الجوانب الجمالية والإبداعية للنوع الشعري/الغنائي ذاك شأن آخر.

ونذهب من هنا إلى النماذج المعنية فقط هناك ملاحظات إستباقية:
الهدف الأول من هذه النماذج هو التأشير إلى وحدة النمط (الحقيبة والزجل).. هذه النماذج عشوائية وليست مرتبة بشكلها النهائي بعد لكنها قادرة على إعطاء الفكرة لمن شاء وهذا طبعاً من وجهة نظري.
الحقيبة فن زجلي سوداني أصيل مع العلم أن الزجل أصلاً هو فن المجاراة (لن تسطيع لطفاً فهم مقصدي بالكامل ما لم تتطلع على خلاصات البحث المعني منشورة بالجوار). وأن التشابهات حد التطابق في بعض القصائد لا تعد سرقات أدبية وإنما هي من خصائص الزجل لأن بقية القصيدة شيء مبتدع جديد فقط على نسق قديم وذلك قد يتفوق على هذا والعكس يصح، مثال:

ولك ألفاظ صارت مواليا .. بالزجل والنشيد
إبراهيم الغباري 1280م زجل/العهد المملوكي

وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
إبراهيم العبادي 1930م "حقيبة" العهد الإنجليزي/التركي

التاريخ أمام مقاطع الحقيبة تقديري يشير دائما إلى زمن كتابة القصيدة.
---
وقد شدت تسجع كالخطيب بمنبر الغصن الرشيق القوام .. لما انثنى يهفو بقد رطيب
إبن زمرك الأندلسي 1150م

الخطيبة وردفك منبرا الشعور البسطــــــــل عنبــــــــــرا
أبو صلاح/ حقيبة 1930م
---

حبّي عني حجبوه اهلو
واسرفوا في جمع حفاظو
والرقيب قد غيبو عني
حتي عني قيد الفاظو
صفي الدين الحلي/زجل 1339م

جارو اهلك وجورم أمـر
في ديارم حجبـو القمـر
عبد الله الأمي/سيد عبد العزيز/حقيبة 1930م
---

لو ترى حمرة خدودو ... وعذاره ذا المنمنم
والشقيق حمرا في صفرا ... كنو رايات شاه أرمن
زجل أندلسي 1200م (الوافي بالوفيات للصفدي ص500)

صَبّـغْ الخـدين حُمرة
بعد ساعة تشوف صفرة
والّــ نُمّــت نهـار
خليل فرح "حقيبة" 1930م
---

وابتسم لي عن نقا ثغرو
ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
زجل.. صفي الدين الحلي 1339م

والبروق تتلامع من بسوم ونحور
النظر مكسور دون توقل تارك
كم قلب مكسور في حسابه كسور
سيد عبد العزيز / حقيبة 1930

ملاحظة عابرة: المجاراة كفن معروف له قواعده ليس بالضرورة أن تلتزم بالقافية وأحياناً أيضاً ليس الوزن العروضي.

وهنا المزيد من النماذج التي تشير إلى وحدة النمط مع تحليلها ومقارنها ببعضها البعض .. فإن شئت الإطلاع عليها فهي في الرابط التالي* وأطمح في ردود أفعالكم الموجبة:

http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html

* وضعها كنص غير عملي لأنه طويل نسبياً على المساحة المتوفرة في الفيسبوك والواتساب.

محمد جمال الدين....(أغسطس 2017)

هنا وسائل التواصل لمن شاء الانضمام لمشروع
السودان200 (توثيق الماضي فهم الحاضر وتخطيط المستقبل)
واتساب (واتساب فقط) : 0031684688891
[email protected] ايميل

Post: #44
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: أبوبكر عباس
Date: 12-01-2019, 04:22 PM
Parent: #43

في البوست الأول كنت معترض على نتائج هذا البحث،
لكن بعد قراءات ومراجعات لما تكتب يا محمد، لا يسعني إلا أن أخلع لك قبعتي

أنت حقيقة تهبش الوتر الحساس في حياتنا

الجهل

Post: #45
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-01-2019, 09:46 PM
Parent: #44

تحيات ابو بكر.. كلنا نحاول من مواقع مختلفة.. وشكرا للتشجيع .. مساك نور

Post: #46
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-01-2019, 09:47 PM
Parent: #45

حقيبة الفن.. حلقة 5 في سبيل إكتشاف معايير لشعرنا الشعبي وغنانا (مراجعة الذات والتراث) .. هل للحقيبة علاقة عضوية بالمدائح أو أشعار السودان الأقدم!

تحدثنا عن كل ذلك في البحث وتفصيليا.. اولا الزجل شعر عامي لا يلتزم بحور العرب المعروفة كما أن قاعدته ان يكون ملحون (غير معرب) عشان كدا سماه صفي الدين الحلي (العاطل الحالي والمرخص الغالي) هذا من ناحية مفارقته للشعر الجاهلي وأشعار العرب الأخرى من غير السودان وعلى وجه العموم..

وأما المدايح المحلية في السودان وبعض المتشابهات التي به مع الحقيبة وأنواع الزجل الأخرى ان المديح في لحظة تاريخية محددة (حوالي 1150م) كتب لأول مرة بالدراجيات السائدة في الأندلس والمغرب والشام ومصر .. و ابن عربي كتب بدوره بلغة الازجال لأول مرة (قطب يفعل ذلك) والطرق الصوفية في السودان جذرها في الغالب في الخارج فتجي بالمدائح معها او تجاري مدائح سابقة من الأصل.. ابن خلدون قال ان ابن عربي جارى ازجال ابن قزمان في مدائحه وتأثير إبن عربي كبير على التصوف في السودان وعلى وجه العموم (الشعري منه على الأقل = المدائح).. فإن المتشابهات برغم قلتها ذات جذر أقدم لا علاقة لها مباشرة بالحقيبة كنظم شعري.

فالمدائح السودانية المحلية أو الشعبية تطرقنا لها في البحث باهتمام كبير وتواصلنا مع عشرات العارفين واطلعنا على مئات المراجع وثبت بما لا يدع مجالا للشك (حتى الآن) ان كلمات الحقيبة المفتاحية وتفاعيلها واوزانها واغراضها ونزعة الحنين إلى فردوس مفقود.. لا علاقة لها تذكر بالمديح ولا ما سبقها من اشعار سودانية أخرى سابقة فقط النغم والايقاع واللحن ربما تشابهو (من هنا جاء الخلط) لكن الكلمة والنوع الشعري شي اخر مختلف.. ووجدنا مرجعيته في نمطية الزجل.

واستخدمنا تمانية معايير للتفريق بين الأشعار. (نأتي بها في المداخلات).

وفي الختام هدا المقطع ورد أثناء الإمتحان النهائي لفرضيات البحث:
(كما أن الصورة الكلية في الحالين واضح من السياق انها متخيلة وليست حقيقية وهذه ملاحظة هامة جدا وكأنها الحنين لفردوس غائب/مفقود!.

فالملاحظ المطلع ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحومبي، المديح كما اسلفنا) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.

لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.

هناك عشرات بل مئات الأمثلة التي تنفي الصدفة.. أعني هناك أدلة مادية للقول بمرجعية الحقيبة في نمط الزجل الأندلسي كنوع شعري.. وإن صح هذا فإننا أمام عهد جديد في النظر للحقيبة كفن من فنون السودان والإمتاع بها هذه المرة عن وعي وإدراك ودراية بخلفياتها التاريخية والفنية وبنيتها الداخلية ووظيفتها الإجتماعية.. ونواصل)

Post: #47
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-01-2019, 11:13 PM
Parent: #46

الحقيبة على لسان صانعيها حلقة ٤.. ذكريات العبادي.. تسجيل مرفق.. لاحظ من الدقيقة 7.40 ان العبادي جارى شعراء السافل بلهجة سودانية بحتة وليس على طريقة نظم الحقيبة (الزجل) لان القصائد التي جارها في حالة الحقيبة أخرى موجودة في كتاب صفي الدين الحلي (العاطل الغالي والمرخص الغالي) واهما قصيدة يا حلو الشمايل.. كمان اتمنى من الناس الدقيقة والحصيفة تركز في إشارة البنا التي كان واضح هدفها وقف الكلام في حتة الغنا الحديث والمديني عندما جاء دور الحتة دي في اللحظة دي.. وشعرت ان فيها بعض القلق.. مجرد شعور.. راجع المشهد مرة ومرتين.. نريد أن نتحقق معا من كل شي.. حلقة بديعة والعبادي كعادته مبدع حد السحر.. الرابط مرفق.

هذا من سلسلة بحث الحقيبة.. ومزيد من المراجع في المداخلات.
https://m.youtube.com/watch؟v=j9-o_UIyWMkhttps://m.youtube.com/watch؟v=j9-o_UIyWMk

Post: #48
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-02-2019, 07:20 PM
Parent: #47

مرثية بنونة بت المك.. ملحة شعرية باهرة.. نظرة تقنية في سبيل كشف البنى الداخلية عن أنماطنا الشعرية والغنائية الشعبية في السودان... (المقالة كاملة)

تفعيلة شعر/غنا حقيبة الفن السودانية ليس محققاً بعد.. والبنى التقنية للقصيدة مجهولة لدينا حتى الآن وربما على وجه الإطلاق وليس الحقيبة وحدها.. (هذا وأدناه بتصرف من منشور لي سابق على الفيسبوك لذا لغته تنحو إلى التفاعلية).

عندي شغل كتير بس ممتع.. أظنه ممتع جدا!.. أي زول عنده شوية زمن و بعرف شوية مطلوب يشتغل معانا في تفعيلة التراث الشعري والغنائي في السودان. انا اخدت عينة عشوائية من 25 قصيدة من كل نوع (الحماسة والمناحة والدوبيت وغنا البنات والمديح والحقيبة الخ) و اخدت من الحقيبة زيادة/الضعف كونها محل بحثنا هذه الايام.

وعلى أمل أن نستطيع مقارنة تفعيلة الحقيبة وأوزانها بما سبقها وما يوازيها وما تبعها من الانماط كما مقارنة تفعيلة الحقيبة ببعضها البعض. كمان برضو بنقدر نشوف الجماليات و نقيس الانحرافات في القصيدة الواحدة عبر خلق قوانين/معايير للنمط ألواحد.

واتصور أنه سيكون عملا ممتعا عندما نكتشف البحور أو قل التفاعيل الشعرية الخاصة التي امتثلتها الحقيبة مع ذلك السجع الرنان ولزوم ما لا يلزم بقصد الابهار ومقارنتها بما قبلها وما تلاها من الأنماط الشعرية المشابهة والمختلفة.
دا عشان أحاول أبين الأهمية التي ربما رآها البعض لهوا لأول وهلة وإنما هو عمل مهم وكبير ولا مناص منه للعلم بالشيء ولم يقم به أحد من قبل وعلى بساطته التقنية التى تتراءى للعيان!.

كشف وتحليل البنى الداخلية (التقنية) للقصيدة الواحدة وللنمط تتبع الشعري المحدد.. ضرورة حتمية.. وإلا سنصبح على الدوام عاطلين عن أدوات القياس والتي لن نجدها عند الشعوب الأخرى كون الشعر الشعبي والغناء حالة خاصة بمخيال الجماعة في زمكانها (ليست كالشعر الكلاسيكي محمد المهدي المجذوب مثال في إلتزامه البحور المعترف بها والإعراب).
إذ قصائد بنونة ورقية وشغبة وبت مسيميس "مثال" لا تشبه إي نوع شعري آخر في العالم من حيث اللغة والصور والاخيلة الشعرية كما التفعيلة والأوزان وربما ايضاً الغرض المركب "الفروسية والرثاء والمدح والفخر" في ذات الأوان.. عندها خصوصيتها المتفردة التي تتطلب بالضرورة إستكشاف معاييرها المفضية إلى العلم بها تقنياً ومعنويا. تلك الأشعار المسمية تحقيراً حماسة ومناحة وغنا بنات هي من الإرث الأصيل لشعوب السودان.
وتلك الزعامات القبلية المحتفى بها في أشعار الحماسة والمناحة "مثال" كانت رموز بشرية مرضي عنها لشعوب عندها حدودها الجغرافية وحواكيرها وعندها علمها ونشيدها الوطني كما عندها جيشها ونظامها السياسي والقانوني والإداري والضريبي المستقل.. إن وحدة السودان لا تتحق إلا بفدرالية الشعر والغناء والإيقاعات الموسيقية .. زعمي.. علينا أن نتصالح مع إرثنا الشعبي كجمالي وفلكلوري على اقل تقدير إن تضائلت في العصر الحديث قيمته الوظيفية في المجتمع!.

مرثية بنونة بت المك (نظرة تقنية في التفعيلة والوزن).. إتخذها مجرد مثال لضرورة إستكشاف البنى الداخلية للشعر الشعبي السوداني بل الشعر مطلقاً!.

عندي أن مرثية بنونة رؤية شعرية في غاية البهاء والأصالة.. وفيها مقطع من حيث التفرد والأصالة ربما من الصعب أن نجد مثله في اي شعر من نوعه وربما على مدار الكرة الأرضية وهو (ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح
دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح
الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح) وعندي ان لو لا هذا المقطع لظلت المرثية عادية مثلها وكل أشعار الرثاء والمناحة.. لكن هذا المقطع مدهش.. يأتي تفصيله لاحقا.. في البدء نطلع على القصيدة من جديد ثم نتأملها تقنيا من حيث التفعيلة والوزن وهي تسير على تفعيلة البحر البسيط (إحدى البحور الشعرية الرسمية):

ما هو الفافنوس ما هو الغليد البوص
ود المك عريس خيلاً بجن عركـــــــوس
أحيّ على سيفه البحد الــــــــــــــــروس

ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح
دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح
الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح
أحيّ على سيفه البسـوي التــــــــــــــح

إن وردن بجيك في أول الــــــــــواردات
مرناً مو نشيط إن قبلن شــــــــــــاردات
أسد بيشه المكرمد قمزاته متطابقــــات
وبرضع في ضرايع العنز الفـــــــاردات

كوفيتك الخودة أم عصــــــــــــــــا بولاد
درعك في أم لهيب زي الشمس وقّاد
سيفك من سقايته إستعجب الحـــــداد
قارحك غير شكال ما بِقرَبُه الشــــداد

يا جرعـــــــــة عقود الســــــــــــــــــــم
يا مقنع بنات جعل العزاز من جـــــــــم
الخيل عركسن ما قال عدادهن كـــــــم
فرتاق حافلن ملاي ســـــــــــروجن دم

تلك هي القصيدة/المرثية أعتبرها ملحمة شعرية على قصرها إذ هي مشحونة بالمعاني حتى تنوء بحملها الكلمات
(ود المك عريس خيلاً بجن عركـــــــوس)
عركوس تعني مجتمعة "كثيرة" كلمة فصيحة.. دلالة على العزة والعظمة والإستقلالية والإعتداد بالنفس إلى عنان السماء.

هذه النسخة هي التي حققها الأستاذ عبد الكريم الكابلي. هناك عدد كبير من النسخ الشعبية بعضها يشوبه الخلل. وحتى النسخة التي حققها الكابلي وجدت بها شيء صغير محتاج للمراجعة.. ما ازال أفكر به.. إذ أن أسد "اسد بيشة" تخل بوزن البيت واشك ايضاً في صحة واو العطف في " وبرضع" (أسد بيشه المكرمد قمزاته متطابقــــات .. "و" برضع في ضرايع العنز الفـــــــاردات) .
الوزن يتسق بلا واو عطف واسد بيشة لا تستقيم إلا أن نجعلها "اسدا" بتسكين السين بمعنى أسود جمع أسد وهذا غير مستساغ في دارجة المنطقة أو حسب علمي.

كما أنني لاحظت أن المقطع الأول ثلاثي وبقية القصيدة رباعية وكأنه ناقص بيت.. ربما كانت قاعدة شعرية ولكننا لم نتحقق منها بعد بإعمال مقارنتها بنمطها الشعري وهذا أيضاً ما لاحظته في إحدى أشهر أغاني الحقيبة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبد العزيز إذ ان القصيدة رباعية مثل قصيدة بنونة وفعل سيد مثلما فعلت بنونة أن جاء بالمقطع الأول ثلاثي بينما كل مقاطع القصيدة دونه رباعية:
يا مداعب الغصن الرطيب
في بنانك إزدهت الزهور
زادت جمال ونضار وطيب

* * *
يالمنظرك للعين يطيب
تبدل الظلمات بنور
وتبدل الأحزان سرور
إن شافك المرضان يطيب (وهكذا إلخ).

قصيدة بنونة تأخد تفعيلة البحر البسيط وتتحلى بجوازاته..
ووزنُـ البسيط : مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مستفعلن فاعلن

ومن جوازات بحر البسيط أن تتحول مُسْتَفْعِلُنْ إلى: فاعلن و فَعْلُنْ
وهذا ما حدث في مرثية بنونة في كل الوقت تحولت مُسْتَفْعِلُنْ في بداية كل بيت إلى فعلن ما عدا بيتان ظلت كما هي .. وفي الضرب (القافية الأخيرة) عند إلتقاء الساكنين تكون فعلان!.

ماهو الفافنوس ماهو الغليد البوص
1. ماهل.. 2. فافنوس .. 3. ماهلغلي.. 4. دلبوص
1. فعلن .. 2. فاعلان.. 3. مستفعلن .. 4.فعلان
1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون)
----
ود المك عريس خيلا بجن عركوس
1. ودأل.. 2. مكعريس 3. .. خيلنبجن .. 4.عركوس
1. فعلن ... 2. فاعلان 3. مستفعلن 4. فعلان
1. /ه/ه 2. /ه//ه ه 3. /ه/ه//ه 4./ه/ه ه ( / = الحركة و ه = السكون)
----
أحيّ علي سيفه البحد الروس
1. أححيعلى .. 2. سيفلبحد 3. درروس
1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان
1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه
---
د- أحيّ على سيفه البسوي التح
1. أححيعلى .. 2. سيفلبسو .. 3. ويتتاح
1. /ه/ه//ه 2. /ه/ه//ه 3./ه/ه ه
1. مستفعلن 2. مستفعلن 3. فعلان
وهكذا يكون الوزن ما عدا الإستثناء الذي قلنا به في (أسد بيشة) و واو العطف في (وبرضع) ومن المؤكد عندي أن واو العطف ليست من اصل القصيدة وإنما دخيلة وذلك بالنظر ليس للتفعيلة فحسب بل أيضاً أن القصيدة كلها خالية من اي أداة عطف وعلى وجه الإطلاق.

قبل عدة اعوام عملت نظرة آنثربولوجية لمرثية بنونة وقلت أنها تمتاز بشيء محير إذ هي إستئناف طريقة موت (بنونة ترفض الطريقة التي مات بها أخيها) أي تستأنف طريقة موته بلغة المحاماة .. وإن كان يحدث أن يتمنى الناس الموت بطريقة مشرفة ومنها الموت دفاعاً عن مقدساتهم (في المعارك الحربية مثلا) فإن بنونة لم تتوقف هنا!. بل ذهبت أبعد بحيث يعجز الخيال.. أذ لم تتمنى لأخيها "عمارة" أن يموت في المعركة فحسب.. بل حددت الطريقة التي توده أن يموتها تفصيليا".. بنونة صورت في إيجاز ودقة متناهية "الموتة" التي تودها للفارس أخيها:

(ما دايرالك الميته أم رماداً شـــــــــــــح
دايراك يوم لقى بدميك تتوشـــــــــــــــح
الميت مسولب والعجاج يكتــــــــــــــــح).

اراه تصوير بديع ورائع من جهة الأخيلة والصور الشعرية كما اللغة صاخبة وحية بلا كثير سجع أو تصنع.. هذا الخيال ربما لم يحدث كثيراً فوق أرض هذا الكوكب.. تلك المبالغة ليست مبالغة إلا إذا قلنا أننا مستحيل أن نبحث شعر الأرض كله.. وببعض الجهد مني حاولت أن أقلب في أشعار الأمم التي أعرف فلم أجد مثل تصوير بنونة!.

وليس بالضرورة أن نتفق مع بنونة أو نختلف معها في رؤيتها لطريقة الموت الصحيحة (تلك مسألة نسبية) ولكن نحن بصدد إستكشاف إبداعية شعر وغناء وفلكلور شعوب السودان الكبير.. شيء مهول ومجهول!.. واليوم مع بنونة وسنواصل في المستقبل النظر في إبداعات أخرى ومن كل الأرجاء الممكنة من السودان.. هذا من أرث شعوب السودان المغيب بفعل فاعل ثم لقصر النظر وسوء الرؤية والتدبير.. أو هو زعمي!.


قصيدة بنونة مثل كل اشعار الحماسة والمناحة وجب النظر إليها كفلكلور مثل كل أشعار وأغاني الحماسة والمناحة والدوبيت ورقيص العروس وقطع الرحط إلخ.. اي وجب النظر لها في سياقها الوظيفي (التاريخي) لا دمجها في الراهن.

تلك اللحظة وحدها تستطيع أن تجد منها المعاني وإلا ستصادمها بمفاهيمك الراهنة من السياسة والمدنية الحديثة.
افصل نفسك عن التراث والفلكلور ستجد نفسك فيه متصالحا مع نفسك بلا تناقض مع قناعاتك الراهنة أي كانت (هذا الشرح أظنه ضروري للفهم المشترك عندما نتحدث أو نقف أمام التراث الشعبي لشعوب السودان أي كان، إنه فلكلور!).

المناحة والحماسة شعر عشائري بصورة جلية وبديع وقوي وساطع (فن عظيم).. وفيه فسيفسا تشكل خلفية الوطن الذي لم نصنعه بعد (كما ينبغي) لأننا فيما أظن غرباء عن تراث شعوبه الأصيلة والذي بعد يشكل مخيالنا ونفسياتنا ولو بلا وعي منا.. هذا ملاحظ في سلوك الفرد "العادي".. فنحن نعيش مدنية جريحة ومنفصمة في تقديري اي مدنية محشورة تعسفيا في السياق التاريخي وغير متصالحة مع الماضي الاصيل بفعل الاستعمار المادي والمعنوي والتبعية.. لذا سايكلوجية الإنسان السوداني المعاصر متناقضة مع ذاتها.. وهذا مجرد تعليق مقتضب على قصيدة بنونة.. ونواصل في المستقبل إلقاء الضوء على المزيد من أشعار التراث الشعبي ومن اركان السودان الاربعة).



إذ "مثلاً" عندما استكشف وغنى عبد الكريم الكابلي هذه المرثية العظيمة وصفته جرايد الخرطوم آنها بالحكامة (المرأة الغناية) إستهانة وإستحقاراً ليس به فحسب بل بالمراة الشاعرة وبالشعر الأصيل نفسه ويا لهم من قوم يجهلون أو/و مغرضون (أخبرني الكابلي شخصياً بهذه القصة عندما بحثت عنه واستشرته وأفدت منه أيام البحث في حقيبة الفن وقد روى القصة بحسرة ما زالت تندس تحت ركام الإنجاز والنجاح). أظن أن هناك غربة أو قطيعة مضروبة عمداً على تراث وفنون السودان الأصيلة عضد ذلك سوء الفهم المزن في جعل الهوية الواحدة أو الهويات المتشابهة شرطاً للعيش السلمي المشترك!.

محمد جمال الدين.. مايو 2017

Post: #49
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-03-2019, 11:58 PM
Parent: #48

هل رفض سرور غنا عازة في هواك!

رواد حقيب الفن والمواقف السياسية.. تلاتة مواقف
1. مع وحدة وادي النيل
2- ضد وحدة وادي النيل (مع الاستقلال من طرف واحد او/و مع الانجليز)
3- محايد (لا يهتم)
وعبر الملاحظة وجدت ان الرواد العظام العبادي وسرور كما سيد عبد العزيز مع الخط الثاني وخليل وود الرضي مع الخط الأول وحدة وادي النيل (هذا الانقسام حدث بشكل اكثر حدة بعد احداث 1924) ولهذا فإنني لم استغرب ان يمانع سرور في غناء عزة في هواك بصوته وهو اعتاد ان يغني للجيش السوداني انها وقياداته العليا من الانجليز طبعا.. وقد كان يترحل مع الجيش في اليونان وليبيا وارتيريا.. ومرة تم انتدابه للعمل كسائق للاسرة الملكية السعودية عام 1934 إذ حينها لم يكن احد يسوق سيارة بالسعودية.. وانها ذهب للحج ولذا سمي الحاج سرور.. وكانت عملية الإنقلاب التي تمت على الاسرة الهاشمية بواسطة ال سعود نسقت مع الانجليز بشكل معلن.. وكان ذلك الحلف المستمر الذي ورثه اخيرا الامريكان.

انظر هذه الرواية حول عازة في هواك:
(خلال وجود خليل بمصر للعلاج عرض على سرور أن يسجل له أغنيته الجديدة "عازة في هواك" بصوته على أسطوانة عند شركة بيضافون. وافق سرور وبدأ بالبروفات ومعه صاحبه السر عبدالله عازف الكمان، ولكن سرور سافر فجأة في يوم التسجيل إلى الإسكندرية لأسباب غير معروفة.
عرض مدير الشركة بعد أن استمع إلى صوت خليل أن يقوم هونفسه بتسجيل الأغنية. وعلى خلاف عادته، إذ كان لا يغني إلا ضمن نطاق ضيق من المستمعين الأصدقاء، أقدم خليل على تسجيل الأغنية بصوته، خاصة بعد أن بدأ يعانى من صعوبات مادية نتيجة العلاج المكلف، وكانت "عازه في هواك" التي قلبت موازين الغناء السوداني واختطت نهجا فريدا لكل آت من بعدها).. التاج مصطفى 1948م.

هل رفض سرور عمدا غنا عازة في هواك.. الاحتمال المنطقي يقول بذلك والا كان سرور ضد قناعاته.. وتلك مجرد ملاحظة عابرة... كما أن التوجه الفكري أو المذهبي أو السياسي مهما كان لا ينتقص من قدر الإبداع ولا المبدع.. فقط نحن أمام كشف كامل للحقائق كلها وكلما استطعنا اليه سبيلا وليس الحقيبة وحدها بل كل إرث وتراث الماضي والحاضر .. من أجل مستقبل اكثر صحة وسلامة لنا وللاجيال المقبلة. . طاب يومكم صحاب

Post: #50
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-04-2019, 07:10 PM
Parent: #49

نظرة في المحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه اشعار/اغاني الحقيبة!

ملاحظة استباقية: يوجد في النص سرد لتقاسيم ايديولوجيات "وحدة وادي النيل" وعلاقة ذلك بالحقيبة.

في العام 1899 دخل الإنجليز السودان واستطاعو إحتلاله بعد مجزرة دموية عظيمة راح ضحيتها الآلاف من السودانيين "جدودنا العاديين" في معركتي كرري وأم دبيكرات ومعارك أخرى. (لم نهزمهم ولكن سحقناهم) هكذا قال تشيرشل في كتابه معركة النهر. بمعنى أنهم شجعان واولي ولاء عظيم لقضيتهم فقدموا صدورهم للسلاح الناري المتطور بلا تردد املاً في النصر.

ووطد الإنجليز حكمهم على المدنية الغربية الحديثة. وكان عدوهم الأكبر في المرحلة الأولى هم أهل الطرق الصوفية وفي مقدمتها طريقة المهدي الأنصارية المنبثقة عن الطريقة السمانية. وكان العدو الثاني هم الكيانات القبلية والعشائرية الحية في الوسط النيلي وكردفان والشرق ودارفور وسائر أرجاء السودان. إذ أن المقاومة ضد الإنجليز في بدايات الغزو قادها هؤلاء ومن أبرزهم "ود حبوبة" ومثله الكثرين، قبل أن يعمل الإنجليز لاحقاً على إحتواء الموقف المتفجر عبر العسف المادي ثم تم الصلح عبر قسمة السلطة والثروة (في مستوي تحتاني) مع شيوخ وزعماء الطوائف والقبائل.

أعقب ذلك بعملية رشاوي عظيمة، من أبرزها منح أراضي زراعية شاسعة لآل المهدي والميرغني وآخرين. وتعيين الكثير من زعماء القبائل والعشائر في وظائف سياسية وسيادية وبرلمانية. حتى وصل الصلح مداً أهدى عنده الإمام عبد الرحمن إبن المهدي سيف الامام المهدي لملك بريطانيا العظمى وهي قصة معروفة وموثقة.

وإن تم الصلح السياسي فلم يتم صلح ولا تصالح مع الإرث العشائري/القبلي المشوب بالفخر بالذات والفروسية وإثارة حمية الحرب لدى الفرسان السودانيين (الأشعار والأغاني: الحماسة والدوبيت وغيرهما الكثير. لا بد أنها نماط شعرية وغنائية وظيفية تحمل جينات التمرد (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا وفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) مثل هذا الشعر سيزعج أي دخيل يسمعه طبعا، اليس كذلك!.

إنها على اقل تقدير أنماط أدبية/فنية غير محبذة مثلها والأشعار التي تمجد رجالات الصوفية "الدراويش" بلغة الإنجليز، الذين أستطاعو هزيمة القائد الإنجليزي الفذ وقطع رأسه "في وضح النهار" وهو طبعا الجنرال الإنجليزي العظيم غردون باشا الذي تأسست للتو في العام 1902 كلية تذكارية بإسمه في قلب الخرطوم، تخرج منها بعد عدة سنوات من انشائها: خليل فرح والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وهم من اهم مؤسسي شعر الحقيبة بجانب العبادي وسرور واخرين .. (وانا ايضاً لاحقاً درست في نفس مباني الكلية التذكارية وتخرج الالاف منها، ومنهم الناس الخيرين والاشرار، وهذه حاجة جانبية على سبيل المناسبة) !.

إن أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والدلوكة والمدايح تعتبر أشعار مقاومة في نظر الإنجليز وهي من أهم الإنماط الشعرية الغنائية في العهود السابقة بداية بالعهد السناري وربما قبله بأمد غير معلوم. وان دور الغناء والروايات الشفافية كان أخطر مما نتخيل الان لان لا صحف ولا إذاعة ولا تلفاز انذاك ولا انترنت طبعا ذلك الوقت.. فدور الغناء كان خطيرا في المجتمع في الحرب وفي السلم وفي تعلية أو تنزيل الطبقات المتحكمة والحاكمة.

العامل السياسي عضدته عوامل أخرى لا تقل حسما وهي الرؤى المدنية الحديثة الوافدة مع الفتح "الإحتلال" والمفاهيم اللبرالية ومفاهيم الوطنية المضادة للقبلية والعشائرية (يقودها الأفندية) ثم السوق الحديث الذي يتطلب فن حديث يستطيع أن يرضي الأذواق الجديدة. ويرضى في نفس الوقت الإنجليز والمصريين "الأتراك/البشوات" حكام السودان آنذاك.

وعند ذلك يزدهر الفن كما يمكن أن يكون مهنة "نشاط إقتصادي" مثل كل المهن يعتاش منها مشتغليها كلما أمكن بيع الفن كترفيه في السوق مثله وأي بضاعة. وهو بالضبط ما حدث، ففي العام 1930 قامت أول حفلة تجارية في سينما كلوزيوم، نظمها ابو الفن دميتري البازار (هو نفسه قال بذلك في تسجيل إذاعي، وذكر أن لقبه "ابو الفن" يعني الفن السوداني الحديث اي الحقيبة). وقبل العام 1930 كانت أسطوانات الغناء الجديد تباع في السوق بواسطة دميتري البازار وآخرين.

وفي محاولة البحث عن نمط شعري جديد وفق الضرورات الملحة الف إبراهيم العبادي كتاباً أسماه "أستاذ الأغاني" في الثلاثنيات وطبعه في مصر وجاء به إلى السودان.

ويبدو أن كل شعراء ومثقفي ومغني تلك الحقبة الزمنية كانوا مهمومين هماً كبيراً بإيجاد نمط شعري جديد يواكب اللحظة التاريخية الجديدة وبشكل عاجل كما هو واضح من الإجتماعات الساخنة التي تمت في منازل كل من خليل فرح والعبادي والعمرابي ومصطفى بطران ودميتري البازار وسرور واخرين (المرجع: كلام دميتري وسرور والعبادي والسر قدور وآخرين/تسجيل اذاعي).

كانت تلك الإجتماعات مخصصة لمناقشة خلق/صناعة/إيجاد نمط شعري وغنائي جديد في السودان وفق مواصفات جديدة مختلفة عن الأشعار والأغاني السائدة التي تمجد الفرسان أحياءً وأموات "الحماسة والمناحة والدوبيت" أشعار العزة والتمرد والاستقلال المطلق والفخر بالذات الحرة في الإطلاق . كما المديح الذي يمجد شيوخ الطرق الصوفية بالإضافة إلى وظائفه الأخرى في التقوى ومدح الرسول "راجع أعلاه.. المديح أيضا خطر على العهد الجديد من تجارب الماضي! .. لا بد من صناعة فن جديد لأن الحياة لا تصح بلا فن!.

عناصر المشهد السياسي بشكل أكثر تفصيلية.. مزيد من إلقاء الضوء على خلفيات تخلق الفن الجديد "الحقيبة":

كانت هناك ستة تيارات سياسية/آيديولوجية عريضة في السودان كل أيام العهد الإنجليزي.

تلك التيارات بقدر تصالحها الشكلي/الظاهري كانت في العمق متنافسة ومتصارعة مع بعضها البعض حد الفناء، وهي:

1- التيار الإنجليزي الأقوى والأعتى إذ الإدارة العليا في يد الإنجليز (خط مساند للخط الإستقلالي المنضبط الذي تمثله ثلة من ألأفندية إضافة إلى حزب الامة والأنصار بشكل اكثر حدة من حيث السياسي وله عناصره الثقافية الواضحة حتى الآن).

2- التيار التركي/الباشوات حكام مصر الفعليين، المسيطر الفعلي الثاني ولا غيره (مساند لتيار نسخته الخاصة من وحدة وادي النيل" هنا سر التشويش في دعوة وحدة وادي النيل كون هنا توجد تحت الركام النسخة المدسوسة والمغشوشة من دعاوي وحدة وادي النيل"!. والتي تضمن إستمرارية اللحظة الرهنة "آنذاك" وهي حكم البشاوات لمصر والسودان بعد ذهاب الإنجليز. وهنا تكمن اسباب تعثر المحاولات الشعبية الأصيلة المنادية بوحدة وادي النيل من الجانبين ودائما ما تتشتت من الداخل كونها موبوءة بجرثومة الإختراق العضوي من نظام الباشوات في مصر والسودان ز وهنا يكمن سر فشل محاولة على عبد اللطيف العسكرية في السودان عام 1924 والتي أعقبت مقتل حاكم عام مصر والسودان في القاهرة "اليسر لستاك".

والبقية تيارات معارضة من حيث الجوهر للتيارين اعلاه لكن هناك تشابكات ومتقاطعة في المصلحة أو ضدها من واقع القمع والركون أحياناً لمنطق الواقع بحكم الضرورة:

3- التيار الوحدوي التحرري المصري/عموم المصريين من عمال وموظفين وعساكر عاديين إلخ وفي مصر والسودان .. وهو منبع الرؤية الحقيقية الشعبية "المصرية/السودانية" في الإنعتاق من الإستعمار وبناء وطن قوي موحد (وادي نيل موحد) على اساس طوعي وندي. وهي نسخة معطوفة على "4" صالحة كل الوقت وحتى الآن.

4- التيار الوحدوي التحرري السوداني "عمال وموظفي المدن من الافندية، إضافة لعدد من الطوائف الدينية واهما الختمية" وهو تيار متحالف بالضرورة أو شبه مندغم مع التيار التحرري المصري (البشر العاديون/الشعوب) كون المصلحة واحدة والمصير مشترك في التحرر والإنعتاق من الإستعمار الإنجليزي التركي في مصر والسودان على حد سواء (هنا يكمن سر بريق النداء بوحدة وادي النيل التي الرية العظيمة ولكن قلنا أنها مخترقة عضوياً من العدو آنها، فدرج على توسيخه دائماً عبر دمجها في (العدو للشعب المصري والسوداني على حد سواء وهو التيار رقم "2" انظر اعلاه). هذا الحلم بعد غسله من الشوائب معطوفا على "3" مازال صالحا ومشرعا على كل الإحتمالات، بما هي إرادة الشعوب الحرة.

5. التيار التحرري الإستقلالي (الشامل) في مصر.. غير متحالف مع احد.. ضد الإنجليز والباشوات "الأتراك/الالبان/الشركس" معاً وبشكل مطلق ورمزه الدائم هو الزعيم عرابي (تم سحق هذا التيار وهزيمته المادية بشكل شبه كامل) لكنه ظل يمثل حضوراً عظيماً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية.

6. التيار التحرري الإستقلالي الشامل في السودان ضد الإستعمار بشكل كلي كما أن ليس في خاطره تحالف مع أي قوة اخرى خارجية مثلما لدى الافندية في الخرطوم "هنا لا مدح ولا قدح بل قراءة محايدة". ورمز هذا التيار الحر المستقل والمتحرر كلية رمزه الاول هو عبد القادر ود حبوبة (تم هزيمة هذا التيار المادية وسحقه بشكل شبه كامل) لكنه ظل من نظيره المصري/العرابي يشكل حضوراً كثيفاً في الأدب والرؤى والأشعار والأحلام العظيمة والميثولوجيات الشعبية:
(بتريد اللطام أسد الكدادة الزام
هزيت البلد من اليمن للشام
ســــــــــــــيفك للفقــــر قــــلّام
بالصفا واليقين حقيقة انصار دين
بالحربه ام طبائق قابلوا المرتين
فى وش المكن رقدوا التقول نايمين
تيّم فى التقر انصار زاربنو
بعهدوا القبيل بعيسى تاهمنو
اتلمـوا العمـد ليهـــم نقــــر سنو
الهوج و الشرق طار المنام منو
تيّم فى التقر قال العمير للسوم
القوى والضعيف من عينو طار النوم
الكفرة النجوس ما بختوا من اللوم). ادب ساخن حد الموت ضد الإنجليز.. أي فنان يتغنى بتلك الملحمة ايام الأنجليز سيعرض نفسه إلى ما لا يحمد عقباه.. اليس كذلك!، طبعا، انت إذن تشجع االتمرد على السلطة الشرعية "حسب تصورها لذاتها" تلك الإشعار/الغناء يتضمن التحريض على أعمال إرهابية بلغة هذا الزمان!.

(أب كريق في اللج .. سدر حبس الفجج.. خال فاطنة) ادب ضد الأتراك. دا برضو كلام غير محبذ.

وهناك آلاف الأشعار والأغاني من تلك الانماط كما المدائح أصبحت شبه محرمة بعد الغزو الأنجليزي/التركي في العام 1900 وحتى خروج الإستعمار من السودان، أعني غير محتفى بها رسميا مثلما حدث للفن الجديد وتكريم سرور رسميا عام 1934 بواسطة طوسون باشا حفيد محمد على باشا وتنصيبه كعميد للفن السوداني الجديد.
ولكن نرى الأن أغاني المقاومة تلك تحولت إلى صدى لفخر قديم قادم من البعيد المجهول يتغنى بها الفنانون الجدد وغيرهم في القنوات الفضائية المعولمة والقاعات المكندشة في شكل ترفيه يتباع بالقروش في السوق من فنانات رائعات مثل إنصاف مدني وآخرين وأخريات.

وإذ اندثرت المقاومة السودانية الشعبية الأصيلة (نسخة: بتريد اللطام وأب كريق في اللج).
فأنتقل الإنجليز بعدها إلى مرحلة "رخوة" من التنافس، ليس مع احد غير شريكهم في الحكم "الباشوات" والأخطر عليهم كانت النسخة الأصيلة الشعبية المصرية السودانية (كل الجمعيات السرية الفاعلة كانت تحت شعار وحدة وادي النيل كمدخل للتحرر والخلاص للشعبين معا ومنها الجمعية التي شكلها شعراء حقيبة الفن بكلية غردون التذكارية إضافة إلى دميتري البازار عام 1918 والتي إنبثقت عنها لاحقاً جمعية اللواء الأبيض عام 1924). فأصبح الصوت الذي يزعج الإنجليز هو نداءات وحدة وادي النيل "الشعبية الندية/الاصيلة". وحدة وادي النيل كانت شعاراً مقدساً لدى التحرريين "الوحدويين" في القسمين من وادي النيل وهي تسمية مضادة للإستعمار الإنجلزي/التركي ..نزوع إلى إستقلالية مشروطة بوحدة إندماجية!.

كما اسلفنا تأسست بكلية غردون خلية لوحدة وادي النيل قبيل بداية العشرينات بقليل وتم على أساسها فصل دميتري والعمرابي ومصطفى بطران من كلية غردون. . وعلى خلفية ايديولوجيا وحدة وادي النيل تأسست جمعية أخرى أشد بأساً وصرامة بدورها تنادي بالوحدة وهي جمعية اللواء الأبيض ومن رموزها البارزة على عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين وهناك المزيد طبعاً.

في الجانب المصري أهم رموز التحرر الوحدوي من الإستعمار الإنجليزي/التركي هو سعد زغلول "وحدوي شعبي حر".

ولاء معظم شعراء ومبدعي الحقيبة في السودان كان مع هذا الخط (وحدة وادي النيل) . وهم في العادة غير قبليين ولا عشائريين ولا طائفيين إلا تكتيكيا!. وكان معظمهم من طليعة مثقفي البلاد على مستوى التمدن والمدنية.

وعمومً فإن الأفندية في السودان كان يتأرجح ولائهم الغالب بين الخطين: خط الإنجليز بالنسبة للإستقلاليين المنضبطين والخط التحرري الوحدوي.. كان هناك إستقطاب وشد وجذب دائما بين الولاء لخط من الخطوط وتأرجح وعدم إستقرار. ولكن حالة الشد والجذب ليست دائماً فاعلة وحية وإنما كثيراً ما يتصالح الناس مع الواقع القائم كما أن الحركة التحررية ليست بمنأ عن الإختراق و(الأختراقات المتبادلة) وهناك إشارات إلى دور دميتري البازار المزدوج وهو رجل تبناه الإنجليز في الخرطوم وأبوه أغريقي وجده سلاطين باشا "من شهادته بنفسه في حديثه الإذاعي سنة 1974”.
ولا شيء مؤكد والإدعاءات قد تفنقدها البراهين.. ولا بد هنا من ان تشير إلى أن معظم ان لم يكن كل السودانيين تعاونوا بشكل او آخر مع العهد الإنجليزي برغم نزعة الاستقلال المشعورة كل الوقت. ولكن على أي حال تلك التحولات والإنفاعلات العظيمة أنتجت واقعاً جديداً أحتاج أدوات تعبير جديدة فكان النمط الشعري الجديد، إحدى تجلياته الفن الجديد، الشيء الجديد "الحقيبة" لاحقا.

محمد جمال الدين.. يوليو 2017

Post: #51
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: عزالدين عباس الفحل
Date: 12-04-2019, 08:25 PM
Parent: #6





،،،، كبوشية منبع الفن السوداني ،،،،
***
،،، 







Quote:






ود الفكي موحد الأذن السودانية -
منه كان الغناء


نشر بوساطة 
ود الفكي في السوداني .
يوم 27 - 04 - 2012



موحد الأذن السودانية - منه كان الغناء
من يريد أن يتحدث عن تاريخ الأغنية السودانية، عليه أن يبدأ بمحمد ود الفكي بابكر، موحد الأذن السودانية، بهذه المقدمة عرفه الأستاذ عوض حمد لله.
حضر محمد ود الفكي إلى أم درمان في مطلع القرن الماضي واشتغل ببيع الخضار في الخرطوم ثم انتقل إلى أم درمان وكان الفن هوايته، تتلمذ على رائد غناء الطنبور أحمد ود بعشوم، سكن ود الفكي في أم درمان بحي السوق ثم حي العمراب، ثم حي برمبل ثم العباسية ثم العرضة وأخيراً في منزله بالثورة.
قرأ ود الفكي وحفظ الكثير من دواوين الشعر العربي وأخبار الشعراء، فهو مثقف بمعنى الكلمة، ومؤسس الحقيبة، وكان أستاذا لشعراء الحقيبة الأوائل أمثال العبادي وود الرضي، ويوسف سليمان، سلطان العاشقين وآخرين أخذوا منه وعرضوا أشعارهم عليه.
كان محمد ود الفكي تالياً للقرآن وكان مداوماً على حضور مجالس العلم في الجامع الكبير بأم درمان، ظلت علاقته مستمرة مع الكثيرين من الشعراء والمثقفين حتى آخر أيامه، توفي بمدينة الثورة في عام 1966م.
لم يجد ود الفكي الإنصاف إلا من الأستاذ حسن نجيلة في كتابه "ملامح من المجتمع السوداني" الجزء الثاني والأستاذ حسين خوجلي من خلال برنامجه "أيام لها إيقاع" إنه بشهادة الكثيرين كان فنان أم درمان الأوحد.
الحقيقة الثانية أجمع عليها الكل أن أم درمان قبل ود الفكي لم تتفق على نوع معين من أنواع الغناء، وكانت كل القبائل الوافدة إلى أم درمان كانت تحتفظ بألسنتها وثقافتها ولهجتها.
الحقيقة الثالثة التي اتفق عليها كل من كتب عن تاريخ الأغنية السودانية أن كل أم درمان قد التفت حول ود الفكي بماذا كان يتغنى ود الفكي؟ ولماذا هذا الإجماع على ود الفكي؟
هذه أسئلة تفرض نفسها، والإجابة عليها توضح الكثير ورغم شهادة العملاق إبراهيم العبادي الذي قال، وقوله مسجل في مكتبة التلفزيون "إننا كشعراء رواد لأغاني الحقيبة إننا لم نفعل سوى أننا جارينا شعراء السافل الذين أتى باشعارهم ود الفكي إلى أم درمان.
نقول إن أم درمان التفت حول ود الفكي للأسباب الآتية:
أولاً ود الفكي أتى لأم درمان بلغة الوسط وهي لغة تلك المنطقة التي أتى منها، ثانياً: ود الفكي أتى بالقصيدة الكاملة البنيان، ثالثاً اللحن المميز والموسيقى المتمثلة في الكرير بالحنجرة المعروف بغناء الطنبور، رابعاً: عادات وتقاليد المجتمع المغلق وهو المجتمع الذي ينتمي إليه ود الفكي الأمر الذي يجعل رؤية المرأة غير متاحة للرجل إلا وهي راقصة بماذا كان يتغنى ود الفكي؟
لنأخذ بعض النماذج من بعض القصائد التي كان يتغنى بها ود الفكي، المحبوب رحل:
أحور وزج طرفو اكتحل
سابل الفروع تحكى الأسل
محياه شمساً في طفل
يلبس بدور الليل خجل
ظبياً هوينا مشيه حل
كالخيل في أرض الوحل
ومن أغنية "التامة الجمال"
التامة الجمال والصبا
الفي جيله ماخدة النبا
تيلاد حمايم الربا
أوصافك عظام مطربا
عذبة ألفاظك المعربة
زي الشهد لي الشاربا
نارك في الضمير ملهبا
خلت تعلي صار كالهبا
أغاني الطنبور تنقسم إلى قسمين: أغنية ثقيلة وأغنية خفيفة هكذا كانت بداية الأغنية السودانية وحتى أغنية الحقيبة هي امتداد لأغنية الطنبور وليست مرحلة منفصلة ولم يدخلها تغيير سوى اختفاء الطنابرة وظهور الكورس الذي يردد مطلع الأغنية، وهذا ما يؤكده قول الشاعر الكبير العبادي، وبنظرة خاطفة لتلك الأمثلة التي أوردناها عن بعض القصائد التي تغنى بها ود الفكي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأغنية نظمت بلغة منطقة ود الفكي، بل نظماً ولحناً وحتى المفردة المستعملة هي هي ولمن يريد أن يتأكد فعليه أولاً أن يعرف أن شعراء الحقيبة الأوائل قد نظموا في البداية لأغاني الطنبور، بدليل أن الأستاذ بدوي أبو صلاح قال إن أبو صلاح نظم للطنبور أكثر مما نظم للحقيبة، وهذا تأكيد لما قاله العبادي.
شعراء وفنانون من منطقة العمق الحضاري.. كبوشية.. أحمد حسين العمرابي: صاحب أغنية "العيلفون جنه عدن" وقصائد أخرى تزخر بها مكتبة الحقيبة.
علي محمور التنقاري، صاحب مجموعة من الشعر الغنائي أروعها "كيف لا أعشق جمالك"
محمد ود عبد الله المسلمابي: شاعر فحل أهم أشعاره الأغنية التي يترنم بها المبدع الكابلي نوم عيني البقي لي سهر الحسن ود سالم: شاعر رائع الحرف- عميق التناول أهم قصائده "المحبوب رحل" وهي قصيدة في رثاء أبو ناجمة ود شوراني: قائد شعراء المسادير والقائل:
غاب سعد السعود والقبلة فكت ريحا
فتق الان جروح قلبي الكان شال قيحا
لي تعبي وعذاب روحي العليهو نويحا
فتح الله إبراهيم: شاعر أغنية ترباس الشهيرة "بتخيلك" أحمد ود بعشوم: رائد أغنية الطنبور.
عبد الله الماحي: كروان السودان وصاحب تسجيل أول اسطوانة تدخل السودان.
حميرة والجود على الدرديري: أشهر من تغنين بالدلوكة
محجوب كبوشية:
محمد ود قرشي: شاعر حقيبة
محمد ميرغني: الفنان الرائع
أحمد الخديوي
عثمان عوض البشير
الطيب ود ضحوية
الزين الكنزي
كمال إدريس منصور
عمر أحمد ود قرضمة
محمد حمزة تركي، وعذراً لمن لم تسعفني الذاكرة بذكرهم علي ود بوباش.

المعتصم محمد عثمان أورتشي


،،،،










عزالدين عباس الفحل
ابوظبي



Post: #52
Title: Re: لحظة إنكشاف أسرار andquot;حقيبة الفنandquot; أو ح
Author: محمد جمال الدين
Date: 12-13-2019, 00:00 AM
Parent: #51

أوهام سودانية خالدة (هذه المرة د. منصور خالد وحقيبة الفن السودانية)!

د. منصور خالد كما قد يقر الكثير منا وزن ثقيل في المشهد السياسي والثقافي في السودان المعاصر بحكم مساهماته الكتابية الكثيرة والمتعددة ومشاركاته الممتدة في السياسة السودانية "حكومات ومعارضات" كما بحكم حسن الصدف والجينات الوراثية (العمر الصحي المديد بالمقارنة وحب الحياة والناس) والشجاعة والتفرد درجة الإنمياز في حياته الخاصة والعامة.

غير أن كل ذلك في مرة من المرات، لا يمنع النابغين العظام من الوقوع في الأخطاء العامة المتداولة من قبيل الكليشيهات والتي أسميها في هذه السلسلة (الأوهام الخالدة) من باب التشنيع المطلوب في تقدري!.

لماذا مطلوب؟.. لأنني أدعي أن حياتنا العامة في معظمها يسودها السحري والغيبي واللا علمي في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.. وهذا عصر العلم والتكنلوجيا وهما صنوان وبغيرهما لا تكون الحضارة ولا الإستقرار والسلام.. والأوهام هي أقصى نقطة تضاد العلمي في الإتجاه المعاكس.

إذن ماذا فعل منصور خالد لندخله من هذا الباب.. ليس الكثير فهو للحق رجل يلبس العلم عمة وجلباب أو وفق مقولة مأثورة لا اذكرها بدقة الآن لكن أظن الكناية واضحة. كل ذلك لم يمنع منصورنا من ترديد وهمة كبيرة ولو وهمة واحدة من عشرات الاوهام التي نرددها نحن كل يوم ونفهمها كمسلمات علمية وحقائق واقعية لا يرقى لها الشك، لكنها وهمة عظيمة ربما من أعظم الاوهام في تاريخ السودان المعاصر، أنا أومن بذلك!.

هي وهمة حقيبة الفن السودانية!.

هل حقيبة الفن وهمة؟!. طبعاً لا، الحقيبة في حقيقتها المغيبة عنا ، فن سوداني أصيل وعظيم لكن كلله سوء الفهم طوال الوقت. والأسباب قلنا بها في البحث الذي أجريناه العام الماضي حول الحقيبة.. سوء الفهم هذا هو السائد لا الحقيقة.. لا الحقيقة التي هي أغني وأجمل وتستطيع أن تأخذ مكانها في الواقع المجتمعي كتطور تاريخي طبيعي لا سحري.. لكن جل المعلومات الشعبية السائدة كل الوقت وتلك التي يرددها أيضاً كاتبين كبار في الغناء في السودان مغلوطة من حيث الجوهر، وتحتاج المراجعة والنقد والتطوير والتكميل.

قال منصور خالد حيال الحقيبة: (
لا نعرف من بين شعراؤنا من ذهب في شعره مذهب ابن أبي ربيعة في الخلاعة
أو مذهب امري القيس وسحيم عبد بني الحسحاس في وصف التسافد..أو مذهب المتنبي وشعراء النقايض في إيراد كلمات يستحي المرء من تردادها علانية..يسميها الفرنجة الكلمات ذات الحروف الأربعة..
فابو صلاح... الذي ما ترك عضوا في جسم المرأة لم يصفه ابی إلا أن يذكرنا أن الغواية هي آخر ماتهفو إليه نفسه..
وعتيق... الذي تفرد باغانيه الخمرية
ما بنسی ليلة كنا في شاطي النهر..
نتعاطی خمر الحب بكأس الزهر
كانت اشاراته للشرب فيها من صفاء ابن الفارض أكثر مما فيها من تهتك ابي نواس..وإن كان صفاء ابن الفارض صفاء لاهوت فصفاء عتيق صفاء ناسوت لا يجحد الشاعر معه الاء ربه..
الشعر العربي السوداني "الامدرماني".. هو المصهر الذي وحد مشاعر أهل السودان الشمالي).
ذلك هو المقطع الذي يعنينا هنا من مقالة منصور خالد، المعنونة ب: في مرافعة عن الشعر الغنائي السوداني.

المقطع قد يتراء أول وهلة كلام عادي ويستطيع أن يمر في الإمتحان العام لمدة قرن مقبل من الزمان لكنه في الحقيقة يستند إلى أرضية مغلوطة.. إنبنى على المعلومات الشعبية السائدة.

وأعني تحديداً نقطتين جوهريتين من كلام منصور خالد، هنا تفصيلهما:

1- المجون الشعري في حيز المخيال الشعري يقابله العفاف في حياة الشاعر الواقعية وتستطيع أن تقول بلغة هذا الزمان المحافظة (مثال ود الرضي وعتيق وربما كل شعراء الحقيبة).. هناك سر، إذ ليس ما خلص إليه منصور خالد ضمنياً!.

ذلك أن الحقيبة شعر مجاراة بالكامل.. في البدء مجاراة لبعض عيون الزجل المصري (صفي الدين الحلي مثال) والشامي (إبن مقاتل مثال) وقليل من الحوزي (المغرب العربي) ثم تمت بشكل مستمر مجاراة المجاراة. والمجاراة عملية إستاتيك لا تلزم صاحبها القناعة بما يقول. فقط عليه أن يبدع ذات الإبداع ويردد العبارات بطريقة نظمية صناعية بالكامل وفق القواعد الموعية أو الموروثة لفن المجاراة المعروف في تاريخ الغناء العربي دون ان يكون المؤدئ ملزماً عملياً أو أخلاقياً بمحتوى مجاراته. ولهذا السبب فأن معظم شعراء الحقيبة محافظون مثل كل السودانيين ولم يعشو مثلما فعل الأندلسيون حياة الدعة والمجون المصورة في الزجل الاندلسي الذي سطأ نمطه الغنائي على الشرق العربي عدة قرون لاحقة لسقوط الأندلس.

وأخيراً وصل الزجل إلى السودان في بداية العهد الإنجليزي
على الطريقة المصرية واللبانية في الأساس (العبادي التزم الطريقة المصرية وخليل فرح الطريقة اللبنانية وسيد عبد العزيز وابو صلاح المصرية مع خليط من الحوزية الجزائرية) هذا حسب ملاحظتي في بحث حقيبة الفن).

أعني هنا أن المجاراة لا تلزم المجاري بشيء من مذهب أو سلوك صاحب الاصل. ولا شيء غير ذلك!.
تلك هي الملاحظة التي أود أن أشد لها إهتمام الحصفاء.. ونذهب من هنا إلى النقطة الثانية ونعود من جديد إلى الأولى هذي، لمصلحة البيان ثم نختم بتحية وعيدية مستحقة لمنصور خالد وللقارئ العزيز.

2- أن الحقيبة
(الشعر العربي السوداني "الامدرماني".. هو المصهر الذي وحد مشاعر أهل السودان الشمالي) مقطع من منصور خالد.
ذلك غير صحيح في تقديري. قد يقول قائل متعجل أنه قد لا يعني الحقيبة وإنما انماط شعر امدرمانية اخرى. هل أقول مستحيل!. نعم، بهذا الجزم.. لأن امدرمان لم تكن موجودة كمدينة قبل المهدية (1885) وإنما كانت قرية صغيرة تقع على الضفة الشرقية من الصحراء الكبرى والغربية من النيل. ولا ذكر لها في الوسط النيلي ووجدانه بسبب عدم التخلق بعد في عين الوجود ككتلة بشرية وثقافية. وعندما تم صناعة ادرمان بداية العهد المهدوي جاءت كحامية عسكرية كبيرة (مجتمعها أشبه بطالبان اليوم في هذا الصدد) معادية للموسيقى والغناء والرقص والكحول والتبغ والتمباك ومرتكزة على تعاليم المهدي وخليفته الساعية إلى إقامة خلافة راشدة على نهج السلف الصالح.

وحينما نشأت أغاني الحقيبة في الربع الأول من القرن العشرين (1921) كان وجدان ما يسمى بالوسط النيلي (منصور قال الشمال،هنا نقطة نظر!) قد تشكل بالفعل لغوياً وثقافياً. وهذا الوجدان هو نفسه الذي أنتج المهدي وإسطورته المتحدرة من طبقات ود ضيف عدة قرون للوراء .

وذلك التشكل القديم للوجدان المعني سبب ونتيجة لنشاطات ثقافية أقدم من قبيل اغاني الدوبيت (17 نوع أقل تقدير) والحماسة والمناحة والحوبي (الإنماط الشعرية والغنائية التي سبقت الحقيبة ووازتها وما تزا تعيش بيننا حتى هذه اللحظة. وما الحقيبة إلا شيء جديد يسير بجانبها تعضده السلطات الرسمية لا الشعبية بل ضده كل الوقت قبل فرضه رسمياً في إذاعة السودان حين نشأتها. وحتى الآن تسطو أغاني الحقيبة بشكل تلقائي نسبة لأنها النمط الغنائي الوحيد الذي سمح به بل شجعه الإنجليز والمصريين ليحل محل الانماط الأخرى التي رؤوها لا تناسب الواقع المدني الجديد. وفي الأربعة عقود الأخير أخذت الحقيبة مساحة أكبر في ساحة الغناء في السودان (بسبب التقادم في الإعلام الرسمي) لكن ليس في الماضي لحظة تشكل الوجدان والمخيال الشعبي الاصيل العشائري/الغيبي/الصوفي السابق للحقيبة ولأمدرمان كمدينة (راجع خلاصات بحث حقيبة الفن).

وإن صح او لم تصح مزاعمي هذه لا يهم، مع أنني أعتقد في صحتها، فعلى أي حال الحقيبة قبو كبير تندس فيه عدة اسرار لم يتم الكشف عنها ويحفها الغموض (لدينا بحث جديد خرجت نتيجته قبل عدة أشهر، يعمل على كشف خلفيات الحقيبة الشعرية وحقبة الحقيبة السياسية والإجتماعية، منشور في عدة مواقع إلكترونية).

ومن أعظم هذه الأسرار أن: الحقيبة من نمط الزجل الأندلسي (شعر وغناء الأعاجم المستعربين في الأندلس وساد الشرق لاحقاً بذات طريقته ومخياله الشعري الأندلسي) وجاء زجل الحقيبة عندنا في السودان في نسخة مصرية وأخرى شامية في الأساس (حددنا في البحث النماذج التي تمت مجاراتها في البدء ومضى النمط على طريقتها جل الوقت).

وليس نمط الحقيبة المخبأة دون الكشف عنه وحده بل جل الحكايات المنسوجة حول الحقيبة وشعرائها ومناسباة شعرها وإلخ مختلقة لأسباب حميدة وأخرى مغرضة. بما في ذلك إسمها وطريقة بثها في الإذاعة والمزيد.

مثلاً لا توجد حقيبة مادية توضع بها إسطوانات الغناء ومن هنا جاء الإسم كما هو شائع (مخترع كلمة حقيبة الفن ذاته قال بذلك).. أغاني الحقيبة لم تبث أول مرة من إذاعة ام درمان كما هو شائع بل من لندن.

الحقيبة كانت نمط شعري وغنائي غريب على الوجدان السوداني في البدء، فلقي النمط بعكس ما هو شائع مقاومة قوية من العامة ورموز الغناء السوداني السائد في ذلك الزمان (الحماسة والمناحة والحوبي والبنات و "الطنبور") وتوطد النمط الجديد عبر العنف والفصل للصالح العام بلغة هذا الزمان وتم تهديد الطمباري عبد الغفار بالقتل عبر مسدس محمد سرور ليتوقف عن غناء الأنماط القديمة التي قد تستبطن العداء للعهد الجديد وتم نفيه أخير اً إلى ود مدني ومنعه ايضاً من الغناء هناك "مثال".

بينما كان غنايي الدوبيت "مثال" يحوزون إحترام الناس وينالون المكانة الرفيعة والتقديس من العامة كان الحاج محمد أحمد سرور عميد فن الحقيبة آنها لا يستطيع أن يغني أو يسير في شوارع العاصمة المثلثة دون سلاح "مسدس" ليحمي نفسه من العامة. ولاحقاً يسير بعربته/سيارة "عام 1932" حيث كان هناك عدة عربات فقط في السودان.. المؤكد والمعروف منها واحدة لكل من الحاكم العام والسيدان (عبد الرحمن والميرغني) ومحمد احمد سرور (عميد فن الحقيبة) وقد ألقى عليه القبض مرتين في أطلاق نار، مرة في إحدى الحفلات والثانية كان مخموراً ويسير بسرعة عالية ويطلق النار في شوارع الخرطوم (تمت مرة واحدة على الأقل محاكمته وسجنه). وهو أول من اغترب في السعودية ليكون سائقاً لملك السعودية المتحالف مع الإنجليز وطبعاً اوفده الإنجليز إلى السعودية عام 1934 وذهب بعدها إلى اسمرا اثناء رحلة غناء للجيش الأنجليزي وعاش هناك لعدة سنوات حتى رحل مخلفاً ورائه كماً عظيماً من الإبداع "النوعي" أدى إلى توطيد الزجل في السودان حتى تاريخ اليوم بعلمه أو بلا علمه، لا نعرف حتى الآن!..

وهذا السرد لبعض لأحداث صغيرة بطلها عميد/نقيب فن الغناء السوداني والمقصود الحقيبة (عميد الفن إسمه الرسمي بعدما كرمه باللقب عمر طوسون باشا عام 1934 بحضور وفد ثقافي مصري) أقول الهدف أن اؤشر إلى إنتفاء أن يكون شعر/غناء الحقيبة ذا علاقة بوجدان الشعب السوداني لا في الوسط ولا الأقاليم. بل العكس هو إبداع باهر جديد "دخيل للتو" جاء نتيجة للأحوال السياسية والإجتماعية الجديدة بعد أن توطدت سلطة العهد الإنجليزي/التركي في السودان بعد العام 1900 وظلت الغالبية الساحقة من جموع السودانيين في المدن والأرياف ترفضه وتقاومه وترفض الإعتراف به لأنهم لم يعتادوه ولا يعرفونه من قبل. وحتى تاريخ اليوم مخيال متوسط الفرد السوداني (وفي الوسط النيلي وأمدرمان) عشائري/صوفي وإلى وقت قريب تجد أغاني الدوبيت والحماسة والمناحة والبنات (مثال، سابقة للحقيبة) إنفعال وجداني اكبر من اغاني الحقيبة وربما حتى تاريخ اليوم.

وقبل أن أختم اجي بخلاصة مشابهة توصلت لها في بحث خاص أجريته العام الماضي في مرحلة أغنية الحقيبة، التالي:
تلك الكلمات الغريبة المفتاحية المشتركة (بين الحقيبة والزجل) والجمل المكررة كما بعض الأخيلة والصور الشعرية جاءت مع النمط الكلي الذي تمت مجاراته والإنفلات منه إلى الإبداع الخاص في إطاره.
وللإلمام بالصورة الكلية راجع لطفاً المقالات الشارحة لمعنى وأسباب وجذور شعر الحقيبة والمحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه أغنيات الحقيبة 1920-1945.
والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحوبي، المديح).

إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد الصوفية والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف أصلاً في السودان آنذاك وربما حتى الآن الغالبية منا لا يهتمون بكلمات مثل (نقا ولدن وأملدن) يا غصين النقا يا لدن يا أملدن.. محمد ود الرضي . وهناك فيض من الكلمات الغريبة على المخيلة الشعبية من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل.

كما هناك نزعة حنين جلية إلى "فردوس مفقود/ضائع" وهي واحدة من أهم خصائص الزجل!.

ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت.. إنه شعر غنائي.. مفترض شعبي.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.
لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل الزجل/القوما/الكنكان في مصر العهد المملوكي و"الصنعة/المألوف/الحوزي" في الجزائر والمغرب وتونس قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب العربي ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق.

هناك عشرات بل مئات النماذج المشابهة والمطابقة التي تنفي الصدفة!.

وكما هو حال الزجل في كل مكان وزمان نجد في زجل الحقيبة مجاراة لافتة للنظر إذ هناك جمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!.

مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. مثل غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالأرض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة فالسودانيون ليس إستثناءاً.

وعلى أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!.

ففي السودان سادت أنماط شعرية وغنائية "شعبية" أخرى كالدوبيت والحماسة والمناحة والحوبي وغناء البنات وأنماط أخرى عديدة. إذ لم يعهد السودانيون الزجل كنمط شعري إلا في زمان "الحقيبة" لذا ظلت الحقيبة محيرة للناس معظم الوقت!.. يحتفون بها بشكل شبه هستيري أو يهجونها بذات الهستيريا بلا سبيل إلى كشف بنياتها التقنية أو تفاعيلها وأوزانها الشعرية.. لم يحدث لأن ببساطة لا أحد كشف لنا عن مرجعيتها كنوع شعري.. الآن لدينا زعم محقق عبر الأدلة الممكنة بمرجعية الحقيبة كنوع شعري في "الزجل الأندلسي/وزجل العهد المملوكي"!.

لكل تلك الأسباب وأخرى ظلت الحقيبة يحفها الغموض كون مرجعية نمطها من حيث بنية القصيدة التقنية وتفعيلتها غير محققة كما غير معهودة في الشعر السوداني السابق عليها واللاحق أيضاً لم يلتزم نمطها.. فعاش النمط ربع قرن فقط (1920-1945) بغير وعي وافي به ومرجعياته.

كما أسلفنا كل الشعوب المتحدثة العربية بالأصاله عندها "زجل" فقط تختلف أسماءه من بلاد إلى أخرى ومن زمان لزمان ولكن دائماً النمط واحد: ففي العراق وسوريا ولبنان ومصر النمط في معظم المرات يحمل إسمه الأصلي (زجل) وفي الجزائر والمغرب وتونس وليبيا عنده عده أسماء بالإضافة إلى إسمه زجل ومن أهم اسمائه هناك: الصنعة والحوزي والمألوف والقوما (أشكال وأسماء مختلفة لكن النمط واحد). وفي الخليج إسمه "الحجازي". وأخير في السودان إسمه "الحقيبة".

وفي الختام ازعم مسبقاً أن منصور خالد قد لا يعني بوعيه ما قال هذه المرة لظني أنه يتعارض مع مشروعه الفكري والسياسي ولكنه فقط وقع في شرك المقولات العامة المتداولة "الأوهام" على حين غرة، ومرة واحدة لا تضر إن صح زعمي.. ولكن قررنا ان لا نتركها تمر مرور الكرام ورأينا ان نلحقها بسوق الاوهام الخالدة، السلسلة التي أكتبها هذه الايام للأسباب التي قلت بها للبعض الذي يتابعني منكم.

والحقيبة ليست وهم، بل نحن المتوهمون لأننا لا نلتزم العلمي في حياتنا الخاصة ولا العامة.. وهذا مطلوب.. لذا علينا أن نتقصد الأوهام الشائعة "الخالدة" لنطردها أمام العلم والعلمي كي نصنع حضارة.. أو هو زعمي.

وكل عام وانتم بخير والرجل الكبير المجتهد منصور خالد.. والسلام على ارواح مبدعي الحقيبة وكل مبدعي السودان وهذا الشعب البديع المتفرد الذي تعصف به الأزمات والأحزان في هذه الازمان.

محمد جمال الدين "سلسلة الأوهام الخالدة" (أبريل 2018)