مغتربون في السجون-بقلم سهير عبدالرحيم

مغتربون في السجون-بقلم سهير عبدالرحيم


10-30-2019, 06:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1572455213&rn=0


Post: #1
Title: مغتربون في السجون-بقلم سهير عبدالرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-30-2019, 06:06 PM

06:06 PM October, 30 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر





محمد بابكر مضوي الشهير بـ(تمبول)، تخرج في جامعة دنقلا جيولوجيا التعدين عام 2011م، وبحث عن عمل فلم يجده، ولم يرغب في الانضمام إلى رابطة العطالى بالوطن، فآثر أن يدخل مجال تجارة الإسبيرات. وبدأ نشاطه ما بين كسلا وإريتريا، متنقلاً بإسبيراته رغبةً في تحسين دخله ومساعدة والده الشيخ الوقور عمنا بابكر، وخلال إحدى سفرياته المتعددة الى إريتريا ضاع منه جواز سفره، فذهب ودّون بلاغاً لدى السلطات المختصة، ولم يمض يومان على تبليغه عن فقدان جوازه إلا وتفاجأ بالسلطات الإريترية تعتقله.

الاعتقال كان يوم 19 يناير 2019م، ومنذ ذلك الحين وحتى اللحظة لا تعرف أسرته شيئاً عنه، وطرقت أسرته كل الأبواب.. سفارتنا في إريتريا والسفارة الإريترية في الخرطوم ووزارة الخارجية، ونظمت وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة، ولم يترك والده وإخوته بوابة استغاثة الا وطرقوها والنتيجة صفر كبير.
الشاهد في الأمر أن تمبول ليس وحده، بمعنى أن تمبول ليس السوداني الوحيد الموقوف في السجون الخارجية ولا أحد يعرف عنه شيئاً، فالسجون بمصر والسعودية وليبيا واليمن تكتظ بعشرات ومئات السودانيين الذين ليس لديهم وجيع أو حكومة تهتم بأمرهم وتعمل على إعادتهم لديارهم.
كل مسؤولينا الذين زاروا تلك البلدان كان همهم الأساسي طلب العون وممارسة الشحاتة على الملأ، لذلك ظلت عيونهم مكسورة ولا يستطيعون ان يسألوا عن أبناء الجاليات السودانية في سجون تلك الدول.
كل ما يهمهم كان استلام تلك القروض والإعانات وشراء الهدايا من ستي سنتر والتبضع والتسكع ثم حضور لقاء مصنوع ببعض السودانيين الذين تكون السفارات قد بذلت جهداً مقدراً مقابل حضورهم لتواري سوءتها ولتصدر للمشهد سودانيين لا يمثلون السودانيين في المهجر.
ثم لا يفتأ قادتنا أن يغادروا تاركين المغتربين السودانيين في غيابة الجب إن التقطهم بعض السيارة فمصيرهم السجن دون أن يذكرهم صاحبهم عند سيده.
الآن هل ينتظر تمبول رؤية في منام الرئيس الإريتري ليخبره عن السنبلات السبع، أم تسعفه وزير الخارجية بطلب استفسار عاجل وتحريك الحقيبة الدبلوماسية في اتجاه تحرير الرهائن السودانيين المحتجزين دون وجه حق.
إن الإهمال والضرر وهضم الحقوق الذي يتعرض له المغتربون السودانيون الموقفون في سجون تلك الدول، هو أمر يوضح شيئاً واحداً لا سواه، أن مواطننا هامل إن كان داخل الوطن أو خارجه.
وتلك الدول تعلم أن الحكومة السودانية آخر من تفكر فيه هو المواطن السوداني، لذلك يقضي أحدهم سنوات عدة في السجون في حين أن سفيرنا هناك يغط في نوم عميق.
خارج السور
ماذا ينتظر سفيرنا في إريتريا ليفصح عن مصير تمبول ورفاقه؟!