تجارة صاحبة البخور وتغريدات غندور بقلم د/ياسر يوسف

تجارة صاحبة البخور وتغريدات غندور بقلم د/ياسر يوسف


10-06-2019, 06:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1570383599&rn=0


Post: #1
Title: تجارة صاحبة البخور وتغريدات غندور بقلم د/ياسر يوسف
Author: الفاتح الدنقلاوى
Date: 10-06-2019, 06:39 PM

06:39 PM October, 06 2019

سودانيز اون لاين
الفاتح الدنقلاوى-
مكتبتى
رابط مختصر




* يقال أن هناك إمرأة سيئة السمعة؛ تبيع الهوى وتمارس الرذيلة ؛ تمتاز بفاحش القول وبذاءة اللسان.
تضايق أهل قريتها من سلوكها ولكنهم كانوا يصبرون عليها عسى أن تتوب من أفعالها وتعود إلى رشدها يوما ما. فأخذوا يسدون لها النصح والإرشاد ولكنها لم تستجيب ثم قاطعوها إجتماعيا ومع ذلك تمادت في أفعالها وبدأت تستميل ضعاف النفوس من الرجال والنساء إلى ناديها ففاحت رائحتها في المنطقة وأصبح لها زبائن يترددون عليها من خارج القرية.
* هنا شعر أهالي القرية بالخطر الذي يحدق بهم ويهدد النسيج الإجتماعي ويفسد الأخلاق. فهذه المرأة يمكن أن تكون سبب في فساد العديد من أبنائهم وبناتهم فإجتمع عالية القوم وعقلائهم وبعد مداولات قرروا بالإجماع طرد هذه المومس من قريتهم.
لم تشفع لها الدموع ولا الرجاءت بالبقاء في البقعة التي شبت وترعرعت فيها فحملت أغراضها وغادرت غير مأسوف عليها.
* حلت المرأة بمنطقة أخرى فوجدت بها سوق رائج لبضاعتها وتاجرت في كل شيء ممنوع؛ فجمعت أموال طائلة وأصبحت من الأثرياء الذين يشار إليهم بالبنان. ولكنها كانت تشعر دائما أن هناك شيء ينقصها ويشدها الحنين إلى مسقط رأسها الذي خرجت منه مكسورة وذليلة. فأصبحت تبحث عن وسيلة ومدخل يمكن أن يعيدها مرة أخرى للقرية. فأرسلت الجواسيس والعيون ليعود لها بأخبار القرية وأهلها هل مازالوا على مبادئهم أم تغيروا.
فأخبرها الجواسيس (أن القرية أصابها جدب وزادت بها حدة الفقر؛ وكثر أراملها وأيتامها وهاجر أصحاب النخوة من رجالها يبحثون عن الرزق).
* فرحت الحية بهذه الأخبار وشعرت أن تحقيق حلمها قد إقترب فأصبحت ترسل الهدايا والهبات لأهالي القرية وتكفل الأرامل والأيتام وتنحر الذبائح للفقراء والمساكين؛ وكل ذلك والناس لم تنتبه لإسم سيدة البر والإحسان التي تغدقهم بعطاياها فالجائع لا يهمه من أطعمه ولكن المهم أن الطعام قد حضر.
* أعلنت المأمورة صاحبة الشرف والعفاف عن زيارتها للقرية ففرح الأهالي فرحا شديد بهذا النبأ ونصبوا الخيام بميدان عام واحتشدوا جميعا لإستقبالها؛ وكانت المفاجأة الغير سعيدة للكثيرين أن سيدة البر والإحسان هي المومس التي طردوها قبل مدة من قريتهم:صحيح أن البعض لم يفرق معه من تكون ولكن الحقيقة لا يمكن أن تتغير أو تتبدل.
* فتقدم نحوها كبير القرية وعمدتها وقال لها (يافلانة ألم نطردك من قبل لسوء عملك وفساد خلقك لما عدتي مرة أخرى؟). فقالت (يا مولانا أنا تبت وربنا هداني وجيت عشان أعيش وسطكم وأقيف معاكم في محنتكم) ٠فضحك وقال لها كان عليك أن تنتظري أجيال أخرى لتضحكي عليهم وحتى لو كنتي صادقة فيما تقولين ونحن صدقناك فماذا عن زبائنك الذين مازالوا يترددون على منزلك ويتمنون عودتك في كل يوم أذهبي عن أرضنا فالمال كالطلاء على الحائط يغيير الشكل ولا يغيير جوهر الإنسان)٠

* ونحن حكينا الحكاية دي يا سادة عشان بروف غندور الذي نصب نفسه رئيسا للمؤتمر اللا وطني؛ أصبح يصدح ويغرد بلغة ناعمة داعيا الأحزاب السودانية لقبولهم مرة أخرى وباعثا شيء من الطمئنينة لعضويته المتبعثرة رافضا مبدأ الإقصاء وداعيا الجميع للعمل من أجل رفعة وبناء الوطن؛ نسى بروف غندور أو تناسى الإقصاء الذي مارسه حزبه ضد الآخرين على مدى ثلاثة عقود من الزمان َونسى حجم الدمار الذي ألحقه نظامه المخلوع بالخدمة المدنية والمشاريع الزراعية بالبلاد فلا يمكن لمن كان سبب في الأزمات أن يكون جزء من الحل فأصحى من نومك يا رجل وأعلم أن ماحدث ثورة حقيقية ضحى من أجلها شباب بدمائهم وفقدت خلالها أسر فلذات أكبادها فلا أمل لكم في العودة مرة أخرى وحتى ان كنت صادقا فيما تقول فعليكم الانتظار عسى أن تأتي أجيال أخرى تنسى مافعلتموه بالسودان وأهله مع إن صحائفكم السوداء سيرويها التاريخ وتتناقلها الأجيال جيل بعد جيل.

وسلام يا وطن.