والعالم يحتفل باليوم العالمي للقهوة وأعتقد أن الذي يتبادر إلى الذهن هو الغرض التجاري للقهوة إلا أنني سأتناول القهوة من زاوية أخرى في إطار الإحتفال باليوم العالمي للقهوة الذي حددته المنظمة العالمية للقهوة باليوم الأول من شهر أكتوبر من كل عام ولم أوفق في معرفة سبب ظاهر لاختيار هذا التاريخ ولكن على كل حال فإن هذا التاريخ له دلالة في ثقافتنا عن القهوة والتي تسميها ثقافتنا "الجبنة" أو "البن" نائية عن استخدام مصطلح القهوة ذو الأصل العربي .... في بوست (لماذا لم يمثل الشرق لا في السيادي ولا في حكومة حمدوك؟؟؟) الذي كتبه الزميل بلال الطاهر حضره الزميل هاشم الحسن الذي اورد في مقدمة تداخله عبارة "بس دا سكناب دايرلو بن أكلموي ظابط، نتساقاه بالزنجبيل" فأوقفتني هذه العبارة لما تحمل من إغراء في التأمل فيها واستدعاء ثقافة أهلنا الأحباب في شرق السودان المنسي .... فكلمة "بن" تعني ثمرة البن كما هو إسمها الذي أطلق عليها في موطنها الأم حيث تم اكتشافها لأول مرة حيث تنطق "بُنَّا Bunna"ثم عندما انتقل الإكتشاف إلى بلاد العرب وتحديداً "اليمن" في جزيرة العرب أطلق على شرابها إسم القهوة وهو إسم من أسماء الخمر وأطلق عليها هذا الإسم لأنها تشترك مع الخمر في أنها تقهي الإنسان عن الطعام وانتقل البن من ميناءالمخا باليمن إلى الدول الأوربية بإسم "قهوة" الذي تحرف في الثقافة الأوربية بمرور الزمن إلى "coffee"وبقيت بمعنى مشروب القهوة واشتقت منها كلمة " cafe" التي تعني مكان تقديم القهوة الذي كان يسمى قديماً "coffee club" .... فكلمة بن في ثقافة أهلنا تعني الثمرة وتطور المعنى ليدل على المشروب نفسه وإن كان دخل مصطلح "جبنة" ليدل على المشروب أيضاً على الرغم من وجود هذا المصطلح كما ننطقه نحن أي "jabana" في اللغة الحبشية ليدل على الوعاء الذي يقدم فيه المشروب .. أما كلمة أكلموي .... فهي تعني نوع من أنواع البن .. هو بن صغير الحجم .. مكور في شكله .. مر المذاق .. تعرف القهوة المصنوعة منه بأنها مركزة تركيزاً شديداً وتقابل تقريباً القهوة الأمريكية المشهورة بإسم "سبريسو".... وكنت أعتقد أن الكلمة الحبشية المقابلة لكلمة أكلموي هي "زِقَيْ" على الرغم من وجودها في قاموس اللغة الحبشية وتعني "صغير"وهي أيضاً مستخدمة لدى الحضر في شرق السودان فعندما يقولون "بن زقى" يقصدون بن أكلموي .. ولكني عندما سألت الأجيال الحالية من الأحباش عن عبارة بن زقي لم يتعرفوا عليها .. ووجدت كلمة زقي في قاموس اللهجة العامية السودانية للبروف عون الشريف قاسم في صفحة 430 بمعنى صغير الحب يقولون "بن زقي" أي صغير الحب .... والموضوع طويل وفيه باق سأعود إليه لاحقاً وحتى ذلك الحين دعونا نشرب سوياً الفنجان "البكري" مع الفنانة الإثيوبية القديرة بيزاوورك أسفاو في رائعتها "Bunna"وأرجو من الإخوة الذين يجيدون اللغة الأمهرية أو يقيمون في أديس أببا محاولة ترجمة الأغنية لأنني (مهرنجا آوكالو تنش تنش Maharingna awkalo tinnish tinnish) .... يتبع
Post: #2 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Kabar Date: 10-02-2019, 02:59 AM Parent: #1
من كنتاتا جون سبستيان باخ لغاية فنجان جبنة بي شمالو..!
بابكر..حبابك يا صديقي
لست (بنـّاني) حريف ، ولكن الحديث عن البن يستدعي الحضور ، ولو عابرا ، حتى يخرج لنا اهل البن بحكاويهم مع البن. اليوم العالمي للبن (القهوة) اول تدشين له كان في الأول من اكتوبر 2015 ، وهو يوم اتفاقي اتفق عليه اهل المنظمة الدولية للبن ، وهي منظمة كبيرة عضويتها 44 دولة كدول منتجة للبن وست مجموعات كمستوردة للبن. في بعض الدول ، اليوم القومي للبن هو يوم 28 سبتمبر ، والبعض 29 سبتمبر..وللمصادفة العجيبة يا بابكر ، كان في معيتنا بمدينة كالقري في امسية الأحد 29 سبتمبر 2019 الروائي السوداني صديقنا عبد العزيز بركة ساكن..واقيمت الفعالية في موقع الجالية السودانية ، واشرف على اعدادها صديقاتنا واصدقاءنا الجمهوريين والجمهوريات بالمدينة..! حينما دخلت القاعة ، لاحظت وجود الجبنة بكل طقوسها السودانية ، وهذا حدث اول مره اراه في فعالية اساسها الرواية والأدب وهموم الكتابة..ولكن لم يتحدث احد قط عن اليوم القومي للبن وهو الذي يصادف 29 سبتمبر 2019..!! (طبعا للدقة هذا اليوم في كندا يوافق يوم 28 سبتمبر من كل عام..)..! تأريخ البن واصوله مرتبط باثيوبيا ، وحسب الأسطورة الأثيوبية (تحت تحت السودانية كما ازعم) يرجع الى القرن التاسع ، حيث تم اكتشافه بواسطة احد رعاة الضان وكان اسمه خالد..ولكن معظم العالم يتحدث عن مدينة مخا اليمنية وهي التي عبرها انتشر البن في كل ارجاء العالم ، واستغربت ان دولة اوربية مثل هولندا هي من اوائل الدول الأوربية التي وطنت شجرة البن وزرعتها لأغراض تجارية..!! قرأت قبل سنوات كتاب عن تاريخ القهوة في الشام ، وكان يتحدث عن ظهور البن في المجتمعات الشامية ، والجدل الديني حول حرمته وحله ، حيث قام بعض الفقهاء (قياسا) على الخمر بتحريم شرب البن..! في الولايات المتحدة الأمريكية ،ايام الحرب الأهلية ، ظهر في بوسطن حزب الشاي..وهذا جعل اهل امريكا يتجهون لشرب البن بدلا عن الشاي باعتبار ان حزب الشاي كان يعتبر حزبا غير وطنيا ..! في القرن الثامن عشر (تحديدا ما بين 1732-1735) قام مؤلف الموسيقى الألماني المشهور جون سبستيان باخ بتاليف عمل موسيقي من جنس الكنتاتا ، وكان يؤديه مع مجموعة موسيقية (فرقة الرفاق الموسيقية) في مقهى يسمى (زمرمان بيت البن) في مدينة لابيتي.. Leipzig في مقاطعة ساكسونيا ..! والبعض يصنف عمل باخ هذا بانه نوع من الأوبرا..وتدور قصته حول شابة كان والدها يناقشها في شرب البن ، يظهر انها كان تحب البن ، وكانت تقدم حججها بانها كرست حياتها للجبنة وهذا امر مفروق منه ولا يحتاج الى نقاش كثير..وهكذا..! في سنة 2015 (باشهر قليلة قبل تدشين اليوم العالمي للبن) وفي اخر سنة جمعتني برؤية الأحباب (نجمة الغفران وبدوي السافنا الأخير/الوالدة والوالد) جمعتنى المسامرة باصدقائنا اساتذة جامعة الدلنج ، ولكن استوقفتني احاديث صديقنا واستاذنا دكتور حسن فندامه (وهو من ابناء المنطقة ، ومن خلفية دراسات في الزراعة) ، وكنت قد سألت عن امكانية توطين زراعة الشاي والبن في السودان ، تحديدا جنوب كردفان .. ولقد ادهشتني افكار دكتور حسن فندامه التي تبدأ من ضرورة فهم سيكلوجيا الإنسان السوداني ، خصوصا انسان جنوب كردفان ، وابتعاده عن انتاج المحاصيل النقدية المهمة..وسبب حديثي ان السودانيين يستهلكون الشاي والبن بكميات كبيرة فلماذا لا تنتج محليا..! المهم دكتور فندامه شرح لي نظريته التي بدأ يعمل بها في المنطقة ، وهي محاولة اقناع اهل المنطقة للإتجاه للبستنة وانتاج الموالح ، ونجحت نظريته الى حد ما..اما البن فلقد شرح لي ان انتاج البن يحتاج صبر كبير ، وان شجرة البن تثمر بعد اربع الى خمس سنوات..وحصاد البن عملية شاقة ، ويصعب فيها الميكنة (لأن المنطقة جبلية ، طبعا طبيعة مزارع البن في المناطق السهلية المفتوحة هي التي وفرت للبرازيل فرصة ادخال الماكينات في انتاج البن ، تحديدا عمليات الحصاد)..! في ثقافاتنا السودانية ، البن ظاهر بصورة جلية للغاية ، طبعا في السنوات الأخيرة اصبح مشروب مدينة اكثر من كونه مشروب ريف..وظهرت بعض الأغنيات التي تتحدث عن الجبنة وشراب الجبنة .. وتوثيق ظاهرة مجالس البن ..الخ.. بالطبع اهلنا في الشرق (اركز على اهل الريف) ، مشروبهم الأول هو البن ، عكسا لأهلنا في ارياف غرب السودان ، لغاية تشاد ، النيجر ، الكاميرون ، مالي ، مروتانيا ، الصحراء الغربية ، ارياف المغرب ، الجزائر ، تونس ، ليبيا وصعيد مصر ، فهؤلاء مشروبهم الأول هو الشاي..! والشاي في غرب السودان ، مرتبط بظاهرة (البرمكة/مجالس الشاي) وهذه الظاهرة كانت حركة مقاومة اجتماعية ضد المستعمر في تلك المجتمعات ، ويصاحبها قول الشعر في الشاي ، وقواعد اتيكيت عالية للغاية ، وكانت تشكل ظاهرة ضبط اجتماعي وملتقى للشباب من الجنسين..! اما مجالس البن ، خصوصا في الثقافات السودانية ، فلقد ارتبطت عندي بظاهرة (اغاني البن) ولقد تحدثت عنها من قبل في هذا المنتدى ، ولكن استغربت لرأي أحد الأصدقاء والأقرباء من ضاحية بري في الخرطوم ، فلقد قال لي هذه ظاهرة عندنا (ناس البندر/الخرطوم) مرتبطة بظاهرة (بيوت احرار)..!!!!!!!..طبعا حكاية كونها تسمى (بيوت احرار) كان لي فيها رأي سياسي/ثقافي/اخلاقي كبير باعتبار ان اهل البندر في العاصمة كانوا يعانون تغييبا حضاريا وثقافيا ويتماهون مع المستعمر وعقلية المستعمر التي كانت تجعل من الأشياء الإيجابية اشياء مستهجنة ومرفوضة وخارجة عن الذوق العام..وتعمل على تدجين الرأي العام لما يخدم مصالحها (مصالح عقلية المستعمر)..وهذا يدعمه بعض المقولات مثل (انتا حاوي ولا بلنداوي ولا #################### قهاوي) ..أو (فوق القهوة ما جلاس..الخ)..لغاية (انا مالي بيشربوا بي الجبنة)..! وبالطبع الأمر ، امر الظواهر ، يمتد ، بصورة تكرس لثقافة الإستهلاك التجاري ، وربط شرب البن بالمحدقات من شاكلة (الفشار/الببكورن/الذرة الشامي المقلي..!!).. والأمر ، امر البن وثقافات شرب البن ، عندنا ليس سياسيا ، وانما هو ثقافيا ، ولكن السؤال: هل في شرق السودان توجد مجالس البن التي تشابه مجالس الشاي (ظاهرة البرامكة) الموجودة في ثقافات غرب السودان مثلا؟.. ملاحظات اخيرة: اذكر ايام الطفولة ، كسرت جبنة الوالدة ، وكانت مصنوعة من السراميك (الصيني)..ونلت علقة خفيفة وتوبيخ على هذه الفعلة الشنيعة ، واليوم حينما اتذكر هذه الواقعة والعالم يحتفل باليوم العالمي للبن ، استدعي صورة صناعة (الجبنة/الأداة المستخدمة في تحضير مشروب البن) وان حبوباتنا السودانيات كانت تصنع هذه الأداة من الفخار (الطين المحروق) ، واستغرب كيف انتبه اهل الصين (وهم اهل شاي اكثر من كونهم اهل بن) في صناعة نفس الأداة من السراميك (الصيني كما نقول في ثقافتنا الشائعة)..؟؟..وتطور الأمر الى ان صارت اداوات صناعة البن( كمشروب) تصنع من الصفيح..قلاية ، جبنة ، شغال/شرقرق..صينية..الخ!! في ايام الطفولة ، كنا نذكر ان العابنا، نحن الذكور، تتمحور حول الشجاعة والحرب والزراعة ، بينما كانت رفيقاتنا البنات ، تتمحور العابهن في صناعة الجبنة والفناجين من الطين ومحاولة وضعها بصورة انيقة..!! فياترى ماهي العاب بناتنا واولادنا الأطفال من جيل اليوم؟.. ايام الثورة ، مؤكد شباب كتير (بنات واولاد) كان بيعدل المزاج بفنجان بن..!! بن اكلموي ، يوصف بانه بن صغير في حجم الثمرة..والشطة الدنقابة برضك..! اما الزنجبيل ، فتلك حكايات اخرى..وهي تستدعي التوابل التي تستخدم في صناعة مشروب البن (حبحان ، ام غليلة ، زنجبيل ، عرق كمبو..الخ)..!
أخي وصديقي كبر ودي ومحبتي التعليق على الكم الهائل الذي سكبته يحتاج لوقت ويلزم التفرغ التام "جاييك" .... إلى ذلك الحين تحياتي ....
Post: #4 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Ahmed Yassin Date: 10-02-2019, 11:20 PM Parent: #3
تحية للفنانين الاتنين الفوق احدهما يقلي بنا والاخر ..يملأ راسنا كيفا ومتعة وكما ولهما....ما غنى كابلي وهي قصيدة لابي الطيب المتنبي او داليته الشهيرة ولكن لسبب ما اخفى الكابلي هذين البيتين ولم يغنيهما ...
كُلُّ شيئٍ من الدماءِ حرامٌٌ ***شُرْبُُهُ ما خلا ابنةُ العنقودِ فاسقنيها فدىً لِعَيْنيك نفسي*** من غزالٍ وطارفٍ وتليدِ وفي لمة هذين الاثنين قدور وكبر ..نرتشف عبق ريحة قهوة محجوب شريف والفنجرية تقوم ..تقهوج الحجاج . طق طرق يابن .. القهوة كيف و مزاج . طق طرق يابن .. خلى النعدل الراس ..ونحصل الترماى
Post: #5 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Ahmed Yassin Date: 10-03-2019, 04:41 AM Parent: #4
الحبيب بابكر قدور قال..القهوة من اسماء الخمر..ودا صحيح والدليل المفتي فتح الله قال: عَلَيكَ بِالقَهوَةِ السّوداءِ تَشرَبُها.........وَدَع لِرَشفِ الطّلى مَولودَة العِنَبِ كَم غابَ عَن عَقلِهِ بِالخَمرِ شارِبُها......وَشارِبُ القَهوَةِ السّوداءِ لَم يَغِبِ ولكن الشريف الهندي عدل مزاج السودانيين وخاصة اهل الشرق لما فبهم فراسة وكيف محبب وجو خاص للجبنة وما حنقول القهوة....قال: قم واسقني قهوة بنية ... شارفت بنت المدام وشنف لي الفناجينا تدعو لما فيه النجاة ... ولو تدعو لما فيه الفنا جينا والله لو أن ألفا يشربون لها قصد النجاة ... رأيت الألف ناجينا
Post: #6 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-03-2019, 11:45 AM Parent: #5
Quote: تأريخ البن واصوله مرتبط باثيوبيا ، وحسب الأسطورة الأثيوبية (تحت تحت السودانية كما ازعم) يرجع الى القرن التاسع ، حيث تم اكتشافه بواسطة احد رعاة الضان وكان اسمه خالد..ولكن معظم العالم يتحدث عن مدينة مخا اليمنية وهي التي عبرها انتشر البن في كل ارجاء العالم ، واستغربت ان دولة اوربية مثل هولندا هي من اوائل الدول الأوربية التي وطنت شجرة البن وزرعتها لأغراض تجارية..!!
كبر أيها الصديق لك الود والتحايا الطيبات لا شك في الرواية التي تقول أن أصل البن هو إثيوبيا وهي رواية راعي الأغنام الذي كان يحمل معه مزماراً يعزفه في نهاية اليوم لتجميع قطيع الأغنام .. ويقال إسمه "خالد" طبعاً بعد نقل الإسم من اللغة الإثيوبية وكتابته بالحرف الإنجليزي وتطويع الحرف الأول وكتابته (KH) ثم ترجمته إلى اللغة العربية ليعطى الحرف "خ" ولذلك صار "خالد" وأعتقد جازماً أن الإسم الصحيح هو "كالدى" فالحرف الأول يشبه الكاف ولكن نطقه في أصله بين الكاف والقاف والدال فيه إمالة تشبه إمالة "ai" وعلى كل ففي يوم اكتشاف البن عزف كالدى مزماره ولم تستجب بعض الأغنام ولم تشكل حضوراً فلما استجلى أمرها وجدها أنها تمرح وتقفز هنا وهناك في نشاط تام بعد أن وجد أنها أكلت من كرز أحمر اللون وهو عبارة عن ثمرات البن فجمع بعضه وأخبر الناس الذين أخذوه لرجال الدين فوضعوه على النار وشربوه فاكتشفوا أنه يمنح الإنسان معونة وطاقة تعينه على العبادة فشربوه في إثيوبيا الحالية ويقال أن ذلك الأمر قد حدث في أدغال الأورومو. وأما قصة إنتقال القهوة من إثيوبيا إلى بلاد العرب فقد بدأ إنتقالها إلى اليمن على يد جمال الدين بن سعيد المعروف بالذبحاني وكان مسؤولاً عن تصحيح الفتاوى بمدينة عدن اليمنية ففي رحلة عمل زار شواطئ إثيوبيا وأقام هناك فترة فوجد شرابهم القهوة فشربها معهم وأخذها إلى عدن ووجد فيها من الخواص أنها تذهب النعاس والكسل وتورث البدن خفة ونشاطاً. فلما سلك طريق التصوف صار هو وغيره من الصوفية بعدن يستعينون بشربها. كان ظهورها وانتشارها على يد جمال الدين بن سعيد المعروف بالذبحاني. وكان متولياً لوظيفة تصحيح الفتاوى بعدن. وسبب إظهاره لها أنه كان عرض له أمر اقتضى الخروج من عدن إلى بر العجم فأقام به مدة فوجد أهله يستعملون القهوة ولم يعلم لها خاصية. ثم عرض له لما رجع إلى عدن مرض فتذكرها فشربها فنفعته فيه. ووجد فيها من الخواص أنها تذهب النعاس والكسل وتورث البدن خفة ونشاطاً. فلما سلك طريق التصوف صار هو وغيره من الصوفية بعدن يستعينون بشربها ثم تتابع الناس بعد ذلك على شربها للاستعانة بها على مطالعة العلم وغير ذلك من الحرف والصناعات. ثم يقال بعد ذلك أنها انتقلت تدريجياً إلى مصر ثم منها إلى بلاد الشام حتى وصلت إلى استانبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك. أما انتقالها لأوروبا فقد قرأتها قديماً في أحد كتب الأدب العربي وهي تقول أن التجار العرب كانوا يغلون البن في النار ثم يبيعونه للأوربيين خوفاً من أن يزرعه الأوربيون إلى أن تمكن سفير ألمانيا لدي اليمن بمعاونة أحد التجار من الحصول على البن غير المغلي وحمله إلى أوربا عبر ميناء المخا باليمن التي كان يصدر منها البن لكل أنحاء العالم والمخا اليمنية لذلك كانت وراء تسمية "الموكا" الإيطالية. وللحديث بقية ياصديقي ....
هناك قصة لطيفة حول إكتشاف البن .. ففي رواية العماد الحنبلي يقول أن البن والقهوة كانت معروفة منذ عهد سيدنا سليمان الذي كان معروفاً عنه أنه يركب البساط ليسافر به إلى الأماكن البعيدة فنزل يوماً على مدينة لم يخرج أهلها لاستقباله فأرسل إليهم وزيره وهو رئيس الجن "الدمرياط" فرأى أهل تلك المدينة يبكون فسألهم عن سبب البكاء فقالوا له نزل بنا نبي الله وملك الأرض ولم نستقبله فسألهم عن المانع فقالوا له بنا مرض خطير ومعدي .. فأخبر سليمان بذلك فدعا سليمان "آصف بن برخيا" (وهو المذكور في القرآن أنه لديه علم من الكتاب وأتي بعرش بلقيس إلى سليمان قبل أن يرتد إليه طرفه) وطلب من آصف أن يدعو لهم الله بالإسم الأعظم الذي لديه فدعا ونزل عليه جبريل وأمره أن يجمع حبات البن من اليمن ويحرقها ثم يصنعها شراباً فيسقيهم منه. ومنذ ذلك الوقت عرفت القهوة ولكنها نسيت عبر القرون .... وواضح ياصديقي من هذه القصة أن العماد الحنبلي ممن يزعمون أن اصل القهوة هو اليمن من نسج القصة مستخدماً الملك سليمان وآصف بن برخيا وبلقيس والجن وعلاقتهم باليمن من خلال القرآن.
Post: #9 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-05-2019, 10:07 AM Parent: #8
Quote: قرأت قبل سنوات كتاب عن تاريخ القهوة في الشام ، وكان يتحدث عن ظهور البن في المجتمعات الشامية ، والجدل الديني حول حرمته وحله ، حيث قام بعض الفقهاء (قياسا) على الخمر بتحريم شرب البن..!
أخي كبر يبدو أن علماء السلطان ظلوا يمارسون الدجل عبر كل العهود .... فحكاية تحريم البن لا تخلو من الغرابة .... عين السلطان العثماني في العام 1511م خابر بك ناظراً على الحسبة في مكة المكرمة وفي يوم كان فيه ماراً برفقة وفده من أمام الكعبة فوجد مجموعة من الناس يحتفلون بالمولد النبوي الشريف وهم في حالة "قعدة" وكؤوس صغيرة تدور بينهم فسأل وفده عما يفعله هؤلاء الناس فردوا عليه أنهم يشربون مشروباً ظهر جديداً يسمى القهوة يصنعونه من بذرة تسمى "البن" ويبيعونه في حانات تشبه حانات الخمر ويمارسون معه مايتنافى مع الشريعة فطلب منهم البحث في الكتاب والسنة وإيجاد فتوى تحرمها ففعلوا ذلك فأصدر السلطان العثماني "الغوري" بعد رفع الأمر إليه من مكة فرماناً جاء فيه (أما القهوة فقد بلغنا أن أناساً يشربونها على هيئة شرب الخمر ويخلطون فيها المسكر ويغنون عليها بالآلة ويرقصون ويتمايلون ومعلوم أن ماء زمزم إذا شرب على هذه الحالة كان حراماً فليمنع شرابها من التظاهر بشربها والدوران بها في الأسواق) تخيل أن يكون هذا هو نهج علماء السلطان منذ قديم الزمان .. والأغرب من ذلك أن عقوبة شرب القهوة كانت السجن في المرة الأولى وعند العود أي أكثر من مرة كانت عقوبتها الإعدام وكان يتم بوضع المحكوم عليه في جوال ويربط خشم الجوال ويلقى به في الدردنيل .. وهذه من العقوبات التي ظلت على مر التاريخ خادشة لسماحة الإسلام. ولعل إرتباط القهوة بالخمر وتحريمها على هذا الوجه كان وراء عدم إنتشارها في غرب السودان وانتشار مملكة الشاي بصورة أقرب للخيال "البرامكة" لأن طبيعة إنسان الغرب هي التدين والتمسك بتعاليم الدين منذ أقدم عصور التاريخ كما تعلم ولا يرتبط ذلك بظهور الإسلام.
Post: #10 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: معاوية المدير Date: 10-05-2019, 11:15 AM Parent: #9
سلآم قدور وضيوفه الكرآم . سكنابكم سمح بالحيل مع بِكرِي ؤ تنّآي ؤ تمرات يعدل المزآج، كِدي هاكم جبنة عاشآ بِت أحمد دي، وكان الختوة أنعدلت بجيم صآد .
Quote: جبنة خالتي عآشآ بت أحمد...
منتصف النهار, الصمت يلف المكان حتى لكأنك تسمع ضجيجه يأتيك من جميع أنحاء الباوقة, فأشجار النخيل ساهمة, والقماري مسترخية فوقها, والأغنام متفيئة ظلآلها تقصع جرتها من حين إلى آخر. بداء يشق هذا الصمت صوت فندك بت أحمد وقد بدأت في دق البن الذي ما زال بعض منه في القلاية فوق النار... بدأت بت أحمد جالسة فوق البنبر وقد تدلت محفضتها حتى لآمست الأرض, وأمامها المنقد, وعلى يمينها صفيحة ماء, وبجانبها الهبابة والشرغرغ على الأرض بجانب الصينية التي حوت الفناجين تتوسطهن القداية بألوانها الزآهية, وصحن ينضح بعجوة ود لقاي مع عروق جنزبيل. توقفت بت أحمد عن دق البن ليعود الصمت يلف المكان مرةً أخرى, وبدأت تحرك القلاية فوق النار, في هذه اللحظة طارت قمريّة مصفقة جناحيها في الهواء ثمّ أستقرت على صبيطة تمر قوقت لفترة من الزمن وصمتت. عاد الهدوء يعم المكان مرةً أخرى لتقطعه بت أحمد وقد بدات تحكي عن زمن جميل مضى وهي توزع لنا فناجين الجبنة. قطع حكي بت أحمد, صوت حمارة في الخارج, واتى صوت ود اللحمرمخترقاً الصمت: سلآم يا بت أحمد. كيف قيلتو؟. بت أحمد: مرحب حبابك ود اللحمر. أدخل أشرب لك فنجان جبنة. ود اللحمر: لا لا كتّر خيرك. سادر على الحواشات. ثم تواصل بت أحمد الحكي وقلي البن وقد بدات حبيبات العرق تسيل في مجاري شلوخها وهي تحكي وتبتسم بين الفينة والأُخرى, وتصب لنا الجبنة نحتسيها فيمازج طعمها حكاوي بت أحمد الجميلة لتصبح عابقة في مكنون ذاكرتنا دوماً تذكرنا بت أحمد بعد أن رحلت مع السمحين... الآ رحم الله خالتي عآشا كما يحلو لأهلنا نطق الإسم على هذا النحو, ورحم جميع من رحل من أهلنا الطيبين. خواطر محزونة.
Quote: والفنجرية تقوم ..تقهوج الحجاج . طق طرق يابن .. القهوة كيف و مزاج . طق طرق يابن .. خلى النعدل الراس ..ونحصل الترماى
الصديق الحبيب الفنان أحمد يس لك محبتي إبتداءً يلحقها الود والتحايا الطيبات وأنت تشرف "القعدة" ببهاء كلمات شاعرنا محجوب شريف التي استوقفتني طويلاً التي تناسب المقام تماماً مما يشير إلى قدراتك ذوقك الفني الرفيع باختيار هذه الجزئية من القصيدة وليس عبثاً أن تكون قد أحسست فعلاً بالإيقاع الذي حاول محجوب شريف نقله ووصفه بالكلمات التي تقصر في هذا المقام ولكن يكملها إحساس بها مثل إحساسك بها ياصديقي .. وأقصد من ذلك "طق طرق يابن" .. فجزء كبير من طقوس "الجبنة" السودانية يظهر فيه الإيقاع جلياً وهو ماعبر عنه محجوب شريف .. فمن المعروف أن الجبنة تبدأ بقلي البن في النار ثم طحنه يدوياً فيما يعرف بـ "الهون أو الهاون" في الثقافة العربية ويرجع البروفسور عون الشريف كلمة فندك إلى أنها كلمة بجاوية أو نوبية فهي متداولة في اللغتين .. ومن عملية طحن البن في الفنك والدق عليه بيد الفندك ظهر الإيقاع الذي يجهل الكثير منا معانيه التي كادت أن تندثر لو لم تكن قد إندثرت بالفعل. فالضرب على الفندك له نغمات متعددة في إيقاعها تتكون من ضربتين في الأساس .. ضربة فوق البن في قلب الفندك تليها مباشرة ضربة على جانب الفندك فتشكلان نغمتين مختلفتين .. من هذه الضربات الأساسية تتكون نغمات إيقاع القهوة أو البن فعلى سبيل المثال النغمة المكونة من ضربة واحدة في قلب الفندك ومن ضربتين على جنباته تعني أن هذه الجبنة يتم إعدادها لشخص واحد .. فإن كنت ماراً على جانب الطريق وسمعت هذا الإيقاع فمعناها أنها قهوة نفر واحد .. وإن كانت النغمة مكونة من ضربتين في قلب الفنك وضربة واحد في جنبته أو العكس فإن ذلك يعني قهوة نفرين .. وهكذا تصير الأمور .. ومن هنا أعتقد أن هذا هو المعنى الذي قصد إيصاله شاعرنا القدير محمجوب شريف والذي اقتبسه وشرف به البوست فناننا القدير أحمد يس .. لكما شكري ومحبتي .... الثقافة العربية ونعرفه نحن بـ"الفندك"
Post: #12 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Ahmed Yassin Date: 10-05-2019, 12:58 PM Parent: #11
الله .. على طريقة كرومة ود مستورة بت عرضو ...يا بابكر ود قدور كلامك ..جعل فنجان الجبنة ( يدلق ) ودا طبعا ( فأل خير ) البوست فعلا يروق ويعدل المزاج.. من تدخل ورائحة البن وقليه تملأ المكان و..بى شمالو فنجان جبنة بى شمالو . يسوى الدنيا بى ( هالو) دا في ثقافتنا السودانية .. العريقة السحقية العميقة. محمود درويش ادعى انه يعرف قهوته وقهوة امه وقهوة اصدقائه فلا مذاق موحد للقهوة لكن لو جينا لى نزار قباني قال: جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب.. ودا معروف في اجزاء كتيرة من الدنيا ان فنجان القهوة مرتبط ب ( قراءة المستقبل) او الطالع او البخت و التنجيم الخاث ب ( العرافات ) او حتى الخرافات من خلال الفنجان المقلوب
Post: #13 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: صلاح أبو زيد Date: 10-05-2019, 02:35 PM Parent: #12
سلام خاص للصديق قدور بعد انقطاع
القهوة دي يا قدور لازم تكون علامة مسجلة لينا و لي الاثيوبيين، الطقس البصاحبها من بداية القعدة حول الكانون و دخان القلاية و البخور و كانه ممارسة دينية منسية خاصة قهوة الصباح، لي صديق زمن بعيد كنا نرتاد قهوة ميدان ابو جنزير ، ابو جنزير التمانينات ، لاحظ انو جلسة القهوة دايما بتتحول لونسة دقاقة خاصة جلسة القهوة "المحضورة"، هذا الصديق بيعتبر انو تاريخ الونسة الدقاقة جاي من ممارسة "تلاوة صلاة صباح ما" ، الطريقة و بتفاصيلها المرتبة ما بتلقاها الا عندنا و عند الاثيوبيين، و في زمنا نحن الجيل القديم كان كانون قهوة الصباح عبارة عن اجتماع ودي اسري خاص ، الجلسة الصباحية دي ما قضى عليها الا اتساع دايرة شراب شاي اللبن و التشبه بالفرنجة.
Post: #14 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-07-2019, 07:03 AM Parent: #13
Quote: واصل يا بابكر وانا من رواد الجبنة بمزاج وبحبهان .
أخي علاء سيدأحمد لك الود والتحايا الطيبات وحبابك ألف .... وحضورك شرف البوست والبنبر جاهز وما عليك إلا التفضل بالقعاد وحصانك جراي ماسبقناك في الجبنة وحصلت البكري .. وكما تعلم وباعتبارك أحد الرواد أن القهوة السودانية "الجبنة" تعد على أربعة مراحل يكون أولها البكري يليه "التِنِيْ" بمعنى الثاني يليه التالت ثم أخيراً الفنجان الذي يسمى "البركة" .... فلا تبتعد يا أخي الحبيب وكن معنا حتى نرتشف "البركة" كلنا معاً .... أما ياصديقي تفضيلك الحبهان مع الجبنة فهذا أمر حداثة في تطور القهوة السودانية .. ففي البدايات كانت الجبنة تنكه بالـ "كمبا" فقط وهو نبات كان يزرع بغرب السودان ونكهته جميلة جداً وهو ماتغنى به الفنان خليل اسماعيل في أغنيته الخالدة (يوم بيوم نبيع الكمبا) بعد أن قدمها الراحل إسماعيل عبدالمعين .. ثم في مرحلة لاحقة تخلى الناس عن نكهة الكمبا وهجروها ليحل محلها الزنجبيل الذي مازال مستمراً ولكن وبفعل تطور المرأة السودانية "المتعلمة" أصبحت إضافة الحبهان "الهيل" نكهة مضافة للجنزبيل .... بل أن هناك خلطة من الحبهان والقرنفل وقليل جداً من الغرنجال "الخولنجال" تضيفها "البنات" إشارة للمرأة الحديثة, تضيفها للجبنة .... لك ودي علاء ....
Post: #15 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Abdullah Idrees Date: 10-07-2019, 07:41 AM Parent: #14
استراحة بن - نسخة اصلية
نسخة حديثة ويا ريت لو زول يورينا الاغنية دي بتقول شنو يا بابكر ، حاجة جميلة جدا هذا مع اتفاقي مع الرواية الاثيوبية ، الحاجة لما يكون عندها طقوس وقوانين مرعية دايما بتكتسب صفة الاصالة الطقوس ذاتا بتاخد زمن طويل جدا في فترة "الاختمار" وبعد داك الانتشار ثم الاعتراف الكامل بها من قبل المجتمع وبالتالي ممارستها وتطويرها عبر الزمن.
Post: #16 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: عمر السلمة Date: 10-07-2019, 08:39 AM Parent: #1
معليش يا جماعة بوست جميييل جدا لكن قلنا نطعموا ليكم بحاجة شبابية نجاة غرزة
Post: #17 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: محمد عبد الله الحسين Date: 10-07-2019, 10:15 AM Parent: #16
بابكر قدور الزول الظري الوريف
معقول قهوتك دي نحن نفوتها؟ ريحة البن جابتنا من بعيد و في ضيافة اهلنا الحبش نضر الله وجههم
بوست طاااعم متابعين رشفة رشفة
Post: #18 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: علي عبدالوهاب عثمان Date: 10-07-2019, 10:21 AM Parent: #17
الحبيب الاديب بابكر قدور .. يا سلام بوست رائع اثراء تراثي جميل جذبت كل الاقلام الجميلة في المنبر شكراً كثير الحبيب بابكر ..
واصلوا هذا الجمل
متابعين ..
Post: #19 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-07-2019, 11:20 AM Parent: #18
Quote: سكنابكم سمح بالحيل مع بِكرِي ؤ تنّآي ؤ تمرات يعدل المزآج، كِدي هاكم جبنة عاشآ بِت أحمد دي، وكان الختوة أنعدلت بجيم صآد .
حبابك ألف ود المدير .... وجيداً جيتا .... وأولاً بالتبادي كان ماجيت صاد يادوبك أنا زعلت منك .... والله صحي .... وتاني ياسيدي قهوة خالتي "عاشا" عليها رحمة الله كان بي عجوة ود لقاي دي بكلام البندر رفاهية مابعدها رفاهية .... وحاة سيدي أهلنا العرب ديل الواحد قبال يبرك الجمل يدنقر ويسأل سيد الدكان (إيها .. بن إيفي؟ شِكْوَرْ إيفي؟ تمر إيفي؟) ثم يحصل على الإجابة (آوو .. إيفي) حتى بعد داك ينيخ الجمل وعارف ياود المدير البلح ده شن نفرو؟ البلح "جاو" والله صحي .... قهوتنا بالبلح الجاو عشان كدي قلت ليك ود لقاي ده رفاهية .... لكن ياود المدير عدلك الجاب خالتي عاشا سمح بالحيل .... ذكرني قهوة خالتي أم الحسن بت مصطفى الله يرحمها.... بالله تشرب فنجان تحس بيه في بطن كرعيك .. أبقى صاد يازول .... حبابك تاني وتالت ورابع ....
Quote: القهوة دي يا قدور لازم تكون علامة مسجلة لينا و لي الاثيوبيين، الطقس البصاحبها من بداية القعدة حول الكانون و دخان القلاية و البخور و كانه ممارسة دينية منسية خاصة قهوة الصباح
أخي وصديقي العزيز صلاح أبوزيد لك الود والتحايا الطيبات والله فاقدنك فترة طويلة إزداد فيها الشوق .... وفعلاً ياصديقي القهوة مفروض تكون علامة مسجلة بينا والإثيوبيين للتشابه الكبير والكبير جداً بيننا في تشابه الطقوس .... تخيل أن يكون البن قد وصل من إثيوبيا لليمن كأول دولة وعلى الرغم من ذلك تجد إختلافاً جوهرياً في الطقوس وفي شكل القهوة نفسها .... فالقهوة العربية السائدة في كل الجزيرة العربية تختلف تماماً عن القهوة السوداء السائدة في كل من إثيوبيا والسودان .... فضلاً عن أن الإعداد منذ تحميص البن في النار إلى طحنه في الفندك والجلوس على البنبر بالمناسبة في إثيوبيا أيضاً إسمه البنبر .... إلى إعداد البن في الشرقرق أو الشرغرغ ,, وصبه في الجبنة .... جبنة الطين أم ليفة .. والفناجين .... كل ذلك متشابه بيننا وأما الطقس الديني الذي يشكل حضوراً قوياً من ديانة قديمة منسية فهو البخور لا شك وأيضاً هو عادة مشتركة بيننا والإثيوبيين حتى في المادة التي تحرق فهي بخور "الجاولي" فقد حق قولك ياصديقي في أن القهوة يجب أن تسجل بيننا .... الإثيوبينن والسودانيين .... كن قريباً فالبوست فيه الكثير القادم .... ودي ومحبتي صلاح أبوزيد .....
Quote: الحاجة لما يكون عندها طقوس وقوانين مرعية دايما بتكتسب صفة الاصالة الطقوس ذاتا بتاخد زمن طويل جدا في فترة "الاختمار" وبعد داك الانتشار ثم الاعتراف الكامل بها من قبل المجتمع وبالتالي ممارستها وتطويرها عبر الزمن.
مرحبابك أخي عبدالله إدريس وأنت تشكل حضوراً بهياً وفي معيتك من عذب أنغام إثيوبيا لتزداد قعدة البن متعة بأنغام هيروت بيكيلي الطروبة التي أعتقد أن لها صلة بالمطربة القديرة التي كانت تتربع على عرش الفن "بيزونيش بيكيلي" التي يقال في إحدى الروايات التي لا أجزم بصحتها أنها والدة الفنان الكبير تيدي آفرو .... والشبه بينهما كبير في الشكل وفي الصوت ثم نفس الأغنية بصوت داويت تسيقي الأكثر وضوحاً وبالمناسبة من الصعب جداً سماع الأغنية الأمهرية وإدراك كلماتها حتى بالنسبة للأمهرا أنفسهم ولكن نطق داويت تسيقي أكثر وضوحاً من صوت هيروت بيكيلي وهذا موضوع يحتاج إلى غوص في أعماقه لإدراكه. أما ماذا تعني الكلمات فلا أدري بالضبط ولكني إلتقطت كلمة "مودد" باللغة الأمهرية التي تعني المودة ومخاطبة أنجي وهي أنت للمؤنث وأنت للمذكر والقليل جداً من الكلمات مما يجعلني أعتقد أنها تتحدث عن حب في الأعماق . أما حديثك عن الطقوس في المقتبس أعلاه فإنني أتفق معك مائة بالمائة فيه وقد إقبسته نقلاً وحفظاً في مستنداتي لاستخدامه عند اللزوم مع حفظ حقك كاملاً فيه .... تقبل ودي ومحبتي وتحياتي .........
أخي عمر السلمة لك الود والتحايا الطيبات ولك ترحيب حار بمشاركتك بأغنية الجبنة حبشية فهي في موضوعها تدخل في صميم البوست .. ولكن استرعاني فيها الإخراج فقد أبدع الرجل في أختيار أجزاء من مختلف الرقصات في إثيوبيا فبدأها في لمحة مما أظن ها من رقص أسكستا الأمهرا أعقبها بجزء من رقص الولايتا ثم أعقبها برقص الإسكستا وولو .. والفرق بين رقصة الاسكستا ولو وأمهرا أن الأمهرا يرقصونها بالصدر أما الولو فيرقصونها بالأكتاف ثم أعقبها بمقتطف من رقصة اسكستا قندر ثم مقتطف من رقص الأورومو المميز ثم رقصة القراقي التي تمتاز بالرشاقة وببهاء الألوان في اللبس ثم أخيراً رقصة الولايتا الأكثر رشاقة من بين الرقصات الإثيوبية .... كما لفت انتباهي أيضاً أن في هذا اللحن جملاً موسيقية مأخوذة من لحن أغنية إثيوبية مع وحدة الإيقاع وهذا مايلزم تقديم فتوى وتحليل من الأخ أحمد يس بعد عرض كافة التفاصيل عليه .... لك عظيم شكري وامتناني على هذه المداخلة الثرة .... كن قريباً وتقبل محبتي ومودتي ....
Post: #23 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: هاشم احمد ادم Date: 10-07-2019, 08:05 PM Parent: #21
موضوع جميل اثار اشجانا فى دواخل الذات لكونه مشروع حلم لماجستير فى الفلكلور تحت عنوان ( القهوة عند البجا )، وما زال فى القلب شى من حتى . المهم من ضمن ما جمعت من معلومات ورقة علمية تتحدث عن "السكناب عند البجا " والتى تؤكد فى رأى ان السكناب المحور الأهم فى عملية شراب القهوة : إدناة ملخص ورقة علمية كتبها بروفسور بريطاني متخصص فى " علم الاجتماع " نشرها فى 1988 تحت عنوان : "Sakanab" Greetings and information among the Beja people ". المهم مرفق معها ترجمة من شخصى الضعيف بمساعدة " الانترنت " ، الأحيان يرودانى الخاطر ان نظام " السكناب " هو اول نظام " معلوماتي "قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة ( تلغراف ، تلفون ، راديو ....والمحمول .... و ... وما يخفيه المستقبل .)
Quote:
"Sakanab" Greetings and information among the Beja people . by Professor John Morton, Natural Resources Institute, University of Greenwich The article describes the ritual greetings Beja of the Red Sea Hills in Sudan. He suggested that the transmission of economically useful information could be a more important function of greetings in various societies that would have previously thought. The Beja are a people of shepherds, but the groups described are not overly mobile, tending to remain on the territory of lineage until they learn that there are rains, which are not only rare but also highly unpredictable and often highly localized. These news are transmitted during greetings are particularly prominent a feature of the lives of Beja, which typically take place when the shepherds will buy in small shopping centers. Greetings are based on a rapid alternation of short rhetorical questions and subsequent requests for new data or news. Greetings and news are not considered as two separate things, but intertwined in the ceremony and terminologically identified. The result is a new transmission remarkably fast, reliable and open a 'generalized reciprocity'* information. Greetings are first lieu regarded as a dramatic representation of the predominant features of society and culture Beja: the Muslim religion, the obligations of hospitality, the rhythms of the Beja language itself and common difficulties shepherds in an insecure environment. Invoking these themes, Beja remember their mutual obligations to help each other to survive.
( السكناب ) التحايا والمعلومات بين البجا
توضح هذه المقالة طقوس التحايا بين البجا "تلال البحر الأحمر" في السودان. وقترح وجهة نظر ، الى أن نقل المعلومات المفيدة اقتصاديا ذات أهمية وظيفية ومحورية فى طقوس التحايا بينهم ، عكس ماكان يظن سابقا في عدد من المجتمعات المشابة . والبجا هم شعب من الرعاة، ولكن هذا الوصف لا يجعلهم من المتنقلين بشكل واسع ، ويميلون إلى البقاء في منطقة الموطن المنسوبة لهم ، حتى يعلمون أن هناك أمطار ، والتى هي ليست نادرة فحسب، بل أيضا لا يمكن التنبؤ بها فى معظم الأحيان وغالبا ما تكون تتركز فى مناطق محددة . وانتقال هذه الأخبار خلال التحيات هي سمة بارزة بشكل خاص فى حياة البجا ، وهى تتداول عند تسوق الرعاة في مراكز التسوق الصغيرة. وتستند هذا التحيات على التناوب السريع فى شكل أسئلة بلاغية قصيرة وطلبات لاحقة لمعلومات جديدة أو اخبار ، ولا تعتبر التحايا والأخبار شيئين منفصلين، ولكن تتشابك في طقوسية و مصطلحات محددة . والنتيجة هي انتقال سريع ملحوظ وموثوقة فى إطار تبادل معلومات مفتوح يقوم على مبدأ "المعاملة بالمثل المعمم"*. التحيات يمكن اعتبارها أولى السمات المسيطرة التى تعكس وتمثيل السمات الغالبة للمجتمع والثقافة البجاوية بجانب الدين الإسلامي ، واجبات الضيافة ، ايقاعات اللغة البجاوية ، وصعوبات الحياة الراعويه فى بيئة غير مستقره ، وباستدعاء هذا الأبعاد تشكل وعى البجا حول الالتزامات المتبادلة لمساعدة بعضهم البعض من اجل البقاء.
———————- وهذا كتاب اعتبرة كمرجع لتاريخ " القهوة " وبالذات فى الامريكاتين واروبا ، وهو يعكس الأبعاد التاريخيةوالسياسة والاقتصادية لهذ ا المشروب وهو up to date
Uncommon Grounds: The History of Coffee and How It Transformed Our World Mark Pendergrast Publication date: July 9, 2019 Uncommon Grounds tells the story of coffee from its discovery on a hill in ancient Abyssinia to the advent of Starbucks. Mark Pendergrast reviews the dramatic changes in coffee culture over the past decade, from the disastrous "Coffee Crisis" that caused global prices to plummet to the rise of the Fair Trade movement and the "third-wave" of quality-obsessed coffee connoisseurs. As the scope of coffee culture continues to expand, Uncommon Grounds remains more than ever a brilliantly entertaining guide to the currents of one of the world's favorite beverages.
Post: #24 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Kabar Date: 10-08-2019, 01:06 AM Parent: #23
كتب بابكر قدور:
Quote: ومن عملية طحن البن في الفنك والدق عليه بيد الفندك ظهر الإيقاع الذي يجهل الكثير منا معانيه التي كادت أن تندثر لو لم تكن قد إندثرت بالفعل. فالضرب على الفندك له نغمات متعددة في إيقاعها تتكون من ضربتين في الأساس .. ضربة فوق البن في قلب الفندك تليها مباشرة ضربة على جانب الفندك فتشكلان نغمتين مختلفتين .. من هذه الضربات الأساسية تتكون نغمات إيقاع القهوة أو البن فعلى سبيل المثال النغمة المكونة من ضربة واحدة في قلب الفندك ومن ضربتين على جنباته تعني أن هذه الجبنة يتم إعدادها لشخص واحد .. فإن كنت ماراً على جانب الطريق وسمعت هذا الإيقاع فمعناها أنها قهوة نفر واحد .. وإن كانت النغمة مكونة من ضربتين في قلب الفنك وضربة واحد في جنبته أو العكس فإن ذلك يعني قهوة نفرين .. وهكذا تصير الأمور
بابكر..حبابك يا صديقي.. وحباب الأصدقاء الحضور هنا.. كتر خيرك على هذا التوضيح.. اول مرة اعرف معاني هذى الإيقاعات الجميلة ، وعذري اني من البداية قلت (لست بنـّاني)..وعندنا في ثقافات اهلنا..الإيقاعات المختلفة تظهر في استخدامات النقارة المتنوعة..مثل ضرب عودة الضائع ، او ضرب كل قبيلة او خشم بيت لإرشاد التائهين ..يعنى مثلا اذا البهائك ضاعت..والناس مرقت تبحث عنها ، واثناء البحث قامت البهائم عادت الى الفريق..فهنا تضرب النقارة (جن/عادن) وكل من يسمع هذا الإيقاع على مسافات بعيدة يعرف ان البهائم رجعت وبالتالي عليها ان يتوقف عن البحث..وهكذا..وهي حكاوي كثيرة نتركه لمجال اخر..!
اما ايقاعات البن..!
اذكر احد اعمامي ، كان في السعودية لسنين عددا ، ومن قبل السعودية كان في السكة حديد..وقتها كان عازف للجيتار ، هذا العم ، لديه طرائف عديدة ، ومرة قال لي: ارح معاي..وكنا في الخرطوم ، لمن جينا جنب حدائق قاعة الصداقة (ونحن عانين امدرمان) قال لي ننزل هنا..اها نزلنا (طبعا العم سلطة ، مع انو عمنا زول حبوب وظريف شديد..اظرف مسيري قابلني في حياتي..!!) ..وكل ما شوية يلاقينا سرب بنات..ازيك يا استاذ..كيفك يا استاذ..وهكذا..لمن انا ذاتي اتعقدت..قطعنا الكبري بتاع النيل الأبيض..قدام قصر الشباب والأطفال ، عمك ضحك حتى بانت نواجذه..وقال لي: عارف البنات ديل بيسلمني علي لي شنو؟ قلت ليهو: عشان وجيه ولابس ليك بدلة وشرامي قديم..!! ضحك وقال لي: طبعا في ناس كتيرة بتشبهني بعبد القادر سالم..!! عمي هذا ، في واحدة من اجازاته ، واسرته تقيم بمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان ، قام مشى مخصوص لمنطقة حوازمة تقع شمال غرب مدينة الدلنج ، وهي منطقة الفرشاية (التي قدم منها ومن ضواحيها اخونا دكتور ابكر ادم اسماعيل) ، وهناك قام عمي (اسمو اسماعين بدوي)..بجمع مجموعة من اغاني البن..وحرص ان يسجل لحكامة مشهورة في تلك النواحي وهي الحكامة الشبايّة..!
وبالطبع كنا نظنها هيافة ما بعدها هيافة..ولكن الشاهد كثير من مغامرات تسجيلات عمنا اسماعين بدوي تلك ، كانت معين لإذاعة كردفان وكانت تبثها بين الفينة والأخرى وتخلق حولها حوارات ثقافية راقية (ايام كانت اذاعة كردفان بالأبيض حية شوية..!!).. وحينما سمعت بعض تلك التسجيلات..اخذت افكر كثيرا في البحث عن (اغاني البن)..وكتبت عنها في هذا المنبر قبل سنوات..! المادة التي ساعدتني في الكتابة عن اغاني البن ، هي فيديو تلقائي في جلسة خاصة..تم تسجيله في مدينة كادقلي ، لأهلنا الشوابنة..ولكن فيه معاني كثيرة للغاية..ولقد ناشدت كذا مرة ان تذهب وزارة الثقافة السودانية (القومية والإقليمية) الى مدينة كادقلي وتبحث عن السيدات (عماتنا وخالاتنا) ممن انجزن هذا الفيديو..او بالعدم نفس المجموعة الأثنية فهي لازالت محتفظة بثقافة اغاني البن وبطريقة جميلة للغاية ونادرة في نفس الوقت..!
وكنت اظن ، ان ايقاعات اغاني البن (خصوصا في منطقة كادقلي) هي النواة الأولى لإيقاع التم تم..وربما تلك شطحة..!!
بالنسبة للشاي (الشاهي) شيوعه كمشروب شعبي اول في ثقافات الرعاة (بقارة وابالة) في كردفان ودارفور ، لا اظن ان لذلك علاقة باي احالة دينية كما اشرت ، وانما الأمر عندي لطبيعة سايكولوجيا تلك الثقافات ، خصوصا اهلك البقارة ، فتحضير مشروب الشاي سريع ولا يتميز بأي تعقيدات (لا تقلي بن ، لا تطحن ، لا جبنة/تنكة/ لا شغال ، لا شرغرغ..الخ)..فاهلك البقارة عجولين للغاية (امام الشاي ما عندهم الصبر اليبل الآبري..!!)..!
من ملاحظاتي ان الشاهي منتشر في كثير من مجتمعات الرعاة (كردفان ، دارفور..تشاد ، النيجر ، جنوب ليبيا ، جنوب تونس ، جنوب الجزائر ،جنوب المغرب ، الصحراء الغربية ، مورتانيا ، مالي..وافريقيا الوسطى)..!
هنا ايقاعات البن كما هي على الطبيعة..!
دمتم..
كبر
Post: #25 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Abdullah Idrees Date: 10-08-2019, 07:11 AM Parent: #24
Quote: بالمطربة القديرة التي كانت تتربع على عرش الفن "بيزونيش بيكيلي" التي يقال في إحدى الروايات التي لا أجزم بصحتها أنها والدة الفنان الكبير تيدي آفرو .... والشبه بينهما كبير في الشكل وفي الصوت ثم نفس الأغنية بصوت داويت تسيقي الأكثر وضوحاً وبالمناسبة من الصعب جداً سماع الأغنية الأمهرية وإدراك كلماتها حتى بالنسبة للأمهرا أنفسهم ولكن نطق داويت تسيقي أكثر وضوحاً من صوت هيروت بيكيلي
بالله هيروت قريبة بيزونيش ؟ خير خلف لخير سلف رغم التقارب في السن انت عارف انا فهمت من النسخة الاصلية انو الموضوع بيحكي عن دويتو فيهو شاب بيلوم حبيبتو وهي بترد عليهو حسب الاداء المسرحي الجميل جدا من تاديل بيكيلي وحركات الجسد ، في النسخة التانية بتاعة تسيغي ما فهمت حاجة عدا عن زول ماخد شاكوش. وده مبعث حيرتي ..عشان كده النسخة الاصلية عندي اجمل ..
Quote: معقول قهوتك دي نحن نفوتها؟ ريحة البن جابتنا من بعيد و في ضيافة اهلنا الحبش نضر الله وجههم
صديقي محمد عبدالله الحسين لك الود والتحايا الطيبات القعدة إزدانت بي وجودك والونسة إحلوت معاك .... وأنت بالذات أرجو أن تكون قريباً من هذا البوست لأن القادم قد يشكل جزءاً من اهتماماتك العلمية فكن معنا ولا تغيب .... ودي ومحبتي ....
أستاذنا الجليل علي عبدالوهاب لك الود والتحايا الطيبات وروعة البوست إكتملت بوجودك ويرجع لكم الفضل بالتأصيل للتراث السوداني الذي تشربنا بكثير من معرفته بالبوستات التي سقتموها هنا في سودانيز .... فلك الشكر عليها وعلى رقيق كلماتك المشهورة في هذا المنبر التي ظللت تمنحها للكل عطاءً بلا حدود .... الحبيب علي عبدالوهاب .... ودي محبتي ومعزتي ....
Quote: موضوع جميل اثار اشجانا فى دواخل الذات لكونه مشروع حلم لماجستير فى الفلكلور تحت عنوان ( القهوة عند البجا )، وما زال فى القلب شى من حتى
أخي هاشم أحمد آدم لك الود والتخايا الطيبات مرحب بحضورك وتشريفك البوست وليكن حضورك هذا عربون صداقة بيننا نوصفها بالديمومة .... وأشجعك جداً لتحقيق حلم الماجستير فالموضوع الذي أخترته يتمتع بخلفية فولكلورية عظيمة وهو موضوع ثر معلوماته متوفرة غير أنه لا أعتقد أن أحداً قد سبقك فيه .... هناك رسالة دكتوراه قيمة جداً قدمتها سيدة أمريكية لإحدى الجامعات وحصلت بموجبها على درجة الدكتوراه بامتياز .. موضوعها عن المرأة الإثيوبية من خلال طقوس القهوة وتخيل أنها اعتمدت على جمع وتحليل العديد من الصور كما حضرت العديد من قعدات القهوة وقد إعتمدت أيضاً على كتاب مارك بنترست الذي تفضلت بتقديمه هنا .... لا أذكر عنوان الرسالة فقد أصبح المخ خرباً ولكن لدي نسخة منها مطبوعة على ورق الطباعة العادي وقد حاولت العثور عليها لأقدمها لك قبل كتابة هذا الرد ولكني لم أوفق وأعدك أني سأواصل البحث ختى العثور عليها ومدك بنسخة منها فهي تحتوي على معلومات قيمة جداً ومفيدة جداً في موضوع بحثك ومن ناحية ثانية لك جزيل الشكر على إلقاء الضوء على موضوع السكناب وتقديم كتاب بنتررست ........ لك ودي ومحبتي أخي هاشم ....
صديقي كبر لك الود والتحايا الطيبات وحبابك على قولك ومرحب بعودتك وفي معيتك كالعادة هذا الكم الهائل من المعلومات .... ولنبدأ بموضع الإيقاعات الوارد في افتتاحية مداخلتك واتفق معك تماماً في أن موضوع الإيقاعات يستحق وبجدارة بوست منفصل لأنه في اعتقادي موضوع شائك وواسع جداً في مجتمعنا السوداني إبتداءً من كلمة نقارة التي تفضلت بذكرها ومعانيها في الإيقاع وتاريخها الضارب في القدم وانتهاءً بعملية الإيقاع في ذاتها فلنرجئ الموضوع لبوست منفصل ونسأل الله أن ييسر لنا الزمن .... أما الأعمال التي قام بها العم إسماعين بدوي فنشيد بها حد الإعجاب لأنها على أقل تقدير قد حفظت جزء من التراث ولو كان يسيراً ولولاه لأنقرض مثل أعمال كثيرة من صميم الفلكلور السودانئ دثرها النسيان برحيل الذين مارسوها وتعاقب الأجيال بعدهم في دورة التطور والحداثة المتسارعة .... أما عن البن وإيقاعه وإيقاع التم تم فليس فيه شطحة وعلى الرغم من أن الموضوع يندرج تحت موضوع الإيقاع الذي اتفقنا على تأجيله إلا أنني أعتقد أنه إذا رجعنا لتاريخ الإيقاع البعيد فحتماً سنجد أصله .... أما عن موضوع الشاي فما زال الموضوع يحتاج لنقاش مستفيض وعندما ذكرت لك الناحية الدينية كان في بالي ماعلق في سيرة القهوة والبن من عوالق خدشت سمعته ونفرت الناس منه على سبيل المثال قصة تحريم البن وأشياء أخرى أمسكت عن سردها حياءً في هذا البوست على العموم الأمر يقبل الأخذ والعطاء .... أما عن الفيديو الذي تفضلت برفعه فقد أصابتني الدهشة حقيقة من الإيقاع الصاخب فيه والممتع لدرجة كبيرة وأعدت مشاهدته عدة مرات في محاولة لتتبع الإيقاع وحتماً أن من قام بالتصوير فإننا نشكره على المجهود الذي قام به إلا أنني أعتقد أنه غير محترف وحتى المحترفين عندنا إمكانياتهم الثقافية تكاد تكون معدومة ولتوضيح وجهة نظري أكثر فأنت رجل تتمتع بباع طويل في النقد .... فإن رأيت لوحة على غلاف الكتاب تسهل عليك قراءتها لأن الفنان التشكيلي الذي رسم اللوحة لديه دراية ومعرفة (ثقافة) بالعمل الفني ولذلك سهل عليه تجسيده في اللوحة مما يسهل عملية قراءة الغلاف .... هذا الأمر لا ينطبق على الذين يحترفون التصوير الفوتوغرافي عندنا .... فإن كان الموضوع رقص تجده يركز على الحضور وشاشة الجكس تاركاً الموضوع الأساسي .... في النهاية ركزت النظر على المرأة التي تدق في الفندك في محاولة للتبع الإيقاع ولكن تصويرها كان لمحة .... عموماً قراءة الإيقاع دون صورة تشير إلى أصالة وجود القهوة وإن كان الشاي طاغياً عليها .... شكراً صديقي ةتقبل مودتي ومحبتي ....
مرحب بيك تاني عبدالله إدريس والله حاولت جاهداً الحصول على الكلمات ومعانيها ولكني لم أوفق بالحصول الفعلي عليها ولكن أحد الأصدقاء وعدني بتوفيرها والبوست مازال طويلاً وإن شاء الله سأحقق لك رغبتك مع ودي ومحبتي ....
Post: #31 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Biraima M Adam Date: 10-08-2019, 08:31 PM Parent: #30
ول أبا بابكر قدوره .. تحية سلام ومحبة .. وأنت دوماً تتحفنا بالتراث الجميل الرائع ..
لقيت البوست يداب .. وجريت عنقريبي .. وعندنا صديقة أسرة أرتيرية تسكن جوارنا .. لما تقلي القهوة وتشليها وتجئ لافه بها علينا وتكتح رائحة البن في وشك .. تتكيف قبل ما تشرب قهوتها.
أخوك راكز هنا .. والله يجيب لينا ول أبا هاشم الحسن .. الرجل النبيل الجميل ..
بريمة
Post: #34 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-09-2019, 08:33 AM Parent: #31
Quote: وتكتح رائحة البن في وشك .. تتكيف قبل ما تشرب قهوتها.
حباب ول أبا بريمة وبالمناسبة نحتاج منك إلى بوست منفصل ندردش فيه حول كلمة "ول أبا" التي نحتفظ لك بحقوق ملكيتها لالتصاق إسمك بها .... حبابك في الجبنة وريحة البن ياول أبا أهلك الفرنجة بيقولوا في ريحة البن إنها تهيئ النفس وتخبرها أن النيكوتين في طريقه إليها .... ولكن نحن نعتقد أن رائحة البن مثل شرب القهوة تماماً أي أنها تدخل النيكوتين في الجسم بحيث أن من يعتاد على استنشاق رائحة البن ببساطة وحتماً سيدمنها بحيث إذا لم يستنشقها يصاب بحالات الإدمان المتمثلة في الصداع الشديد الذي يلزم معه اللجوء إلى السرير .... طبعاً هذا الكلام غير علمي ولكنه واقع .. واستنشاق رائحة البن هو جزء أصيل في طقوس الجبنة السودانية .... ودي ومحبتي بريمة ....
Quote: و..بى شمالو فنجان جبنة بى شمالو . يسوى الدنيا بى ( هالو) دا في ثقافتنا السودانية .. العريقة السحقية العميقة. م
تصدق حبيبنا الفنان أحمد يس أن "فنجان جبنة بي شمالو" هو موضوع هذا البوست الأساسي؟ ولا بأس من أن تكون مداخلتك هذه مناسبة للدخول إليه .... فنبدأ بالرجل البسيط جداً في مظهره العظيم جداً في العمل الرفيع من حيث المعاني التي أثقل بها كلماته وتركنا نسرح فيها تأملاً فنصيب جزءاً منها يفوتنا الكثير بسبب جهلنا وقصورنا عن إدراك رؤيته التي كان يرى بها الأشياء فيصورها لنا في كلمات غاية في البساطة عندما تنظر إليها نظرة سطحية .. ولكنك عندما تتأمل في معانيها تدرك كم أنت تجهل الكثير والكثير .... ذلك هو قيثارة الغناء البجاوي المدعو آدم شاش .... اسأل الله العلي القدير أن يبارك في الثرى الذي يحوي جسده الطاهر .... والذي سأتناول سيرته العطرة قبل إيراد رائعته "فنجان جبنة بي شمالو" وسأتناول تلك السيرة مقتبسة من المقال الذي نشره الباشمهندس عمر علي عثمان شريف في سودارس بتاريخ 27/5/2014م وبالمناسبة هو أول مقال يكتب عن سيرة آدم شاش وكل الذين كتبوا عنه في الإنترنت نقلوا مقال هذا الرجل ولم يتعرضوا لذكره فأمرهم ظاهر و معيب ومشين .... وهذا المقال يعتمد عليه كمرجع لأن الباشمهندس كتب المعلومات بعد أن عاش في بيئة آدم شاش ووسط أهله وعشيرته ومعظم المعلومات أمده بها شقيق الفنان واسمه بيشامني شاش ....فيرجع مولد الفنان إلى الربع الأول من القرن العشرين دون أن يحدد سنة بعينها .. وذلك في مدينة طوكر بتلال البحر الأحمر في شرق السودان .. وذلك يعني أن الفنان قد بدأت طفولته افتراضاً في الثلاثينات من القرن الماضي في بيئة ينتشر فيها الجمال فأرضها يكسوها بساط من الخضرة يتمدد حيثما يمتد البصر ..لا تعترضه إلا جبال البحر الأحمر ذات الصخور البركانية ذات اللون المائل إلى درجة من الحمرة .. تلك الطفولة قد شربت من هذا الجمال وصادفت في نفسه بذرة إبداع بذرها الله في نفسه فأخذت تنمو شيئاً فشيئاً خاصة أن قبيلته من حوله وهي قبيلة "الشياياب" يكثر فيها الغناء بالباسنكوب "الطمبور - الربابة" والحداء للإبل .. أخذ الفتى في سني حياته الباكرة في الدندنة بالباسنكوب بصوت اتصف بأنه "جوهري" مما لفت إليه أنظار الناس فكانوا يتجمعون حوله في ليالي طوكر "الدهب المسوكر" كما كانت تسمى …. تفتقت موهبة الرجل فحفظ الشعر البجاوي المليئ بأسرار الجمال وفي نهاية الخمسينات وبداية الستينات ظهر الفنان آدم شاش كمطرب وتلك الفترة كانت هي الفترة الذهبية لمدينة طوكر فقد كانت الظروف مهيأة له للإبداع وقد بلغ الذروة والشهرة في عقد الستينات حيث غنى للجمال والإبل والدعة …. يواصل المهندس عمر علي عثمان شريف فيقول:لقد لفت إنتباهي أن أول أغنية سجلها وغناها الفنان آدم شاش في إذاعة أمدرمان القومية هي: سوي الجبنة يابنية في ضل الضحاوية وذلك في بداياته وهذه الأغنية باللغة العربية وقد قال الأستاذ الفنان يحي أدروب أن أغنية سوي الجبنة يابنية مكتوبة بـ (عربي بجا) جرياً على عربي جوبا وأنا أقبل هذا الإجتهاد. لكن أتساءل لماذا غنى آدم شاش أول أغنياته في الإذاعة السودانية بعربي بجا؟ ولعلي أجيب بأنه تعمد ذلك ونجح في هذا المنحى باختراقه أذن الإنسان السوداني غير الناطق باللغة البيجاوية بسهولة حيث استخدم اللغة التي يفهمها كل السودانيين واستطاع إيصال رسالته الفنية بمفردات عربية وقد نجحت هذه الأغنية أيما نجاح وأصبحت من أكثر الأغنيات البجاوية المشهورة والمتداولة في السودان فرددها عدد من المطربين وخاصة فرقة عقد الجلاد وهي الأغنية المفتاحية للمطرب آدم شاش إذ انطلق بعدها كفنان معروف ذائع الصيت فغنى أغنياته البجاوية الأثيرة والموغلة في البلاغة والفصاحة والتي تخلو تماماً من المفردات العربية.
ياللوري .... عليك الرسول بوري عليك الله ياللوري .... عليك الرسول بوري يابنية سوي الجبنة يايبنية سوي الجبنة يابنية فوق ضل الضحاوية الجبنة التسويها حالف مابخليها فنجان جبنة بي شمالو يسوى الدنيا بي حالو بت أم ريدة جارتنا ماتربح تجارتنا بابور حربي بي ديشو بابور ماشي طوالي
Post: #35 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: علي عبدالوهاب عثمان Date: 10-09-2019, 09:07 AM Parent: #33
الحبيب بابكر .. تحياتي يا جيمل .. بوست جميل ورائع .. أغنية آدم شاش كنا نسمعها في برنامج السودان في الستينات كان أهلنا في الشمال يرددوا هذه الاغنية على الدوام لأن لغة سهلة نفس ( عربي دنقلا) يا سلام الحبيب بابكر .. أهلنا البجا نجحوا في الغزو الثقافي لكل السودان طريقة تناول الجبنة وبكامل طقوسها دعك من الأمس أصبحت اليوم ظاهرة إجتماعية لتجمع الأسر والتواصل مع بعض وعلى نسق أهلنا البجا .. هكذا التراث عندما يدعو إلى السلم والتكافل والمحبة ينتشر بسرعة في مدينة جدة في السعودية وفي حي الهنداوية المشهور قهوة ( كسلا ) معروفة ومشهورة بجلسات القهوة والونسة وشخصيات مميزة ( تعليق ، كوميديا ، ونسة .. الخ ) واستطاعت أن تستقطب كل كل الوطن بمختلف مكوناته .. والغالب الأعم هم أهل الشرق والمحس والدناقلة ( منطقة جمعيات ) وقد زار التلفزيون السعودي هذا المقهى .. وكذلك كتب عنه الصحفيين ( جريدة الشرق الأوسط ) الآن يديرها احد الاخوة الارتريين .. منتفس ليالي الجمعة .. حيث المواعيد واللقاءات ساسية وكورة وفن نقاش تعليقات .. إلخ ومقابل لها عندما تعبر الشارع تجد ( قهوة البحر الاحمر ) نفس الطريقة ونفس الخدمة ..
أهلنا البجا لديهم ما يسمى ( بالقفاز الناعم ) لنشر يقافتهم .. هل لاحظتم ( الصديري ) بعد أن كان حكراً على أهلنا في الشرق إنتشر هذا الزي وأصبح مكملاً لأناقة السوداني .. من القصر الجمهوري إلى أقل عامل .. بل ارتفع ثمنه وبلغ احيانا (200) ريال هكذا وطد هؤلاء الكرام لثقافتهم في كل أنحاء الوطن .. القهوة .. والزي الجميل .. لأنهم أناس يعتزون بأصولهم وثقافتهم .. التحية لهؤلاء
القهوة ليست شراب فقط .. ولكنها رمزية للتجمع الاخوي والتواصل الاجتماعي ..
أخي علي عبدالوهاب لك الود والتحايا الطيبات بلا انقطاع ومرحب بعودتك مرة أخرى التي زادتني تشريفاً وفخراً .... وفعلاً ياصديقي التراث عندما تتكامل كل عناصره فإنه يحمل القيم السائدة في المجتمع .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مجتمعنا السوداني يتميز بميزات لا تجدها في أي مجتمع آخر .... من ضمن هذه الميزات أنك إذا أردت نشر موضوع ما وعلى نطاق واسع وبأسرع مما تتصور أن يتم صياغته في شكل أغنية وتطلق لها العنان .... وهذا مافعلته أغنية آدم شاش وهي تحمل معها طقوس البن بكل تفاصيله وتحمل معها التعريف بإنسان الشرق بكل تفاصيل التعريف .... أما حي الهنداوية بمدينة جدة وقهوة كسلا وسائر القهاوي فيه فقد جلست في كل منها إبان تواجدي في مدينة جدة وتعليقك هذا أثار في ذكريات حلوة وطاعمة .... شكراً صديقي علي عبدالوهاب .....
Post: #37 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Ahmed Yassin Date: 10-12-2019, 05:45 PM Parent: #36
حبيبنا بابكر قدور
Quote: أن "فنجان جبنة بي شمالو" هو موضوع هذا البوست الأساسي؟ ولا بأس من أن تكون مداخلتك هذه مناسبة للدخول إليه .... فنبدأ بالرجل البسيط جداً في مظهره العظيم جداً في العمل الرفيع نظرة سطحية .. ولكنك عندما تتأمل في معانيها تدرك كم أنت تجهل الكثير والكثير .... ذلك هو قيثارة الغناء البجاوي المدعو آدم شاش
التسويها الجبنة التسويها .. حالف ما بخليها عارف يا بابكر انا البحيرني في سوي الجبنة يا( بنية)!!! مع ان الرجال في الشرق هم المشهورين بسواة الجبنة والذي زاد حيرتي ان القاص واللاديب والمؤرخ والروائي الفذ (ضرار صالح ضرار) ذكر في كتابه العجيب (تاريخ سواكن) قصة رجل هدندوي فارس طويل وضخم وقوي وكان رمز القوة والشجاعة وكان مسرج جمله وحايم وله سيف ضخم (بتار) معلقا بشماله وكانت كل الخلوق تهابه وفي نفس الموقت تحبه ،، لانه كان شرف القبيلة وفارسها وحاميها ومسترد ماضاع منها اسمه (حمدين عيساي) وكان في (الحلة) شاب نحيل ممشط شعره ب(الودك) وممسكا ب (الربابة) 24 ساعة ، يغني ويعزف ولا تفارقه الربابة نادى المنادي في الحلة ان الفارس (حمدين ) مقبل على الديار بعد سفر طويل ، اتلمت الخلوق على مشارف مضارب القبيلة والنساء استعدن بالدفوف والاهازيج (السونكاب) وهو غناء النساء الجميع خرج لاستقبال الفارس المغوار والبطل الذي لا يشق له غبار .. الا هذا الشاب النحيل الممشط شعره بالودك وماسك ربابته التي لاتفارقه فرأته ابنة عمه وعايرته وقارنت بينه وبين الفارس (حمدين) وبين سيفه البتار الضخم قاطع رقاب الاعداء وبين (ربابته) العاملة ازعاج التفت الشاب الى ابنة عمه ولم يرد عليها .. (اكلها في حنانه) كما يقال. وبعد الاستقبال المهيب للبطل (حمدين) ذهب الشاب مسرعا الى خيمة الفارس (حمدين ) وطلب من التي تسكن بداخلها (جبنة) ورقد امام الخيمة وتمدد في تحدي واضح وسافر وسيفه بجانبه ، وصل الفارس (حمدين) وعرف ان هذا الشاب يريد قتالاً اي (مبارزة) فاستشاط غضبا وزمجر واتلمت الخلوق مرة اخرى لمشاهدة هذه المبارزة والتي ظنوا انها لن تستمر الا لثواني معدودة تحسب على اصابع اليد الواحدة،فيصبح الشاب الممشط بالودك في عداد الاموات فاخذ (حمدين) سيفه البتار الثقيل ووقف وهو يباعد بين ساقيه .. ووقف الشاب قبالته ، وبدأت المعركة بين الاثنين معركة حامية استمرت حتى الظهر ولم يستطع احدهما النيل من الاخر و.. اخيرا جلسا وعقدا صلحاً ،، وبعد فترة انضما الى جيش الزعيم (عثمان دقنة) وكانا من خيرة قادة جيشه
Post: #38 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-13-2019, 10:27 AM Parent: #37
أخي وصديقي أحمد يس لك الود والتحايا الطيبات حيرتك الأولى سنرجئ الحديث حولها لأن إيضاحها سيرد في سياق شرح كلمات الأغنية والرؤى المرتبطة بها فكن قريباً ولا تنقطع عن البوست .... أما حيرتك الثانية والخاصة بالقصة التي أوردها الأديب ضرار صالح ضرار فالبجا بطبيعتهم وبحكم عاداتهم الموروثة أبا عن جد يحبون الفروسية ويتربون ويتدربون عليها منذ صغرهم ويقدرون الفارس ويعظمون شأنه .... الرئيس الأسبق للسودان جعفر نميري رحمه الله زار مناطق جبيت وسنكات إبان رئاسته للسودان وكان قبلها قد مارس العمل العسكري لفترة ليست بالقصيرة في منطقة جبيت مما أتاح له فرصة معاصرة مجتمعات البجا والتعرف على تقاليدهم .... إبان زيارته تلك إستقبلته جماهير غفيرة من البجا وعقب الفراغ من خطبته إليهم قدم له زعماء البجا سيفاً فخيماً كهدية له ,,,, تسلم جعفر نميري السيف الهدية فأخرجه على التو من غمده ومسكه من مقبضه وأخذ يهز السيف وهو ممسك بالمقبض بحيث لا ترى حركة في يده بل ترى حد السيف وهو يهتز كأنه يتذبذب .... فانشرح الحاضرون لأن في ذلك رسالة واضحة يفهمونها مفادها أن جعفر نميري يتمتع بساعد قوي وجدير باستخدام السيف. ولمعرفة النميري بتقاليد البجا كان ينظر إلى فرع شجرة يعلوه قليلاً فقفز قفزة عالية وبيمينه السيف فكان فرع الشجرة تحته فضرب الفرع ليجتثه من أصله ويسقط في الأرض فصاح الجمع وهم يرددون عبارة (أوون فارسيب .. أوون فارسيب) وهي تعني أن الرجل فارس .. الرجل فارس .... وكانت هذه هي الرسالة الثانية التي بعث بها الرئيس فنال إعجاب البجا وتقديرهم لفروسيته .... تحياتي أحمد يس وكن قريباً من هنا ....
Post: #39 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: هاشم احمد ادم Date: 10-13-2019, 10:41 AM Parent: #38
تحية اخوى بابكر قدورة وشكرا على التشجيع ، الا الزمن فات وأتشرف بصداقتك ، وموضوع القهوة والاهتمام بها لن اتركة ، وأشير لكل من لدية الاهتمام قراءة الكتاب الذى اشرت اليه وهو ملئ الدر عن البن وتاريخه وكيف اثر على العالم ككل وأتمنى منك أو من الأخوة لدية معلومة عن اول إشارة للقهوة عند البجا .
Post: #40 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-14-2019, 10:32 AM Parent: #39
أخي هاشم أحمد آدم لك الود والتحايا الطيبات ومرحباً بعودتك مرة أخرى .... أما عن الإشارة الأولى للقهوة عند البجا فبكل أسف لا يوجد مصدر لتاريخ القهوة عند البجا وحتى في التاريخ السماعي لم يمر علي مايشير إلى بدايات القهوة عند البجا أما عن طقوسها فسيتم الإشارة إلى بعضها من خلال شرح أغنية الجبنة أعلاه فكن قريبا ومتابعاً .... وحبابك تاني وتالت ورابع ....
حاولت جاهداً ولفترة طويلة الحصول على تسجيل للأغنية بصوت الفنان آدم شاش ولم أوفق في ذلك وهي غير متوفرة في النت ومن هنا أناشد الذين يطلعون على هذا البوست ممن يملكون هذا التسجيل أن يتكرموا برفعه وفي النت في أي موقع .... من ناحية ثانية اخترت هذه النسخة التي تغنت بها مجموعة فرقة عقد الجلاد الأولى للتنغيم العالي الذي امتازت به الفرقة ولغنائهم كلماتها كما تغنى بها آدم شاش وبنفس اللغة التي وصفها الفنان يحي أدروب بعربي بجا .... من ناحية ثالثة وجدت الكثيرين في وسائل التواصل يتساءلون عن المعاني التي يعنيها الشاعر بكثير من كلماته وعلى وجه الخصوص يتساءلون عن البيت الأول في القصيدة وما المراد به ومن هنا تراءى لي ضرورة القيام بشرح أبيات الأغنية وشرح اللوحات التي كانت تتراءى لآدم شاش وعلى ذلك فلنبدأ بالبيت الأول مثار التساؤل الكبير .... ياللوري أليك الرسول بوري من المعروف أن سكان القرى في معظم أرجاء السودان يتسوقون من الأسواق الكبيرة في المدن أو من الأسواق المؤقتة التي تقام في موقع في موقع متوسط بالقرب من إحدى القرى ويطلق عليها مثلاً سوق السبت أو سوق الأحد .....إلخ وفي كلا الأحوال ينتقل الناس فرادى ومجموعات من القرى المختلفة ومن أماكن تجمع السكن التي تكون أصغر من حجم القرية وعادة فوسيلة المواصلات التي تنقل الناس هي "اللوري" البدفورد في زمان الأغنية المعنية ولا يوجد هناك موقف يقف فيه اللوري ليقصده الناس بل يأتي اللوري ماراً بالقرية وعندما يكون على مسافة منها يستخدم البوري "وهو جهاز التنبيه في السيارة وهي لفظة تركية بهذا المعنى استقرت في اللهجة العامية السودانية" فيخرج الناس بين مسافر يريد الركوب وبين من يساعد أخيه في حمل متاعه ومن يفتح باب بيته وينظر مستمتعاً بالنظر إلى الناس يهرعون إلى اللوري كحدث من أحداث القرية .... هذه اللوحة بدقة تفاصيلها تراءت للفنان آدم شاش وفي قلبه يعشش حب دفين لفتاة يراوده كلما تراءى له هذا المشهد ويمني نفسه أن تكون تلك المحبوبة ممن يخرجون على سماع صوت البوري فبدأ قصيدته بمخاطبة سائق ذلك اللوري مستجدياً له باسم الله وباسم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن يواصل استخدام البوري عل محبوبة القلب تكون من الخارجين فيحظى برؤيتها ....
Post: #42 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: بابكر قدور Date: 10-16-2019, 11:53 AM Parent: #41
سوي الجبنة يا بنية فوق ضل الضحاوية …. 1- في إثيوبيا التي يفصل بينها وبين إقليم البجا في شرق السودان خط وهمي هو الحدود الفاصلة بين إثيوبيا والسودان …. وهذا الحد أيضاً يفصل بين طقوس ممارسة القهوة في الدولتين ففي إثيوبيا لا تجد رجلاً بأي حال من الأحوال يقوم بإعداد القهوة بل من يقوم بإعدادها هي المرأة ولا يشارك الرجل في ذلك اللهم إلا إذا كان صغيراً في السن لا يتعدى سن العاشرة وتكون مشاركته في حدود مناولة الأشياء كالفندك أو الموقد. 2- وفي إقليم البجا نجد أن البجاوي يمارس مهنة الرعي ولا يمارس غيرها فهو دائماً يسير خلف القطيع وحده دون أن تصحبه أسرة ووجد نفسه أن عليه أن يقوم بكل شيء لنفسه و للقطيع …. وعلى ضوء ذلك فإنه قد وجد نفسه مضطراً لأن يعد القهوة بنفسه …. فمن أهم الأشياء التي تصاحبه هي العدة التي تمكنه من إعداد القهوة .. وهو يحملها دائماً داخل "جراب" يتدلى من كتفه إذا كان راجلاً أو محمولاً على راحلته إن كان راكباً وعندما يستقر القطيع في مكان الرعي وكل شئ يكون على مايرام يجلس البجاوي تحت ظل شجرة ويمارس إعداد القهوة …. 3- ومن ناحية أخرى ففي مثل هذا الوقت من السنة أي في شهر أكتوبر من كل عام حيث يكون فصل الخريف قد انقضى وتكون رعية البجاوي قد أكلت الأخضر طوال موسم الخريف فإنه يقوم بتفقد قطعانه بغرض معرفة الحالة الصحية لكل بهيمة فيعرف بخبرته أن هذه البهيمة بها من القوة مايمكنها من البقاء ومقاومة فصل الصيف بجفافه المعهود حتى قدوم فصل الخريف القادم وهذه لا تملك تلك القوة فينحيها جانباً ثم ينحي معها مايكون قد ولد من الذكور الغير مرغوب في بقائها بالقطيع فتتكون مجموعة يستطيع الذهاب بها لسوق البندر بقصد بيعها والحصول على الكاش …. 4- أيضاً في هذا الوقت من العام تكون الشمس في حركة دوران الأرض قد انتقلت من النصف الشمالي للكرة الأرضية إلى النصف الجنوبي منها إيذاناً ببدء فصل الشتاء ويكون "ضل الشاتي" قد أصبح كبيراً وفيه متسع للجلوس فيه …. هذه هي جوانب الصورة التي تراءت للفنان آدم شاش .. فبعد أن يذهب للبندر ويبيع تلك البهائم ويحصل على الكاش تتراءى أمامه الأحلام فيرى نفسه جالساً في ظل الضحاوية في البندر وبقربه تلك الحسناء تعد له الجبنة وهذا ماعبر عنه بقوله: سوي الجبنة يا بنية فوق ضل الضحاوية ….
Post: #43 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: Ahmed Yassin Date: 10-16-2019, 01:45 PM Parent: #42
حبيبنا بابكر قدور تصدق انت دخلتنا في حالة اقل ما نوصفها بانها متعة ومزاج وكيف وريحة المكان معبأة برائحة البن والدنيا في تلك البراحات غيم ومطر وخضرة ممتدة على امتداد البصر والمراعى مشبعة وقطعان الماشية تتقافز .. ومن بعيد تاتي انغام آلة (الباسنقو) لا تكاد تميز صوت : فائد بلال من صوت ابراهيم شريف او حامد عبدالله او ود الباب وهو يناغم ود قورت.وجميعهم خلف الفذ آدم شاش
لك شكري صديقي أحمد يس على تواجدك في هذه القعدة دون انقطاع بل بصحبة كلماتك ذات النكهة المزمارية .... أحد الأصدقاء من أبناء البجا جاء إلى قعدة قهوة تشبه قعدة آدم شاش حيث أن البنت التي أعدت القهوة كانت على درجة عالية من الجمال ولكن مجئ صديقنا كان متأخراً قليلاً فعندما جلس كانت البنت تصب في الفنجال الرابع الذي يعرف في طقوس القهوة بـ "البركة" فقالت له: هل تشرب البركة؟ فرد عليها ببديهة حاضرة: نحن نشرب القهوة حتى يجوز منها الوضوء ! ودرجات القهوة السودانية هي من الفنجال الأول حتى الرابع وتسمى البكري التني التالت أو التالتاوي والبركة أما في إثيوبيا فهي على ثلاث درجات الأول يسمى "أبول" والثاني يسمي "هوليتينجا" والثالث هو البركة .. تحياتي ....
Post: #45 Title: Re: تعالوا نتساقى بن أكْلَمُوىْ ظابط بالزنجب� Author: صلاح أبو زيد Date: 10-20-2019, 04:22 PM Parent: #44
يا قدور كيفك الهادي الجبل من اغاني القهوة " قالوا لي عنها"
أخي صلاح أبوزيد لك الود والتحايا الطيبات ومشتاقون كثيراً .... ومرحباً أكثر بعودتك للبوست وفي معيتك هذا الجمال المتفرد في معانيه .... استمعت لهذه الأغنية بهدوء وبتأمل لمرات ومرات .... فأخذني جمال المعاني المخبوء فيها من أولها لآخرها .... وهذه الكلمات هي عبارة عن لوحة متكاملة تروي قصة حب عفا عليها الزمن وقد توقفت أيضاً عند المقتبس الذي تفضلت بالإلتفات إليه وهو: بخت الفناجين الفضل سكرنا فيها فنحن هنا بصدد القهوة "الجبنة" وهذا المقتبس الذي شكل حلقة من حلقات قصة الحب التي رواها الشاعر كأن هناك توارد خواطر بين الشاعرين عن علاقة "البنية" كما عبر عنها آدم شاش وقالو لي عنها كما عبر عنها عبدالوهاب هلاوي .. بالقهوة أو الجبنة .... وهذه الكلمات البسيطة يحملها هلاوي معاني طقسية استخرجها الشاعر بحنكته في رؤية ماوراء مانرى نحن .... فكأنه يصف لنا المعدات التي تعد فيها القهوة ويركز على وصف "الملعقة والسكرية والفنجان" فالملعقة هنا وظيفتها هي أخذ السكر من السكرية ووضعه في الفنجان .. ويجرد الشاعر تماماً الملعقة من أهم وظائفها وهي تحريك السكر بعد سكب القهوة لتذويبه .. وفي الواقع المعاش هي حركة غير مرغوب فيها في ممارسة شرب القهوة .... بل أصبح عدم إذابة السكر في القهوة طقس من طقوسها الذي عبر عنه الشاعر بقوله : بخت الفنجان الفضل سكرنا فيه .... تحياتي وتقديري لك أبزيد بصحبة هذا الجمال ...