استقالة مدراء الجامعات: احتجاج مهني ام ضغط سياسي ١ د ولي الدين الفكي - استاذ مشارك جامعة بحري

06:20 PM September, 20 2019

سودانيز اون لاين
Amina Saeed-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

في اعتقادي لا بد من النظر الى استقالة مدراء الجامعات السودانية الحكومية على أساس أنه اول عمل سياسي منظم معلن عنه من انصار النظام السابق ضد الحكومة الانتقالية.
ذلك لان انصار النظام السابق ظلوا يعملون ضد الثورة و حكومتها لكن ليس بطريقة معلنة كما تجرأ و فعل مدراء الجامعات
و اني و الله لاستغرب و اصاب بالحيرة ذلك لأن مدراءنا كلهم يحملون درجة (استاذ) و نحن نعلم انه من تحصل على هذه الدرجة بكل مستحقاتها و بطريقة سليمة فانه سيكون لديه من الحكمة و الخبرة و حسن التصرف و تغليب المصلحة و المحافظة على بعض الهيبة الأكاديمية مما يمنعه من ذلك التصرف الذي يعني هد المعبد و من فيه.
في الثلاثين سنة الماضية و التي قضيت فيها عشرين سنة بالتمام و الكمال كاستاذ جامعي رأيت من الممارسات و المظالم و المفاسد ما لا يحصى و لا يعد و لكن للاسف لم اسمع يوماً بمدير جامعة استقال بسبب احدى تلك الممارسات.
لم اسمع و لم ارى مدير جامعة استقال لانهم فرضوا عليه تعيين استاذ جامعي لا يحمل و لا نصف المعايير المنصوص عليها اكاديمياً للتعيين فكانت معظم التعيينات تعيينات سياسية و من ذوي القربى فلم يستقل احد و لم يحتج مدير و اخشى ان يكون اولئك هم من صاروا مدراء
لم اسمع و لم ارى مدير جامعة استقال لانهم يغيرون شروط التحاق الطلاب بجامعته فيحطمون الشروط الاكاديمية و يزيدون درجات لما يسمى بالمجاهدين و غيره من واجهات النظام البائد لم نسمع منهم احتجاج و لا استقالة بل ربما بعضهم كان عراباً لهذه الاستثناءت.
لم ارى و لم اسمع مدير جامعة استقال لان الامن اقتحم جامعته و ضرب و اعتقل و اهان الاساتذة و الطلاب بل في كثير من الاحيان وصل الامر الى حد القتل لم نسمع باحتجاج او استقالة بل اخشى ان يكون الامن قد جاء بتعليمات بعض من هؤلاء المدراء.
لم اسمع بمدير جامعة استقال احتجاجاً على فرض قوانين و اجراءات ظالمة كفصل الطلاب لاسباب سياسية و تشريدهم و اغلاق الداخليات
لم اسمع بمدير جامعة استقال و بعض من طلابه يخطفهم الامن و تكتشف بعد ذلك جثثهم في الترع او الطرقات او مرمية في قارعة الطريق
لم اسمع بهؤلاء المدراء يحتجون على كل ذلك او بعض من ذلك او بعض مما ساذكره في مقالات لاحقة لكننا رأيناهم يحتجون على بعض من عبارات الوزيرة الثورية
لم يحتجوا و لم يستقيلوا على كل اوضاع البلد السيئة و على كل عبارات سياسيي الانقاذ المسيئة و الجارحة و لكنهم احتجوا على عبارات ثورية لوزيرة التعليم العالي
هل توزنون مواقفكم بمقاييس العلم و المهنية يا اساتذتنا مدراء الجامعات ام تقيسونها بمقاييس السياسة و الانتماء
انه ليس احتجاجاً مهنياً بل ضغط سياسي معلن
سأواصل
د ولي الدين الفكي

اذن حق على وزيرة التعليم العالي كنسهم و محاسبتهم

ردود الافعال تجاه المؤتمر الصحغى لاستقاله المدراء كانت اشبه بسلوك (كسر القله) عند المصريين وتعبير عن حاله من عدم النضج الثورى المتسق مع انتقال الثوره من مربع المعارضه والاحتجاج الى مربع الدوله ومايتبعها من وعى ومسئوليات واود ان اشير الى نقطتين حول الموضوع
- رمزيه اتخاذ الجامعه الاسلاميه موقع( للمؤتمر الصحفى )لاطلاق الاستقالات والمذكرهنفس موقع اطلاق الوزيره لخطابها فى فعاليه تجمع اساتذه الجامعه.
-نصريح مدير الجامعه الاسلاميه بان استقالات مصحوبه باستقاله بعض طاقمه الادارى - نائبه وعمداء الكليات - وماتررد عن حدوث ذلك فى الجامعات الاخرى رغم عدم صدور تاكيد على ذلك يعنى ان هذا المؤتمر ضربه البدايه للثوره المضاده فى مؤسسات التعليم العالى بايقاع سلبى/ساكن وادارات ملغومه بفلول الدوله العميقه (لدرجه التشبع) ممايلمح الى تهديد ضمنى باجتماليه عدم استقرار الدراسه وسلاسه سير العمليه الاكاديميه.فى المرحله القادمه.

مع ضروره الوضع فى الاعتبار ان مؤسسات التعليم العالى كان التركيز عليها من نظام الكيزان لعده اسباب منها جعل المؤسسات هذه
- معامل للتفريخ الفكرى واستقطاب رصيد يسمح لهم باستمرار سيطرتهم على الدوله
- لضرب و السيطره على نمو عناصر شبابيه مخالفه لمشروعهم الفاشل بالتالى اهتمو بحشد نوعى للكوادر فى هياكل تلك المؤسسات سواء هيئه تدريس او موظفين وحتى عمال احيانا وبالضروره هؤلاء تكون الخلفيه والتاهيل الامنى مقدم على التاهيل العلمى والمهنى يمكنها التمدد فى الحياه العامه والمجتمع .
ومايحمد ان الشباب من الذين تربوا وتعلمو فى عهد الانقاذ هم من كسرو القيد وكانو كتله الثوره الصلبه وكانو اكبر تعبير لفشل ترسانه حشد ترسانه الارهاب والسيطره فى هذه المؤسسات

السلام عليكم
كلا الطرفين مخطئ
الاحتكام للجان المختصة والقانون هو الحل
من ثبت عليه عدم الكفاءة بعد التحقيق الإداري والقضائي
يفصل
الوزيرة بدأت معركة في غير توقيتها والمدراء استجابوا
برد فعل سئ .