الإعلام والسلام

الإعلام والسلام


09-10-2019, 09:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1568102594&rn=0


Post: #1
Title: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-10-2019, 09:03 AM

09:03 AM September, 10 2019

سودانيز اون لاين
محمد الأمين موسى-الشارقة- دولة الإمارات العربية
مكتبتى
رابط مختصر



الإعلام والسلام
بقلم: محمد الأمين موسى
لقد نصت الوثائق المؤسِّسة للحكومة الانتقالية في السودان على أن تحقيق السلام الشامل هو الأولوية في الأشهر الستة الأولى، لذا وجب على الإعلام – الحكومي خاصة – أن يقوم بدور رئيس في تحقيق السلام من خلال الآتي:
1. تخصيص جل ميزانية الإنتاج الإعلامي لقضايا السلام، الأمر الذي ينتج عنه تغطية شاملة ومكثفة لكل ما يؤدي إلى تحقيق السلام (وهذا يتناغم مع توجهات الحكومة والمزاج العام في الشارع السوداني).
2. توجيه الخطاب والأسلوب الإعلاميين من أجل الابتعاد عن اللغة العدائية القائمة على التخوين وتعزيز الاصطفاف والمواجهة بين الأطراف المشاركة في عمليات السلام.
3. وصف العمليات التواصلية التي تتم بين شركاء السلام بـ"التحاور" بدلا من "التفاوض" باعتبار أن هذه العمليات لا تتم بين عدوّين بل شريكين حريصين على تحقيق السلام. فيقال: حوارات السلام بدلا من مفاوضات السلام.
4. توظيف كافة الإمكانيات الإعلامية في الابتعاد عن التعتيم الإعلامي الذي ساد خلال ثلاثة عقود، الأمر الذي جعل متلقي الإعلام السوداني غير مدرك لحقيقة وحجم المآسي التي خلفتها الحروب والنزاعات في شتى بقاع السودان.
5. تتم إزالة التعتيم من خلال التعريف بماضي ضحايا الحروب وحاضرهم من كافة النواحي (الوجودية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والمعرفية...)؛ وأثر هذه الحروب على البنية التحتية الهشّة.
6. المساهمة الفعّالة في المجهود الإحصائي الكبير الذي يجب القيام به من أجل معرفة حجم الضرر (بالأرقام)، وأنواعه، وأشكاله، وكيفية إزالته، والجهات المنوطة بذلك، وكيفية تجنبه مستقبلا بكيفية مستدامة.
7. إغراق وسائل الإعلام (شاشات تلفزية وإذاعات وصحف ومواقع ويب، ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي) بالقصص الإعلامية (تحقيقات وتقارير واستطلاعات ومقابلات وبورتريهات...) التي تعكس حقيقة ما جرى وما يجري، وتذكّر بالضحايا. والقصد من ذلك، هو دفع الشعب السوداني إلى القيام بما يمكن تسميته بـ"ثورة سلام" تحدث قطيعة أبدية بين الماضي والمستقبل بانتفاء أسباب التخلف والعنف غير المبرر.
8. مخاطبة جذور الأزمة: وتتم من خلال تبيان أسباب النزاعات القَبَلية؛ وتقصير الحكومات المتعاقبة في القيام بأدوارها التنموية والأمنية؛ وتعمّد إبقاء التخلف وتعزيزه في مناطق بعينها في أرجاء السودان بالرغم من غنى تلك المناطق بالموارد؛ ومحاربة الثقافة التي تكرّس الصراعات.
9. التركيز على إنتاج المواد الإعلامية الفعّالة التي تخاطب الشباب وتجعلهم في قلب التعاطي مع قضايا السلام، فهم من يقع على عاتقهم استدامة السلام عندما يتحقق: بالانشغال بقضايا النمو والتطور ونبذ العنف القائم على أزمة الهوية وسوء فهمها.
10. محاربة كافة أنواع التنميط والصور الذهنية السالبة من خلال نبذ الدراما والفكاهة (النكات التي تنمّط القبائل وتحقّر بعضها) والأمثال والأغاني وترديد أسماء القبائل كطريقة لتعريف الأفراد، والتي تحقّر ببعض المكونات البشرية السودانية، وتشجع العنصرية.
11. إقحام كافة مكونات الحكومة في أفعال السلام من خلال تسليط الأضواء على برامجها ومبادراتها الخاصة بالسلام (كل وزارة من الوزارات لها دور مكمل يجب أن تقوم به في عمليات السلام).
12. التخلي عن الدعاية الفجّة – سواء كانت سلبية أو إيجابية. لأن السلام الشامل لا يتحقق بالاكتفاء بمخاطبة العواطف والوجدان، بل لابد من مخاطبة العقل بالحقائق المتجسدة في البيانات والمعلومات والأفكار التي تنتجها وسائل الإعلام من خلال العمل الميداني المُضني الذي لا يشبه ما اعتاد عليه الإعلام السوداني (الذي لا يتورع في التغنّي والرقص على أشلاء الشعب وهي تتطاير في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق والخرطوم).
13. التوقف عن نشر ما يمكن تسميته بـ"اللاأخبار". وهي أخبار المسؤولين عندما يقومون بأعمال روتينية مثلها مثل الأعمال الروتينية التي يقوم بها أي فرد من المجتمع (كـ: استقبل وزار والتقى ووضح حجر الأساس ودشّن...) يجب ترك مثل هذه الأحداث ليتم تغطيتها من لدن المكلفين بالإعلام في المؤسسات الحكومية، وهي أحداث لا تستحق أكثر من نشرها عبر حسابات شبكات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة الحكومية المعنية. لا مجال لتلميع المسؤولين ولا فائدة ترجى من ذلك.
14. حشد كافة الفاعلين في قضايا السلام من مختلف التخصصات وحثهم على تقديم الحلول العملية الناجعة لقضايا السلام.
15. الاهتمام بالدور المنوط بالجهات العدلية (التشريعية والقضائية والتنفيذية) في إيجاد الأرضية القانونية الصلبة التي تحول دون تكرار مآسي النزاعات والاحتراب والحسم العنيف للصراعات بعيدا عن عدالة الدولة (ضرورة القيام بحملات إعلامية وإقناعية تهدف إلى التوعية بالجوانب القانونية المرتبطة بتحقيق السلام).

Post: #2
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: عمر سعيد علي
Date: 09-10-2019, 09:41 AM
Parent: #1

يا سلام عليك يا محمد الامين ياخي . .

كلام من ذهب . . فتح الله عليك . .


Post: #3
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-10-2019, 10:07 AM
Parent: #2

بارك الله فيك أخي عمر وشكرا على المرور والاهتمام

Post: #4
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-10-2019, 10:14 AM
Parent: #3

الجبهة الثورية خطابها خطاب كراهية واستعداء الاخر

ظلت دوما تصف قوي الحرية والتغيير بلغة كراهية واستعداء

وبما ان قوي التغيير هي المحرك الرئيسي والاوحد للشارع

فلا تتوقع خطاب مختلف من جماهيرها تجاه هؤلاء الاغبياء

Post: #5
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-10-2019, 10:40 AM
Parent: #4

Quote: الجبهة الثورية خطابها خطاب كراهية واستعداء الاخر

ظلت دوما تصف قوي الحرية والتغيير بلغة كراهية واستعداء

وبما ان قوي التغيير هي المحرك الرئيسي والاوحد للشارع

فلا تتوقع خطاب مختلف من جماهيرها تجاه هؤلاء الاغبياء


أخي عبداللطيف، السلام عملية أكبر من الجبهة الثورية ومن قحت. هي عملية ثورية يجب أن تعم كافة ربوع السودان حتى لا تتكرر المآسي مستقبلا. وإذا استمر الإعلام في اختزالها بين الجبهة الثورية أو الحركات وممثلي الحكومة، لن يتحقق السلام الشامل، لجذور الأزمة ستكون بمنأى عن الحلول المقترحة.

Post: #6
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-10-2019, 11:02 AM
Parent: #5

خطاب السلام يبدا من اللغة .....ثم الخطاب وينتهي عند المجتمع
المجتمع هو السلطة الحقيقية وبما ان غالبية المجتمع تستهجن
خطاب الحركات المسلحة لن يحدث سلام الا وفق بروتوكولات
سلام هش لن يدوم طويلا ...
الجوانب الصراعية تسكن مشروع السلام وخطاب هامش-مركز
بوجهه العنصري المكشوف الذي يوصف الهامش علي انه الزرقة
والمركز صاحب كل اضان حمراء ...

لاحل الا اذا ثارت جماهير الاقاليم في وجه تجار الحروب
الباحثون عن امجاد شخصية وطموحات سلطة والمدفوعون
من محاور خارجية للمساهمة في تكريس التخلف الاقتصادي
والاجتماعي وربط النهضة بتولي ذواتهم فقط للسلطة

Post: #7
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-10-2019, 08:21 PM
Parent: #6

يظل الإعلام السوداني التقليدي هو الحلقة الأضعف في هذه الثورة المجيدة. وإذا لم تحدث ثورة في هذا الإعلام، فلن يسهم بقدر مقبول في السلام المرتقب.

Post: #8
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 09-10-2019, 08:38 PM
Parent: #7

وصفة رائعة. أرجو أن ينتبه لها الأستاذ فيصل محمد صالح والجميع.

Post: #9
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-11-2019, 05:37 AM
Parent: #8

Quote: وصفة رائعة. أرجو أن ينتبه لها الأستاذ فيصل محمد صالح والجميع.


شكرا يا وجيه على المرور

Post: #10
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-12-2019, 10:03 AM
Parent: #9

http://www.suna-sd.net/ar/single؟id=380861andfbclid=IwAR0GLRf55xDKaUTjeetPJs7lmktHhD70wu_areHAHuCqnEufDWlTXjO9JaMhttp://www.suna-sd.net/ar/single؟id=380861andfbclid=IwAR0GLRf55xDKaUTjeetPJs7lmktHhD70wu_areHAHuCqnEufDWlTXjO9JaM

Post: #11
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: خضر الطيب
Date: 09-12-2019, 12:18 PM
Parent: #10

مرحب بيك دكتور محمد الأمين
الاعلامي المتميز
هذه النقاط لو تم العمل بها لتعافى اعلامنا و صار ينافس اكبر المؤسسات الاعلامي
ادارة التنوع من خلال الاعلام مفقودة من تلاتين سنة
و توجه النظام في المجال الاعلامي توجه احادي و عنصري
و من يديرون الاعلام يعملون بنظرية الدكتور غوبلز وزير الدعاية النازية
( اعطني اعلاماً بلا ضمير اعطيك شعباً بلا وعي )
عليه يجب ابعاد كل المسئولين عن الاعلام في السودان في العهد البائد
لانهم لن يستقيموا و قد تعودوا على هذا النهج
Quote: 7. إغراق وسائل الإعلام (شاشات تلفزية وإذاعات وصحف ومواقع ويب، ومن ثم شبكات التواصل الاجتماعي)

فيما يختص باستخدام مواقع التواصل من قبل التلفزيون او ادارات الاعلام الاخرى , هذا الجانب لم توليه الوزارة عناية
ابني في بحثه للتخرج كان موضوعه استخدام وسائل التواصل في النشرات الاخبارية
في دراسة مقارنة بين قناة الجزيرة و القنوات السودانية
انجز جزء من البحث في قناة الجزيرة مع الزملاء في (نشرتكم) و هي كما تعلم نشرة تعتمد اعتماد كلي على مواقع التواصل الإجتماعي
و تفاعلات المغردين مع الاحداث و هو برنامج رائع و يبذل الاخوة المعدون مجهوداً كبيرا و احرص دائماً على مشاهدته في الثامنة بتوقيت الدوحة
عندما ذهب ابني الى السودان لم يجد اي من القنوات السودانية لديها مثيل لهذا البرنامج و بالصورة المطلوبة
قام بإجراء تعديل على البحث و كان الأول من نوعه
عليه يجب القيام بعملية احلال و ابدال لكل هؤلاء العطالة عاطلي الفكر و الموهبة
و استبدالهم بعلماء من امثالكم في مجال الاعلام
و انا على ثقة كبيرة بأنكم ستقودون و توجهون دفة الاعلام التوجيه الصحيح
و معك عزيزنا الدكتور حيدر بدوي صادق
خسارة فادحة للسودان وانتم بالخارج
فالسودان يحتاجكم في هذه المرحلة
حتى و من على البعد بتوجيهاتكم و ملاحظاتكم مباشرة مع الاستاذ فيصل محمد صالح
فالسودان يناديكم , هلا لبيتم النداء ؟
محبتي

Post: #12
Title: Re: الإعلام والسلام
Author: محمد الأمين موسى
Date: 09-12-2019, 07:46 PM
Parent: #11

شكرا أخي خضر على المداخلة القيّمة وأنت تشهد على قصور إعلامنا غير المبرر في الارتقاء إلى مستوى الجماهير الثائرة التي حُظيت باحترام العالم.