واحد شليق قال لى في بت بتحوم مع البياح ؟

06:19 PM September, 09 2019

سودانيز اون لاين
عبدالقادر محمد-عمق الوطن
مكتبتى
رابط مختصر

بعيداً عن رهق السياسة

Quote: واحد شليق قال لى في بت بتحوم مع البياح ؟

مقتبس من بوست الأخ Khalid Abbas
علي الرابط ادناه
اغاني الحقيبة في قفص الاتهام
وبما انني لا املك ما يؤهلني للحديث عن الحقيبة سلباً او ايجاباً
فقد اقترعت من هذا المقتبس بوستاً اخر لانه استفزني
ساتحدث عن جمال الريف السوداني وبراءة اهله وعفويتهم ونقاء قلوبهم حتي وقت قريب
فمعذرة اخي خالد ان لم يكن حديث داخل البوست المعني

الريف السوداني كان حتي وقت قريب مثالي ونظيف بالفطرة من كل شوائب السقوط الاخلاقي
وبما انني ترعرعت بهذا الريف وتحديداً بضواحي المناقل المظلومة دوماً
كنت اشاهد بنات يتحاومن مع البياح نعم
عشت في منطقة بين كنارين ونسميهم الكنار القدامي والكنار القدامي وبينهما قريتنا وبين القرية والكنارين امتداد زراعي مطري وما خلف الكنار القدامي حواشات تروي
بالري الانسيابي من الكنار
حيث اين ما التفت تجد خضرة دائمة علي مدار العام وصوت الانعام من الغنم والبقر والنياق والطيور يمنحك صورة بديعة جداً لايستطيع اي فنان ان يشكلها ولو كان بيكاسو
وتنساب اصوات البشر والحيوانات والطير مع المنظر الجمالي الذي يزين القرية كموسيقي الخلود الي دواخلك لتمنحك طاقة ايجابية تنثر من خلالها الحب علي الجميع
..
وقتها لم تدخل الكهرباء القرية وكانت لدينا بيارة تعمل بالجازولين لتعبئ الصهريج الذي يضخ المياه للبيوت واباغلب هذه البيوت تجد برميل وازيار
عندما تنساب المياه في المواسير الجميع يعبيئ هذه البراميل والازيار وبعض الاواني كالحلل الكبيرة (حلل مفرد حّلة وهو القدر)
بعض الاحيان ينعدم الديزل او يصيب عطل مفاجئي الوابور الذي يعبئ الصهريج ويستمر هذا العطل لايام
ولا يوجد حل اخر سوي جلب المياه من الكنار
وتجد الغالبية وقبل ان تشرق الشمس في حركتهم اليومية منهم من يكون متوجها للمزارع وبعض النسوة يذهبن للكنار للمياه او مساعدة اهليهن في الزراعة
يذهب الجميع الي عملهم بكل همة مستمتعين وناثرين الحب علي دروبهم
كانت القلوب نظيفة والضمائر التي في الصدور
لم نسمع يوماً بان احدهم اعتدي علي انثي او علي طفل كما يحدث الان
الناس علي سجيتها اعشت الحياة ببراءة دون غدر او قهر او ظلم

اذكر ان الجميع كان من قبل صلاة الفجر يصحي ومن بعد الصلاة الجميع تجدهم ملتفين حول ربة البيت ام كانت او جدة
حيث شاي الصباح بالحليب واللقيمات (الزلابية ) او بالقراصة
الراعي يذهب بحيواناته للسرحة والمزارع يركب حماره للذهاب الي المزرعة والاستاذ لمدرسته وهنالك شرع اسمه درب السوق تجده مزدحم الجميع في انتظار
(البكاسي ذات السقيفة ) يذهبون بها لعملهم
وهذا الحراك كله قبل ان تشرق الشمس وهو (البياح ) الذي قصده شاعرنا عبدالمعين
فالمسألة كانت عادية حتي التسعينات
وبعده الحال اختلف كثيراً واختفت اشياء كثيرة جميلة من تلك الحقبة ليحل محلها الكذب والنفاق والغدر والخمول
وغاب صحو الناس من قبل الصلاة لانعدام المياه في الكنار والذ كان محفزأ قوياً للزراع بان يصحوا متابطين ادواتهم لمزارعهم
وجفت الارض واصبح يكسوها اليباب ولم يعد هنالك حيوانات ولا اخضرار ولا صوت للربابة المصنوعة من ذيل الحصان
واصبحت القرية لا تنام الا باكرا وتصحو بعد شروق الشمس
وحديثهم اصبح عن تليسنما ومسلسل الدهباية وسكة الخطر وغيرها

ربما لا اجيد سياسة النفس الطويل في الكتابة فاشياء كثيرة لم استطيع ان اعبر عنها ولوحات جميلة من ذاك الزمان تترائي لي
مستعصية علي في انزالها كسرد
ولكن المهم هم انه نعم كانت هنالك بنات يتحاومن مع البياح حتي وقت قريب
وربما حتي الان في مناطق اخري

تحياتي عبدالقادر
الشليق هيج فيك شجونا كنت تكتمه

ياخي زمان الراجل لابس سروال ابتكة
والمرا لابسة سروال ابتكة ومابتقدر تفرزم

دا السبب الخلي الحياة بسيطة ومافيها اعتداءات

Quote: دا السبب الخلي الحياة بسيطة ومافيها اعتداءات

وكهرباء مافي بعد صلاة العشاء شيطان حايم مافي لا تلفزيون لا وسائل تواصل وهمك بارد لا حق الإيجار لا حق التعليم ولا طموحات بالمباني الشاهقة والسيارات الفارهة
وقفة الملاح من حوش البيت

الأخ عبد القادر
لك الود والتحايا الطيبات
سرد جميل تفجر في وقت البياح .. هي الحياة في المناطق الريفية
ياصديقي تتشابه في الكليات ولكنها تختلف في التفاصيل من منطقة
لأخرى .... أمضيت أياماً كثيرة في مختلف مناطق السودان ..... رغم بعدي
عن الوطن لكني أعتقد أن حياة الريف في الكثير من المناطق كما هي لم
تتغير كثيراً .... ودي وتحياتي ....