ليس البشر وحدهم الضحية .. حتى الحجر والشجر

11:25 AM September, 08 2019

سودانيز اون لاين
هشام عباس-
مكتبتى
رابط مختصر

الصور والمقاطع المتداولة حول الابادة التى تتعرض لها غابات السودان بواسطة مستثمر سوري شريك مع شقيق البشير بغرض تصدير الفحم هى جريمة اخرى ضمن الكثير من الجرائم التى تعرض لها الوطن فى ظل الفساد والتدمير الممنهج الذى مورس في هذا الوطن طوال ال30 سنة الماضية .
هذه الممارسة تستحق وصف الجريمة بكل ما تعنى الكلمة من معنى ليس فقط لما فيها من فساد مؤكد لكن ابعاد تدمير الغطاء النباتى وخصوصا اشجار الطلح بما لها من قيمة والتخريب المتعمد للبيئة دون اى دراسة ولا قوانين هى كارثة قد لا يستوعبها الكثيرون ولها ما لها من اضرار . هذه الممارسة التى ليس لها اى فوائد اقتصادية تدخل على الدولة على العكس من ذلك فوائد شخصية تدخل جيوب وحسابات خاصة لا تتوقف فقط على الغابات والاشجار مثلها كثير من كوارث معروفة وحتى ما سيتم الكشف عنها لاحقا فمثلا نحن فى شمال السودان نعيش خطرا محدقا بدت اثاره تتضح للجميع فى شكل امراض مزمنة اقلها السرطانات بسبب التعدين العشوائي للذهب بكل ما فيه من اهدار لموارد الوطن وكذلك انعدام ابسط المحاذير البيئية فى طريقة التعدين التى تترك اثار لا تمحى على الارض من استخدام مواد سامة بطريقة عشوائية وعلى هذا قس حال الوطن فى كافة المجالات ..
المشكلة فقط ان ضعف الوعي صور لنا الفساد ومفهومه فى اتجاه ضيق يرتبط فقط بالفساد المالى الى درجة ان المجرم المعزول الان يحاسب ويحاكم فقط على 5 ملايين يورو وجدت عنده حين ان لا احد فكر فى محاسبته على ارواح 5 ملايين سودانى تمت ابادتهم وقتلهم اما فى حروب التطهير العرقي بدارفور وكردفان والنيل الازرق او جرائم القتل التى طالت اهالى كجبار بشمال السودان او مجزرة الشرق فى بورتسودان او مقتل العشرات فى قلب العاصمة بمعسكر العيلفون او حتى مئات القتلى تحت التعذيب فى المعتقلات او الاستهداف المباشر فى الجامعات انتهاء بجرائم قتل المتظاهرين قديمها وحديثها .. بمقياس بسيط اذا وضعنا ال5 ملايين يورو بكفة فهى اهم لدى السادة من ارواح 5 ملايين سودانى هم ضحايا نظام البشير وهو من يتحمل وزرهم على الاقل سياسيا بتمهيد الظروف او دعم القتلة او حمايتهم حتى فكرة نظامه القائمة على القتل اساسا .
نحن فى حاجة ماسة الان للاسراع فى تشكيل الحكومة الجديدة والبدء فورا فى اعادة هيكلة مؤسسات الدولة خصوصا القضاء و فتح ملفات الجرائم ابتداء بجرائم القتل ثم الفساد بكافة انواعه ,, اتفهم جيدا ان هناك استعجال من البعض بل اتهامات بالتقصير فى المطالبة بمحاسبة القتلة لقوى الحرية والتغيير لكن صدقونى فى ظل هذا الوضع لا يمكن الوصول لاى نتيجة حقيقية لادانة المجرمين ستكون مجرد مسرحية هزلية مثل محاكمة المعزول الان فهم جميعهم شركاء فى كافة الجرائم وادانة احدهم يعنى تورط الجميع بما فيهم اعضاء المجلس العسكري لذلك يجب اولا التحكم فى مؤسسات الدولة وفرض سلطة الدولة المدنية وبعدها التفكير فى فتح تحقيق جدى وحقيقي .

تحياتى هشام وحمدلله على السلامة وحباب الطلة فى حوش بكرى