التحول الديمقراطي ممكن بشارع الموردة .. ولكنه كذلك بشارع الاربعين!!

09:05 AM August, 09 2019

سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

صحيت الصباح وهذا الهاجس في بالي ..

ان الثورة السودانية في مفترق الطرق .. ما بين ان نمضي جميعا وفي تمام وحدتنا التي قادت منذ ديسمبر .. او نمشي في طريق الفشل بالاختلافات الأدني من سماء الوطن والمدنيااااو والتحول الديمقراطي..

(التحول الديمقراطي ممكن عن طريق شارع الموردة ولكنه ممكن كذلك عن طريق شارع الاربعين)

أكثر من اخاف الان اختلاط الأولويات في خضم (الكسل الذهني) والصراعات متدنية الافق.

اولا لابد من الوعي بأن المنظومات الحزبية السياسية دي هي نحنا ذاتنا ..

قصة انفصام الناس عن المنظومات السياسية والتحدث عنها كجسم مستقل هنااااك ومفروض يكون very efficient ويحقق لينا حاجاتنا والا نلهبه بسياط النقد وربما الاتهام.

دي فكرة خاطئة من البداية ..

هذه أحزاب ظلت تقاوم البطش والتنكيل والتشهير والمطاردة والاغتيال

وربما تكون معجزتها هي البقاء .. معجزة البقاء التي توجت بملحمة تم اختصارها في ٣ حروف .. ق ح ت

ده ما يتعلق بعلاقة اللاحزبيين بالأحزاب..

مع العلم بأن الوقود الذي تتحرك به ماكينة اي حزب هو الجماهير .. وعزوف الجماهير عن التمييز السياسي والتحزب اصلا موقف سالب ويساهم بدوره في ضعف المنظومات الحزبية أيا كانت ..

ظل عدد كبير من اهل السودان يتحدث بفخر عن كونه مستقلا لا ينتمي لأي حزب سياسي .. وكأنه يشير لنوع من الطهارة الذاتية التي عصمته من أدران الحزبية ... وتلك فكرة مغلوطة وسالبة ولكنها غائصة في تلافيف العقل الجمعي

طيب

بالنسبة لحال السادة والسيدات ممن تجاوزوا خط الوعي اللازم لضرورة التمييز الحزبي باعتباره وسيلة وطنية سامية للتأثير على مستقبل الوطن ..

للاسف نجدهم يفرقون في شبر موية الاختلافات المتدنية ..

نحن إزاء مرحلة انتقالية عندها ٣ أهداف

اجتثاث دولة الإنقاذ والسلام والتأسيس للتحول الديمقراطي ..

٣ أهداف لكنها تتضمن أهداف أخرى كتسيير الدولة نفسها ومخاطبة التحديات المعيشية للشعب السوداني واقتصادو وتعليمو وصحتو وبيئته الخ ..

ده ياهو الانتقال وكيف يكون ..

والموقف الوطني الصحيح يقتضي أن نعمل جميعا من اجل ذلك ..

أجدني ضد الخط الحزبي لهذا الحزب او ذاك ..

ولكن بمقدوري.. ومن المهم جدا .. ان اعمل انا وهو لعبور الانتقال ..

ده أفق أعلى من أفق الخلاف الحزبي. وعندو تاثيراتو الجانبية المهمة كاستعادة ثقة الجمهور في المنظومة الحزبية والنادي السياسي السوداني الخ

اسيب ده كلو كي اتفرغ لمهاجمة الدقير او انتصر لتكييف فكري حزبي يقول بسرقة الثورة؟!

الكلام ده عيب ومنقصة وطنية كمان ..

وحتى لا يفهم كلامي أنني احاكم الصواب هنا ..

ليس ذلك ما عنيته .. ربما يكون هذا التوصيف ( سرقة الثورة) فيهو شيء من الصحة .. ولكن الأصح من ذلك أن نقاتل من خلال مواقف متحدة وجبهة واحدة ضد انفاذ عملية السرقة لخواتيمها ومقاومتها واجهاضها الخ ..

ما هو الصراع .. اي صراع .. صراع قوى

ماهي القوة اللازمة لي لتحقيق ما اريد عند فقدان التحالف السياسي وممارسة الانشقاق؟!

بالتالي المحصلة شنو ؟!

خسرت الحلفاء واضعفتهم واضعفت نفسي لصالح الثورة المضادة ..

لا هبوط ناعم بلغت .. ولا حققت تحليقا عاليا لم يحدث في التاريخ


مع اختلافي مع تعبير الهبوط الناعم كتوصيف لموقف الأحزاب التي وافقت على الاتفاق

Quote: اولا لابد من الوعي بأن المنظومات الحزبية السياسية دي هي نحنا ذاتنا ..

تحياتي يا محمد ...
وإنتا الصادق (نحن) من ننشىء هذه المنظومات وننتمي إليها
وقد ثبت إبان اندلاع ثورة ديسمبر وثلاثون سنة قبلها بأن
كل هذه الأحزاب لم تقدم لهذا البلد ربع ما اخذته بتحالفها
مع الإنقاذ ومشاركته الحكم ... لم تخطط وتنفذ هذه الأحزاب
لاندلاع الثورة وإنما التحقوا بها كصحبة راكب ساي ومؤخرا
تبنوها كوليد شرعي لهم ينتظرون الآن قطاف محصولهم
من السلطة والثروة ... أكاد أجزم بأن ٨٠% من الشعب
السوداني ليسوا بحزبيين ... فهل من المنطق دعوتهم
للتحزب ام دعوتهم لمعاني وقيم ترفع من شأن هذا البلد ..
معاني وقيم العمل والأخلاق والأمانة ...إلخ
لو يطلع بيدي لتركت حكومة الكفاءات لمدة عشرة
سنوات ولرميت للأحزاب عضم المجلس التشريعي
يتناحرون فيه خلال هذه السنوات ...
بلدنا يا محمد ليست محتاجة لي تحزب بقدر
حاجتها للعمل وكل محفزاته والا المزيد من الغرق
والغرق بعيدا" عن بقية الأمم ....
.

صلاح سلامات ومشتاقين

كلامك ده بالتحديد جزء من المشكلة .. نحن لن نعيد اكتشاف العجلة يا صاحبي .. هذي هي السياسة وهذه هي الديمقراطية وهكذا مضت البشرية للإمام..

لم تلتحق الأحزاب بالثورة .. وعلى فضل لم يمت في منزله بالملاريا