جرد حساب من وحي زيارة وفد من جامعة الدولة العربية للسودان

جرد حساب من وحي زيارة وفد من جامعة الدولة العربية للسودان


06-18-2019, 05:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1560833432&rn=0


Post: #1
Title: جرد حساب من وحي زيارة وفد من جامعة الدولة العربية للسودان
Author: زهير عثمان حمد
Date: 06-18-2019, 05:50 AM

05:50 AM June, 17 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر



على خطى التغيير

لا يكابر أحد على دور التجاذبات الإقليمية وتجلياتها على واقع الثورة السودانية وتأثيراتها خاصة التدخل السافر في الشأن السوداني من بعض دول الجوار العربي.
الأمر الذي جعل غالبية جماهير شعبنا تنظر لتصرفات هذه الدول بشي من الغيظ والغضب المشروع،
فهذه الدول لم تتصرف بموضوعية فيما يخص الشأن السوداني. وذلك نتيجة حتمية لعلاقات خارجية مختلة أقامها نظام الجبهة الإسلامية الإنتهازي البائد.
علاقة ترتهن الوطن وإرادته وسيادته لصالح هذه الدول. كما هو ملاحظ أيضاً، إهمال هذه الدول لما يحدث بالشارع السوداني من حراك شعبي على مدى أربعة أشهر بل قدمت هذه الدول السند التام لنظام الجبهة الإسلامية وكان صمتها جواباً أمام كافة الجرائم التي أرتكبت بحق الوطن وإنسانه.
وكانت دوماً الأكسجين الصناعي الذي أبقى البشير ومنظومته المجرمة على سدة الحكم، ثلاثين عاماً.
بعد سقوط نظام البشير وتداعيه بفضل صمود وبسالة جماهير الشعب السوداني. نصّب إبن عوف نفسه دكتاتوراً خلفاً لجنراله السابق فأعلنت بعض هذه الدول تأييدها لإنقلاب إبن عوف، في الوقت الذي كان الشارع السوداني يغلي ويواجه القمع والجبروت إلى أن أعلن إبن عوف التنحي ليأتي المجلس العسكري الحالي. وليأتي معه تأييد هذه الدول للمجلس، وتعلن دعمها للمجلس غير المحدود، بما في ذلك من الأموال والعدة والعتاد التي ساهمت في قمع وقتل الثوار، فضلاً عن شرعنة المجلس من خلال الزيارات التي قام بها أفراد المجلس العسكري لهذه الدول وما خفي أعظم.
هذه المواقف والتصرفات دفعت جل جماهير شعبنا للنظر لهذه الدول وجامعة الدول العربية بشيء من الريبة والحذر من تدخلاتهم فيما يخص الثورة السودانية. فلم يكن ضمن أجندتهم دعم الثورة ولا ضمن أولوياتهم المطروحة قبل التدخل الأفريقي المساند والمناصر لتحول ديمقراطي كامل، أو قبل تدخل الإتحاد الأوروبي وتضامن أحرار العالم.
تأتي هذه الزيارة في إطار دعم الوساطة الأفريقية كما ذكرت الأنباء، وحقيقة نستغرب لأمر الوساطة المتأخر عن مواقف كل الدول وشعوب العالم.
نستغرب لعدم إدانة واضحة لما حدث ويحدث من أحداث جسام يتعرض لها إنسان السودان.
نستغرب لوسطاء لا يستطيعون أن يتفوهوا بكلمة إيجابية واحدة تجاه التغيير والتحول الديمقراطي ومدنية الدولة كإستحقاق للثورة السودانية.
ومع ذلك نستطيع أن نؤكد بأن السودان وجماهير شعبنا ليس لديها عداءات تجاه دول الجوار أو المحيط العالمي، ولنا إيمان قاطع بأن السودان يؤثر ويتأثر بما من حوله من مؤثرات خارجية ولكننا في ذات الوقت ليس لنا مصلحة في إستعداء أي شعب من الشعوب. فليس من مصلحة سودان الثورة إشعال نيران الحروب وتوظيف طاقاته ضد طرف من هذه الأطراف. لذلك نأمل أن تكون هناك علاقات خارجية مبنية على أسس سليمة، على أساس الإستقلال التام والمصالح المشتركة بين شعوب العالم. وما يحفظ هذه المصالح، هو أن يعود السودان إلى موقعه الطبيعي الذي يجعل منه مبشراً بالسلام والأمن وإشاعة المحبة بين دول الجوار بشقيها الأفريقي والعربي.
فإذا ما كانت هناك أي وساطة لا تتخطى هذا الإطار وتنظر للسودان بعين المستقبل المفتوحة بعيد عن الانكفاء على المصالح الذاتية الضيقة فهي بكل تأكيد مرحباً بها وستجد من كافة أبناء الوطن، الإحترام والتقدير. أما إذا ما حادت عن ذلك فلن ينظر إليها إلا من خلال مسلكها نحو الإستمرارية في نفس العلاقات ذات الطبيعة الإنتهازية المختلة، والتي لا تقدم ما هو مفيد غير أنها ستساهم في إستفحال الأزمة السودانية.

تسجيل خروج
يا مجلوبة في قافلة رق
ما بستحمل صدرك رصاصة ظلم
يا أصابت رحم الفال
يا قطعت حبل الحلم

من صفحة الحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية - فيسبوك