الحصة وطن!

الحصة وطن!


06-11-2019, 06:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1560229209&rn=0


Post: #1
Title: الحصة وطن!
Author: هشام هباني
Date: 06-11-2019, 06:00 AM

06:00 AM June, 11 2019

سودانيز اون لاين
هشام هباني-
مكتبتى
رابط مختصر



الحصة وطن !

الآن يبدو لي جليا ان هذا الغرب منافق جدا وعكس ما يزعم بانه منارة الديموقراطية وقلعة التبشير بحقوق الانسان حينما اراه من مواقفه غير متحمس لاقامة ديموقراطيات في عالمنا المتخلف والدليل على ذلك هو استمرار تكاثر الانظمة الدكتاتورية في عالمنا اذ لازالت متحكمة في مصائر شعوبها بابشع الوان الانتهاكات وهي بؤر الاجرام والفساد وفي ذات الوقت لايفوت طغاتها العظام فرصة المشاركة في كل المؤتمرات الاقليميةوالعالمية المنادية بالسلام وصون حقوق الانسان هذا بالاضافة الى انهم يتبواون كالمعتاد اماكن وهيطة في قلب منظمات الامم المتحدة جنبا الى جنب تلكم الدول الديموقراطية العظمى صاحبة الصوت الاعلى في التبشير بالديموقراطية وحقوق الانسان من غير ان يحس اولئك الطغاة بخوف وحرج منها وهو امر يؤكد لي ان هذا الغرب كرائد عالمي لصون والتبشير بحقوق الانسان انها حقوق مفصلة ومحتكرة فقط على شعوبه وحدها لانها منتوج نظرياته وبنات افكاره منتوج ثوراته ومعاركه وبالتالي لاتعنى شعوبا متخلفة لم تساهم في صناعة هذا الارث الغربي لانها غير مؤهلة للتمتع بهذه الثمار الغربية مالم تمر بذات المراحل المشابهة التي مر بها الغرب ..واما السبب الخفى والامر حول تقاعس وتباطؤ الغرب في عدم تشجيعه بشكل جاد لعالمنا للتمسك بشعارات الديموقراطية وعجزه عن مساعدتنا ليس مرده فقط الى اننا غير مؤهلين لذلك بل انه لايريد اقامة الديموقراطية في بلداننا لانها ستنتج مؤسسات مستقلة تعبر عن ارادة الشعوب وليس الطغاة وبالتالي ستحرمه من ثروات هذه الشعوب الفقيرة المتخلفة المطموع فيها كاسواق لمنتجاتهم وفي مواقع بلدانها وفي مواقفها المعبرة عن مصالحهم الامنية والاستراتيجية ولذلك بكل المقاييس البراغماتية افضل له الانظمة الدكتاتورية ان تظل حاكمة لبلداننا لانها يسهل السيطرة عليها عبر حكامها الطغاة الذين وحدهم على جاهزية لبيع دولهم وشعوبهم وثرواتها كي يبقوا في السلطة باي ثمن في مقابل ان تحميهم هذه الدول الكبرى والتي بدات تشكل هذه الايام احلافا قارية جديدة وهو ليس امرا اعتباطيا مزاجيا بل يدلل على ان المستقبل القادم سيكون مستقبلا موبوءا بالحروب والنزاعات حول ثروات واسواق شعوبنا المتخلفة ولذلك لن يسمحوا لنا باقامة اية انظمة ديموقراطية لانها ستحرمهم من تلكم الاطماع وبالتالي لن يشجعوا دعواتنا لتاسيس انظمة ديموقراطية صرفة في بلداننا بل سيدعمون سرا وعلنا بقاء انظمة يمكن ان تكون ذات ديموقراطيات شكلية مخصية وبالضرورة ان يتحكم فيها افراد يمتلكون السلطة وايضا يقدمون الاذعان لاوامرهم عند اللزوم فيما يتسق مع مصالحهم الاقتصادية و الامنية والعسكرية واما في حالة السودان صاحب الشعب العنيد الذي ادمن مكافحة الدكتاتوريات صعب ان يتعاملوا معه بذات العقلية (عالمكشوف) لانه سيرفضها وسيدينهم ولذلك قرروا ذلك عبر وكلاء هم في الاصل طغاة من خصيان مدجنين يحركونهم بالريموت كنترول عند اللزوم من وراء البحار على شاكلة طغاة الحلف المعلوم الذي يسعى لتنصيب ( الهمباتي) رئيسا مهينا لشعب بسلطة البطش والبرطوش وقد تناسوا انه شعب عنيد وحده الذي يمتلك اعلى رصيد من البطولات في مقاومة الطغيان في هذه المنطقة المترعة بالطغاة وحتما سيقبر شعبنا هؤلاء العملاء في قلب الخرطوم التي ابتلعت من قبل قديسهم ( غردون) ومن بعده كل الطغاة المحليين الذين كانوا يوالونهم عراة بلا هدوم والحصة وطن!