السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم: د. النور حمد

السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم: د. النور حمد


06-10-2019, 03:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1560176447&rn=0


Post: #1
Title: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم: د. النور حمد
Author: محمد عبد السلام
Date: 06-10-2019, 03:20 PM

03:20 PM June, 10 2019

سودانيز اون لاين
محمد عبد السلام-
مكتبتى
رابط مختصر





يمثل موقع السودان الجيواستراتيجي المتميز، وموارده الطبيعية المتنوعة، جواذب بالغة القوة للاستثمار الأجنبي، وكذلك للنهب والسرقة الأجنبيين. أتاح نظام عمر البشير عبر سنوات حكمه، بسبب إفلاسه، وبسبب الشهية الشخصية المفتوحة للرئيس ومجموعته للمال، تمكين الدول الخليجية وبعض الدول العربية الأخرى، من أراضي السودان. وقد أضحت الهجمة على أراضي بعض الدول النامية ظاهرةً عالميةً في الفترة الأخيرة، بسبب الانفجار السكاني وتزايد الحاجة للأمن الغذائي. هذه الظاهرة المتمثلة في خطف الأراضي من أيدي الشعوب الفقيرة، عن طريق العمولات المقدمة لحكامها الفاسدين، هي ما اصطلح على تسميتها land grabbing. وقد انخرط، في العقد الأخير، أكاديميون وناشطون كثيرون، من كل العالم، في كشف هذه الظاهرة الخطيرة على اقتصاديات العيش لدى الشعوب الفقيرة النامية.
بناءً على ما تقدّم، تسلط هذه المقالة إضاءةً على الجانب الآخر للانغماس السعودي الإماراتي في شؤون الثورة السودانية، ومحاولاتهما المستميتة قطع الطريق عليها، فبالإضافة إلى رهاب الديمقراطية الذي تعاني منه الممالك الخليجية، وحرص بعضها الشديد على إفشال ثورات الشعوب العربية، حتى لا تنتقل إليها العدوى، هناك جانبٌ آخر، يتمثل في العقود المجحفة لخطف أراضي السودان التي وقّعها الرئيس البشير ومنظومته الفاسدة مع أطرافٍ عربيةٍ عدة. من هذه الأطراف السعودية التي تزرع القمح في السودان، مستغلة أراضيه ومياهه الجوفية الوافرة. وهناك أيضًا دولة الإمارات، التي تذكر بشأنها صحيفة الاتحاد الإماراتية أنها تستحوذ على 58% من جملة استثمارات الدول الخليجية، في مجال الزراعة في السودان.
السعودية، والإمارات تقفان الآن سدًا أمام الثورة السودانية، لمنعها من أن تبلغ هدفها في إقامة نظام ديمقراطي. لا تريد هاتان الدولتان اللتان خطفتا مساحاتٍ مقدّرةً من أراضي السودان أن تقوم حكومةٌ سودانيةٌ منتخبةٌ، تملك قرارًا مستقلًا، وخاضعة لمحاسبة شعبها، بمراجعة هذه العقود. وهي عقودٌ جرى بموجبها منح أراضي السودان، ولفتراتٍ تصل إلى قرنٍ كامل. وغنيٌّ عن القول إن النخب السياسية السودانية التي تنادي بالديمقراطية، لا تقف ضد عروض الاستثمار من الدول العربية في السودان، ومن غيرها من مستثمري العالم. بل هي تعرف أهمية ذلك، وترحّب به أشد الترحيب، فالسودان يملك من الأراضي الصالحة للزراعة، ومن المياه، ما لا يملك القدرة على استغلاله، في ظروفه الحالية. ولكن من المهم جدًا ألا تكون هذه الاستثمارات على حساب حياة شعب السودان، وأراضيه ومياهه وبيئته، من غير أن يحصل منها على مقابل مجز.. لابد من الشفافية في منح عقود الاستثمار وخصوصا في الأراضي لان ذلك متعلق بمستقبل أجيال من السودانيين لم تولد بعد. ومتعلق بالحفاظ علي الموارد الرئيسية ذات الوزن الاستراتيجي الثقيل وعلي سلامة البيئة ، واستدامة التوازن فيها.
بسبب فقدان الرئيس البشير كل بطاقات المناورة الممكنة، من أجل البقاء في الحكم وبسبب إنهيار إقتصاد البلد بسبب فساده وفساد عصابته اضطر في سنواته الخمس الأخيرة إلي الارتزاق بالدم السوداني. ارسل مع لورد الحرب محمد حمدان(حميدتي) آلاف الجنود السودانيين، وربما معهم من هم ليسوا سودانيين، للإشتراك في حرب اليمن. وقد اصاب هذا الخيار القذر السودانيين بالغثيان بسبب قذارته، وبسبب إن للشعبين السوداني واليمني،صلات تاريخية بالغة الطول،ومحبة متبادلة راسخة. المفارقة أن الارتزاق باليمن سبق أن رفضته الجارة مصر حين جري عرضه عليها في بداية الحرب، فعلت مصر ذلك علي الرغم من انها عضو في الحلف السعودي الإماراتي. ولكن حين قدم هذا العرض للرئيس البشير المتشبث بكرسي الحكم بأي ثمن، قبله من دون تردد.
كبار ضباط القوات المسلحة السودانية، الذين يدعون الآن إنهم انحازوا للثورة الشعبية، هم من نفس المجموعة التي صنعها البشير، وباع بها الدم السوداني وباع بها مجمل استقلالية القرار السوداني للخارج. ولقد اتضح منذ البداية ارتهان المجلس العسكري الكامل للأجندة السعودية الإماراتية والمصرية في السودان، فالبيان الأول الذي اذاعه الفريق عوض ابن عوف. الرجل الذي اجلسوه مكان البشير عقب ازاحته تضمن فقرة لافتة، ليس مكانها البيان الاول، تشدد تلك الفقرة علي الإبقاء علي كل الاتفاقات مع القوي الخارجية. وما من شك أن هذه الفقرة املتها علي المجلس كل من السعودية والإمارات لكونهما قد خطفتا أراضي سودانية شاسعة، وفق اتفاقيات مجحفة لم يشرك فيها شعب السودان. جرت وراء الكواليس، لا يعرف الرأي العام السوداني أي شيء عن بنودها، أو اخطارها المستقبلية أو مايمكن إن تعود بيه للسودان من نفع. وبطبيعة الحال، لا يمكن أن يقف نظام حكم كليبتوقراطي مفرط في الفساد، كنظام البشير، عند حد الارض والموارد، فهناك أيضا الذهب وغيره من المعادن النفيسة التي تعرضت هي الاخري للخطف من قوي دولية، كفرنسا والصين وروسيا وربما غيرها، وبسبب الانخراط في نهب موارد السودان، عبر العمولات ورشوة المسؤولين الفاسدين، وقفت كل من الصين وروسيا ضد تقديم إدانة للمجلس العسكري السوداني من قبل الأمم المتحدة بسبب فظائع مذبحة فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم في التاسع والعشرين من رمضان.
السودان قطر منكوب بسبب موارده، ولذلك ظل هدفا دائما للاجتياحات الاجنبية، حين غزا محمد علي باشا السودان، في الربع الأول من القرن التاسع عشر، ضمن خطته للتوسع الامبراطوري واحتلال وادي النيل بأكمله قال لابنه إسماعيل قائد الحملة العسكرية علي السودان، إن كل مايريده من الحملة هو جلب المال والعبيد.، وقد بلغ محمد علي باشا وقتها مايفيد بوفرة الذهب في جبال بني شنقول. كما كان في حاجة للجنود السودانيين الأقوياء المنضبطين، ليحلهم محل جنوده الارناؤوط المشاكسين، الذين يفتقرون إلي الانضباط. وقد كان جيش محمد علي باشا خارجا لتوه من الحجاز بعد حرب ضد الوهابيين نفذها بالوكالة عن الباب العالي في تركيا، بعد 78 عاما من غزو محمد علي باشا للسودان،تم غزو السودان مرة اخري بواسطة مصر الخديوية بالإشتراك مع البريطانيين إلا أن الاخيرين انفردوا بالقرار في السودان وبدأ نهب موارد البلاد بواسطة بريطانيا. أنشأ البريطانيون مشروع الجزيرة الذي يمثل اكبر مزرعة مروية صناعيا في العالم لإنتاج القطن لتغذية مصانعهم للنسيج في يوركشاير وغيرها.
الآن دخل السودان علي يد البشير ،ومجموعته التي تضم المجلس العسكري الحالي، حقبة الإستعمار بالوكالة. اصبح هؤلاء وكلاء للمستعمرين الجدد من صينيين وروس، ومن خليجيين وغيرهم. وهدف كل مماطلات المجلس العسكري في مفاوضاته مع قوي الحرية والتغيير التي تقود الحراك السوداني، الحفاظ علي البنية الفاسدة لنظام البشير، ومنع أي كشف للملفات التي تتعلق بالفسادين المالي والاداري وما يمكن أن تجره من تهم بالعمالة للأجانب. اما السعودية والإمارات فهما علاوة علي حرصهما علي الابقاء علي عقود الإستثمار كما هي، فهما حريصتان علي وأد الثورة، لأن وكلائهما المحليين يمدونهم بالجنود لحروبهم الإقليمية متسعة الرقعة الجغرافية، تقول كل المؤشرات في اللحظة الراهنة، إن القرار السياسي في السودان يصدر من السعودية والإمارات، وعلي سبيل المثال تراجع رئيس المجلس العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان، عن إعلانه نقض الإتفاق مع قوي الحرية والتغيير واعلانه إنتخابات بعد تسعة شهور،بسبب رسالة سعودية وصلت إليه، تحثه علي استئناف المفاوضات مع قوي الحرية والتغيير. وكتبت صحيفة الغارديان في هذا الصدد، إن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت خطوة غير مسبوقة وطلبت من الرياض إن توقف حملة العنف ضد الثوار في السودان.
يقف السودان الآن علي مفترق الطرق، بين ان يكون دولة مستقلة القرار تدير مواردها لصالح شعبها في ظل نظام ديمقراطي يسمح بمساءلة المسؤولين ومحاسبتهم، وأن يستمر مستعمرة بالوكالة تأتي قراراتها من وراء الحدود. والواضح جدا إن هناك نزعات توسعية إمبراطورية خليجية، تريد كما أراد محمد علي باشا، قبل قرابة القرنين، المال والرجال للتجنيد من أجل توسيع النفوذ العسكري والسياسي والاقتصادي ، فالمال الفائض عن الحاجة موجود، والاطماع التي لاتحدها حدود، وجنون العظمة موجودة أيضا، لكن الجنود والاراضي الواسعة المتنوعة غير موجودة. خلاصة القول إنه لاخيار للثورة السودانية الجارية حاليا سوي ان تفرض ارادتها عبر سلميتها اللافتة التي ابدعت فيها وتفوقت.
مستقبل السودان في الإستقرار والنمو والنهضة يمر بمحك فارق، لم يسبق أن مر به، منذ إعلان استقلاله عام 1956. السودان الآن بين ان يكون أو لايكون، ولا أمل له في غير ثورته هذه فاما ان تعبر واما ظلمات بعضها فوق بعض.

Post: #2
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: Yasir Elsharif
Date: 06-10-2019, 10:14 PM
Parent: #1

سلام محمد عبد السلام وشكرا

والتحية للأخ النور

مقال في قضية الساعة تماما.


Post: #3
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: اْسامة اْباّرو
Date: 06-11-2019, 01:36 AM
Parent: #2

دكتور النًور حمد يرسم كروكًى تكالب دول المحور وسعارهم تجاه السًودان وثروته وثورته الأهليًة
شكرا أخ محمًد عبدالسًلام وتحيًة ليك دكتور ياسر

Post: #4
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: Mohamed Adam
Date: 06-11-2019, 03:49 AM
Parent: #3

Quote: السودان الآن بين ان يكون أو لايكون، ولا أمل له في غير ثورته هذه فاما ان تعبر واما ظلمات بعضها فوق بعض.
الثورة ما ح تعبر إلا إذا حصل الآتي:

1/أن بحدث تغير جزري في بنية النظام العالمي، وهنا تحديدا اقصد إزاحة هؤلاء الصعاليق من قيادته وإبدالهم بقيادات تؤمن بالقيم والأخلاق الإنسانية اي العمل بحزمة النظرية الليبرالية او علي الأقل تتاح فرص للشعوب ان تعرف كيف تحكم عالميا وكيف تتم سرقة مواردهم ومصادرة حرياتهم في التعبير(الديمقراطية) بمعرفة ذلك تلقائيا تسقط تلك النظم الفاسدة (الشطان بيخنس بمجرد ما تقول عليه بسم الله) . ..
الآن عالمنا حاكماه أسر(كندي، ريتشارد، بوش، ميتشبيشي، تايوتا، مازدا..الخ) ومعها عصابات مافيا، وشركات صناعة الإسلحة وغيرها من العابرة للقارات..الخ طبعا بمساعدة أذنابها من أسر خليجية وافريقية..

2/ او الثورات تقوم من داخل الشرق الأوسط، مكة "المكرمة"، المدينة 'المنورة"، ابوظبي، دبي، عمان، مسقط، الكويت، القاهرة، بغداد، طهران وتنتظم باقي دول العالم الفقير ... تأتيهم بغتة حتي تسبق كل توقعات تلك العصابة!

3/ او تنطلق ثورة من داخل كل دولة من دول الجنوب الفقير في آن واحد...

4/ او الشعوب تكفر بفكرة الأوطان وتسعي لإزالة الحدود المضروبة فيما بينها حتي تقدر تنداح مع بعضها البعض وتقبل بالتنوع فيما بينها قبول بتاع معرفة مش قبول غالب ومغلوب!

خلاصة الفكرة:
نحن في السودان أو في اي قطر جنوبي فقير آخر لا نعدو، في نظر شفاتة النظام العالمي، من كوننا منتجي للمواد الخام وأسواق يرموا فيها وساخة مصانعهم بل وندفع لهم ثمن تلك الوساخة من حر اموالنا.
لا حرية، لا سلام ولا عدالة لنا حتي لو يحكمنا زول مقدراته متواضعة زي حميدتي...
تلك الشعارات الإنسانية ماركة مسجلة لهم وبس!

شيء لابد من تسميته:
السعودية، الأمارات كليهما عبد المأمور ينفذ سياسات شفاتة النظام العالمي بل هم موظفي جبايه، يأخذو ارباحهم من إستغلال أراضينا الزراعية، الذهب، ومن إيرادات خدمات الحج والعمرة وتسلم صرة في خيط لعصابة النظام العالمي كما حصل لدونالد ترامب وشفتو لأموال الأمة الإسلامية والعربية والإفريقية من ايدي الأسر الخليجية وكل ذلك تم بإبتزاز وبتبجح شديدين من قبل ترامب!

بالنسبة للحج والعمرة لو إتفقت علي إدارته كل إمة الإسلام لقاتلهم النظام العالمي بقيادة امريكا دولة دولة بل لقاتلهم فرد فرد حتي يِرَجٍع إدارته عند أسرة آل سعود ليضمن تدفق إيراداته في أيدي العصابة العالمية .

لا حرية لا سلام لا عدالة لأي دولة من الدول المنتجة للمواد الخام.

Post: #5
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: adil amin
Date: 06-11-2019, 04:04 AM
Parent: #4

السودان عايز مشروع بريكست نتحرر من اصر مصر والعرب والمشروع الامبريالي الصهيوني الشيطاني نهائي ونرجع للايقاد ودول شرق افريقيا ومشروع طريق الحرير ونلتزم مسار نيفشا وصبة جون قرنق 2005-2010
ونرفع علم الاستقلال او علم البريكست ونتحرر من علم مايو والعروبة المستعارة 1969 الرابطنا بهذه الصورة المذلة مع العرب
الحل في منبر الايقاد من هسة
ونتمني من د النور يتجاوز مرحلة التحليل الي طرح البديل وهي رؤية لا تموت =اسس دستور السودان 1955 الحزب الجمهوري

https://up.top4top.net/

انظر الي هذا الطقس الشيطاني لتعرف الدور المجرم والرخيص لي
مصر في العالم العربي
السعودية في العالم الاسلامي
هذه هي الدول التي تشبهنا وتشكل مستقبل السودان الحضاري سودان 1يناير 1956
https://up.top4top.net/

Post: #6
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: Yasir Elsharif
Date: 11-27-2019, 10:24 PM
Parent: #5

فوق

تسلم عزيزي أسامة أبارو

Post: #7
Title: Re: السودان ومنعطف الاستعمار بالوكالة .. بقلم:
Author: ترهاقا
Date: 11-28-2019, 01:27 AM
Parent: #6

الاستاذ محمد عبد السلام والضيوف الكرام
Quote:
يقف السودان الآن علي مفترق الطرق، بين ان يكون دولة مستقلة القرار تدير مواردها لصالح شعبها في ظل نظام ديمقراطي يسمح بمساءلة المسؤولين ومحاسبتهم، وأن يستمر مستعمرة بالوكالة تأتي قراراتها من وراء الحدود

دكتور النور وضع اليد على الجرح ، في وجود هذا الشق العسكري الذي لا يعرف معنى وطن
فكل القرارات ستاتي من خارج الحدود،