الهبوط الناعم مشروع ، الأساليب غير الأخلاقية غير مقبولة

الهبوط الناعم مشروع ، الأساليب غير الأخلاقية غير مقبولة


04-15-2019, 03:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1555337267&rn=0


Post: #1
Title: الهبوط الناعم مشروع ، الأساليب غير الأخلاقية غير مقبولة
Author: amin siddig
Date: 04-15-2019, 03:07 PM

03:07 PM April, 15 2019

سودانيز اون لاين
amin siddig-
مكتبتى
رابط مختصر





من حق أي فرد أو حزب سياسي أن يرى أن المخرج للأزمة السودانية هو تسوية جزئية مع بعض أجنحة النظام.

الغير مقبول هو أن تتصدر قيادة جسم يسعى لهدف مختلف - و هو إسقاط النظام- و أنت تسعي لهدف مختلف . التسوية التي تشمل (إعادة هيكلة ) الأمن بدلاً عن حله و السيطرة على سلاحه ، و عدم إعتقال جميع كبار المتورطين في جرائم جنائية ، و الصلاحيات السيادية للمجلس العسكري ، لا يمكن تسميتها بالسقوط

كم من شهداء هذه الثورة كان سيخرج من بيته في ذلك اليوم و يواجه الرصاص إذا علم أن هدفها النهائي هو تسوية منخفضة السقف جداً مثل التي يبشر بها أنصار الهبوط الناعم ؟

شرارة هذه الثورة إنطلقت بصورة عفوية، و شعاراتها كانت واضحة بصورة لا لبس فيها منذ البداية و هي سقوط النظام

في اللحظة التي تتغير فيها قناعة الجهة السياسية بجدوى الإصرار على السقوط يجب أن تغادر الأجسام التي تسعى لهذا الهدف

إن كانت بعض الأطراف تريد أن تجر بقية قوى الثورة في إتجاه التسوية المطروحة فيجب أن تتم هذه العملية بشفافية تامة و ليس بالإستهبال، و أن تكون تلك القوى صريحة حول هدفها مع الثوار و تترك لهم الإختيار.

أمثلة للأساليب الملتوية التي يمارسها أنصار التسوية:

- مقابلة إبراهيم الشيخ للمجلس العسكري بدون تفويض من أي جهة

- إقصاء ممثلي الحزب الشيوعي و البعث من وفد المفاوضات كما ورد في بيان الحزب الشيوعي ، بعملية إستهبال طفولية كما يبدو

- محاولة توجيه الرأي العام في إتجاه معين بنقل أخبار كاذبة ك ( مصدر موثوق ): مثلاً محاولة فض الإعتصام بقوات من الجيش و الدعم السريع هذا الصباح ، و التي أكدت قوات الدعم السريع مشاركتها فيها في صفحتها الرسمية ، ليأتي (مصدر موثوق ) في الجيش ليؤكد أن هذا تصرف فردي من ضابط . حتى قبل تأكيد الدعم السريع لم يكن ممكناً تصديق أن تحريك قوات من وحدات مختلفة ، بهذا العدد ، في قلب الخرطوم يمكن أن يتم بقرار ضابط دون أوامر القيادة العليا.

- تمييع مطلب الثورة في حكم مدني - و ليس عسكري - و إستبداله ب(صلاحيات تنفيذية كاملة ) كما صرح عمر الدقير ، و كأن التفاوض حول منصب وكيل وزارة ! معوضاً إنخفاض سقف هذا المطلب بإرتفاع الصوت و إضافة كلمة (كاملة)

- الدعاية ل(إعادة هيكلة ) الأمن بدلاً عن حله، دون تفسير معنى هذه العبارة الفضفاضة



- كل الممارسات الملتوية أعلاه تهدف ل:

* لتوجيه الرأي العام بأن برهان (زول كويس ) و التحته سيئين ، نفس الأسطوانة المشروخة، للتمهيد للقبول به من الرأي العام

* تمييع مطالب الثورة الواضحة في حكم مدني ( يشمل حتى السلطة السيادية ) و إستبدالها بمجلس وزراء لا يسيطر على الجيش و لا الأمن و ربما حتى الداخلية

* القبول صلاحيات تشريعية منقوصة

* إستمرار سيطرة الدولة العميقة ، بالذات الجناح الأقل ايدولوجية على معظم مفاصل الإقتصاد و الأمن و الجيش و الإعلام

* القبول بعدم وجود ضمانات لإنقلاب المجلس العسكري عن وعوده بعد إنفضاض الإعتصام

هذه هي الأساليب التي تزهد الناس في السياسة و تجعل السياسية كلمة كريهة في مخيلة الناس