جمال علي حسن:قطر لم تحسبها صح

05:04 PM March, 04 2019

سودانيز اون لاين
شوقى الفقس-UK
مكتبتى
رابط مختصر

جنة الشوك


كان واضحاً منذ بداية الأحداث في السودان أنه وبحكم احتفاظ السودان بموقف حيادي تجاه الأزمة الخليجية فإن ذلك يزيد من احتمالات تحول ساحة الأحداث في السودان إلى معترك من معتركات الصراع الخليجي الخليجي، وللأمانة فإن دول المحور السعودي بما فيها مصر لم ترغب في ابتدار هذه المرحلة من ناحيتها بتصفية حساباتها مع قطر في الساحة السودانية وظلت السعودية والإمارات تتجنبان هذا الأمر تماماً، برغم أن الرئيس البشير قام بزيارة الدوحة في بدايات الأحداث لكن ذلك لم يمنع السعودية من التعبير عن موقف متوازن تجاه الأحداث وكذلك فعلت مصر وقبلهما فعلت مملكة البحرين التي عبرت عن موقفها منذ البداية.
لكن ما قامت به قطر مؤخراً كان عملاً يخلو تماماً من الذكاء السياسي حين نقلت قناة الجزيرة خبراً بثه موقع ميديل إيست أي الإخباري البريطاني حول لقاء او اجتماع تم بين مدير المخابرات السودانية الفريق أول صلاح عبد الله قوش مع مسؤولين من الموساد بترتيب وتنسيق من السعودية والإمارات ومصر للتوافق على توليه الحكم في السودان خلفاً للرئيس عمر البشير وأن هذا اللقاء السري تم على هامش مؤتمر ميونيخ منتصف الشهر الماضي.
الشيء المعروف أن قطر هي التي تقوم بتمويل موقع ميديل إيست أي وهو الموقع الذي ظل يقود حملات إعلامية مستمرة تستهدف الإمارات والسعودية على وجه التحديد وتدعم موقف قطر منذ بداية الأزمة الخليجية وبالتالي فإن مهنية هذا الموقع الإخباري مفقودة تماماً.
وقبل سنوات حين نشر رئيس تحرير الموقع تقريره حول وقوف الإمارات خلف المحاولة الإنقلابية على إردوغان سألته صحيفة ذا ناشنال عن تمويل الموقع الذي لا يكاد يتضمن أي إعلانات فأجاب أنه يتلقى دعمًا ومساعدات من أصدقاء، فأشارت صحيفة ناشنال في تقريرها إلى أن من بين هؤلاء الأصدقاء دولة قطر.
والسؤال المهم الآن هو: كيف غاب عن دولة قطر ما يمكن أن يتسبب فيه تقرير قناة الجزيرة من تأزيم في علاقات السودان وقطر وما قد يترتب على هذا التأزيم من مراجعة قد يقوم بها السودان لموقفه من الأزمة الخليجية بشكل عام والتي قد تؤدي إلى فقدانها لحياد السودان تجاه الأزمة.. مما يعني تسجيل نقاط إضافية في رصيد وميزان المحور السعودي.
هل غابت هذه التقديرات السياسية عن قطر وقناة الجزيرة؟ مع العلم أن موضوع العلاقة مع إسرائيل عموماً لا يمثل ملفاً مفيداً أو مهماً أو جاذباً في يد القوى السياسية المعارضة في السودان.
كل ما نستطيع قوله إن قطر لم تحسن اللعب بذكاء هذه المرة ولم تحسبها صح.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.