فزاعة التنظيم الدولي

06:56 PM February, 25 2019

سودانيز اون لاين
sadiq elbusairy-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي أضحى فزاعة يستخدمها الكيزان بخفة في مقالات الغواصات المراد منها الإيحاء بأن التغلب على النظام الاحتجاجات و الثورة السلمية غير ممكن بل مستحيل و ان التنظيم يمتلك مقدرات خارقة من شأنها تحويل الرياح لتواتي رغبات النظام و لكن الحقيقة التي ظللنا نرددها و لا يستمع لها الكيزان ان الثوار تخطوا و سبقوا كل خطط النظام و التنظيم الذي ظل متحجرا منذ عشرة سنوات الاخيرة و لاىيسعى افراده الا للسرقة ظنا منهم بان الشعب دخل الحظيرة و اصبح وديعا
هذا التنظيم ليس سوى فزاعة ليس الا نعم الدول الراعية لهذا التنظيم تهتم للمكاسب الاقتصاديةأكثر من الأخوانية و ذلك للطبيعة البرغماتية لهذه الأنظمة
الحديث عن تنوير و عن توجيهات هذا أمر مرحلي فقط و بمجرد ان يثبت للدول الراعية ان أخوان الداخل غير قادرين على السيطرة على مجريات الاحداث التي تفرضها الثورة فإنها ستسحب كل التأييد استعدادا للتعامل مع النظام الجديد كما حدث في مصر بعد انقلاب السيسي الذي كان في وضع الإختيار بين هذه الدول و المعسكر المعادي لها و نذكر تماما ان قطر التي كانت تدعم الاخوان بادرت مباشرة بعد انقلاب السيسي بمنحة مالية لمصر اعادها السيسي بمجرد حصوله على بركات السعودية
خلاصة القول أن النمط العقائدي تلاشى و اضحت البراغماتية هي الخط الذي يسير عليه التنظيم و حتما ليس ذلك من صنع عناصره انما هي اوامر أعلى من التكوينات الحاكمة التي ترعى هذا التنظيم لان هناك امر حتمي استطر و هو العولمة التي بالضرورة مرتبط نجاحها بذواب الروابط العقائدية و الفكرية و الحدود الجغرافية و اللغة و التاريخ و تعميق مبدأ القوى الإقتصادية الأمر الذي نرى بسببه تتبارى دول المنطقة بتوسيع سيطرتها على الموانئ و المعابر التجارية لان الحدود القادمة هي تلك التي تخدم اقتصاد كل وحدة او بما يسمى حاليا دوله
عليه الحركة الإسلامية في السودان متخلفة عن ركب تطور مثيلاتها و كذلك الحركة الإسلامية في مصر فكلا الحركتان تتبعان النمط الكلاسيكي القديم و هو تعميق الدولة الاسلامية عبر الخدعة الدينية و إستغلال العواطف و تمكين عناصرها ماديا و مجتمعيا دون اعتبار للمكون الأساسي و هو الشعب
هذا ما جعل الدول الراعية لتنظيم الإخوان الدولي عدم الاستثمار في حركة الاخوان المسلمين في مصر بعد انقلاب السيسي و كذلك ستفعل في السودان اذا حسابات الربح و الخسارة كان ناتجها الخسارة.

لم تلبث كثيرا حتى طغت البرغماتية على العلاقة بين الدوحة و الخرطوم بمجرد تباين مصلحة الطرفين و هذا ما ذهبنا إليه أعلاه و ما حدث و يحدث الأن إنما هو تداعي قراءتنا لجوهر فكر التنظيمات الإسلامية خاصة و الشمولية بشكل عام و لما كان ما يهمنا هنا هو تنظيم الاخوان المسلمين في السودان و حكومته الفاشلة فإن هذا الصراع الذي بدأ في الطفو على السطح إنما هو بداية للسقوط المدوي فلا مجال لرأب الصدع الذي أحدثته الاعيب الحكومة في السودان و عدم ثباتها في تحالفها مع قطر و تركيا و القفز لحبال الإمارات و السعودية
و كما قلنا لن يستثمر الممول الأكبر للتنظيم الدولي مع شريك لا يملك أدنى مقومات هذه الشراكة