مقال:عظة لمن لم يفهم

مقال:عظة لمن لم يفهم


02-11-2019, 10:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1549878801&rn=0


Post: #1
Title: مقال:عظة لمن لم يفهم
Author: محمد على النقرو
Date: 02-11-2019, 10:53 AM

09:53 AM February, 11 2019

سودانيز اون لاين
محمد على النقرو-
مكتبتى
رابط مختصر



بقلم الاستاذ محمد علي يعقوب



بداية يتفق الكل على ان ثورة شباب السودان في ديسمبر , هي نتاجا طبيعيا لواقع مزر مستمر منذ امد بعيد , منذ بداية ما بعد الاستقلال والحكومات الوطنية المتعاقبة تراكميا ختاما بعهد حكومة المؤتمر الوطني التي لا زالت مستمرة في حكم السودان زهاء الثلاثين سنة. لم تكن لدى تلك الحكومات المتعاقبة ,التي كانت تغلبها الطابع الطائفي ,اي برنامج سوداني وطني خالص يعمل على توحيد الوطن وخدمة المواطن. ظلت تلك الحكومات تعمل على اجندة تحمل في داخلها هدر للمقدرات والموارد الوطنية حتى افرغ مفهوم المواطنة واصبحت حكرا على زعامتها وترمى باقيها على من في خدمتهم. كان المفهوم السائد , ان الريادة السياسية تكمن في ان يقدس الناس زعيمهم , وهو الذي خلق لان يأمر وينهىي ويستجاب له , بدون ادنى واجبات. هذا الامر كان سائدا في حالتي الحكومات الحزبية والعسكرية حيث ارتبطت السلطة بسرقة المال والفساد والظلم والاستبداد. الامر الذى ادى الى تململ الاطراف دوما بفضل ابناء الاطراف الذى نهلوا القليل من الوعي. و استمر تدمير الوطن بكل مكوناته وهويته. وانحسر دور المؤسسة العسكرية في القمع والقتل والتنكيل لكل من يتمرد على هذه المنظومة, ومن ثم ينقلب العسكر على الحكم الحزبي وتستمر هذه الوتيرة الى ما نحن عليه الى اليوم. لقد ظهرت بوادر الوعى تراكمايا بثورة شباب السودان ضد الحكم القائم , عندما اعلن جل الشباب الانتفاضة على الاعراف السائدة والثورة على الاوضاع في ظل هذا النظام وتم اعلان شعاراتهم يهتفون " سلمية سلمية ضد الحرامية , وتسقط بس " . الشعار الذي استعصى عللى الكثرين فهمه, وانصياع الحكومة لمطالبهم. فمطالب الشباب والثورة اليوم مرتبطة بتطلعات الشباب لمستقبل افضل بمفهوم يجمع كل ما هو وطني , بعيدا عن عنصرية وجهوية الانقاذ التى ظلت تعزف عليها لتضمن بقائها واستمرارها في سدة الحكم. وتتضح معاني الثورة في مظهرها , لان خروج جل الشباب من كل الطوائف والجهات والخلفيات الثقافية والفكرية والجهوية والقبلية والدينية. و سخر الكثيرون على شعاراتهم وقبلها على اهتماماتهم وطريقة عيشهم. فالذى لن تفهمه الانقاذ في امر هؤلاء الشباب هو قوة الشعار الذي سخرت منه عبر كتابها واكثر صلابة الثورة اليوم هي سلميتها التي عرت النظام امام المواطن السوداني اولا والعالم ثانيا. ظلت الانقاذ تستخدم اسلوب التكذيب والتدليس والعزف على العاطفة الدينية منذ مجيئها في تلك الليلة المشؤمة , وظلت تنكر ارتكابها فظائع يندى لها جبين الانسانية في كل من دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق والجنوب في فترة الحرب. ذهل الجميع في استخدام القوة المفرطة ودهس المتظاهرين بالسيارات وظهور رجال ملثمين على سيارات بدون لوحات ويضربون الكل بالهروات في كل اجزاء الجسم قصدا القتل بدون تمييز بين من هو طفلا او رجلا كبير افي السن او امراة او فتاة فضلا عن الاعتقالات والتعذيب في مراكز الامن والمخابرات والدخول بالقوة على البيوت في الاحياء مع التكبير والتهليل. راى الكل فظائع الانقاذ في المركز برغم وجود الاعلام ,على قلته وتحفظه, الا ان المواطن نقل بكميراته كل ما يسير في الشوراع. وظل المواطن يسال لماذا كل هذه القوة والعنف تجاه انسان سلمى لا يحمل شيئا يمثل تهديدا؟ سؤال اربك المسؤولين كثيرا وملئت الصحف والاعلام الحكومي بتصريحات متناقضة فطيرة لا تقنع طفلا او مجنونا. ومما ظهر على العلن ,كشفت الانقاذ وقيادتها على انهم بدون فكر ولا انتماء او ضمير انساني. المعضلة الكبرى اليوم هي ان الانقاذ ,بشرعيتها المزيفة , قد اقتنعت بان لا بوادر انتهاء لهذه الثورة , لان اعلان الشباب كان واضحا ويزداد كل يوم اصرارا بان لا رجوع ولا قناعة بتلك الحلول الصوتية من وعود على عودتهم كما كانوا . والمعضلة الاكبر , يستحيل على قادة الانقاذ الاستمرار في الحكم بعد ان قال الكل كلمته , وبعد كل الفظائع التى ارتكبتها الانقاذ في وضح النهار!