القصة الغيرمكتملة لرجل هزمته العزلة

قمت بـ"سرقة" هذه المذكرات/الكتابات متوسلاً عُرى الود و الصداقة و الإرتباط بهذا الرجل الذي

عرفته لسنين عددا واثقاً من لامبالاته بنشرها في أي جحيم كان !

و سأوالي نشرها ها هنا ...




بالطبع أنا لا أجيد فعل الكتابة لأنني لا أقرأ كثيراً فكما يقول صديقي فعل القراءة يستوجب الكتابة

يحث تجاهها حثاً أو كما قال، و كل ما علق بخاطري من تُرهات مصدره هذا الصديق المزعوم

أما الذي حثني علي الكتابة فهو رغبتي في قراءة متمعنة و متفحصة لسلسال الأحداث الذي

جرفني إلى حيث أقف اليوم مذهولاً كأنما آخر قد تلبسني و أحالني إلى ما أنا عليه الآن ، و أبعد

ما في ظني أن يقرأه شخص ما، كما أنني بت أكثر اقتناعاً بعبثية و لا جدوى وجودي بدءً

اللعنة .... زوجتي الآن تحاول النظر من وراء كتفي لما أكتب سأواصل لاحقاً ...

أنا الإبن الوحيد المتبقي من جملة ثلاثة اخوة غادر اثنان منهم هذه الحياة قبل أن يبدأوا بحلاقة لحاهم، و توسطتهم امي، هكذا في ثماني سنين أصبحنا أنا و والدي في خضم ذهول لم ينقشع حتى اللحظة، ربما كان هذا سببا مباشراً لنا لنبدي للحياة وجهاً آخر لا يأبه لها و لا يأخذها مأخذ الجد، قليلا قليلا كانت العلاقة بيني و بين والدي تتجه بعيداً عن كونه والدي و كوني ابنه الذي تبقى و قليلا قليلا رغم خيباته الكثيرة في، أصبحنا نبتعد عن الحياة كما عرفناها و يعرفها الناس، صلتي بالعالم تحددت من خلال اصدقاء الطفولة و المدرسة الذين تبقوا كما هم حتى اللحظة رغم محاولات "الحياة" "الأقدار" "العبث" لا أجد اسما محدداً لكن بالضرورة اقصد تلك القوة الغريبة التي تحاول تسيير "الأشياء" و الكون بشكل "مغاير"، نلتقي الآن كلما شاء شئ ما لنا ان نلتقي او حينما تخطر لاحدهم بعد الأفكار السيئة، او كلما فاجأ احدهم الحنين لأيام كان يفاجؤنا فيها الصباح و نحن ندور في احاديث و نقاشات لا تنتهي و لا تصل لمكان ما تدور و تدور و كل في فلكه.

ننتظرك يا محمد
وفعل الكتابة المجيد

وحتماً سيكتمل الضوء

لم أرد قطع هذا الحديث الجميل
لكني أرفعه أعلي لتواصل

ما أراه جليا الآن و عانيته اعاني منه حتى اللحظة هو عدم امتلاكي منطقة أحكم منها و بها على ما حولي و احدد من خلالها علاقتي بكل ما حولي، لم يستطع والدي منحي شيئاً و لم أتلقاه من خلال "تفاعلي" مع ما حولي منذ طفولتي الباكرة، كنت دائما ما اقع فريسة التناقضات الهائلة التي بدأت بالظهور باكراً، أساتذتي يرددون كالببغاوات ما كُتب في الكتب المدرسية بحرفية عتيدة تماماً كما كتبت دون ان يعوا او و هم واعون لحقيقة أننا سنواصل الحياة على سطح هذا الكوكب و ليس في مجرة اخرى، كأنهم بصدد تعليبنا و عرضنا كآخر متنجات الجنس البشري في طبعته المحلية! والدي يعتقد أنه يمتلك هذا المكان، يساعده في ذلك عدم ملاحظته لكم التناقضات الذي يحدثه هو شخصيا كل يوم بطيبته و عفويته المجيدة! متماهياً مع ما يمور حوله...

أبوذر و ايزابيلا
و الوقتُ شعر !

هأنذا إذاً قد زينتُ البوست تماماً

فلتنعم يا صديقي

سعيد بمقدمكما

يكاد والدي يضيف صلاة سادسة في يومه و ليلته شكراً لربه أن اتي بنا كلنا صبية و لم يمتحنه بمحنة انجاب فتاة تنغص أيامه، بالطبع احد خيباته الكبيرة فيّ هي أنجابي لطفلة تقبلها بصعوبة كاحدى اللعنات التي تعودها مني دون ان يستطيع إلى الآن التعامل معها كجد صالح و هكذا طوال فترات طفولتي و صباي و شبابي أقفر بيتنا من الإناث سوى امي التي كنت اصنفها بأنها امي فقط دون ان اقوم بوضعها ضمن جنس معين، و انا الآن استطيع ان ارى كم آلمها أنها لم تنجب فتاة رغم معرفتها بأن ذلك كان كفيل بجعل والدي يترك الدنيا ليقف أمام بيتنا متنكباً عصاه الغليظة!