دكتور صلاح جبريل لا يأكل اللحم

ربطتنى صداقة متينة بأخى وحبيبى الدكتور صلاح جبريل بحكم الزمالة ، فنحن نعمل فى (مجموعة) واحده ،

صلاح جبريل من خريجى طب الخرطوم ابان السبعينات ، وهو شايقى من شوايقة بحرى ورجل لطيف المعشر وحبوب ولا تمل الجلوس إليه ابداً

أدهشنى صلاح جبريل ، وطريقته العجيبة فى الأكل ، والحق يقال أننى لم اره ياكل قط ، بل حدثنى حديثاً عجيباً عن الأكل ، فهو شبه (نباتى) ولا ياكل إلا وجبة رئيسية واحدة فى اليوم ، صلاح ممتلىء حيوية وشباب ونضارة وعلم غزيز ، أما علاقته مع اللحم فعلاقة غريبة للغاية ، قال لى صلاح أنه كان فى الماضى يأكل اللحم بطريقة السودانيين المعتادة ، سوى كان مشوياً أو مسلوقا أو محمراً أو مطبوخاً ضمن الطبائخ المعروفة كالبامية والملوخية والرجلة ، إلى أن دخل كلية الطب ، وهنالك تغير الحال تماماً خصوصا بعد حضور محاضرات التشريح وما إلى ذلك ، فلاحظ صلاح أن أنسجة الحيوانات مشابهة تماماً لأنسجة الإنسان ، فعاف اللحم من يومها وقال لى أنه شعر من اول وجبة أكلها بعد التشريح أنه ياكل فى (لحم إنسان) ، فأسقط فى يده ، وإستفرغ ، وترك أكل اللحم إلى الابد ، وإستحضر الآية التى تشبه الغيبة بأكل لحم الإنسان والتى تختتم بكلمة (فكرهتموه) فقال لى (حقاً لقد كرهت اللحم) ، علماً أن صلاح والحق يقال (لا يغتاب أحداً قط) وهو رجل مؤمن وفيلسوف فلسفة عميقة وله (نظريات) كثيرة ، وتساؤلات عجيبة حول (الخلق) وحول أبونا آدم وأمنا حواء ، ومما ادى إلى حيرته ودهشته دراسته للطب وإكتشافه أن الدنيا وما فيها لا تسوى (جناح بعوضة) ، وقال لى كلما تعمق الإنسان فى العلوم وبلغ ما بلغ من المراتب كلما زادت حيرته وإكتشافه أنه (فوق كل ذى علم عليم) ، حاولت بشتى السبل والإغراءات أن يجعله يأكل ولو قضمة صغيرة من لحم طرىء ، ولو لحم غزال ، فلم أفلح

فهل كل الدكاترة يعافون أكل اللحم؟؟؟؟

مجرد سؤال

ما تبقى زيو

كان كضومك دي تسغر

إنت (مساخة) الرباطاب دى ما بتخليها