د. البوني: ماذا نقول في دولة تطارد بائعات اللالوب لتكمل المحليات الربط المالي

قام إتعزز اللالوب

د. عبد اللطيف البوني
[email protected]

اللالوب ثمر لشجرة برية تنبت في السافنا الفقيرة وبالتالي يمكن اعتباره فاكهة برية، هذا إذا شئنا تدليعه ولا أشك في أن كل أهل السودان يعرفونه مهما كانت درجة تبندرهم وهناك مثل سوداني يقول: «لالوب بلدنا ولا تمر الناس» وهو مثل يدعو للإكتفاء الذاتي وعدم التطلع لما عند الغير وفي نفس الوقت يبخس من شأن اللالوب ويرفع شأن التمر، وعند الصوفية نجد:

الليل برد وين كاسو

اللالوب بدور ناسو

والاشارة هنا لسبحة اللالوب وقيام الليل.

كنت أتعاطى اللالوب في فترات متباعدة ولكن مؤخراً لفت صديقي أحمد احيمر نظري الى أن اللالوب يقوم بعملية نظافة للبطن بصورة فعّالة فأدمنته وأصبح من لوازم البيت لدرجة أن حفيدتي فاطمة التي لا تتجاوز كل ذخيرتها اللغوية خمس كلمات كانت من بينها اللالوبة.

أصبحت كلما أذهب لسوق المسيد وهو سوق ريفي يعني زي ما تقول عفراء بتاعتنا لابد من أن أتزود باللالوب وآخر مرة قابلني أستاذ الأجيال أحمد شريف الذي ظل يدرّس الرياضيات لأكثر من نصف قرن من الزمان عند بائعة اللالوب فقال لي: «طيب العنب ده البياكلو منو طالما إنت تكيل في اللالوب؟» فقلت له: يا أستاذ انت ما عارف إنو «لالوب بلدنا ولا عنب الناس»؟ بعد اسبوعين من ذلك اللقاء جئت لمكان بيع اللالوب فلم اجد ولا لالوبة فسألت عن بائعيه فرأتني إحداهن فجاءتني والأسى يقطر من عينيها فقالت لي: يا ود أمي نحن ما كشونا ودخلونا المحكمة وغرمونا «150» ألف جنيه وقطعوا القدامنا والورانا وسألتها عن السبب فقالت لي: قالوا الكرت الصحي بتاعنا ما مجدد. ومحدثتي هذه قادمة من شمال كردفان جاءت للقيط القطن بالجزيرة وكان أهلها من هناك يرسلون لها جوالات اللالوب وهناك يجمع من الغابات بدون ثمن، وكل رأسماله هو الجوال الفارغ والترحيل وجبايات الطريق وسعر الجوال لا يتعدى الثلاثين ألف جنيه.. أما الكرت الصحي فهو يباع في السوق بدون أي كشف بسعر خمسة وثلاثين ألفاً بينما الإيصال مكتوب عليه عشرين ألف جنيه فقط، فالسلطات المحلية عندما تريد تحقيق ربط محدد تقوم بعملية كشة وتأخذ كل الباعة الفارشين للمحكمة ويحاكمون إيجازياً بالغرامة مائة وخمسين ألف جنيه، وهنا نسوق الحديث لمولانا رئيس الجهاز القضائى بولاية الجزيرة ونقول له: إن القضاء السوداني فوق الرأس والعين وعهدنا به أنه لا يظلم عنده أحد ولكن الذي حدث في سوق المسيد وغيره من أسواق الجزيرة كان فيه تدمير تام لهؤلاء البؤساء الذين انقطع رأسمالهم نهائياً. إنسان كل رأسماله جوال أو جوالين من اللالوب وقيمة الكرت الصحي لا تتجاوز العشرين ألفاً رسمياً كيف يحاكم ايجازياً ويغرم 150 ألف جنيه ولدينا عشرات الأمثلة من هؤلاء الباعة الفارشين على الأرض.

عودة الى صاحبتنا بائعة اللالوب فقد قالت لي أنها عندما وقفت أمام القاضي لم تكن تملك إلا خمسة وثلاثين ألف جنيه فتضامنت معها زميلاتها اللائي هربن من الكشة فجمعن كل ما عندهن فوصل المبلغ 112 ألف جنيه وأرسلت في طلب بقية المبلغ من مدخراتها التي جمعتها من جني القطن وهذا يعني أنه بعد تسديد الديون سوف ترجع الى كردفان خاوية الوفاض. سألتكم بالله ماذا نقول في هكذا دولة؟ تشرع قوانين استثمار وتعفي أصحاب المطاعم الفاخرة والعفراءات والبصات السياحية من ملايين الدولارات وتطارد بائعات اللالوب والنبق والبروش والطواقي في سوق المسيد لكي تكمل المحليات الربط!!؟؟

إن الذي يحدث في أسواق الريف السوداني كفيل بتحطيم تلك الأسواق وأهلها الى أبد الآبدين.

نقلا عن سودان نايل

.

هذا (البوني) مدرسة في فن الصحافة الساخرة ... الضحكة التي تبكي ...وفعلا (ماذا نقول في دولة تطارد بائعات اللالوب لتكمل المحليات الربط المالي ) لاقول بعد الذي قاله ..علهم يسمعون بعد ذلك ولانستثني (تمرنا ) من ذلك ....

مكي ازيك


دي حكومة سرجي مرجي انت حكيم وللا تمرجي



فيصل محمد خليل

ربي ياخد ليهم بي حقهن ان شاء الله كلهم يمشوا

اخوتي الكرام:
MO
فيصل
سيف

شكرا جزيلا علي المرور والتعليق.