الخرطوم و .. زواج عتريس من فؤاده باطل!

الخرطوم و .. زواج عتريس من فؤاده باطل!


04-16-2006, 08:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1145172824&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم و .. زواج عتريس من فؤاده باطل!
Author: randa suliman
Date: 04-16-2006, 08:33 AM

رندا عطية

زواج عتريس من فؤاده باطل.. زواج عتريس من فؤاده باطل, هكذا كان شيخ القرية و ماذونها يصيح باعلى صوته و هو يسير في بين طرقاتها الساكنة كسكون ما قبل العاصفة منبها اهلها الى عدم مشروعية زواج عتريس من فؤاده , لان هذا الزواج قد تم دون موافقة فؤاده , بل و دون رضاء زوجها الذي اجبر على ان يطلقها بليل.. , ليكتشف اهل القرية ان فؤاده ببيت عتريس لهي (اسيرة) تسعى لفك اسرها لا (حليلة) تركن لصدر زوجها!
و قد كانت قلة من اهل القرية تعلم بحقيقة هذا الزواج, و لكن و لكانما فؤاده المغلوبة على امرها لم يكفها عذاب الاسر لتعاني من حسد الاغلبية على قربها من عتريس فتوة القرية ذو الثراء الفاحش لظنهم ان هذا القرب قد جعلها تطلق الفقر , و يستدلون على تمرغها في النعمة بتورد و جنتيها هي و اطفالها, و لكنهم عندما دروا انها ليست سوى (ام) اسيرة تسعى لحماية و اطعام اطفالها اشفقوا عليها, للدرجة التي جعلتهم يقومون بحرق عتريس لتحريرها, فالمظاهر خداعة, كيف لا و قد بلغت من الخداع حدا جعل منى آركوي يهدد بحرق قلب الخرطوم بدعوى انها هي سبب ما تعانيه الاقاليم من تهميش , هذه المظاهر التي لو عرف السيد/ مني آركوي حقيقتها لتفاجا بان الخرطوم لا تستحق تهديده بالحرق, لان حالها ليس باحسن من حال فؤاده, بالرغم من عمرانها و شوارعها الاسفلتية التي تذكر سكانها و للمفارقة بفقرهم..
هذا الفقر الذي احرق قلب اغلب اهل الخرطوم, لانه ما فتأ يذكرهم بوجوده الدائم في تفاصيل حياتهم المعاشية, بل و سرق منهم نعمة الستر المتعفف التي كانت تجعلك تحسبهم اغنياء و ما هم باغنياء, سترهم هذا الذي صار ينتهك على مراى يومي منهم و على قارعة الشوارع العامة التي تتيه بما لحقها من لمسات اسفلتية, فهذه الشوارع التي عادة ما تكون ممتلئة الجوانب بالطلاب و العمال و الموظفين المنتظرين المواصلات بالساعات ليعودوا الى منازلهم , و عندما تقف حافلة هايس خالية نسبيا من الركاب امامهم لا يستقلها اكثر من واحد منهم , حتى بعد ان ينقص سائقها اجرتها الى النصف , و لكن بالرغم من تنبيه الكمساري للواقفين بان النفر بخمسمائة جنيه لا يركب احد , لينكشف حال الكل بانهم لا يملكون في جيوبهم (الف جنيه) اجرة للهايس, هذه الالف التي ان دفعوها ذهابا فلن يجدوا ما يرجعون به ايابا, فمن لا يملك ما يرجع به الى بيته لهو اكثر فقرا و بؤسا من فؤاده بطلة الفيلم المصري , فهي على الاقل كانت موردة الخدين لان عتريسها كان يطعمها من بقايا طعامه الفاخر ببيته..
لهذا عندما اعلن الشيخ من على شاشات (قناة) العربية ان زواج عتريس من فؤاده باطل, تنفست فؤاده الخرطوم الصعداء و ذلك لان مني آركوي عرف ان من في مثل حالتها لا يستحق الحرق ناهيك عن التهديد به فما هي سوى اسيرة..
لهذا اليس من الاولى بالخرطوم ان تشكر الشيخ الذي جنبها بتصريحاته مصير الموت حرقًا بالرغم من انه هو من تسبب في جعلها اسيرة لقصره المفقود..