رؤية دكتور بونا ملوال بين الوحدة والانفصال

رؤية دكتور بونا ملوال بين الوحدة والانفصال

بونا ملوال المثقف والكاتب الجنوبي المعروف وزير الثقافة والإعلام الأسبق المستشار برئاسة الجمهورية الآن الذي كتب كثيراً عن مشكلة الجنوب وله رؤية واضحة ورأي ثابت في كيفية الوصول لحل دائم ومرضٍ . ورجل في قامة بونا ملوال عندما يتحدث عن مشكلة الجنوب لا يتحدث من منطلق شخصي ولا من أفق ضيق ولابد أنه وصل لقناعات مدروسة ومسببة تجعله يصرح برؤيته بثقة وشجاعة، ولا شك أن رؤية بونا ملوال لحل مشكلة الجنوب هي رؤية كثير من المثقفين من أبناء الجنوب، وما جاء في لقاء لندن هو أحد المشاركين فيه كان يحمل اشارات واضحة وجلية لفكر ورؤية بونا ملوال وما جاء في بعض الصحف خلال فترة مفاوضات السلام وبعدها على لسان بونا ملوال لابد من الوقوف عنده والتذكير به، والتمعن في مفرداته وتناوله بجد بعيداً عن العاطفة. وقبل الدخول في تحليل حديث بونا ملوال لابد من التأكيد على أن السلام هو غاية لابد من تحقيقها وتأكيدها والتمسك بها وصولاً للحل الدائم مهما كان شكل هذا الحل والحل الذي نريده لابد أن يشارك فيه كل الشعب السوداني باستفتاء عام تصبح نتائجه ملزمة للجميع يقول بونا ملوال: »إن اتفاق السلام يهدف إلى ترتيب انفصال جنوب السودان بشكل سلمي ومتفق عليه، وأوضح ملوال دون مواربة »نحن مع الانفصال ولا أعتقد أن للجنوبيين في الوقت الحاضر خيار آخر« وأضاف نحن اصبحنا نطالب بالتوصل لإتفاق سلام في وقت وجيز حتى يبدأ العد التنازلي للفترة الانتقالية التي تستمر لست سنوات، ليمارس الجنوبيون في نهايتها حق تقرير المصير وذكر ملوال في تصريحات خاصة لصحيفة الاتحاد، الظبيانية أنهم يدعمون اتفاق السلام لأنه يقود إلى تكوين »دولة جنوب السودان« خلال السنوات المنصوص عليها، وأضاف إن معظم الجنوبيين يقفون إلى جانب الانفصال، ولكنهم يختلفون حول التفاصيل«إنتهى.

هذه هي الحقيقة التي لا نريد أن نتعامل معها بجدية في الشمال، فالاختلافات بين الشمال والجنوب التي تتمثل في الاختلاف العرقي والديني واللغوي والاجتماعي والثقافي حقاً كبيرة ولا يمكن تجاوزها وخمسون عاماً من الاقتتال كافية لإثبات هذا الواقع وبالتالي يصبح ما وصل إليه بونا ملوال وكثير من المثقفين الجنوبيين هو الواقع وهو صوت العقل، فقيام دولتين بالتراضي والاتفاق والتنسيق والتفاهم والتعاون هو المنطق الذي يؤدي إلى إستقرار دائم وسلام مستمر

كما قال سيادته »إن مصير جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة ليس مرتبطاً بجنوب السودان ومستقبله السياسي، وأكد أن القضية المحورية في الصراع هي قضية جنوب السودان وإذا تم التوصل إلى حل لها فلن تعقبها قضية المناطق الثلاث وإن الربط بين مصير هذه المناطق وجنوب السودان خطأ مرحلي ارتكبه جون قرنق«

انتهى

إن قضية المناطق الثلاث وزجها في المفاوضات هي مزايدة من الحركة الشعبية تسعى بذلك للحصول على مكاسب رخيصة. وكما قال بونا ملوال إن ربط قضية المناطق الثلاث وجنوب السودان خطأ كبير وهذا ما يؤيده كثير من المثقفين الجنوبيين «

بهدف دعم مشروع السودان الجديد الذي تتبناه

وأشار السيد بونا ملوال إلى أن الشماليين الذين يراهنون على عدم استقرار جنوب السودان في المستقبل، وإن حرباً ستندلع بين قبائله المختلفة رهان جانبه الصواب،مشيراً إلى أن القبائل الجنوبية عاشت عبر التاريخ في سلام«

وهذه اشارة منطقية وحقيقة إذ أن ابناء الجنوب إذا لم يكن لديهم المقدرة على ترتيب أوضاعهم والتعايش مع بعضهم فلن نتوقع منهم التعايش مع ابناء الشمال.

ويرى ملوال إن الأهم بالنسبة للجنوبيين هو تمسكهم بحق تقرير المصير وإبعاد القوى العسكرية الشمالية من جنوب السودان لضمان ممارسة نزيهة لاستفتاء حق تقرير المصير »وأقول للأخ ملوال إن القوات المسحلة السودانية هي الوحيدة في الساحة التي يمكن الوثوق فيها وهي صمام الأمان لكل قرار يتخذه الشعب السوداني شمالاً وجنوباً وهي دائماً نزيهة ونقية وتأكد إذا جاء الاستفتاء بقيام دولة في الجنوب فهي التي ستحمي هذا الاستفتاء وهي التي ستساهم في بناء دولة الجنوب وتأمينها في مراحلها الأولى، فالقوات المسلحة هي الوحيدة التي عانت من الحرب في الجنوب على امتدادها وقادة القوات المسلحة هم وحدهم الذين يعلمون ما لا يعلمه غيرهم عن مشكلة الجنوب وهم الذين يتطلعون للوصول إلى حل ناجز وسلام دائم مهما كان شكله وكفى الله المؤمنين القتال.
الانتباهة