الشتائم المتبادلة بين حزب المؤتمر الوطني وبقية أحزاب المعارضة لها دلالة واحدة هي أننا جميعاً سي

الشتائم المتبادلة بين حزب المؤتمر الوطني وبقية أحزاب المعارضة لها دلالة واحدة هي أننا جميعاً سي


04-04-2006, 04:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1144166235&rn=0


Post: #1
Title: الشتائم المتبادلة بين حزب المؤتمر الوطني وبقية أحزاب المعارضة لها دلالة واحدة هي أننا جميعاً سي
Author: ghariba
Date: 04-04-2006, 04:57 PM

إساءة الذات
محجوب عروة

3-4: نقلا عن السودانى:
بريد إلكتروني: e:mail:[email protected]


الشتائم المتبادلة بين حزب المؤتمر الوطني وبقية أحزاب المعارضة لها دلالة واحدة هي أننا جميعاً سيئون ونستحق عدم الاحترام من الآخرين.. إذا أقمنا مؤتمرات لا نستحق أن يحضروا إلينا، وإذا تجنبنا الذهاب فلا يفقدنا أحد.. كيف لا وقد ظل جميع الزعماء والقادة السياسيون وكل الأحزاب والكيانات تتلقى سيلاً من الشتائم والسباب ضد بعضها البعض منذ أن نلنا استقلالنا، وكلما جاء نظام على رأس دبابة.. يتحول كل الآخرين عنده الى خونة وعملاء ومرتزقة.. وكل الأحزاب تافهة وعديمة الجدوى لا تستحق غير أن تسحق بالأحذية كما الحشرات.. وبالمنطق نفسه يرد الآخرون، وبالقوة نفسها بمفردات (الهجاء والشتيمة)، كما قال نزار قبانى، فكيف بالله عليكم يحترمنا الآخرون إذا كنا (جميعاً) كذلك.. هل نستحق أي قدر من الاحترام والتقدير..؟
إن المطالع للاتهامات السياسية المتبادلة خاصة بين طرفي المؤتمر الوطني والشعبي، والأحزاب السياسية الأخرى يؤسفه هذه المهاترات والشد والجذب في معارك أشبه بالمعارك الدونكيشوتية في غير معترك.
وللأسف فإن ذلك ينعكس سلباً على رموزنا السياسية والحزبية الذين لا يفقدون الاحترام وسط قواعدهم فقط، وانما يفقدون الاحترام والتقدير حتى في المعاملات الخارجية خاصة عندما يصبحون بعيدين عن السلطة.
إن زعماء وقادة البلاد ووزراءنا السابقين واللاحقين عندما يخرجون من الحكم ويلجأون إلى الخارج قسراً يعاملون من خلال صغار المسؤولين وصغار ضباط الاستخبارات، ونادراً ما يجتمعون بمن يوازيهم عندما كانوا في السلطة، وفي هذا تصغير لوضعهم وإهانة كبرى ليس لأشخاصهم الزائلة بل لبلدنا بأسره، فهذا السودان كان يوماً ما رجل إفريقيا القوي الذي يساعد الآخرين ويحل لهم مشاكلهم ويقف مع الثوار، وما مؤتمر الخرطوم للصمود عام 1967م إلا مثال صادق على ذلك، فلننظر كيف كنا وكيف أصبحنا نستجدي الإغاثات ونستقبل القوات الأجنبية لتؤمننا من أنفسنا، فهل هناك ما هو أسوأ وأمر من ذلك..؟ أصبح الهم الأكبر ليس هو مجرد دخول قوات أجنبية بل هو التفضيل بين القوات الإفريقية والعربية والدولية تحت البند السابع، والسعي للدعم العربي لسداد فاتورة تلك القوات الأجنبية!!! صدق الشاعر حين قال: لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها... ولكن أخلاق الرجال تضيق.
إننا في حاجة ماسة خاصة في مرحلة التحول الديمقراطي التي نأمل أن تصبح فترة تحول حقيقية نحو الحكم الراشد الى تعزيز ثقافة الاعتراف بالآخر واحترامه وتأمين كامل حقوقه في وطنه وثروات بلاده. وهذا هو الطريق لفتح قنوات الحوار السوداني السوداني بهدف الاتفاق على ثوابت قومية تعيننا على الحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي الذي يستكمل سلام نيفاشا في دارفور والشرق وفي كل ربوع بلادنا ويقفل الطريق تماماً أمام التدخل الأجنبي الذي للأسف بات يمشي على قدميه في بلادنا.