نظرة مواطن لقرارات قمة الخرطوم ... جاسر عبد العزيز الجاسر ( جريدة الجزيرة )

نظرة مواطن لقرارات قمة الخرطوم ... جاسر عبد العزيز الجاسر ( جريدة الجزيرة )


03-30-2006, 05:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1143692756&rn=0


Post: #1
Title: نظرة مواطن لقرارات قمة الخرطوم ... جاسر عبد العزيز الجاسر ( جريدة الجزيرة )
Author: ghariba
Date: 03-30-2006, 05:25 AM

أضواء
نظرة مواطن لقرارات قمة الخرطوم
جاسر عبدالعزيز الجاسر



اختتمت قمة العرب في الخرطوم، وجاءت القرارات كما كان متوقعاً، تجديد لعمرو موسى أميناً عاماً لجامعة الدول العربية لخمسة أعوام قادمة، ورصد مائة وخمسين مليون دولار لتمويل بقاء القوات الإفريقية في دارفور، ومع أنه لم تحدد الدول التي ستدفع هذه الملايين، إلا أن المأمول أن تقوم الدول البترولية الخليجية بدفع المبلغ، في حين يترك الاستعراض للآخرين الذين يجيدون تبديد أموال بترولهم ومنها إشعال فتنة دارفور، وعلى دول الخليج أن يدفعوا لمعالجة (نزوات الأشقاء).
وعلى الطريقة العربية صيغ البند الخاص بلبنان بأسلوب توافقي فمقابل المطالبة بإعادة شبعا إلى لبنان وضع بند دعم المقاومة اللبنانية على الرغم من تحفظ (نصف الوفد اللبناني) أما فيما يخص بالهموم الفلسطينية فثبتت (لاءات بشير) الثلاثة، فقد رفضت القمة العربية الحدود الأحادية التي تزمع إسرائيل فرضها على الفلسطينيين بتحويل معبر قلندية الى (ممر حدودي دولي) ورفضت التدخل في خيارات الشعب الفلسطيني، في إشارة الى الضجة التي تثيرها كل من إسرائيل والغرب بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، ورفضت القمة بشكل قاطع الإجراءات التي تقوم بها اسرائيل سواء تلك المتعلقة بتجويع الشعب الفلسطيني بعدم دفع أموال الجباية التي تحصلها على المنافذ الحدودية والإجراءات القمعية وبناء الجدار العنصري وتوسيع المستوطنات وتجاهلها للقرارات الدولية.
هذه اللاءات الثلاثة التي ترجمت إلى قرارات والتي تتطلب تحركاً عربياً حتى تجد طريقها للتنفيذ رغم صعوبة ذلك في ظل الهيمنة الأمريكية على آليات صنع القرار الدولي والانحياز الفاضح والمستمر لدعم انتهاكات اسرائيل، إلا ان اعادة القادة العرب التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية يجعل خيارات التسوية الخاصة بالقضية الفلسطينية متداولة دولياً واقليمياً ومحصورة في المبادرتين الأمريكية (خطة الطريق) والمبادرة العربية (مبادرة الملك عبدالله) وهذا ما يفرض تحركاً عربياً فعالاً باتجاه القوى الدولية لاعادة تنشيط عملية السلام من خلال تحريك آلية التفاوض بإجبار إسرائيل على الانخراط في عملية التفاوض بجدية والالتزام بمواصلة العملية التفاوضية دون فرض إجراءات أحادية وهو ما يتطلب تواصلاً وتحركاً باتجاه دول اللجنة الرباعية حتى يبدأ العمل جديا باتجاه عودة التفاوض لاستئناف المسيرة السلمية.
وأخيراً تضمنت قرارات قمة الخرطوم إضافة آلية جديدة للعمل العربي، وهي إنشاء مجلس السلم العربي، ونأمل ألا يكون جهازاً (ديكورياً وعبئاً إدارياً ومالياً) جديداً يضاف إلى آليات العمل العربي، وما أكثرها التي لم تحقق شيئاً يذكر سوى استنزافها لموازنة الجامعة واستهلاك وقت (الخبراء) الذين يقدمون توصيات لا يؤخذ بها.
الشيء الإيجابي الأكثر أهمية (في نظري) وفي نظر المختصين والمهتمين بمتابعة العمل العربي المشترك، هو القرارات الهادفة إلى تحقيق الاندماج الاقتصادي العربي من خلال تفعيل آليات العمل العربي المشترك وتنفيذ مشروعات التكامل الاقتصادي، وعلى الخصوص تفعيل وتحريك بنود اتفاقية منطقة التجارة العربية الكبرى، والدعوة الى زيادة الاستثمارات العربية في الدول العربية.
وتأكيدنا على أن هذه القرارات هي الأكثر إيجابية لقناعتنا بأن الأهم الآن في العلاقات العربية هو العمل على ربط المصالح العربية وبناء شبكة منافع تأتي بالتلاحم بين العرب ومن أهمها التجارة والاستثمار ورفع القيود على انسياب البضائع بين الدول العربية وبناء مؤسسات استثمارية حديثة تبتعد عن البيروقراطيات ولا تهتم بتوفير (وظائف) وتشغيل العاطلين دون السعي إلى تحقيق أرباح ومعدلات نمو تعمل فيما بعد على استيعاب العاطلين والباحثين عن العمل في الوطن العربي.



[email protected]