همسة شوق ... بقلم ماضي أحمد محمود

همسة شوق ... بقلم ماضي أحمد محمود


03-22-2006, 05:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1143000229&rn=0


Post: #1
Title: همسة شوق ... بقلم ماضي أحمد محمود
Author: عاطف عبدالله
Date: 03-22-2006, 05:03 AM

همسة شوق
أعوام مضت منذ فارقتها وأنا ارسم في مخيلتي تفاصيل ملامحها الوضيئة خشية أن تندثر , بعد ما فعلت السنون ما فعلت . لكن المفارقة تكمن دائما في أنني كلما حاولت التشبث بتلك التفاصيل أجدها أوضح ما تكون صفاءا وتوهجا , بل لعلها تتجدد في الذاكرة وتأبى أن تبارحها أو تقبل بفكرة النسيان , ولم لا , فهي الوحيدة القادرة على أن تعطيني الإحساس بالأمان .
غريب حقا هذا الأمر ! .. فأنا نفسي كلما نظرت في المرآة بين الفينة والأخرى , أجد اختلافا في الملامح , ولا أرى ذلك مستغربا , فسنوات العمر ليس لها ما يشغلها هذه الآونة سوى أن تنشط في عمليات الهدم والإزالة , ولا أدري أين رأت لافتة " عمال يشتغلون" !
لكن احتفاظ ملامحها بذات العفوية ودهشة الصبا , وتلك النظرة التحريضية غير المقصودة التي تدفعك دفعا إلى البحث عن مواطن الجمال فيها , تحسب أنه لم يرها غيرك , أو لعلك توهم نفسك بذلك , لا يهم ... كل هذا محير حقا , كيف احتفظت هي أو احتفظت لها بذات الملامح ؟! ما سبب تغيب العمال الذين يشتغلون ؟! سؤال تصعب الإجابة عليه , أو ربما لا يشتغل هؤلاء العمال في الذاكرة , وإنما في الواقع ليس إلا .
سنين مرت , و ها أنا أعود . سأرتاح قليلا ثم أشرع في البحث عنها , فالأمر جد يسير , حيث كنت طيلة سنوات الغياب قد اعتمدت وسيلة خاصة للتخاطر , هي ذات الوسيلة التي اعتمدها الشاعر محمد ود الرضى " لى لاح نور أخضراني ... يبقى بسم المحبوب طراني " ولا شأن لي بعد ذلك بؤسائل الاتصالات الحديثة .. فوسيلتي أكثر دفئا وخصوصية .
عفوا , سأرتاح قليلا ثم أبدأ رحلة البحث .. سوف أجدها بكل تأكيد ... أين عساها تختفي ؟ أناس كثر سوف يساعدونني في البحث عنها والعثور عليها , لا سيما وبيننا من أوجه الشبه ما ينبئ بذلك . ملامحي تأخذ من ملامحها , ولغتنا المشتركة أول درس تعلمته في كتاب المعرفة فهي حبيبتي التي أمتطي إليها صهوة أشواقي ولنا من التفاصيل الدقيقة , شأن المحببين , ما يجعلنا في أمان من فقدان الاتجاه , مهما بعدت بنا المسافة , ومهما كانت ظروف النوء والإعصار , ولا أخالها تضن علي بالوعد . نافسني في حبها أخي معاوية جمال الدين , إلا أني اشعر بأنها تحبني أكثر ... سبقني بالعودة إليها , لكن هيهات ! سأتجمل للقاء الحبيبة . كنت في زمان آخر أعتمد على وسامة العلاقة وليس الشكل , ولكنني الآن أحتاج للأولى وأفتقد الثانية . كيف بالله ستراني ؟! يا لهذه الجرأة ... لكأنني لقيتها وارتحت من عناء البحث ؟! غاية الأمر ,علها تراني كما أراها في خاطري . أتراها لازالت شغوفة بي وبمقدمي حفية ؟ إذا طالما كنت أنا كذلك , أم تراها في غربة هي الأخرى ولم تعد ترى من خيالي سوى أشتات من الماضي ورجع الذكريات وأجمل الذكريات تلك التي تأتينا بغتة عند بحثنا عن شئ آخر .
ولكن , كيف أحكي عن ذكرياتي معها ؟ حسنا , سأحاول أن أرويها بأمانة . منذ عرفتها راودتني تلك الفكرة المدهشة ... أن كلمة " الذكريات!" قد جرى تفصيلها على "نفس مقاييسها " لتستوعب كل ما تنطوي عليه من ود وبشاشة وطيبة قلب , ومن ثم أصبحت الذكريات " ماركة مسجلة " باسمها ولها كل الحق في أن تمنحها لمن تشاء إجمالا أو تقسيطا مريحا ... ولكني ولدواعي الغيرة المفرطة , ظللت أرفض أن تكون لغيري.
وبالرغم من ما حباه الله بها من جمال فطري وكبرياء إلا أن بعض أصدقائي قالوا لي أول عهدي بها , أنها لا تتجمل بما يكفي , وكان ردي دوما أن ما يشع منها من ضياء وسنا يلتمس لها العذر في أن تكون على سجيتها . آخرون قالوا لي أنها تكبرك سنا وقد تغنى بها كثيرون قبلك , فقلت لا شئ يهم . طائفة ثالثة قالت هناك من كال لها الهجاء , فقلت طالما أحتفظ لها بذات الملامح التي عرفتها وبسبب منها عشقتها , فالأمر عندي سيان , فأنا أتهيأ الآن للبحث عنها وأتمنى أن تستقبلني بذات الشوق القديم ... فهلا بحثتم معي عنها ... معي الاسم و العنوان ... ولكن لست أدري , إذ تغير كل شئ! قد كان إسمها " أم درمان " ....


ماضي أحمــــــد محمـــود
[email protected]

Post: #2
Title: Re: همسة شوق ... بقلم ماضي أحمد محمود
Author: أحمد طه
Date: 03-23-2006, 11:25 AM
Parent: #1

أخوانى عاطف ..وماضى
الحب كلو
فى غربه هى الاخرى حبيبتكم.. حبيبة الكل
ولكنى متأكد بأنها ستحتفى بكما...يكفينا ودها نحن المؤلفه قلوبنا..فكيف أنتم
فلذاتهاوالام لاتبخل بالحب..فكيف وانتم ولاد بطنها... فقط تعالوا..فأمدرمان ونحن
يقتلنا الشوق .

Post: #3
Title: Re: همسة شوق ... بقلم ماضي أحمد محمود
Author: Hussein Mallasi
Date: 03-23-2006, 03:22 PM
Parent: #2

Quote: فسنوات العمر ليس لها ما يشغلها هذه الآونة
سوى أن تنشط في عمليات الهدم والإزالة

و احالة الباقي من الشعر الاسود لابيض!

Quote: قد كان إسمها " أم درمان " ....

و ما زال ... و الراجح انها ستظل.

_________
ليت ماضي يجد متسعاً للكتابة بانتظام؛
و ليته يشاركنا كعضو في هذا البورد.