"ابق في السودان.لا تعودي أبدا الى الكاميرون"- ماما روزا شرطية افريقية أعادت الثقة للاجئى دارفور

"ابق في السودان.لا تعودي أبدا الى الكاميرون"- ماما روزا شرطية افريقية أعادت الثقة للاجئى دارفور


03-19-2006, 04:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1142737677&rn=0


Post: #1
Title: "ابق في السودان.لا تعودي أبدا الى الكاميرون"- ماما روزا شرطية افريقية أعادت الثقة للاجئى دارفور
Author: هشام المجمر
Date: 03-19-2006, 04:07 AM

نقلا عن نشرة أيلاف الالكترونية بتاريخ 18/3/2006

ماما روزا".. شرطية أفريقية أعادت الثقة في معسكر لاجئين بدارفور
أوفيرا مكدوم من معسكر ارداماتا (السودان): تقود روز ايتيم سيارتها في معسكر ارداماتا كل يوم ويحيط بها أبناء دارفور وهم يهتفون "ماما روزا" وتتوقف عند كل بيت وتحيي الناس باسمائهم.
وتشبه سيارتها البيضاء التي تحمل شارة الاتحاد الأفريقي سيارات الأمم المتحدة مع فارق واحد. فسيارتها تكتظ باللاجئين بل برجال الشرطة وجنود الجيش حيث تنقلهم الى السوق.
وغير مسموح بركوب سيارات الاتحاد الافريقي أو الأمم المتحدة لغير العاملين لكن ايتيم تقول انها يجب أن تكون مع الناس كي تكسب ثقتهم.
ومضت تقول وهي تضحك "عندما يراني الضابط الذي أعمل معه يغضب لكنني لا أبالي."
وايتيم (46 عاما) أم لاثنين في الكاميرون وهي واحدة من بين أكثر من ألف من أفراد الشرطة التابعة للاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان وتحاول إعادة الثقة التي فقدها الناس في المنطقة في السلطات بعد أعمال الاغتصاب والقتل والسلب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.
وكان جميع أفراد الفرقة الأولى للشرطة التابعة للاتحاد الأفريقي من الرجال لكنهم كانوا عاجزين عن مساعدة النساء في دارفور اللاتي يقعن غالبا ضحايا للاعتداءات الجنسية.
وعملت ايتيم شرطية في غرب أفريقيا 25 عاما وتلقت تدريبا على أعمال التمريض وأرسلت في وقت لاحق مع فرقة من النساء لحماية المدنيين الذين يعانون من صدمة ومواساتهم.
وترأس ايتيم مركزا للشرطة تعمل به ست شرطيات أخريات وله وجود على مدار اليوم في معسكر ارداماتا خلال الاشهر الستة الماضية. وتقلصت منذ ذلك الحين الهجمات التي يشنها ميليشيا الجنجويد الى هجوم واحد في الاسبوع بعدما كانت عدة هجمات في اليوم.
وبينما كان سكان المخيم يرفضون نشر قوة للاتحاد الأفريقي قبل 18 شهرا قائلين انهم يفضلون فقط قوات تابعة للامم المتحدة أو الولايات المتحدة الا انهم غيروا موقفهم الان.
قال يحيى شريف اسحاق "الأمور تتحسن ببطء عما كانت عليه من قبل... حتى الشرطة الحكومية أفضل عما كانت عليه من قبل لكن ليس بدون وجود الاتحاد الافريقي هنا."
وذات صباح في الاونة الاخيرة خرجت ايتيم التي ارتدت زي الشرطة الازرق الداكن تبحث عن أم شابة ارتبطت معها بصداقة وكانت تخشى على سلامتها.
وعندما عثرت عليها وجدتها بخير لكن أحد أطفالها الرضع توفي. وتعانقت الامرأتان وأجهشتا بالبكاء.
وتصف واشنطن العنف في دارفور بأنه إبادة جماعية وتلقي باللائمة على حكومة السودان والميليلشيات العربية المتحالفة معها التي تعرف باسم الجنجويد في استهداف القبائل غير العربية. وتنفي الخرطوم تلك الاتهامات.
لكن فر نحو مليونين من أبناء دارفور هربا من الميليشيات الى معسكرات بائسة للاجئين في المنطقة الصحراوية وهم لا يثقون في قدرة شرطتهم على وقف الهجمات اليومية تقريبا التي تواصلت داخل المخيمات.
ويوجد نحو 22500 لاجيء في معسكر ارداماتا القريب من الحدود التشادية يعتمدون في حياتهم على المعونات الغذائية وتحتجزهم الميليشيات كرهائن اذا غامروا بالخروج لابعد من ميل عن محيط معسكرهم.
وقال رجل مسن يدعى ادم خاطر حسن وهو يشير فى أدغال تقع على بعد أقل من ميل عن المعسكر "لا نستطيع أن نخرج لابعد من هاتين الشجرتين."
وتابع قائلا "الجنجويد يأتون لمهاجمتنا حتى داخل المعسكر."
ويحاول جنود الاتحاد الافريقي مراقبة وفرض وقف غير مستقر لاطلاق النار بين المتمردين غير العرب والحكومة وتعمل قوة الشرطة الافريقية غير المسلحة على اعادة بناء العلاقات التي تحطمت بين الناس والشرطة التي يفترض أن تحميهم من هذه الهجمات.
في البداية كان الجيش والشرطة ينظران بريبة الى شرطة الاتحاد الافريقي وكانا يعرقلان عملها.
وعلى سبيل المثال قالت فلورنس انتوي الشرطية بشرطة الاتحاد الأفريقي أنها أبلغت عندما سألت عن محتجزين بأنه تم الافراج عنهم بينما كانوا ما زالوا محتجزين لديها.
وقالت ايتيم "تنكرت ذات مرة في زي امرأة سودانية وتبعت زوجة رجل في السجن لاخذ طعام له لأن الشرطة مستمرة في انكار أنه مسجون لديها." وتم الإفراج عن الرجل في وقت لاحق.
وقالت انتوي إن افراد الشرطة المحلية غير مدربين وبدلا من تسجيل شكاوى الناس يضربونهم ويسجنونهم. وأضافت "كما أنهم يخشون أن نأخذ منهم وظائفهم."
وتمضي ايتيم أو "ماما روزا" كما يطلق عليها ابناء دارفور ساعات بعد وصولها مع الشرطة السودانية لكسب ثقتهم. كما اشترت الاقمشة ودفعت لترزي كي يفصل زيا لأفراد الشرطة وأعطتهم دفاتر ليسجلوا الشكاوى بها.
والان تلجأ الشرطة المحلية اليها ويطلبون منها تفاصيل عن هجمات الجنجويد.
وعندما تسير ايتيم في طرقات المعسكر الترابية يجري خلفها الاطفال. وتحيي كل فرد بإسمه وتتوقف لتربت عليهم في علامة على الحب ولطمأنتهم.
وقالت زينب أبو التي تقيم في معسكر ارداماتا لايتيم وهي تعانقها بقوة كما لو أنها لا تريد أن تتركها أبدا "ابق في السودان.. لا تعودي أبدا الى الكاميرون."
انتهى الخبر
و بدون تعليق