الشماسه ...

رحم الله الراحل المقيم محجوب عبد الحفيظ ذلكم الرجل الموسوعه صاحب الحضور المتألق فى تناول القضايا الأجتماعيه، صاحب (الصلات الطيبه).

وطبعا الشماسه من الشرائح الأجتماعيه زائعه الصيت ، وفى اعتقادى التسميه مستوحاه من الشمس وفى ذلك كنايه على فقدانهم للمأوى.
ولفظ الشماسه يدل على قله التربيه وربما الأحترام(دة زول شماسى) الا انهم مجتمع لا يخلوا من اشخاص فيهم خير و ربما ضل معظم الشماسه الطريق الى المجارى بفعل ظروف اجتماعيه واقتصاديه ولربما سياسيه .
مع ان تجربتى الشخصيه فى التعامل معهم اكدت لى ان عدد منهم مثقفين يقرأون الجرايد و ان الأغلبيه منهم لديهم حضور عالى وذكاء واضح وروح دعابه عاليه جدا.
ومن الطرايف فى تعاملى معهم ان احدهم اخبرنى انهم فى الصباح لا يفعلون اى شيئ قبل او (يربطوا مسمار القلب) ومسمار القلب يعنى (وجبه الفطور). (حكمه ارجوا ان يحدثنا عنها اهل الطب)
اما اللغه التى يتحدث بها هؤلاء الشماسه فهى تتطلب مترجم وهم يسمون هذه اللغه(الرندوك)
ومن الطرايف التى قابلتنى حول هذا (الرمدوك) هذه القصه.

*

بدأت القصه بأن ناس البوليس قبضوا على (شماسه) فى البحر معاهم (شماسيات) وخمرة ومخدرات وتم التحفظ عليهم لعرضهم امام القاضى.

*
داخل المحكمه

- القاضى: يسأل ( الشماسه المتهمين) الحاصل شنو؟
-كبير الشماسه : والله با فردة الحاصل ان انحنا كنا فى البحر لقينا المعلم بتاع العربيه ادانا المفتاح وقال لينا صينوا العروسه(غسلوا العربيه)، قمنا صنا العروسه خليناها ( بنق) بعد شويه الجيك دة قال لى اسمع مهويين وكدة ،ككوك مجريه كيف (الأكل) ، قلت ليهو جدا اديتوا الشرتيت(القروش) كنجق هنق طلع الزلط بعد شويه جانى راجع سألتو شنو وين الككوك قال لى ككوك شنو فى (فراشات طايرين)، كنجق هنق طلعنا الزلط نور طويل نور قصير الفراشات فصلوا طبقناهم
وعشان القعدة تكون دسيسه شلنا (سنه) خمر و(كواميد) مخدرات ومشينا البحر.
بعد شويه النمتى حصل ورفعونا وجابونا هنا وما عارفين عملنا شنوا زاتوووو.
القاضى سأل مستشارو اليمن : اسمع فاهم حاجه ؟ قال ليهو لا والشمال فاهم حاجه قال ليهو لا
تانى القاضى سأل الشماسى: انتو ساكنين وين ؟
الشماسي: فى الموقف الكبير
القاضى : وبتنوموا وين؟
الشماسي: بين البرقع وعجل الحديد
القاضى : حكمت عليكم المحكمه بالبرائه.
الشماسي : اى كدة العدل يا جيييك . يالله يا فرد(جمع فردة)

ولعل هناك الكثير من الرندوك ، اقصد لغه الشماسه التى بدأت تتغول على اللغه العربيه والعاميه السودانيه حتى اننى اخشى ان يأتى علينا يوم نتحدث فيه جميعنا الرندوك

مخرج

ترى هل هناك من يهتم بهؤلاء المساكين يحاول مساعدتهم فى التخلص من الأنتساب للشمس ام ان اهل وطنى قرروا ان ينفقوا فقط لدمير حياتناعبر الحروب والحاقنا جميعا (ان استطاعوا) بالأنتساب الى الشمس.