جوقة صامتة

جوقة صامتة
__________

فيما يمتدُّ اللون الأسود
يعبرُ فيني حدّ الرؤية
يتخطى كل حواجز صبري
إلهامي
ويُحيّز ذاكرتي ضدّ الشوق
يُلهمني الإحساس
يتدفّقُ عشقكِ فرحاً وردياً
يتسلّلُ كالأطفال بلا خجلٍ
يلمسُ فيني عورةَ أشجاني
يدخلني كالماءْ
كالنبتِ الأخضرِ
كالأشباح الخيّرةِ
وكأحلام الناس البسطاءْ
كعصافيرٍ لا تعرفُ معنىً للخوف
تعتزلُ الأجنحة المحدودة
تنزحُ نحو فضاءٍ أوسعُ من ذاكرة الريح
يتسرّب فيني كالروح
يسكنُ أوردتي
يُوقظُ فيني المومياءْ
أنت ...
وتنامين الآن على جرحي
وكأنّكِ سيدةٌ تملكُ أن تقلِبَ جغرافيا الأشياء
تتبعثرُ كلماتي خجلاً
وركيكاً يُصبحُ شعري
حين يكون المعنى أكبرُ
من قاموسِ الشعراءْ
ولذا لا أُفصح عن عشقي
لا أُبحِرُ عكس القدرة ..
وأُغني دون غناء!
لكنّي أعشقكِ رغماً عني
رغماً عن عجزي ..
النابع من إيماني أنكِ
أجملُ حين أُغنّيكِ في صمت
يا أجمل منّي
حين تكونين ملاذي
يا أروع من عشقي
حين تكونين المعنى الأخر للأسماء
أنتِ ..
يا كلّ الأسماء
____________

ديسمبر 2004م

ترنيمة على الهامش
__________________

في البحر أنا أتنفسُ غرقا
إني أتصببُ عرقا
مَن منّا لا تملأ فيه
أو في عينيه النشوة
حين يُراقصُ طيفاً ..
عشقاً ..
ألقا !
تأسره الرغبة
يبكي .. يتهادى عبقا
لا أسمى من طعم النشوة
حين يكون الجسدُ إناءً
لنفرّغ فيه النشوة شبقا
يغمرنا ملكون الهيبة
روحاً .. تتأرجح فوق حبال الموقف
شنقا
يأمرنا أن ( كن )
فنكون
ونُخالس تحت الجلد هدايا
لو نفهم أن العشقَ جنون
أن تتقدم نحوي
تقتلني .. أفقأ عينك
أخلع قلبك منك
وأُقدّم قلبي طبقا
فضعيني حين أنامُ
على عينيكِ أرقا
كي نتعلّم
أن الراحة تعني
بالمعنى الصوفي لنا ( قلقا )
سأكون أنا مُكتنزاً بالعشق
فما أحلاكِ
أو أنّكِ كنتِ العشقا !!
_________

النص :

في أي العصور
تكون زهرة النيلوفر البرية
زهرةً تُعلّق على المعاطف المطرية؟
ومتى ...
حين تخرج الطيور من أعشاشها
يصوّب الصيّاد نحوها رصاصةً
كأنه يخاف من خروجها !
وكيف...
حين أشتهي النُعاس ألتقيكِ
كصرخة الأطفالِ توقظينني
وترسمين في فمي التثاؤب اللذيذ
أحبكِ
حين أنت في يدي وثيقةٌ للحرب
قريةٌ مسالمة ...
وجدولٌ من الغناء ضد بذلةٍ
وبندقية
يا مشتلي .. وباقتي
حين تفقد الأزهار عندنا الهوية
وموطني
ومسكني
حين أفقدُ القضية
حبيبتي
وتسأليني كيف تنتهي الجراح
فوق معصمي
وكيف تبدأ الجراح في دمي
وكيف تنبت الأشجار
مبتورة اليدين
تشوه لحدائق التي
في الحلم .. أشتهي
أن ألتقيكِ عندها
لا ظل تحتها
لا عشق حينها
إذ لم نكن سوية
الوقت ليس للضحك
فالعشب في امتداد قريتي
يؤرق الحقول
وتختفي السنابل الصفراء
حين يحتسي الملازم انتصاره
لا عشق عندها
إن لم نكن سوية
حبيبتي
وتسألين كيف أشتهيكِ؟
كيف أشتهي تفاحةً تُعانقُ الذبول؟
الحلم يزدريني ..
والصمتُ في فمي ..
يُعلّم الكلام أن يسيل في دمي ..
ويصرخ الأطفال ..
عندما يُضاجع الجندي جُثّة الطفولة
حبيبتي ..
وتسألين ..
أين نرسمُ الحرية ؟

في الحقل نرسم السنابل
في الجانب القصي نرسم الجداول
في زند بندقية .. سنرسم الحقول
نرسم ابتسامةً بريئةً
ونمسح الذهول
في ريش كل طائر
في هيبة المناضل
في رحم سنبرية!!
في ساعة القنابل .. سنكتب الأغنية
في معصم المقاتل .. نُمدّد السهول
نُجدّد الوصية

في أي عصرٍ نحن
حين تنبتُ الأشجار دون فرعٍ
دون أوراق
ودون رائحة؟!
من يسجن الريح في قنّينةٍ من القش
يُصادر الهواء .. والطيور المسامحة!
حبيبتي
وتسألينني "كيف نمتُ البارحة" ؟
______________

ديسمبر 2004م

قلبك وطن..

ارسم لى وطنا فى قلبك
بلاحدود ولا اسوار..
سهلا وبقاع
غيما وارض واشجار..
عالما اخر
فيه هويتى المفقوده..
دفئا فى كانون
حبا لغايتى المنشوده...
منذ سنين ماحلمت بهذا
كنت وحيد
احترف البكاء
وحين ياتى البكاء..
يكون للوطن والاصدقاء..
منذ سنين وانا اجمع اوراقى المبعثره..
قدرى تفنن فى بعثرتها
دهرا وراءهو اخر
تسابقوا فى بعثرتها..
صرت وحيد ..بلا قلب
ابحث عن حنين
اكتب الشعر
اخاف الرحيل..
حريق من شرفة القيامه
ليومى ان كان يتصفح
ذكرى الرحيل..
ما ازال حزينا
فكل الكون قبلك اتحسر عليه
واحتاج عمر مديد
افرغه للبكاء..
دعوى للطبيعه
وكل اجرام السماء..
على باب قلعتى
اودع عصر الدموع
واختار (وطنى) فى الحياه..
فحبى نزيف
وصوتى نزيف
وشعرى نزيف
وكلهم الان سعداء..
روح قلبى (هي)
وهي اكسيرى للحياه..


2002