سلفاكير ومشار.. إخوان مسلمون؟

الوحدة العدد 96

كلام رجال

بقلم : لبنى أحمد حسين



سلفاكير ومشار.. أإخوان مسلمون؟

..

ليس بالضروري ان تكون متديناً حتى تحترم الأديان، فغلواء التطرف الديني إنما يجنح لها عادة من هم يظنون أنفسهم متدينين.. لكن بالضروري أن تكون متحضراً حتى تحترم الأديان.. المتحضرون دائماً يحترمون الأديان إسلاماً كان أم يهودية أو حتى بوذية أو كجوراً.. المهم أنها مقدسات آخرين ولهذا ينبغي أن تقدس.. وهكذا فعلت حكومة الجنوب.. وهي تخرق دستورها احتراماً للدين الإسلامي.

دستور السودان واتفاقية نيروبي للسلام رفعا يد الدولة في الجنوب عن الدين.. ووفقاً لهاتين الوثيقتين فإن الدولة غير مسؤولة عن الإنفاق على دور العبادة كنائساً كانت أم مساجد.. كما أنها غير مسؤولة عن الصرف على تعليم الدين ودروسه.. حتى لو كانت هذه الدروس تتعلق باللاهوت، حيث إن تلك الهموم يحملها المجتمع ومؤسساته الخيرية بعيداً عن مال دافع الضرائب وميزانية الدولة.. هذا ما يلتمس من روح الدستور والاتفاق.

وزير التربية بولاية أعالي النيل أرسل خطاباً لإدارة جامعة القران الكريم فرع ملكال التي تتخذ من معهد التربية بملكال مقراً لها وطالبها بإخلاء المقر الذي تملكه وزارته.. غير أن مجلس وزراء الولاية أنكر على وزير التربية هذا التصرف الفردي!.. صعد وزير التربية الأمر لحكومة الجنوب وعناية الدكتور رياك مشار، نائب رئيس حكومة الجنوب.. مشار هو الآخر أوصى بمعالجة الأمر وإبقاء جامعة القرآن الكريم في مكانها، بل في مكان كلية التربية..

حادثة أخرى هي أن والي بحر الجبل السيد كلمنت واني طلب من إدارة جامعة القرآن الكريم فرع جوبا، التي تتخذ من مدرسة (جوبا الثانوية بنات) مقراً لها، إخلاء المدرسة حتى تعود مدرسة كما كانت.. السيد الفريق سلفاكير، نائب رئيس الجمهورية، هو الذي تدخل هذه المرة ووجه بمعالجة الأمر وإبقاء جامعة القرآن في مقر مدرسة البنات الثانوية..

القراران اللذان أقدم عليهما سلفاكير ومشار لا أجد من الكلمات ما هو مناسب لوصفهما.. تلك أخلاق عالية.. ونية حسنة.. وتقديس للدين ليس فوقه تقديس.. ذلك أن الدستور والاتفاقية لا يمنحان ممتلكات الدولة لكلية اللاهوت دعك من كلية للقرآن الكريم بالجنوب.. ولا القانون يعطي جامعة إسلامية أو غير إسلامية حق الاستيلاء على مقار المدارس ومملتكاتها لكنها بادرة طيبة وعربون ثقة من حكومة الجنوب نحو الدين الإسلامي لا ينبغي أن نتركها تمر دون أن تجد حقها من الوفاء والشكر اللازمين.

وهذا العرفان يجب أن لا يدعنا ننسى تنبيه أفرع جامعة القرآن الكريم.. أن ترد التحية بمثلها.. ورد التحية يكون بأن لا تستغل أماكن ومقار الآخرين الذين هم في أمس الحاجة إليها.. مدرسة بنات جوبا.. ومعهد تربية بملكال.. وعلى رجال البر والإحسان ومنظمة الدعوة الإسلامية وغيرها من مؤسسات طوعية أن تسارع بتشييد مباني لفروع جامعة القرآن بالجنوب.. حتى تعود المقار لأصحابها إحقاقاً للحق وطلباً للعدل.. فالإسلام لا يستولى على ممتلكات أحد..

فالمطلوب من المؤسسات الإسلامية بالجنوب أن تضيف بنيات أساسية وتشيد دوراً ومدارس.. لا أن تنزع المدارس من أصحابها.. أم ماذا ترون يا مسلمون؟.. ويا أهل (الانتباهة)!..

بالحكمة و الرؤية الثاقبة سينهزم مهووسى الاسلام السياسى..
فالتحية للفريق سلفاكير و نائبه مشار ..