بوابة حمد النيل - بعد 30 سنة - شكرا محمد السني !

بوابة حمد النيل - بعد 30 سنة - شكرا محمد السني !


03-12-2006, 01:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1142122241&rn=0


Post: #1
Title: بوابة حمد النيل - بعد 30 سنة - شكرا محمد السني !
Author: Agab Alfaya
Date: 03-12-2006, 01:10 AM

Address






From : YAHYA ADAM
Sent : Saturday, March 11, 2006 6:45 PM
To : [email protected]
Subject : Hamad alnil Gate

| | | Inbox



Dear

1000 thanks, our great artist, Alsoni Dafalla, after reading my appeal through u site, visited KHARTOUM, and brought from the archive of the National Theatre, a copy from , the play and gifted to me. I will never forget u effort and his. For me recieving a copy asfter thirty years is like finding a son missing .thanks


YAHYA

هذه رسالة من الاستاذ الكاتب المسرحي والقاص والصحفي يحي العوض مؤلف مسرحية وقصة " بوابة حمد النيل " يشكر فيها الاستاذ الفنان محمد السني دفع الله لتمكنه من الحصول علي نسخة من المسرحية التي ضاعت من المؤلف قبل ثلاثين سنة .
وكنا قد نشرنا هنا في هذا المنبر مناشدة من الاستاذ يحي للبحث معه عن نص المسرحية
ويعبر الاستاذ بفرحته بعودة المسرحية ويصف ذلك بقوله كانما عاد اليه ابن مفقود منذ ثلاثين سنة .

فالف مبروك استاذ يحي ومليون شكر محمد السني دفع
وتسلم بكري ابو بكري

Post: #2
Title: Re: بوابة حمد النيل - بعد 30 سنة - شكرا محمد السني !
Author: Agab Alfaya
Date: 03-12-2006, 01:21 AM
Parent: #1

وكنا قد نشرنا هذه الرسالة التي وصلتنا من الاستاذ يحي العوض كنداء للبحث عن المسرحية

* * *

أسعدني الأستاذ عبد المنعم عبد الله عجب الفيا بإعادة نشر لوحة من "بوابة حمد النيل" وكذلك المداخلات الموضوعية من العديد من أعضاء منبركم المتميز، والذي أضاف قيمة نوعية، جديدة له، بتواصل الأجيال عبر نافذته....
تبلورت فكرة مسرحية "بوابة حمد النيل" من كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان تأليف الشيخ محمد النور بن ضيف الله عن دخول الطريقة القادرية إلى السودان على يد الشيخ تاج الدين البهاري، وتناثرت التفاصيل في تناول سيرة عدة شخصيات منها الشيخ تاج الدين البهاري والشيخ محمد عبد الصادق (جد الصادقاب) والشيخ بان النقا الضرير (جد اليعقوباب) والشيخ عبد الله العركي "من أعمدة البيت العركي".... ولاستكمال مراسيم (البيعة) تبادلت رسائل مع الشيخ الطيب علي المرين ـ رحمه الله ـ أحد أعمدة بيت الصادقاب العريق....

وكما أشرت آنفا إلى "مسرحية بوابة حمد النيل" فقد كانت "البيعة" جزءا من عدة لوحات منها لوحة (يد البدري) للشيخ فرح ود تكتوك وقد شكا البدري، تلميذ الشيخ فرح من دمل في يده ويسمى بالعامية السودانية (نشرة) فأمسك الشيخ فرح بيده وخاطبها قائلا:
يا إيد البدري قومي بدري
اتوضي بدري صلي بدري
ازرعي بدري حُشي بدري
أحصدي بدري شوفي تاني كان تنقدري

ورافقتها أنشودة عذبة صاغها الشاعر المبدع إسماعيل حسن "يا با شيخي يا ود تكتوك"، لحنها الموسيقار ناجي القدسي وأداها الفنان الكبير أبو عركي البخيت.

وكانت اللوحة الثالثة في سياق المسرحية طقوس "دفن الجنازة" جسده الفنان الدكتور عثمان جمال الدين مع خلفية موسيقية للموسيقار ناجي القدسي تتناغم مع أنشودة للختمية تأليف السيد محمد سر الختم بن السيد محمد عثمان الميرغني "الختم" تقول:
عليك اعتمادي كل لحظة بدنياي في الرضا وفي كل شدة
وعند حتوفي ارتجيك لموتتي لتحضرني تختم لي بالحسن ختمة
تقر بها عيني إذ الروح تؤخذ
وكانت اللوحة الختامية تجسيدا لأنشودة "عزة في هواك" للخليل...

شكلت اللوحات الأربع أساس مسرحية "بوابة حمد النيل" وأخرجها الأستاذ الريح عبد القادر في مهرجان المسرح القومي في أواخر السبعينيات إلا أن المسرحية أوقفت بقرار من الأمن بعد عرضها الأول فقد صنفت بأنها معادية للنظام وبسببها واجه مخرجها مضايقات في عمله واضطر إلى الهجرة إلى دولة الإمارات..

لقد تدخل الدكتور اسماعيل الحاج موسى وزير الدولة للإعلام آنذاك لإعادة عرض المسرحية وكذلك الأستاذ بدر الدين هاشم مدير المسرح القومي رحمه الله إلا أن المحاولات لم تثمر، وأحسب أن الأستاذة سعدية عبد الرحيم التي كانت تعمل في وزارة الإعلام ذلك الوقت تعرف المزيد من التفاصيل..

ونتيجة لتلك الأجواء المتوترة وهجرتي إلى أبو ظبي عام 1979م فقدت أصول المسرحية وأناشد عبر منبركم الأساتذة المهتمين بالمسرح والأصدقاء الأعزاء الذين شاركوا في المسرحية التكرم بتزويدي نسخة منها..

والشكر للأستاذ عبد المنعم عجب الفيا اهتمامه بلوحة بوابة حمد النيل التي أعدت صياغتها ونشرت بمجلة الدوحة ومن سياق مقاله أحسب أنه يحتفظ بمجموعة المجلة، لقد فقدت أيضا نصا لقصة بعنوان "وقفة العدل النهائية" نشرت في العدد التالي لمجلة الدوحة.. أتمنى لو كانت في مجموعته..

لقد أدمن جيلنا الترحال يحمل "بقجته" على عجل، يغادر مع "البيان الأول".. وضاع منا الكثير من العمر والورق!


* يحيى العوض
__________

** العم/ يحي العوض مؤلف ومخرج مسرحي وكاتب قصصي وهو مؤسس جريدة الفجر المتميزة التي كانت تصدر بلندن في تسعينات القرن الماضي ويعمل الان باحدي الهئيات الثقافية بقطر.
** * وصلت هذه الرسالة عن طريق اللاخ عضو المنبر راكوبة وانزلها في بوست : " بوابة حمد النيل " ثم بعدها اتصل بي الاستاذ يحي العوض طالبا مني توجيه هذا النداء لتبحثوا معه عن نص مسرحبة " بوابة حمد النيل " ارجو ان يطلع علي هذا النداء الذين ساهموا في هذا العمل الرائع .

Post: #3
Title: Re: قصة : بوابة حمد النيل
Author: Agab Alfaya
Date: 03-12-2006, 01:24 AM
Parent: #1

بوابة حمد النيل *


عند الفجر كان قد اكمل الترتيبات الضرورية لاعلان النبأ الهام ، فهو يعرف منذ ثلاث سنوات ان موعده صباح اليوم . وكعادته كان مستيقظا منذ الهزيع الاول من الليل ، لانه يصلي الصبح بوضوء العشاء.
انعشته نسيمات الصباح التي ما زالت تتعطر بالندي الممزوج بحمرة الشفق .. أطربه زقاء الديوك في وداعها لفلق الصباح ، الذي بدأ ينساب عائدا يحث الخطي ليلحق بموكب الليل ويمسك بأطراف عباءته ، مفسحا الطريق لاشعة الشمس ، التي تتعمد كل صباح اطالة وقفتها عند الغيوم ، حتي لا تحرمه نشوة الفرح التي تعرفها جيدا عندما تلامس مشارف ألافق لتشهد ميلاد يوم جديد .
كان يقف منتصب القامة متهلل ألاسارير منشرح النفس ، واثقا بانه سينجز اليوم مهمته ويزيل عبئا كبيرا سيمكنه من التفرغ لمواصلة سياحته . جال ببصره في ارجاء المكان ، أطمان الي انه أعد كل شيء بعناية وان اللقاء سيتم وفقا للصورة التي رسمها جيدا في ذهنه ...
سيدهشون عند رؤية الكوخ الصغير الذي شيده بعد منتصف الليل من سعف النخل وأعواد القصب عند طرف اللسان الرملي الممتد من داخل النهر ، والذي من اليسير الوصول اليه ،فالمياه في ذلك المكان ضحلة لا تصل خاصرة صبي في العاشرة .. لكن المفاجاة التي ستروعهم ستكون في الوقت المناسب ، عندما يخرج السكين الحاد النصل من جيبه .. و تحسس براحة يده نصل السكين ، وأطمأن بان ضربة واحدة منه تكفي لتدفق شلالات من الدماء ..ووضع مسبحته ألالفية المصنوعة من ثمار الهجليج (اللالوب ) حول عنقه ..
كان يطل علي القرية من الربوة العالية التي تفصل المنازل عن الارض الزراعية الصغيرة عند شاطيء النهر ، وباعلي صوته صاح وتدفقت الكلمات مدوية في وقار وجلال ، اكسبها سكون الصباح قوة اندفاع خارقة تجاوبت معها العصافير والدواب بالصمت واللهفة ، وسمعها كل ردل وامراة وطفل ، جميعهم كانوا يعرفون صوته ، فانطلقوا في حماس يتسابقون لتلبية ندائه ..، ونمعوا حوله ، لاحظوا لالكوخ عند طرف لسان الرملي داخل النهر ، لكنهم لم يجرؤوا علي سؤاله ، ولم يمهلهم ، قال بصوته القوي النبرات :

- أيها الناس ..اليوم موعدنا ... لن يتكر هذا اللقاء ابدا .. اليوم ساقدم لكم ما يبدد خوف ظنونكم . ستجدون أغلي ما تنشدونه " أمن اليقين "
أيها الناس : من يريد منكم السير في طريقنا فليتقدم .. وتاكدوا ان الطريق لاتجاه واحد .. من أراد منكم الطريق فليتقدم .. هيا تقدموا ..!
سري حديثه بينهم مريحا مشجعا .. انهم يصدقونه فقد عودهم دائما ان اقواله افعال , وتعالت الصيحات :
- نريد الطريق ..
- نريد الطريق ..
- اننا مستعدون ..
- نحن رهن اشارتك ..
أشار اليهم بالهدوء ،، ارهفوا السمع . قال لهم :
هنالك شرط واحد ..
من أراد منكم الطريق عليه الوفاء بالشرط ، ولن نسمح له بالتراجع .
في لهفة صاح الحاضرون :
- نقبل كل شروطك ..
- امرك مطاع ..
- لن نتراجع ..
- كلنا مستعدون .
وعندما اخرج السكين من جيبه ولمع نصله الحاد مع انعكاسات الصباح ، صمت الجمع وساد سكون شامل .. العيون تتطلع في دهشة .. قال لهم :
- من أراد الطريق فليتقدم .. شرطنا الوحيد هو الذبح ّ ذبح من يوافق للسير في طريقنا .. وهو لاتجاه واحد ! هيأ تقدموا .. الذي يقبل الشرط عليه الدخول في هذا الكوخ ، واشار باصبعه .. تقدموا ! صمت ..صمت ... صمت .
وفجأة قفز شاب في الخامسة والعشرين من عمره وانفلت من وسط الجمع وباقصي سرعته اندفع داخل الكوخ .. ودخل الرجل في اعقابه والسكين يلمع في يده ..
- لقد جن الرجل ( هتف احدهم ) .
- لا حول ولا قوة الا بالله .. لقد كان اعقلنا ..
- هل تعرفون من هو هذا الشاب ؟
- نعم انه عربس لم يكمل اسبوعه !
- لن يذبحه
- لا اظنه يرتكب جريمة قتل في وضح النهار !

وأطل الرجل من الكوخ وحده وسكينه تقطر دما ، ولوح بها في وجوهم ، بينما نزيف من الدماء يسيل خارج الكوخ مختلطا بمياه النهر .. الذعر يسود المكان .. اغمي علي عدد من النسوة .. صراخ عويل .. هستيريا من البكاء والنحيب .
ويتقدم الرجل ليقف في مكانه ويصيح مجددا :
- ايها الناس من اراد منكم الطريق فليتقدم ، الطريق لاتجاه واحد .. ويتعالي صياح الناس :
- انه مجنون .
- امسكوه لن تذهب دما العريس هدرا.
- اهجموا عليه .
ويفاجئهم شيخ وقور تجاوز الستين من عمره يعرفونه جميعا ، يتجه نحو الكوخ ، بينما تحاول مجموعة من الواقفين منعه ..يقاومهم زاجرا :
- مكانكم لا يلمسني احد ..أنا ادري بمصلحتي ، اذا كان العريس الذي لم يتجاوز الثلاثين قد ذبح ، فانا في الستين. واندفع داخل الكوخ وخلفه الرجل شاهرا سكينه .
انحبست الانفاس واحتقنت الوجوه بمزيج غريب من الغضب والخوف والالم والضجر ..
ثم أطل الرجل والدماء تقطر من سكينه ويديه ، فانحني يغتسل بينما تجمعت بركة قانية اللون حول الكوخ ..لم يتكلم احد ، كانوا ينظرون اليه في ذهول وهو يتقدم نحوهم بخطواته الثابتة وسكينه الطويل النصل .. وكرر النداء :
- ايها الناس ..من أراد منكم الطريق فليتقدم .. الطريق لاتجاه واحد ...!
صمت ..صمت ..صمت صمت الجمع مطرق ينظر تحت أقدامه .. بدأت نظراتهم تتجه نحو واحد منهم يقف في الصف الامامي ، فهو من وجهاء القوم ، معروف بقوته وباسه ، احرجته العيون المتسائلة المستنجدة .. تنحنح ضغط علي أسنانه في غيظ شديد وتقدم في خطوات وئيدة وهو يردد في صوت خافت : " ساذبحه قبل ان ينال مني " ودخل الكوخ والرجل خلفه شاهرا سكينه .
مضت الدقائق متثاقلة .. لم يظهر الرجل علي باب الكوخ .. طال الانتظار .. لا صوت .. لا حركة من ناحية الكوخ ..قال احدهم :
- الآن نهاية الرجل مؤكدة .
- لن نأسف عليه .
- لا أصدق ما حدث .
- امتحان رهيب ..

وخرست الأصوات .. جحظت العيون ، كان الرجل يقف امام باب الكوخ ممسكا بسكينه العتيد يقطر دماء طازجة وبهدوء خاطبهم :
يا قوم طريقنا صعب ..
وأحمد الله فقد خرج من بين صفوفكم ثلاثة رجال يستطيعون حمل الامانة ، انهم مؤهلون للسير بكم في الطريق ، ساغادر دياركم اليوم بعد ان اعانني الله علي اكمال مهمتي . وخرج من داخل الكوخ العريس الشاب ، والشيخ الذي تجاوز الستين ووجيه القوم .. كل واحد ممسك بجلد (الذبيحة ) التي فداه بها الرجل واوصاهم بان يجعلوا منها مصلي لهم .. وعندئذ تتدافع الناس بالمناكب يهتفون .. نريد الطريق ، نريد الطريق .. نريد الطريق .. وكان الرجل قد اختفي من بينهم .

-----------------

* يحي العوض
________________

** حمد النيل هو الشيخ حمد النيل العركي المعروف .

*** نشرت القصة بمجلة الدوحة ( القطرية ) عدد ديسمبر 1980 كما هو ظاهر بالقصاصة ، وقد أطلعت علي القصة فور نشرها وانا بالصف الثالث الثانوي فاعجبت بها الي حد انها ألهمتني قصة اشتركت بها في مسابقة في المدرسة وفازت بالمركز الثالث .واذكر ان رئيس لجنة التحكيم كان استاذنا محي الدين فارس ، انعم الله عليه بالصحة والعافية .

*** * نشرت القصة - بوابة حمد النيل - بمجلة ادب ونقد القاهرية بملف خاص عن الادب السوداني بالعدد 80 ابريل 1992 وكان لي شرف اختيار مواد هذا الملف .

Post: #4
Title: Re: بوست بوابة حمد النيل
Author: Agab Alfaya
Date: 03-12-2006, 01:27 AM
Parent: #1

بوابة حمد النيل

Post: #5
Title: Re: بوست بوابة حمد النيل
Author: محمد سنى دفع الله
Date: 03-12-2006, 05:05 PM
Parent: #4

عجب الفيا
تحياتي واحترامي
وشكرا لكم ومحبتي
في كل المسارح هناك ما يعرف بالريبتوار (اعادة الاعمال الراسخة وعرضها كما هي او اعادة عرضها برؤية جديدة))
واذا كان هذا التقليد مستمر كان حافظنا على النصوص التي عرضت
في رحلتي الاخيرة للسودان ذهبت للمسرح ولحسن الحظ وجدت المكتبة يعدون تنظيمها ولحسن الحظ وجدت اربع نسخ من مسرحية الاستاذ يحي العوض والتي نتمنى ان نراها في كتاب منشورة ليتم اعادتها
هناك الكثير من الاعمال التي يجب عرضها للاجيال الجديدة
يوم المسرح العالمي على الابواب ونتمنى ان يكون احتفال هذا العام على مستوى النهضة الشعبية للفرق الاهلية التي تقود الحركة والجماعات الجادة التي وجدتى نفسها امام تحديات كثيرةعليها تجاوزها
تحياتي ونلتقي في اليوم العالمي للمسرح

Post: #6
Title: Re: بوست بوابة حمد النيل
Author: Agab Alfaya
Date: 03-13-2006, 07:43 AM
Parent: #5

محمد السني دفع الله

الشكر لك مجددا
والتحية لك في يوم المسرح العالمي ولكل اهل المسرح والدراما
والتهنئة مجددا لاستاذنا يحي العوض
ونامل ان نري المسرحية في كتاب قريبا
وعلي خشبة المسرح الاهلي بامبدة حذا بواية حمد النيل


محبتي